الأحد ٢٤ - ١١ - ٢٠٢٤
بيانات
التاريخ:
آب ١٢, ٢٠١٨
المصدر :
جريدة الحياة
رياشي يناقش مع بري والحريري عقدة التمثيل: ليتواضع البعض... لا أحد يمكنه أن يحسب حجمه مرتين
لا يزال الملف الحكومي، يشهد حركة متسارعة، مترافقة مع الحديث عن أجواء إيجابية وطرح أفكار جديدة لمعالجة عراقيل التأليف، غير أن هذه الحركة لم تش حتى الآن بأن ولادة الحكومة باتت قريبة، إذ إن العقد تراوح مكانها مع تمسك الفرقاء السياسيين المعنيين بها بمطالبهم، أحجاماً وحصصاً وحقائب، وفق مصادر نيابية متابعة.
وفيما عكست مصادر الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري أجواء تتقاطع مع الأجواء التي عممها «التيار الوطني الحر» بعد لقاء الحريري ورئيس التيار الوزير جبران باسيل الأخير في بيت الوسط، وتؤكد أن الاجتماع كان إيجابياً ومفيداً، ويبنى عليه في مشاورات التحرك المقبل مع مختلف القوى والتيارات السياسية، فإن المصادر النيابية ترى أن الأجواء الحكومية لا تزال تترنح على خط العقد التي تواجهها.
وفي وقت فتح تحرك الرئيس الحريري منذ لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ومن ثم باسيل كوة كبيرة وحواراً في جدار الأزمة، التي طبعت العلاقة في وقت سابق بين تياري «المستقبل» و «الوطني الحر»، فإن منسوب التفاؤل لم ينسحب على بقية الأطراف، بانتظار مسار حركة المشاورات في الساعات المقبلة.
وفي سياق الاتصالات الجارية على خط تأليف الحكومة زار وزير الإعلام ملحم رياشي، موفداً من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الموجود في الخارج، الرئيس بري، وعرض معه الوضع الحكومي عموماً وعقدة تمثيل القوات خصوصاً.
وزار لهذه الغاية مساء أمس الرئيس الحريري في بيت الوسط.
ووصف رياشي اللقاء مع بري بـ «الممتاز وأن الأمور إيجابية والرئيس بري يساعد الرئيس المكلف في حلحلة العقد أمامه، وهكذا فعل «الحكيم» إذ قدم التسهيلات أمام الحريري إلى الحدود القصوى، لكن تبقى بعض العقبات أهمها أن بعضهم يظن أن الحكومة تؤلف على جبل الأولمب حيث تعيش آلهة الأساطير، في حين أننا كائنات بشرية عادية نسعى إلى ذلك، لكن الأهم هو أن يتواضع هذا البعض ويعرف أن وحدة المعايير هي كل متكامل لا تنطبق على سواه من دونه، بل عليه وقبل سواه».
وزاد: «نقول في الليتورجيا الملكية، «إن من يرتل كمن يصلي مرتين» أما في السياسة فنقول، «لا أحد يمكنه أن يحسب حجمه مرتين»، وكفى بالله وكيلا».
ونقل زوّار بري أن «لا فيتو من حركة أمل وحزب الله على حصّة «القوات» وعلى إسناد حقيبة سياديّة لوزير منها.
وفي المواقف شدد عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب وهبي قاطيشا على أن «من المبكر الحديث عن نوعية الحقائب، ومن غير المنطقي التداول في هذا الأمر لأنه متروك للمشاورات التي تُجرى مع الرئيس المكلّف». وأكد أن «حزب القوات لا يزال مصراً على 5 حقائب، لأن عدد الوزراء أساسي كما نوعية الحقائب».
وأكد عضو التكتل ذاته النائب عماد واكيم «أن الاتصالات مع الرئيس الحريري جيدة ومتماسكة». وسأل: «كيف تكون الحكومة بمن حضر؟ هناك من يطرح حكومة أكثرية، فمن هي هذه الأكثرية؟»، لافتاً إلى «أن الواضح أن هناك تجانساً موضوعياً وتآلفاً في المواقف بين الرئيس الحريري والقوات والنائب السابق وليد جنبلاط والرئيس بري من دون حلف سياسي». وأشار إلى «أن ما يطرح لا يخرج عن نطاق التهويل كي تصل الأطراف المعنية بالعقد التي يفتعلها الوزير باسيل إلى أن «تلك» لكن القوات لن «تلك».
وعما إذا كانت القوات ستوافق على حصة تتكون من أربع حقائب بينها ثلاث حقائب أساسية ووزير دولة، شدد على «رفض القوات هذا الأمر، لأن حصة القوات بحسب كل التوازنات التي أجريت هي خمسة وزراء»، مؤكداً أن «القوات ستكون في الحكومة بالشكل الذي يجب أن تكون فيه، ولن نقبل إلا بالحصول على وزارة سيادية».
وأكد النائب قاسم هاشم أنه «حتى اللحظة العقد داخلية، وحتى لو كان هناك أي تأثير خارجي فنحن نستجره».
وعن مكافحة الفساد، لفت إلى «أن خريطة الطريق واضحة وتبدأ بالعودة إلى القانون وتطبيقه»، مشيراً إلى «أن هناك من رفعوا شعارات مكافحة الفساد وهم آباء الفساد وفضيحة الكهرباء أكبر مثال».
ورأى عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب هادي أبو الحسن، أنه «لا تقوم في البلد حكومة على قاعدة الغلبة والاستئثار والإقصاء أو على قاعدة الحصول على الثلث المعطل من أي فريق كان». وقال: «لهذا السبب هذا الطرح لن يمر، البلد محكوم بتوازن سياسي دقيق وعلى جميع القوى السياسية مراعاة هذا التوازن».
«بري والحريري متفهمان موقفنا»
وحول إمكان تدخل بري لدى النائب السابق وليد جنبلاط بهدف إشراك الوزير طلال إرسلان في الحكومة، أجاب: «إذا أردنا التحدث بالمعايير وبمعادلات ثابتة، فاللقاء الديموقراطي فاز بالانتخابات فوزاً ساحقاً والنتائج واضحة، إضافة إلى أنه رافق الانتخابات جو مشحون ومحاولات استهداف ولا رغبة لدينا أن نساير بهذا الموضوع، ونحن ثابتون على هذا الموقف، فالرئيس بري متفهم لهذا الأمر، وكذلك الرئيس الحريري ومعظم القوى الأساسية، ويبقى أن على من وضع هذه العقدة أن يزيلها ويسهل عملية التأليف. فليبتعدوا نهائياً عن فكرة حكومة أكثرية وأقلية لأنه أمر غير وارد بالنسبة إلينا».
ولفت عضو اللقاء ذاته النائب فيصل الصايغ إلى أن «سهلنا انتخاب رئيس الجمهورية وانطلاقة العهد سابقاً وبالمقابل جاء القانون الانتخابي من أجل الأكل من صحن الحزب التقدمي الاشتراكي«، مشيراً إلى «أننا ساهمنا إيجابياً بوصول الرئيس عون ولم نقابل بالإيجابية نفسها لا نحن ولا حزب القوات». وأشار إلى أن «كتلة «لبنان القوي» طرحت فكرة حكومة أكثرية مع عدد من الحلفاء ومنهم «حزب الله« الذي رفض الأمر بشكل قاطع»، مشيراً إلى أن «حزب الله» أكد أنه وفي حال تراجع الرئيس الحريري عن التكليف فإننا سنعيد تكليفه».
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك
اطبع الكود:
لا تستطيع ان تقرأه؟
جرب واحدا آخر
أخبار ذات صلة
ماكرون يتوقع الأسوأ... والحريري يدرس الاعتذار
الفاتيكان يدعو البطاركة إلى «لقاء تاريخي» لحماية لبنان
البنك الدولي: لبنان يشهد إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية العالمية منذ منتصف القرن 19
عون: الحريري عاجز عن تأليف حكومة
اشتباكات متنقلة في لبنان على خلفيّة رفع صور وشعارات مؤيدة للأسد
مقالات ذات صلة
حروب فلسطين في... لبنان - حازم صاغية
نوّاف سلام في «لبنان بين الأمس والغد»: عن سُبل الإصلاح وبعض قضاياه
حين يردّ الممانعون على البطريركيّة المارونيّة...- حازم صاغية
عن الحياد وتاريخه وأفقه لبنانياً
جمهوريّة مزارع شبعا! - حازم صاغية
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة