الأحد ٢٤ - ١١ - ٢٠٢٤
بيانات
التاريخ:
تموز ٢, ٢٠١٨
المصدر :
جريدة الحياة
الحريري «صامد» في تصوره للحكومة المتوازنة
شكل اجتماع الرئيس المكلف سعد الحريري ورؤساء الحكومة السابقين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام، مساء أول من أمس علامة فارقة في المشهد السياسي اللبناني، في ظل التعقيدات التي تحيط بتشكيل الحكومة الجديدة، وما يتردد عن ما يرافق جهود حلحلة العقد من تباين بين الحريري وفريق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون و «التيار الوطني الحر» على الصلاحيات في عملية التأليف، على خلفية الشروط والشروط المضادة في تقدير حصص الفرقاء الذين يفترض أن تضمهم التشكيلة الحكومية.
وتقول مصادر معنية بالاجتماع الرباعي لـ «الحياة» إن البيان المقتضب الذي صدر عن مكتب الحريري الإعلامي كان «ناعماً» ويتجنب ذكر موضوع الصلاحيات، إذ اكتفى بالإشارة إلى أن «وجهات النظر كانت متوافقة حيال مختلف الملفات، إذ أكد الجميع على أهمية التعاون مع الرئيس المكلف والتضامن على دعمه في مهمته لتأليف الحكومة العتيدة وما يلي التأليف من مسؤوليات». إلا أن هذه المصادر، على التكتم حول ما بحثه المجتمعون، رأت أن مجرد اجتماع الرؤساء الأربعة رسالة إلى سائر الفرقاء حول التفاف الرموز السنية حول الحريري من خلال نص البيان على «التضامن على دعمه».
وتشير المصادر إلى أن ما سبق الاجتماع أظهر أن هناك ضغوطا على الحريري كي يقدم التنازلات عن ما يراه قيام حكومة متوازنة، عبر دعوات من قبل بعض نواب «التيار الحر» ونائب رئيس البرلمان إيلي الفرزلي لتحديد مهلة للرئيس المكلف في التأليف، (لا ينص عليها الدستور) إذ إن الأخير اقترح في تصريح علني صيغة لسحب تسميته للتأليف عبر مجلس النواب بعد رسالة من رئيس الجمهورية، بحيث يعيد الرئيس عون الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس جديد للتأليف.
تفاهم مع عون
وفي المقابل، تقول أوساط الرئاسة لـ «الحياة» إن الرئيس عون «ليس في وارد ما يحكى عن وضع مهلة للحريري وعن البحث عن بديل له بفعل تأخير التأليف نتيجة عقد تمثيل «القوات» والتمثيل الدرزي، وأن الرئيسين يتعاونان على تفكيك العراقيل إلى أقصى الحدود». كما أن مصادر مطلعة على أجواء الحريري أوضحت لـ «الحياة» أن سلوكه الحذر والهادئ يدل إلى أنه «يسعى إلى استيعاب الأمور وعمليات الضغط والابتزاز التي تحصل وإذا كان هناك من تهويل عليه عبر مواقف إعلامية وتصريحات من هنا أو هناك، فإنه لا يأخذ بها لعلمه الكامل بأن لا أفق لها، ولذلك يتابع إشاعة أجواء التفاؤل بإمكان حلحلة العقد. ولفتت المصادر إلى أن الحريري وغيره من المنغمسين في عملية التأليف يعتبرون أن كل التهويل والابتزاز الذي يحصل «سيصبح خلفنا بمجرد ولادة الحكومة فيتبين كم أن الضغوط لا مفعول لها». وجاءت ملاحظة المصادر ذاتها على خلفية الاعتقاد بأن ولادة الحكومة «قد تقترب من خواتيمها من دون استبعاد وجوب التعاطي بحذر مع هذا الاستنتاج إذا أراد فريق ما الإبقاء على نمط العرقلة ووضع العصي في الدواليب».
وعن اجتماعه برؤساء الحكومة السابقين أول من أمس قالت مصادر واكبت الاجتماع ، إن الرؤساء الأربعة اتفقوا على التكتم على مواضيع البحث، لكنها أوضحت مما توفر لديها من معطيات عما دار خلاله، لـ «الحياة» أن الحريري عرض شريط الاتصالات التي أجراها من أجل معالجة العقد، وأن «لقاءه الأخير بالرئيس عون الخميس الماضي كان جيداً وأن لا مشكلة بينه وبين رئيس الجمهورية». وخرج الرؤساء الثلاثة السابقون بانطباع، وفق هذه المصادر بأن الحريري ملتزم مع رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» في شأن مطلبه حصر تسمية الوزراء الدروز الثلاثة، في حكومة يصر على أن تبقى ثلاثينية ولا تتعداها إلى 32 وزيراً، كما سبق أن اقترح رئيس «التيار الحر» الوزير جبران باسيل وكذلك الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله الجمعة الماضي. وأضافت المصادر أن الحريري كرر ما سبق أن أبلغه للرئيس عون بأنه لا يعقل تجاوز الحجم الذي حصلت عليه «القوات» في الانتخابات التي لا بد من مراعاة تمثيلها على هذا الأساس، وهو صامد على اقتناعه بموقفه مما يسمى عقدتي تمثيل «القوات» و «الاشتراكي». إلا أن المصادر لم تتوافر لديها معلومات عما إذا كان الحريري أبلغ رؤساء الحكومة السابقين بعدد الوزراء الذي يقترحهم لتمثيل «القوات»، وإن كان الانطباع الذي تكون لدى هؤلاء بأن مسألة الحقيبة السيادية لم تحسم بعد، كذلك مسألة نيابة رئاسة الحكومة المتنازع عليها بين «القوات» وبين عون و «التيار الحر» .
لا ثلث معطل
وذكرت المصادر أن التوجه العام في إحداث التوازن في تأليف الحكومة سيحتم عدم حصول أي فريق على الثلث المعطل فيها. وقالت إن الحريري لا يترك مناسبة إلا ويؤكد على التمسك باتفاق الطائف والذي بات دستوراً ينص على أنه هو من يشكل الحكومة بالتنسيق مع رئيس الجمهورية وأنه لن يفرط بالصلاحيات التي أعطيت له في هذا الشأن.
أما في شأن ما تضمنه بيان المكتب الإعلامي للحريري عن الاجتماع الرباعي في شأن تضامنهم حول «ما يلي التأليف من مسؤوليات» قالت المصادر إنهم توقفوا أمام الأوضاع المقلقة في المنطقة وما يرافقها من تطورات دراماتيكية توجب البقاء على التضامن والتنسيق، إضافة إلى ملاحظتهم بأن موقع رئاسة الحكومة يجب أن يتمتع بالاستقرار والثبات أمام المهمات الملقاة على الحريري لجهة معالجة الوضع الاقتصادي الصعب، خصوصاً أن موقعي رئاسة الجمهورية والبرلمان يتمتعان بهذا الاستقرار الذي يوجب عدم إخضاعه أمام المحطات المقبلة للهزات والتهويل من النوع الذي يشهد الوضع السياسي بعض فصوله في عملية التأليف. وعليه قالت المصادر المعنية بالاجتماع الرباعي إن الرؤساء الأربعة تطرقوا إلى كلام السيد نصر الله عن اعتماد معيار التمثيل بإعطاء كل كتلة من 4 نواب وزير وبتمثيل العلويين والسريان. وفي تقدير المصادر إياها أن نصر الله رفع سقف مطالبه من أجل تمثيل حلفائه، ليوحي بأنه يطرح قضية تمثيلهم ويبرئ ذمته إذا جاءت الحكومة مغايرة لطموحاتهم. لكن المصادر نفسها دعت إلى التعاطي بحذر مع هذا الاستنتاج مخافة أن يؤدي ذلك إلى تضخيم مطالب التمثيل فيزيد عوامل تأخير الحكومة، في إطار قد يتعدى التهويل.
وفي المقابل، أبلغت مصادر سياسية بارزة «الحياة» بأن «حزب الله» أسر لبعض القوى السياسية التي تتواصل معه حول عملية التأليف أنه «على تفاهم كامل مع الحريري»، وأنه لهذا السبب حيد الرئيس المكلف حين تحدث عن عدم الأخذ بوحدة المعايير في الحصص الوزارية حين حرص على القول إنه لا يقصد الرئيس الحريري.
باسيل والحريري واستعصاء «القوات»
وفي سياق منفصل عن اجتماع رؤساء الحكومة السابقين، قال مصدر لصيق بمفاوضات تأليف الحكومة لـ «الحياة» إن لقاء الوزير جبران باسيل أمس مع الحريري ثم اللقاء المنتظر بين الرئيس عون ورئيس «القوات» سمير جعجع، سيحددان مدى الحلحلة للعقد القائمة. وأكد المصدر أنه بات على «التيار الحر» أن يراجع تشبثه بتقزيم حصة «القوات» الوزارية، التي وبحكم توافقها مع الحريري المقتنع بمطالبها، وتتفهمه في ذلك قوى أخرى منها الثنائي الشيعي، بات يصعب تحجيمها من قبل قيادة «التيار الحر». فهي لن تقبل بأي تسوية على حسابها، والحريري لن يقبل بحكومة من دون حصة يعتبرها مقبولة لها ومن دون الأخذ بمطالب جنبلاط فيها.
وأضاف المصدر أن الكثير مما يقوم به باسيل ضد «القوات» له علاقة بتحييد الأنظار عن تساؤلات داخل «التيار» عن جدوى السياسة التي يتبعها، لا سيما بعد إعلان جعجع تهدئة الحملات الإعلامية بناء على تمنٍّ من الحريري، فيما باسيل وبعض من يؤيده في «التيار» يواصلون حملتهم ضد «القوات».
وتربط المصادر مواصلة باسيل هجومه على «القوات» بهدفه، «التغطية» على تناقضات أخذت تتعمق داخل «التيار بينه وبين بعض الناشطين والقياديين البارزين الذين يعتبرون أنه ذهب بعيداً في تحديد توجهات الحزب من دون التشاور مع أحد، وأن هناك من يعتقد في الحلقة القيادية الضيقة في «التيار» أن باسيل يفتح معارك مع قوى كثيرة في الوقت ذاته، منها «القوات» على رغم تفاهم معراب ويهدد بذلك المصالحة المسيحية- المسيحية، ما يؤدي إلى الإكثار من خصومات العهد. وتشير المصادر إلى أن منتقدي هذه السياسة من زملاء باسيل باتوا يسألون هل هذا عهد ميشال عون أم أنه عهد جبران؟ وذكرت المصادر أن بعض قادة «التيار» يرون أنه بات مطلوباً الفصل بين رئاسة «التيار» وبين تبوئه حقيبة وزارة الخارجية.
مصدر فرنسي لـ «الحياة»: لبنان يخفّف لهجته بعدما تأكد أن النظام السوري لا يريد النازحين
باريس - رندة تقي الدين
قال مصدر ديبلوماسي فرنسي رفيع إن باريس ترى أنه ينبغي أن تشكل الحكومة اللبنانية وتبدأ الإصلاحات كي يبدأ تنفيذ خطة مؤتمر «سيدر»، وأن يتم وضع لجنة متابعة للخطة.
وكان مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الاوسط أوريليان لو شوفالييه زار بيروت الأسبوع الماضي والتقى الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري ورئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط ومستشارة الرئيس اللبناني ميراي ميشال عون ومدير مكتبه أنطوان شقير.
وقال المصدر الديبلوماسي إن باريس تعد لزيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى بيروت في الخريف المقبل، ولكن المسؤولين لا يريدون البدء بتنظيم الزيارة طالما ليس هناك حكومة.
وكان لوشوفالييه بحث خلال زيارته الى بيروت مع السفير برونو فوشي مضمون برنامج زيارة ماكرون، وفق المصدر، ولكن تحديد توقيت الزيارة لا يمكن أن يتم طالما ليست هناك حكومة، وستكون زيارة يوم واحد، على أن يمضي ماكرون ليلة في لبنان وينتقل بعدها إلى الأردن، كما قال المصدر الفرنسي.
ولفت المصدر إلى أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل حصلت لألمانيا على موقع في لجنة متابعة خطة سيدر.
وعن إصرار المسؤولين اللبنانيين على إعادة اللاجئين الى سورية، كشف المصدر أن هناك تطوراً في موقف لبنان وأيضاً الموقف الفرنسي، إذ إن خلال زيارة الدولة التي كان قام بها الرئيس ميشال عون إلى فرنسا كان هناك خلاف واضح في الموقفين الفرنسي واللبناني حول عودة اللاجئين إلى سورية. كانت باريس تقول إنه طالما ليست هناك انطلاقة للمرحلة الانتقالية في سورية لا يمكن التحدث عن عودة اللاجئين الى سورية، والآن فرنسا تقول: إذا كانت الظروف تسمح بعودة بعض اللاجئين الى بعض الأماكن بحسب ما تقوله المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة، فليعودوا، وهذا هو أيضًا الموقف اللبناني الآن، فبعد تصريحات وزير الخارجية جبران باسيل حول ضرورة مغادرتهم وخلافه مع المفوضية العليا للأمم المتحدة، التقى في جنيف رئيس المفوضية، ما جعله يخفف من لهجته بالنسبة إلى ذا الموضوع.
ولفت المصدر الفرنسي الى أن باسيل أبدى بعض المرونة في موقفه إزاء المشاركة في الحكومة.
وقال المصدر: «إن الجانب اللبناني تأكد أن النظام السوري لا يريد فعلاً عودتهم وتم التحدث عن هذا الموضوع بين لوشوفالييه وميراي عون خلال لقائهما. فلبنان مدرك أن النظام السوري لم يعطهم التصاريح التي تسمح بعودتهم، فهناك ٣٠٠٠ لاجئ بإمكانهم ان يعودوا والمفوضية العليا للأمم المتحدة قالت إن بامكانهم الذهاب الى القلمون، لكن النظام السوري لا يعطي التصاريح، وسمح بعودة ٢٠٠ وأعطى تصاريح لعدد آخر من النساء فقط من دون الرجال. وباريس تتفهم أن اللجوء السوري عبء كبير على لبنان ولكن ترى أن النظام لا يريد تسهيل ذلك.
وتابع المصدر إن القول إن «حزب الله» كان الرابح الأكبر في الانتخابات ليس دقيقاً ولو أن له السيطرة على القطاعات الأساسية، المال والدفاع والخارجية والعدل، وأنه لا يطلب مباشرة تولي هذه الوزارات بل وزارات خدمات اجتماعية.
وقال إن الانطباع السائد أن إسرائيل لن تشن هجوماً على لبنان، وأن «حزب الله» ليس له مصلحة في القيام بعمل هجومي على إسرائيل حالياً.
42 نازحاً يعودون عبر المصنع وجندي سوري يواكبهم في كل حافلة
عاد أمس، 42 نازحاً سورياً من لبنان إلى بلداتهم في ريف دمشق في إطار مصالحة مع النظام السوري.
وأكد مصدر في الأمن العام اللبناني لـ «الحياة» أن هؤلاء النازحين رتبوا تفاصيل عودتهم بانفسهم مع النظام السوري وكانت للأمن العام اللبناني «مساهمة» في ذلك. وأشار إلى «أن هناك دفعات أخرى من النازحين السوريين تستعد للعودة الى سورية من مختلف مخيمات اللجوء في لبنان».
وكانت حافلتان سوريتان وصلتا إلى نقطة الحدود اللبنانية- السورية في المصنع حيث تجمع النازحون مع امتعتهم. وكان في داخل كل حافلة عسكري سوري من الفرقة الرابعة في الجيش السوري، وفق ما علمت «الحياة» من مصدر أمني حدودي. وبعد التدقيق في جميع الأسماء انطلقت الحافلتان في اتجاه الأراضي السورية.
كما غادر نازحون بسياراتهم الخاصة. وتمت عملية المغادرة بمعرفة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
وأكدت الناطقة باسم المفوضية ليزا أبو خالد لـ «الحياة» أن ممثلين عن المفوضية كانوا حاضرين خلال عودة النازحين من لبنان إلى سورية. وكان دورهم مثل كل مرة الإجابة عن أسئلة النازحين اذا كانت لديهم اسئلة وكنا نساعد جمعيات أهلية كانت تزود العائدين بأدوية أو بلقاحات للأطفال».
وستنتظر المفوضية لوائح الأمن العام بالمغادرين للتدقيق في ما إذا كانوا مسجلين لدى المفوضية كنازحين وما إذا كانوا من مخيمات النزوح في لبنان أو كانوا يعيشون خارج المخيمات.
بخاري لأهل عكار: أنتم في وجدان المملكة
انتقل أمس، القائم بأعمال السفارة السعودية لدى لبنان الوزير المفوض وليد بخاري إلى محافظ عكار (شمال لبنان) والتقى النائب وليد البعريني في منطقة فنيدق القموعة، في حضور رئيس الهيئة العليا للإغاثة محمد الخير وفعاليات. وأكد بخاري أن «عكار وأهلها دائماً وأبداً في وجدان المملكة العربية السعودية».
ورأى البعريني «أن رعاية المملكة للبنان تحرك تشكيل الحكومة، ولعل ذلك يفعل العجلة الاقتصادية والسياسية والإنماء»، مؤكداً أن «شعب عكار محب لأهله في المملكة ونتطلع لعلاقات تمتن العلاقة وتؤسس لمرحلة خير للمنطقة». وجال الديبلوماسي السعودي في سهلة القموعة وغاباتها.
عودة: هل ساحة التشريع باتت للّهو فقط؟
رد متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده في عظة الأحد من كاتدرائية القديس جاورجيوس في قلب بيروت، على منتقدي الترخيص لجامعة للروم الأرثوذكس، قائلاً: «إذا أرادت الكنيسة إنشاء جامعة، تصبح هذه الجامعة وكأنها أداة هدم وانشقاق، وهي ليست إلا أداة إعمار لعقول هدمتها الحروب والنزاعات والعلاقات البشرية التي يسود عليها الشرير في معظم الأحيان».
وتحدث عن «معاناة كنائس قلب بيروت التي أجبرت على الإقفال أيام الآحاد، تارة بسبب ماراثون وتارة بسبب انطلاقة تظاهرات حتى الاضطرار على إقفالها، خصوصاً مع انعقاد جلسات المجلس النيابي. وقال: «منذ مدة، أعيد افتتاح وسط بيروت أمام الناس، إنما لإعادة الحياة إليه لا تسهيلاً لوصول المؤمنين إلى بيوت العبادة، ولجأ مفتتحوه إلى إقامة المهرجانات الدائمة في ساحة النجمة، الأمر الذي أدى، مجدداً، إلى أضرار مادية ومعنوية تلحق بالكاتدرائية. فبسبب الموسيقى الصاخبة سقطت قطع أثرية ثمينة في متحف الكاتدرائية وتحطمت. وبسبب الموسيقى نفسها، سقطت أيقونات داخل الكنيسة وتأذت. ولإعادة إحياء المطاعم، عمد إلى توسيع مداها ليصير أمام مدخل الكاتدرائية. منذ فترة، أقيم برنامج يومي في الساحة، وضعت خلاله حواجز حديدية حول درج الكاتدرائية منعت المؤمنين من الوصول إليها، وحتى اليوم، تقام المهرجانات المؤدية إلى إقفال طريق الوصول إلى الكاتدرائية».
وسأل: «هل أصبحت الساحة، التي تضم مركز التشريع حالياً، وكانت تضم مدرسة التشريع قديماً، أي أهم مدرسة للحقوق التي اشتهرت بيروت بوجودها وتغنت، والتي تخرج فيها قديسون تعيد لهم كنيستنا المقدسة، ساحة لهو ومهرجانات فقط؟ هل أصبحت بيوت الله آخر هم، هذه البيوت التي كان يزورها طلاب مدرسة الحقوق قبل الدخول إلى صفوفهم؟».
وقال: «الكاتدرائية ليست معلماً سياحياً، وليست مستجدة في الساحة. هي متجذرة فيها منذ مئات السنين، والتاريخ المدني والكنسي، والوجدان البيروتي تشهد لها. ولا يخفى أن بعض المؤرخين يعيدون وجودها إلى القرن الرابع حين شيد أول بناء تحت الكنيسة الحالية المبنية على أنقاض ثلاث كنائس. كفانا استهتاراً بالكنائس، وبيوم الأحد، كفانا إهانة للمقدسات بهذا الشكل. كفانا استخفافاً بالإنسان وثقافته. عودوا إلى الله لكي يزدهر عملكم، لأنكم من دونه لا تستطيعون شيئاً».
ورأى المطران عودة أن «إنسان اليوم يقدم اللهو على الإيمان، والسهر على الصلاة، وإشباع الرغبات على تهذيب العقل وصونه من الشوائب. ويفضل إيجاد مكان يركن إليه سيارته على أن يصبح المكان مدرسة أو جامعة تعنى بإنشاء أبنائه وتربيتهم وتعليمهم. الكنيسة ستبقى كصوت صارخ في البرية أن خلاص النفس يتقدم على كل ما عداه. أما تهذيب العقل وبناء الشخصية وصقل النفس الإنسانية فستبقى من أولى اهتمامات الكنيسة ولو تذمر المتذمرون».
وقال: «نحن نشجع الرياضة كما نشجع الفن ونتذوقه وندعو أبناءنا في مدارسنا إلى التعرف على كل الفنون من رسم وشعر وموسيقى وغيرها. لكن للفن مكانة وللصلاة مكانة، وعبادة الله تتقدم. إلى أين ننحدر؟! هل من حضيض أعمق نصل إليه؟!».
وقال: «محزن ما نشهده في هذه الأيام من تجاذبات من أجل اغتصاب الغنيمة الأكبر. فكما أريد بث الحياة في قلب العاصمة، فلتبث أيضاً في شرايين الوطن ليعود قلبه إلى الخفقان بنبض الديموقراطية والعدل والحق والمساواة بعيداً من المصالح والمحاصصات».
وكان تعذر وصول المؤمنين إلى الكاتدرائية بسبب إقفال الطرقات المؤدية إليها، وهذه ليست المرة الأولى التي تقفل فيها الطرقات بسبب نشاطات متعددة.
الراعي لمصالحة سياسية تنتج حكومة
دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي في عظة الاحد من بكركي السياسيين في لبنان «الى أن يتصالحوا ولأن تكون أوّل مصالحة تأليف حكومة بأسرع ما يمكن تكون قادرة على إجراء الإصلاحات المطلوبة من الدّول الدّاعمة، والنّهوض بالبلاد على كلّ صعيد، لا حكومة تقاسم مصالح ومغانم».
وتمنى الراعي «لو أن المسؤولين في الدولة، بدلاً من إيقاف القروض السكنية والتلهي بمصالحهم الخاصة، يرسمون خطة لحل هذه الأزمة التي يقع ضحيتها الشباب اللبناني الذي لا يستطيع أن يتزوج ويؤسس عائلة لافتقاره إلى منزل... ويقع ضحيتها الاقتصاد الوطني لارتباط الإسكان بالقطاعات الإنتاجية كافة».
وأكد الراعي أن «المسيحي لا يستطيع أن يعيش في نزاع دائم مع الغير». ولفت الى أن «السلام الاقتصادي بتأمين الكفاية سكناً ومأكلاً واستشفاء وتعليماً وعملاً، والسلام السياسي بتوفر الخير العام والأمن والاستقرار والعدالة والقانون والديموقراطية والمساواة في الحقوق والواجبات».
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك
اطبع الكود:
لا تستطيع ان تقرأه؟
جرب واحدا آخر
أخبار ذات صلة
ماكرون يتوقع الأسوأ... والحريري يدرس الاعتذار
الفاتيكان يدعو البطاركة إلى «لقاء تاريخي» لحماية لبنان
البنك الدولي: لبنان يشهد إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية العالمية منذ منتصف القرن 19
عون: الحريري عاجز عن تأليف حكومة
اشتباكات متنقلة في لبنان على خلفيّة رفع صور وشعارات مؤيدة للأسد
مقالات ذات صلة
حروب فلسطين في... لبنان - حازم صاغية
نوّاف سلام في «لبنان بين الأمس والغد»: عن سُبل الإصلاح وبعض قضاياه
حين يردّ الممانعون على البطريركيّة المارونيّة...- حازم صاغية
عن الحياد وتاريخه وأفقه لبنانياً
جمهوريّة مزارع شبعا! - حازم صاغية
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة