الأحد ٢٤ - ١١ - ٢٠٢٤
بيانات
التاريخ:
حزيران ١٩, ٢٠١٨
المصدر :
جريدة الحياة
شكوك في نجاح مساعي «الفرصة الأخيرة» والتحالف يصرّ على انسحاب الحوثيين
شكوك في نجاح مساعي «الفرصة الأخيرة» والتحالف يصرّ على انسحاب الحوثيين
بعد محادثات «ماراثونية» استمرت ثلاثة أيام، أفادت مصادر أمس بأن الموفد الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث سيغادر صنعاء «من دون أن يحرز أي تقدم» مع قياديي ميليشيات جماعة الحوثيين في شأن تسليم مدينة الحديدة ومينائها للحكومة الشرعية اليمنية. ولكن أنباء ترددت ليل أمس عن تأجيل غريفيث مغادرته صنعاء للقاء زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.
وفيما شنّت طائرات التحالف العربي غارات على مواقع للحوثيين المتحصنين داخل مطار الحديدة، استقدمت القوات المشتركة اليمنية تعزيزات ضخمة لحسم «معركة المطار»، كما أفادت قناة «سكاي نيوز عربية».
وأعلن الناطق باسم التحالف العربي ليل أمس أن «تحرير الحديدة سيقطع الأيادي الإيرانية وتهريب الأسلحة والصواريخ الباليستية» إلى الحوثيين، لافتاً إلى أن ميليشياتهم ترفض الحلول السياسية ولا تزال تتعنّت في تسليم المدينة ومينائها. وأشار إلى أن الميليشيات تعمل لإخفاء خسائرها عن الرأي العام، داعياً اليمنيين إلى الانتفاض عليها. واكد منح تراخيص لتسليم مساعدات إلى اليمن، مضيفاً أن 5 ملايين مواطن يستفيدون من الإغاثة.
وكان وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش أكد أمس، إن التحالف قدم اقتراحاً للموفد الدولي يقضي بـ «خروج الميليشيات من الحديدة ومينائها، وتسليم أسلحتها من دون شروط مسبقة». وشدد على أن «تحرير الحديدة يعد مدخلاً رئيساً لتحرير صنعاء»، مشيراً إلى «منهج تدريجي في المعركة».
واعتبر قرقاش أن السيطرة الكاملة على الحديدة «باتت مسألة وقت». وقدّر عدد المسلحين الحوثيين في المدينة بحوالى ثلاثة آلاف، لافتاً إلى أن «التفوق العددي» هو لقوات التحالف.
وأشارت معلومات إلى أن محادثات غريفيث مع قياديي الميليشيات «لم تحقق أي نتائج»، إذ رفضوا الانسحاب من ميناء الحديدة وتسليمه لإشراف الأمم المتحدة، وطالبوا بمزيد من الوقت لدرس اقتراح غريفيث. وكان متوقعاً أن يعقد مجلس الأمن أمس جلسة مغلقة حول اليمن، يبلغ خلالها الموفد الدولي أعضاء المجلس تفاصيل خطته الشاملة للسلام في البلد، والتي وعد بتقديمها بعد شهرين على إحاطته الأولى في 17 نيسان (أبريل) الماضي.
إلى ذلك، نقل التلفزيون الإيراني عن الرئيس حسن روحاني قوله لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال اتصال أمس، إن «النهج العسكري في اليمن سيفشل، والأزمة يجب أن تحل من خلال الديبلوماسية»، علماً أن إيران تزود الحوثيين صواريخ وأسلحة ثقيلة عبر ميناء الحديدة. وأشار روحاني أن «استقرار اليمن ضروري للشرق الأوسط». وأتت تصريحاته بعدما احتدمت المعارك داخل مطار الحديدة بين الحوثيين، والقوات اليمنية.
ميدانياً، أغلق الحوثيون أمس عدداً من منافذ الحديدة وشوارعها الرئيسة، إذ أغلقوا الطريق الساحلي بحواجز ترابية أمام القلعة التاريخية في منطقة «الكورنيش»، وهو الطريق الذي تتقدم عبره القوات المشتركة الآتية من الساحل الغربي.
وقال مصدر لوكالة «الأناضول» إن «كل المؤشرات يوحي بأن الميليشيات تنوي إدخال المدينة في حرب شوارع»، مشيراً إلى «تمركز عدد كبير من القناصة فوق البنايات المرتفعة والعمارات المهجورة». وروى سكان أن طائرات «أباتشي» استهدفت قناصة ومقاتلين حوثيين على سطوح المباني في «حي المنظر» المجاور لمجمع المطار.
لكن محافظ الحديدة الحسن طاهر قال لـ «الحياة» أمس: «لا نريد تحويل المعارك إلى حرب شوارع»، وكشف وجود خطط لدخول المدينة بأقل الخسائر والاتجاه نحو مينائها. وأشار إلى أن «الخناق اشتد على الميليشيات في ساحة المطار العسكري والمدني، والقاعدة الجوية التي تمثل هلالاً حول المدينة»، لافتاً إلى أن تحرير تلك المساحة «سيقفل الخط الجنوبي الرئيس والمدخل الشرقي للمدينة، إذ لا يتبقى إلا المنفذ الشمالي لخروج الحوثيين منه».
وأشارت قناة «سكاي نيوز» إلى أن الميليشيات أعلنت الاستنفار داخل المدينة أمس، ومنعت خروج المدنيين من منطقة «الكيلو 16» وشارع الخمسين. وكان الجيش اليمني أعلن ليل الأحد اقتحام قواته سور مطار الحديدة، والبدء بتطهير جيوب الحوثيين. ونشرت صفحة «جبهة الساحل الغربي» على «تويتر» مقطع فيديو يُظهر اقتحام السور. وفي مديرية التحيتا، أكدت مصادر عسكرية مقتل عدد من مسلحي الحوثيين في مواجهات عنيفة وغارات للتحالف على مواقع لهم في منطقة الفازة، إذ أحبطت القوات المشتركة محاولات تسلل للميليشيات في المزارع شرق الخط الساحلي.
وأمس اعترفت الميليشيات بمقتل اثنين من قيادييها البارزين يتحدران من محافظة صعدة.
تقدم واسع للشرعية اليمنية في صعدة ومقتل مدنيين في الضالع بقصف حوثي
عدن، أبوظبي - «الحياة»، شفيق الأسدي
حقق الجيش اليمني والمقاومة الشعبية أمس، تقدماً واسعاً في محافظة صعدة شمال اليمن.
وأفادت مصادر بأن قوات الشرعية تمكنت من استعادة السيطرة على سلسلة جبلية مطلة على مركز مديرية باقم الحدودية مع المملكة العربية السعودية، مؤكدةً سقوط حوالى 20 مسلحاً حوثياً بين قتيل وجريح خلال المواجهات.
وفي محافظة الضالع، قتل 9 مدنيين بينهم امرأة نتيجة قصف حوثي استهدف قرية «حجلان» في المحافظة (جنوب اليمن). وأشارت مصادر ميدانية إلى أن الحوثيين «استهدفوا بقصف عنيف استمر ساعات قرية حجلان شمال غربي منطقة مريس».
وفي صنعاء، أقدمت الميليشيات على قتل نجل رئيس منظمة «مكافحة الاتجار بالبشر» نبيل فاضل، وخطفت جثته.
وأفاد والد القتيل على صفحته في موقع «فايسبوك» بأن «سيارة تابعه للحوثيين لاحقت ابنه وصدمته وأطلق المسلحون النار عليه وخطفوا جثته»، لافتاً إلى أنه تواصل مع مكتب الجماعة في صنعاء، وأكدوا مقتل نجله ورفضوا السماح له برؤية جثته أو معرفة أي تفاصيل».
إلى ذلك، تسلمت إدارة شرطة محافظة الجوف أمس، 30 مركبة أمنية مقدمة من السعودية. وقال محافظ الجوف اللواء أمين العكيمي في تصريح صحافي إلى «وكالة الأنباء اليمنية»: «يشرفنا اليوم أن نستقبل الدعم المقدم من المملكة العربية السعودية الشقيقة لدعم الأمن في المحافظة». وأشاد بـ «جهود المملكة في دعم الجوف في مختلف المجالات لعودة الشرعية واستقرار الأمن».
الى ذلك، أعلن وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش أمس، أن التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية بقيادة السعودية قدم اقتراحاً إلى الموفد الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث يقضي بـ «خروج ميليشيات جماعة الحوثيين من مدينة الحديدة ومينائها، وتسليم أسلحتها من دون شروط مسبقة، وذلك منعاً لتدمير المدينة والحفاظ على بنيتها التحية». وقال: «ما زلنا ننتظر رداً من غريفيث، ونأمل بأن يتمكن الموفد الدولي من إقناع الحوثيين المتحالفين مع إيران بالتخلي عن السيطرة على المدينة الحديدة».
وأوضح قرقاش أن بلاده «لا تزال تعتمد على محاولة الأمم المتحدة لحل الأمر في شكل مفاجئ»، محذراً الحوثيين من أن «أيامهم في الحديدة باتت معدودة».
وأكد قرقاش في مؤتمر صحافي عقده في مقر وزارة الخارجية في دبي أمس أن التحالف «يتبع نهجاً محسوباً ومتدرجاً في معارك الحديدة، ويأخذ في الحسبان الوضع الإنساني الهش، وتفادي سقوط إصابات في صفوف المدنيين، إضافة إلى الحسابات العسكرية». وشدد على أن «أحداً لن يقبل بوجود نموذج لحزب الله اللبناني في اليمن»، لافتاً إلى أن «غالبية اليمنيين يرفضون هذا الأمر».
وقدر الوزير الإماراتي عدد المقاتلين الحوثيين في الحديدة بين ألفين وثلاثة آلاف، فيما لم يكشف عن حجم قوات التحالف، لافتاً إلى أنها «تتفوق عدداً».
وأشار إلى أن التحالف والقوات المشتركة اليمنية اضطرا الى خوض معركة تحرير الحديدة لإحداث تغيير في آفاق الحل السياسي في اليمن. وتابع: «نشعر أن الحوثيين كانوا خلال السنوات الثلاث الماضية مرتاحين إلى موقفهم في السيطرة على الحديدة ومينائها، لاستخدامه في أغراض تعزز سيطرتهم على اليمنيين». وكشف «أننا قررنا أن تكون العملية متدرجة لنبقي الميناء مفتوحاً أمام أعمال الإغاثة»، لافتاً إلى أن ست سفن إغاثية في طريقها إلى دخول الميناء».
وتأتي تصريحات قرقاش غداة تصريحات للمفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة زيد بن رعد، أعرب فيها عن قلقه من تداعيات المعارك في الحديدة على الوضع الإنساني في اليمن.
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك
اطبع الكود:
لا تستطيع ان تقرأه؟
جرب واحدا آخر
أخبار ذات صلة
الحوثيون يطردون آخر الأسر اليهودية من اليمن
الحكومة اليمنية تقر برنامجها بانتظار ثقة البرلمان
التحالف يقصف معسكرات للحوثيين بعد أيام من الهجوم على أرامكو
الأمم المتحدة: سوء تغذية الأطفال يرتفع لمستويات جديدة في أجزاء من اليمن
الاختبار الأول لمحادثات الأسرى... شقيق هادي مقابل لائحة بالقيادات الحوثية
مقالات ذات صلة
هل تنتهي وحدة اليمن؟
عن المبعوث الذابل والمراقب النَّضِر - فارس بن حزام
كيف لميليشيات الحوثي أن تتفاوض في السويد وتصعّد في الحديدة؟
الفساد في اقتصاد الحرب اليمنية
إلى كل المعنيين باليمن - لطفي نعمان
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة