السبت ٢٣ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تموز ٤, ٢٠١٨
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
تركيا تفرض نفوذها في عفرين بمدارس ومستشفيات وشرطة
عفرين (شمال سورية) - رويترز
الأعلام التي ترفرف في مدينة عفرين السورية هي أعلام المعارضة السورية وتركيا، لكن ليس هناك أدنى شك بشأن من له السيطرة في هذه المدينة التي نالت منها المعارك.
فبعد قرابة أربعة أشهر من انتزاع قوات تدعمها تركيا السيطرة على تلك المنطقة الواقعة في شمال سورية من قبضة «وحدات حماية الشعب» الكردية المسلحة تفرض العلامات على نفوذ تركيا نفسها في كل مكان، من المشروبات الغازية التي تباع في متاجر مغبرة إلى الوجود الكثيف لقواتها الأمنية في الشوارع.

وفتح توغل تركيا في شمال غربي سورية جبهة جديدة في الحرب الأهلية المتعددة الأطراف، وسلط الضوء على الدور الأكبر للقوى الأجنبية في الصراع الدائر منذ نحو سبع سنوات. وليس واضحًا إلى متى ستحتفظ أنقرة بنفوذها على عفرين التي كانت سابقًا منطقة يهيمن عليها الأكراد قرب حدودها الجنوبية.

وقال أحمد (27 عاماً)، معلم التاريخ الذي ذكر أنه يقطن عفرين من أربعة أعوام: «عندما جاءت تركيا للمساعدة، بقينا هنا». وأضاف الشاب العربي أنه يؤيد المعارضة المسلحة وأغلبها من العرب. وقال «إن الحياة الآن أفضل منها في ظل وجود الفصيل الكردي المسلح».

كان أحمد يتحدث مع مجموعة من الصحافيين الأجانب الذين يزورون عفرين برفقة مسؤولين أتراك.

وفي العملية التي أطلقت عليها أنقرة اسم «غصن الزيتون»، طرد الجيش التركي وحلفاؤه في «الجيش السوري الحر» مسلحي «وحدات حماية الشعب» من عفرين في آذار (مارس).

وعن الجهود التركية، قال محمد خالد (31 عاماً) عضو المجلس المحلي المنتخب حديثاً في عفرين: «لقد فتحوا مستشفيات، وجمعوا الأطفال للذهاب إلى المدرسة». وقال رئيس البلدية زهير حيدر للصحافيين من خلال مترجم، إن «20 شخصاً انتخبوا في نيسان (أبريل) لعضوية المجلس المحلي». وأضاف أن «من بينهم أكراداً وتركماناً وعرباً».

وتعتبر السلطات التي يقودها الأكراد والتي تدير مناطق شمال سورية، وكان من ضمنها عفرين في السابق، تركيا قوة غازية.

وقالت إلهام أحمد التي تنحدر من عفرين وهي عضو كبير في الإدارة السياسية التي يقودها الأكراد في مقابلة مع «رويترز» في الآونة الأخيرة: «عفرين محتلة»، وأضافت: «النازحون من عفرين حالياً يعيشون بمنطقة ذات مساحة صغيرة بالمخيمات وداخل بيوت مهدمة».

وقبل عامين توغلت تركيا شرقاً في شكل أكبر شمال سورية في عملية أُطلق عليها اسم (درع الفرات) للقضاء على مسلحي تنظيم «داعش» ووقف تقدم «الوحدات» الكردية. وأصبح لتركيا وجود هناك منذ ذلك الوقت وبدأت فتح مدارس والمساعدة في إدارة مستشفيات.

وفي هذه المنطقة يدرس تلاميذ المدارس اللغة التركية كما توجد لافتات إرشادية باللغة التركية وقوة شرطة دربتها تركيا ومكتب بريد تركي. واتهمت دمشق تركيا بأن لها أطماعاً استعمارية بينما يندد بعض الناشطين السوريين بما يصفونه بإضفاء الطابع التركي على المنطقة. وقال مسؤول إن عفرين ستشهد على الأرجح تطبيق «نموذج مماثل» لما تم في مناطق أخرى واقعة إلى الشرق منها. وأضاف المسؤول أن «قوات الأمن التركية ستبدأ الأسبوع المقبل عملية انسحاب من عفرين»، مضيفاً أن «تلك العملية ستكون بمثابة مشروع طويل الأمد، إذ إن قوات الشرطة المحلية بحاجة إلى تدريب كامل قبل إتمام الانسحاب».

وقال مسؤول آخر إنه يتم حالياً تدريب نحو ألفي شخص للعمل كأفراد شرطة محلية. وقالت امرأة في الشارع، قبل أن تسارع الخطى بعيداً: «نحن خائفون من الوضع. المشكلة هي الشبان. لا أمن لهم».

ويقف في نقاط التفتيش شبان مسلحون، منهم من يبدو صغير السن في أواخر العشرينات، يرتدي كل منهم زياً عسكرياً وخفّاً. أما سيارات الشرطة التي كانت تجوب المنطقة، فقد كُتب عليها باللغتين العربية والإنجليزية وُلصق على نوافذها العلم التركي.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش الشهر الماضي، إن مقاتلين تدعمهم تركيا استولوا على أملاك المدنيين الأكراد ونهبوها ودمروها في أعقاب عملية عفرين. وعلى الرغم من أن متاجر كثيرة مازالت مغلقة كان أحد الشوارع يعج بالناس. وجلس رجل مسن وسط بعض أقفاص الدجاج في سوق موقتة بينما كانت نحو 12 من أسماك السلور كبيرة الحجم ملقاة أمامه على الأرض وكان بعضها لا يزال يتحرك.

وقال مسؤول آخر «إن تركيا تهدف إلى عودة الحياة لصناعة زيت الزيتون بعد تضرر منشآتها خلال القتال».

والتقى المسؤولون مع الصحافيين في مجمع آمن بعيد من الشارع الرئيس. وكان على المبنى لافتة كتب عليها «جمهورية تركيا، مكتب حاكم خطاي، مركز عفرين لتنسيق المساعدات الإنسانية». ورُفع على المبنى علم المعارضة السورية وعلم تركيا.

وعن هذا المبنى قال أحد المسؤولين: «هذا موقع خاضع تحت سيطرة السلطات التركية».


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة