السبت ٢٣ - ١١ - ٢٠٢٤
بيانات
التاريخ:
حزيران ٢٦, ٢٠١٨
المصدر :
جريدة الحياة
درعا: قتلى ونزوح ودمار وتحذيرات من «أرض محروقة» بغطاء روسي
في حين واصلت الطائرات الحربية السورية بمساندة الطيران الروسي غاراتها وإلقاء البراميل المتفجرة إلى جانب إطلاق عشرات الصواريخ، محافظة درعا في جنوب سورية لتودي بالمزيد من المدنيين وتتسبب بفرار عشرات الآلاف من المدنيين إلى حقول مجاورة، أكد ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي، أن وزير الخارجية الأردني سوف يزور موسكو قريباً لبحث الأوضاع في جنوب سورية، ومع استبعاده عقد لقاء ثلاثي مع الأردن والولايات المتحدة، قال بوغدانوف إن الأزمة السورية سوف تكون على طاولة البحث مع مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون في زيارته المرتقبة إلى موسكو.
وكشف بوغدانوف أن الجانب الروسي تلقى طلباً رسمياً أردنياً لتنظيم زيارة الصفدي، مؤكداً أن العمل جار على تحديد موعد الزيارة بناء على جدول عمل الوزيرين في أسرع وقت.
وقال بوغدانوف للصحافيين أمس أن «مشاورات ثنائية أيضاً مع الجانب الأميركي حول الأوضاع في منطقة خفض التصعيد جنوب غرب سورية يمكن أن تجرى أثناء زيارة بولتون المنتظرة».
وفي وقت لاحق أكدت وزارة الخارجية الروسية أن الوزير سيرغي لافروف سوف يلتقي غداً (الأربعاء) مستشار الأمن القومي الأميركي في موسكو.
وفي مؤشر إلى خلافات حول الحملة العسكرية في جنوب سورية، استبعد بوغدانوف عقد مباحثات ثلاثية بين روسيا والولايات المتحدة والأردن حول الوضع في جنوب سورية، واكد أنه سيتم بحث الأوضاع في منطقة خفض التصعيد على المستوى الثنائي في الوقت الراهن.
وأوضح مصدر روسي لـ «الحياة» أن «الصفدي يسعى إلى ضمانات روسية بعدم حصول موجة نزوح كبيرة باتجاه حدوده الشمالية جراء الأعمال القتالية في المناطق الشرقية من محافظة درعا»، مرجحاً أن «الأردن كان غير راغب في إطلاق المعركة والبحث عن تسوية سلمية لكنه لا يستطيع فعل الكثير خاصة بعد رسالة الجانب الأميركي الأخيرة للمعارضة السورية التي أعطت روسيا والنظام ضوءاً أخضر لمتابعة العملية».
وتدرج محافظتا درعا والقنيطرة وبعض أجزاء السويداء ضمن منطقة خفض التصعيد جنوب غربي سورية والتي أعلن عنها في تموز (يوليو) 2017 بعد اتفاق روسي- أميركي- أردني.
ميدانياً، قال أحد مقاتلي المعارضة والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات هليكوبتر تابعة للحكومة أسقطت براميل متفجرة على مدينة درعا أمس لأول مرة منذ عام تقريباً، في توسيع لنطاق هجوم على جنوب غرب سورية محذرين من أتباع النظام سياسة «الأرض المحروقة» للسيطرة على الجنوب.
وقال المصدران إن الطائرات أسقطت مع البراميل المتفجرة، وهي عبارة عن عبوات مملوءة بمواد متفجرة، منشورات تقول إن «الجيش قادم» ومكتوب فيها «اطردوا الإرهابيين من مناطقكم كما فعلوا إخوانكم في الغوطة الشرقية».
واتجه الأسد لمهاجمة الجنوب الغربي بعد أن أخرج مقاتلي المعارضة من آخر جيوب محاصرة كانت تحت سيطرتهم في غرب سورية، بما في ذلك الغوطة الشرقية القريبة من دمشق، في وقت سابق من العام.
والمنطقة واحدة من منطقتين رئيسيتين لا تزالان تحت سيطرة المعارضة، إلى جانب محافظة إدلب على الحدود مع تركيا في الشمال الغربي. ودرعا أكبر مدن الجنوب الغربي، وكانت مركزا انطلقت فيه الانتفاضة المناهضة للأسد مبكرا في 2011 وهي مقسمة إلى قطاعات خاضعة للمعارضة وأخرى خاضعة للنظام لسنوات.
وركزت المعارك في الآونة الأخيرة على بلدة بصر الحرير في منتصف منطقة خاضعة للمعارضة تمتد إلى داخل أراض تسيطر عليها قوات النظام شمال شرقي درعا. وإذا سيطر النظام على البلدة فسيؤدي ذلك لشطر المنطقة إلى نصفين ويصبح الشطر الشمالي محاصراً.
وذكرت صحيفة الوطن الموالية للنظام الإثنين «أن الجيش تقدم داخل بصر الحرير».
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بوقوع قتال ضار داخل البلدة أمس بين النظام، ومعه قوات موالية له، وفصائل معارضة.
وقال أبو شيماء المتحدث باسم غرفة عمليات مركزية لمقاتلين في المعارضة يحاربون تحت لواء «الجيش السوري الحر»، إن المقاتلين أحبطوا محاولات للتقدم.
وأفاد «المرصد» أن القصف أدى لمقتل نحو 30 شخصا منذ أن بدأ يوم 19 حزيران (يونيو).
وقالت روسيا أيضاً أمس إنها عاونت النظام السوري في صد هجوم من مقاتلي المعارضة في الجنوب الغربي مما أدى لمقتل 70 منهم.
وقال مدير «المرصد السوري» رامي عبد الرحمن إن «قوات النظام استهدفت بعد منتصف الليلة قبل الماضية أحياء سيطرة الفصائل المعارضة في المدينة بأكثر من 55 صاروخ من نوع أرض- أرض قصيرة المدى».
ورصد «المرصد» تنفيذ طائرات حربية غارات أكثر من 34 غارة استهدفت خلالها أماكن في بلدات وقرى رخم وناحتة والحراك والمليحة الغربية والمليحة الشرقية وبصر الحرير، كما ألقت مروحيات تابعة للنظام أكثر من 50 برميلاً متفجراً على مناطق في بلدة بصر الحرير حتى ظهر امس للمرة الأولى منذ أكثر من عام. مع قصف مدفعي وصاروخي على منطقة اللجاة، أدى إلى خروج مركز للدفاع المدني من الخدمة.
وتشارك في القصف على ريف درعا الشرقي منذ السبت طائرات روسية، رغم كون روسيا إحدى الدول الضامنة لوقف النار في المنطقة الجنوبية إلى جانب الأردن المجاور والولايات المتحدة والمعمول به منذ عام.
وأفاد «المرصد» أمس عن غارات روسية مكثفة مستمرة على بلدات الصورة والمليحة الشرقية والحراك وعلما وناحتة وبصر الحرير في ريف درعا الشرقي.
في غضون ذلك، قال مدير المرصد السوري: «لا تزال روسيا مستمرة بنشر الأكاذيب واختلاق الروايات الكاذبة، ولم يكن هناك أي هجوم من قبل جبهة النصرة أو أي فصائل أخرى كما يروج الإعلام الروسي، والهجوم كان من قبل قوات النظام وميليشيات بقيادة (الجرو) سهيل الحسن المدعوم روسياً، وأيضاً لا صحة لما روجه الروس عن انشقاقات في صفوف الفصائل وانضمامها لميليشيات روسيا، فالفصائل التي تقاتل في ريف درعا الشرقي هي من أبناء المنطقة وليس بينها مجموعات جهادية أو عناصر من خارج سورية، وقوات النظام عادت لاستخدام البراميل المتفجرة على مدينة درعا بعد قصفها بنحو ٦٠ صاروخ أرض أرض، ووصل عدد النازحين لنحو ٢٠ ألف نازح فروا إلى المناطق الأكثر قرباً من الحدود الأردنية».
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أن «الجيش السوري بدعم من سلاح الجو الروسي، صد هجوماً لجبهة النصرة على عدة بلدات جنوب سورية، ما أدى إلى مقتل عشرات الإرهابيين».
وقالت الوزارة في بيان لها، إن «العملية أدت إلى مقتل 70 مسلحاً وتدمير 3 مدرعات و14 سيارة رباعية الدفع لهم، مجهزة بالرشاشات الثقيلة، بينما لم تتكبد قوات النظام السوري أي خسائر.
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك
اطبع الكود:
لا تستطيع ان تقرأه؟
جرب واحدا آخر
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة