الأثنين ٢٥ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: آب ١٧, ٢٠١٨
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
واشنطن وباريس تتمسكان بأولوية الحل السياسي
باريس، موسكو - رندة تقي الدين، سامر إلياس
فيما خيم هدوء حذر على محافظة إدلب في الشمال السوري، أعلنت واشنطن أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو والمبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا شددا خلال لقائهما على أولوية التوصل إلى حل سياسي في سورية يسبق إعادة الإعمار وعودة اللاجئين، وهو الموقف الذي عبرت عنه أيضاً باريس التي أعلنت أن الرئيس إيمانويل ماكرون ورجب طيب أردوغان شددا في اتصال هاتفي أمس، على العمل من أجل دفع مسار سياسي ذي صدقية يمهد لعودة اللاجئين السوريين. في موازاة ذلك، نفى الكرملين وجود قمة رباعية في إسطنبول، في حضور قادة تركيا وألمانيا وفرنسا، على جدول الرئيس فلاديمير بوتين في 7 أيلول (سبتمبر)، مشيراً إلى أن العمل جار لبحث فرص عقد قمة لرؤساء ضامني آستانة (روسيا وتركيا وإيران) في الأيام العشرة الأولى من الشهر المقبل.

وأجرى ماكرون اتصالاً هاتفياً بأردوغان أمس تناول مطولاً الأزمة السورية. وأعلنت الرئاسة الفرنسية في بيان أن ماكرون أعرب عن قلقه من الوضع في إدلب، ونتائج هجوم محتمل للنظام، إنسانياً وأمنياً وسياسياً. كما أكد أهمية دور تركيا والمحادثات مع الدول المعنية، بينها روسيا والولايات المتحدة، لتفادي تصعيد. وأكد الرئيسان ضرورة تكثيف الجهود المشتركة من أجل دفع مسار سياسي ذي صدقية يشمل الجميع، على اعتبار أنه يضمن استقرار سورية ووحدتها، ويتيح في الوقت المناسب عودة آمنة وكريمة وطوعية للاجئين، بشروط المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة. وأضاف البيان أن فرنسا وتركيا ستعملان معاً للتقريب بين مساريْ آستانة والمجموعة المصغرة حول سورية.

وفي واشنطن، قالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت في تغريدة على «تويتر» أن بومبيو ودي ميستورا، خلال لقائهما أمس، «اتفقا على أنه يجب على الأطراف المعنية اتباع الطريق السياسي، وأن من السابق لأوانه أي حديث عن إعادة الإعمار في سورية في ظل غياب الحل السياسي هناك». وأضافت أن الحل السياسي وفق قرار مجلس الأمن الرقم 2254 يقضي بإصلاح الدستور وإجراء انتخابات حرة ونزيهة في البلاد. وذكرت أن بومبيو تطرق أيضاً إلى قضية اللاجئين السوريين، مشيراً إلى أن عودتهم يجب أن تجرى بمشاركة المؤسسات الأممية المعنية، وبعد أن تستقر الأوضاع الأمنية في سورية.

وفي موسكو، ورداً على طلب لتأكيد مشاركة بوتين في القمة الرباعية التي أعلنت تركيا عنها سابقاً، نصح الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف «الاتصال بزملائنا الأتراك. شركاؤنا سيوضحون لكم هذه المعلومات»، نافياً وجود مثل هذا الاجتماع على جدول أعمال بوتين. لكن بيسكوف أكد أن «التحضيرات متواصلة لإمكان عقد قمة لرؤساء تركيا وروسيا وإيران للبحث في الملف السوري بداية أيلول، في الأيام العشرة الأولى منه»، موضحاً: «هناك ملاحظات في هذا الشأن (القمة الثلاثية)، وبعد تنسيق جداول عمل الرؤساء الثلاثة، سنخبركم بموعد القمة».

ورجحت أوساط روسية أن «موسكو تتمهل الإعلان عن حضور القمة الرباعية، وتنتظر ما يمكن أن تتمخض عنه زيارة بوتين لبرلين ونتائج اجتماعه مع المستشارة أنغيلا مركل السبت في الشأن السوري»، في حين ذهب خبراء روس إلى أن «موسكو لا ترغب في إغضاب إيران بإعلان المشاركة في قمة تناقش الأزمة السورية في غيابها، في حال لم تضمن مشاركة أوروبا في خطة روسية لإعادة إعمار سورية وإعادة اللاجئين، وتقديمها على الحل السياسي». وقال مصدر روسي أن «موسكو تفضل عقد القمة الثلاثية بعد إحراز تقدم في موضوع إدلب لجهة التزام تركيا إنهاء وجود جبهة النصرة والفصائل المصنفة إرهابية».

ميدانياً، تراجع حجم قصف قوات النظام السوري على محافظة إدلب، في وقت أعلنت غرفة عمليات ريف حلب الجنوبي التابعة لفصائل المعارضة المسلحة، قرى عدة مناطق عسكرية، ودعت الأهالي إلى إخلائها موقتاً تحسباً لهجوم من قوات النظام. في الوقت ذاته، نقلت وكالة «رويترز» عن الجيش العراقي إعلانه في بيان أن طائراته دمرت غرفة عمليات تابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) داخل سورية، في غارة قتلت عدداً من المسلحين الذين كانوا يخططون لهجمات. وأوضح: «وفق المعلومات الاستخبارية، كان الإرهابيون الذين قتلوا، يخططون لعمليات إجرامية بالأحزمة الناسفة لاستهداف الأبرياء خلال الأيام القليلة المقبلة داخل العراق».

إلى ذلك، أعلن نائب قائد القوات العسكرية الروسية العاملة في سورية سيرغي كورالينكو أن أكثر من ألف عنصر من الجيش الروسي من المختصين في نزع الألغام وإبطال العبوات الناسفة يعملون في سورية، وقال أإن الجنود الروس المختصين في إزالة الألغام يدربون عناصر من الجيش السوري للقيام بالمهمة لاحقاً.

وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ذكر أن المختصين الروس من مركز مكافحة الألغام العامل في سورية، قاموا منذ عام 2016 بتطهير أكثر من 17 ألف مبنى، وأزالوا أكثر من 105 آلاف عبوة وقذيفة، كما نزعوا الألغام والعبوات الناسفة التي خلفها «الإرهابيون» من أراض تزيد مساحتها على 6.5 ألف هكتار.

وفي إطار التعاون العسكري الذي تراهن عليه موسكو مع دمشق، وصل ثمانية أطفال سوريين إلى مدينة سان بطرسبورغ استعداداً للالتحاق بمدارس عسكرية روسية، بمقتضى اتفاقية بين الطرفين. وقالت رئيسة اللجنة الفرعية للتعاون العسكري - التقني الدولي أولغا كوفيتيدي أن «إعداد ضباط عسكريين على مستوى عال من الاحترافية في روسيا، يُعتبر استثماراً جيداً لمصلحة مستقبل سورية وأمنها... وسيغدو هؤلاء نخبة في الجيش العربي السوري».


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة