الأحد ٢٤ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: آب ٢٠, ٢٠١٨
المصدر : جريدة الحياة
لبنان
تأليف الحكومة اللبنانية يترنح بين عُقد ثابتة ومستجدة
حافظ الركود الحكومي على جموده، وتكاد مساعي التأليف وفق مصادر نيابية لـ «الحياة» «تتجمد معه، عشية عيد الأضحى المبارك، وسط ترنح التشكيلة بين العقد الثابتة والمستجدة مع تمسك كل فريق بمطلبه، ليعود المشهد الحكومي مجدداً إلى مزيد من التأزم والعقد التي لا تنفك تكبر لتصطدم أخيراً بمطلب التطبيع مع سورية، في ظل انقسام المواقف».

وشدد وزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل على «السعي إلى أن ينهض الوطن من أزماته وآخرها الأزمة السياسية والتأخر في تشكيل الحكومة، وذلك على رغم كل الصعوبات، هذا الأمر وإن كان تفصيلياً في حياتنا العامة يتحول مع الوقت إلى أزمة حقيقية تعيق الحلول التي تخرجنا من الأزمات الاقتصادية والمالية التي نعانيها».

استحضار خلافات لا يسرّع بالحكومة

وقال وزير الشباب والرياضة محمد فنيش: «الفرصة التي أمامنا بعد أن أجرينا الانتخابات النيابية وبعد أن أقرينا قانون الانتخابات النسبي وانتخبنا رئيساً للجمهورية من بعد طول الفراغ وأيضاً بعد مشاورات نيابية سمّي رئيس للحكومة، هذه الفرصة تعني أن نعيد بناء مؤسساتنا الدستورية يعني أن نتحمل مسؤولية إدارة شؤون البلاد وأن نتصدى للملفات المتراكمة وأن نبعد البلد عن أجواء التشنج». وأكد أن «اللجوء إلى افتعال واستحضار خلافات سياسية لا يسرّع بالحكومة إنما يزيد من العراقيل، فالمطلوب بالبداية شكل الحكومة بأن نعتمد المعايير التي ذكرنا ثم تتحمل الحكومة مسؤوليتها وتتخذ القرارات في كل الملفات وعندما نتحدث عن الخلافات السياسية أيضاً، آن الأوان للخروج من المواقع السابقة والمواقف السابقة، ينبغي أن نفكّر في مصلحة الوطن، حصلت تحولات وتطورات تجري من حولنا وتحديات كثيرة واجهناها وتجاوزناها ومسؤوليتنا من موقعنا أن نفكّر بمصلحة الوطن وبالتالي مصلحة الوطن تقتضي أن نعوّض ما خسرناه إن على صعيد الاقتصاد أو على صعيد تراكم المشكلات التي يعاني منها المواطن، الكهرباء، المياه، البيئة والنفايات».

وأسف عضو «تكتل لبنان القوي» النائب ماريو عون «لأن يكون الوضع في موضوع تشكيل الحكومة مكانك راوح»، معتبراً أن «شيئاً ما يؤثر في قرار الرئيس المكلف، والذي جعله وكأنه غير مستعجل على التشكيل». ورأى أن «رئيس الحكومة المكلف هو الشخص الوحيد المولج تأليف الحكومة، وعليه عرض المشاريع التأليفية على رئيس الجمهورية مرات عدة ليصل إلى تفاهم مع الرئيس».

واعتبر «أن الموضوع عند القوات اللبنانية أنهم لا يفرقون في ملف التشكيل الحكومي بين رئيس الجمهورية وتكتل لبنان القوي، فللرئيس حصته خصوصاً وزارة الدفاع كونه القائد الأعلى للقوات المسلحة»، مشيراً إلى أن «التكتل هو الأقوى مسيحياً وفق نتائج الانتخابات وعلى القوات التنازل عن حقيبة سيادية». ولفت إلى أن «وزراء القوات اعتمدوا سياسة العرقلة على وزراء التيار على رغم تفاهم معراب». وكشف أن الرئيس عون أبلغ الرئيس المكلف بأن «يأخذ كل وقته في عملية التأليف حتى تتشكل حكومة قوية تتناسب مع العهد»، داعياً المعرقلين إلى «تقديم تنازلات لأن المطالب التي يطرحونها ليست طبيعية».

وأكد عون «التمسك بحكومة وحدة وطنية حفاظاً على التوافق اللبناني»، معتبراً أن وليد جنبلاط «لم يعد بيضة القبان لأننا اليوم وللمرة الأولى أصبحنا نشاركه في الشوف وعاليه»، معتبراً أن هناك دروزاً آخرين «لهم آراء غير جنبلاط ويجب أن يتمثلوا ومنهم الوزير طلان أرسلان». وأشار إلى أن تشكيل حكومة أكثرية هو أمر «متوافر نظراً لوجود 80 نائباً يستطيعون ممارسة سلطتهم، ولكن رئيس الحكومة ليس في وارد هذا الأمر إلى جانب رغبة التيار في أن يكون في حكومة وحدة وطنية». وفي المقابل شدد عضو كتلة «الجمهورية القوية» النائب ​جورج عقيص​ على أن «القوات اللبنانية هي حزب فاعل وهي كتلة نيابية كبيرة ووازنة ويحق لها ما يحق لغيرها، إذاً يحق لها أن تحصل على حقيبة سيادية، و​وزارة الدفاع​ هي من ضمن هذه الحقائب السيادية، إذاً لا مانع من الحصول عليها». وأشار إلى أن «القوات لا تترد باتخاذ الخطوات التي تحافظ على المصلحة العامة وذلك من خلال الانفتاح على كل الفرقاء السياسيين»، ذاكراً أن «قرار ​تشكيل الحكومة​ لم يتخذ بعد لأنه ما زال هناك عقد ولا إشارت إلى حلحلة هذه العقد التي تعيق التشكيل». وأكد أن «موقف القوات واضح في هذا الخصوص، فنحن قدمنا كل ما عندنا تسهيلاً لتشكيل الحكومة والكرة لم تعد أبداً في ملعب القوات».

وقال عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب بلال عبدالله: «هناك في لبنان من يحاول أن يعيش أطول فترة من ترف سياسي»، معتمداً على «نصر مكلل نتيجة انتخابات قيست قوانينها على قياسه ونتيجة تداعيات وتغيرات إقليمية غير آبه بوضعنا الاقتصادي الاجتماعي المتردي، ولهؤلاء نقول: مهما استحضرتم من أعراف جديدة لكسر الطائف وتغييره، ومهما استنجدتم بمشاريع معالجة اللاجئين والموقف من الأزمة السورية، لن نسمح لكم بابتزاز الرئيس المكلف سعد الحريري».

وتوجه إلى من اخترع العقد في تشكيل الحكومة بالقول: «إن لم نتواضع فكل العهد قد يكون في خبر كان، وكل الإنجازات التي تعدون الناس بها ستصبح في خبر كان، وإن لم تتداركوا هذا الأمر واستمررتم في تحديد أدوار وأحجام الآخرين، ستكون هناك تداعيات خطيرة على البلد. لقد حاولتم لي ذراع وليد جنبلاط والحزب التقدمي الاشتراكي في الانتخابات وفشلتم، وأكيد لن نسمح لكم اليوم بلي هذه الذراع، ذراعنا كانت قوية وستبقى قوية».

«تحضير باسيل للرئاسة»

وأشار أمين سر «الحزب التقدمي الاشتراكي» ظافر ناصر إلى أن تكتل «لبنان القوي» هو مَن يعرقل تأليف الحكومة والحُكم الجديد يُريد التحكّم بالبلاد والعباد»، وقال: «هناك مكتب استُحدث لدى «التيار الوطني الحر» للتحضير لانتخاب الوزير جبران باسيل رئيساً للجمهورية». وأضاف: «ثمة محاولة لضرب وجودنا السياسي وهذا سيطاول البيئة والشريحة التي يمثلها الحزب التقدمي وهنا تكمن الخطورة.

لا شكّ في أن هناك محاولة لضرب زعامة وليد جنبلاط وضرب وجودنا السياسي وهذا الأمر خطير وهناك «مشكل» يتمّ تحضيره».

جنبلاط: الآتي أهم من سجالات عقيمة

غرد رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» الوزير والنائب السابق وليد جنبلاط عبر حسابه الخاص على موقع «تويتر» قائلاً: «أياً كانت الخلافات السياسية فأنا أتمنى على الحزبيين والمناصرين أن لا ينفعلوا وأن لا يدخلوا في حلبة الشتائم مهما قيل فينا كحزب أو في كشخص»، لافتاً إلى أن «مشاكل البلاد والآتي علينا أهم من سجالات عقيمة توتر الجو. وهذا الأسلوب يعطل لغة الحوار الموضوعي حول البطالة والنفايات والكهرباء وغيرها من الأمور».

السفارة الأميركية في بيروت: حكومة الولايات المتحدة تدعم الجيش مدافعاً وحيداً عن لبنان

أعلنت السفارة الأميركية في بيروت «أن حكومة الولايات المتحدة ملتزمة الشراكة اللبنانية- الأميركية وتدعم الجيش اللبناني بصفته المدافع الوحيد عن لبنان».

وأصدرت سفارة الولايات المتحدة الأميركية، بياناً حول زيارة مدير السياسات والخطط والاستراتيجيا في القيادة الوسطى الأميركية اللواء مايكل لانغلي، للبنان، من 15 إلى 18 من شهر آب (أغسطس) الجاري، مشيرة إلى أنه «اجتمع مع قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون، وحضر مأدبة عشاء تكريماً لضباط لبنانيين حضروا أخيراً تدريباً في الولايات المتحدة، كما زار قاعدة للقوات الجوية اللبنانية».

ولفتت السفارة في بيانها إلى أن لانغلي «يتولى مسؤولية برامج المبيعات العسكرية الخارجية للبنان، بما في ذلك طائرات سوبر توكانو A-29 وطائرات السيسنا والمركبات القتالية من طراز برادلي».

قائد الجيش: المؤسسة ضمانة لأمن اللبنانيين

أقيم في قاعة العماد نجيم في اليرزة، احتفال تكريمي للضباط المتقاعدين، لمناسبة العيد الثالث والسبعين للجيش، حضره قائد الجيش العماد جوزف عون برفقة رئيس الأركان اللواء الركن حاتم ملاك، إضافة إلى عدد من كبار الضباط.

استهل الحفل بالنشيد الوطني، ثم ألقى اللواء الركن المتقاعد شوقي المصري كلمة شكر فيها الجيش على «جهوده في سبيل الدفاع عن لبنان ووقوفه في وجه العدو الإسرائيلي والإرهاب».

وألقى قائد الجيش كلمة أشار فيها إلى أن «المؤسسة العسكرية هي استمرارية، جيل يسلم جيلاً لتبقى الشعلة مضاءة. افخروا بما قدمتم لأنه كان جسر العبور بين هذه الأجيال، وابقوا على ثقة بأن الرسالة التي حملتموها هي همنا وهدفنا. نعدكم بأننا سنبقى أوفياء لهذه الرسالة مستذكرين رفاقكم الذين غادرونا باكراً في ساحة الشرف لنبقى نحن ونستمر، وليبقى وطننا مصاناً». وقال: «سيبقى الجيش الضمانة لأمن اللبنانيين وأمانهم، والسد المنيع في وجه كل معتد سواء كان العدو الإسرائيلي أم العدو الإرهابي مهما كانت الأثمان والتضحيات».


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
ماكرون يتوقع الأسوأ... والحريري يدرس الاعتذار
الفاتيكان يدعو البطاركة إلى «لقاء تاريخي» لحماية لبنان
البنك الدولي: لبنان يشهد إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية العالمية منذ منتصف القرن 19
عون: الحريري عاجز عن تأليف حكومة
اشتباكات متنقلة في لبنان على خلفيّة رفع صور وشعارات مؤيدة للأسد
مقالات ذات صلة
حروب فلسطين في... لبنان - حازم صاغية
نوّاف سلام في «لبنان بين الأمس والغد»: عن سُبل الإصلاح وبعض قضاياه
حين يردّ الممانعون على البطريركيّة المارونيّة...- حازم صاغية
عن الحياد وتاريخه وأفقه لبنانياً
جمهوريّة مزارع شبعا! - حازم صاغية
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة