السبت ٢٣ - ١١ - ٢٠٢٤
بيانات
التاريخ:
حزيران ١, ٢٠١٨
المصدر :
جريدة الحياة
تفاهمات روسية - إسرائيلية تمهّد لـ «صفقة الجنوب»
موسكو، الناصرة - سامر الياس، «الحياة»
تمهّد تفاهمات تم التوصل إليها بين موسكو وتل أبيب أمس لـ «صفقة الجنوب السوري»، وفق ترتيبات تضمن عدم بناء قواعد إيرانية دائمة، وحرية توجيه ضربات إسرائيلية، في وقت هدد الرئيس بشار الأسد بـ «فتح معركة جديدة» في الشرق ضد «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) المدعومة أميركياً، مقراً بوجود ضباط إيرانيين على الأراضي السورية.
وقبل أيام من لقاء منتظر تستعجله روسيا مع ممثلين عن الولايات المتحدة والأردن لترتيب الأوضاع في جنوب سورية، أجرى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو محادثات مع نظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان تطرقت إلى «قضايا حيوية ومهمة» حول التسوية في سورية، قبل أن يُعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث هاتفياً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في «بعض جوانب التسوية السورية».
وفي بداية لقائه ليبرمان، شدد شويغو على ضرورة «أن نناقش كل القضايا المتعلقة بالعمل على الحدود وفي المنطقة الجنوبية لخفض التصعيد، خصوصاً البنود التي يوجد لدينا اتفاق عليها مع الأردن والولايات المتحدة». وأشار إلى أن «تطور الوضع في سورية يكتسب وتيرة إيجابية»، فيما غرّد ليبرمان عبر حسابه على موقع «تويتر» قائلاً إن إسرائيل «تقدّر تفهم روسيا لحاجاتها الأمنية، خصوصاً في ما يتعلق بالوضع على حدودنا الشمالية»، وأضاف: «سنواصل الحوار مع روسيا حول جميع القضايا ذات الصلة».
وأكد مصدر روسي لـ «الحياة» أن «الاجتماع بحث عدداً من القضايا، على رأسها السماح للجيش السوري بنشر آليات ثقيلة في الجزء المحرر من الجولان موقتاً»، في تجاوز لاتفاقية فض الاشتباك التي وُقعت بعد حرب السادس من تشرين الأول (أكتوبر) 1973. وأوضح أن «وجود إيران وميليشياتها في سورية استحوذ على جزء مهم من المحادثات»، مشيراً إلى أن مشاركة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تمير هايمن «هدفت أساساً إلى تبادل معلومات استخبارية حول مسلحي المعارضة في جنوب غربي سورية، وتمركز القوات الإيرانية والميليشيات اللبنانية والأفغانية والعراقية الداعمة للأسد».
من جانبه، ألمح محلّل الشؤون الأمنية في صحيفة «معاريف» الإسرائيليّة يوسي ميلمان على «تويتر»، إلى توصل الطرفين إلى تفاهمات جديدة حول مناطق خفض التصعيد تنص على «إبعاد القوات الإيرانية عن خط الهدنة مسافة 20 كيلومتراً، وعدم بناء أيّ قواعد إيرانيّة دائمة، جوية أو صاروخية، في سورية، مع حرية تصرف إسرائيل ضد القواعد الإيرانية في سورية، مشروطة بالتنسيق مع موسكو (بما في ذلك هجمات عسكرية وضربات جوية)». ووفق ميلمان، فإن روسيا ستنقل التفاهمات الإسرائيلية- الروسية إلى الأسد الذي سينقلها بدوره إلى طهران. ونقلت صحيفة «هآرتس» تأكيد مصدر ديبلوماسي غربي أن روسيا نقلت إلى إسرائيل رسائل من الأسد تتعلق بانسحاب القوات الإيرانية من مرتفعات الجولان، مضيفة أن تبادل هذه الرسائل ليس الأول من نوعه وهو متواصل منذ أسابيع.
وعلى وقع استمرار الاستنفار العسكري بين قوات النظام السوري والفصائل المسلحة في الجنوب، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان تحضيرات من قوات إيرانية و»حزب الله» والميليشيات الشيعية تجري لبدء انسحاب من ريفي درعا والقنيطرة والخطوط القريبة من الحدود مع الجولان المحتل، ما يؤكد وجود تفاهمات.
وفي مقابلة مع تلفزيون «آر تي الإنكليزي»، اتهم الأسد إسرائيل بـ «الكذب» لدى حديثها عن استهداف قواعد ومعسكرات إيرانية في سورية. ونفى وجود قوات إيرانية في سورية، متحدثاً عن «ضباط إيرانيين يساعدون الجيش السوري لكن ليست لديهم قوات».
وفي بروكسيل، اعتبر رئيس هيئة التفاوض التابعة للمعارضة السورية نصر الحريري أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي «يفتح المجال لزيادة الضغط على طهران لوقف دعمها العسكري للأسد». وأكد عقب لقائه أمس مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني أن هناك الآن نحو مئة ألف مقاتل إيراني أو مرتبط بإيران في البلاد. وقال: «دور إيران يكبر شيئاً فشيئاً على حساب شعبنا. في وجود إيران والميليشيات الإيرانية في بلادنا، لن يكون هناك حل سياسي تفاوضي».
الأسد يلوّح بالقوة ضد «قسد» إذا فشل خيار المفاوضات
دمشق - أ ف ب
هدد رئيس النظام السوري بشار الأسد باللجوء إلى القوة لاستعادة مناطق واسعة من البلاد تسيطر عليها قوات سورية الديموقراطية (قسد) المدعومة أميركياً، في حال فشل خيار المفاوضات معها حول تسليم هذه المناطق، مشيراً إلى احتمال الصدام مع القوات الأميركية في بلاده.
قال الرئيس السوري بشار الأسد إن على الولايات المتحدة أن تستقي العبرة من العراق وترحل عن سوريا، ورد على وصف الرئيس الأمبركي دونالد ترامب له بأنه «الأسد الحيوان» قائلاً إن «الكلام صفة المتكلم». وتعد «قسد» القوة العسكرية الثانية الأكثر نفوذاً بعد قوات النظام، إذ تسيطر على مناطق واسعة في شمال وشرق سورية، وخاضت المعارك الأقسى ضد تنظيم «داعش» الإرهابي في عدد من هذه المناطق لا سيما الرقة، وتمكنت من طرده منها بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية.
وقال الأسد: «سنتعامل معها عبر خيارين، الأول هو أننا بدأنا الآن بفتح الأبواب أمام المفاوضات لأن غالبية هذه القوات هي من السوريين (..). إذا لم يحدث ذلك، سنلجأ إلى تحرير تلك المناطق بالقوة، ليس لدينا أي خيارات أخرى، بوجود الأميركيين أو بعدم وجودهم».
وكرر الأسد التأكيد على أنه «من المستحيل أن نتعمد ترك أي منطقة على التراب السوري خارج سيطرتنا كحكومة»، معتبراً أنه عند فشل تحقيق «المصالحات»، فإن «الطريقة الوحيدة التي يمكن اللجوء إليها هي استخدام القوة».
وقال: إن على «الأميركيين أن يغادروا (سورية) وسيغادرون في شكل ما»، معتبراً أنه «بعد تحرير حلب وبعدها (مدينة) دير الزور وقبل ذلك حمص والآن دمشق، فإن الولايات المتحدة في الواقع تخسر أوراقها».
وتعهد باستعادة المناطق التي تنتشر فيها قوات أميركية عبر المفاوضات مع حلفاء واشنطن السوريين أو بالقوة.
وأضاف الأسد: «كنا قريبين من حدوث صراع مباشر بين القوات الروسية والأميركية (في سورية). ولحسن الحظ تم تحاشي ذلك الصراع (..) بفضل حكمة القيادة الروسية لأنه ليس من مصلحة أحد في هذا العالم، وفي الدرجة الأولى السوريين، حدوث مثل هذا الصراع».
وشنت واشنطن مع باريس ولندن الشهر الماضي ضربات جوية على مواقع عسكرية في سورية، على خلفية اتهام دمشق بتنفيذ هجوم كيماوي مفترض في الغوطة الشرقية، نفى الأسد مسؤوليته عنه.
واتهم الأسد إسرائيل التي شنت أخيراً سلسلة ضربات في سورية بـ «الكذب» لدى حديثها عن استهداف قواعد ومعسكرات إيرانية في سورية. ونفى وجود قوات إيرانية في سورية، متحدثاً عن «ضباط إيرانيين يساعدون الجيش السوري لكن ليست لديهم قوات».
وأضاف: «الحقيقة الأكثر وضوحاً التي تثبت كذبهم في هذه القضية، أي قضية الإيرانيين، هي أن الهجمات الأخيرة قبل بضعة أسابيع التي قالوا إنها استهدفت قواعد ومعسكرات إيرانية كما زعموا، أدت إلى استشهاد وجرح عشرات السوريين، ولم يكن هناك إيراني واحد».
ورداً على سؤال حول الهدف من إجلاء عشرات الآلاف من السوريين من مناطق سيطرت عليها القوات الحكومية إلى إدلب (شمال غرب)، قال الأسد: «نحن لم نرسل هؤلاء إلى إدلب، بل هم أرادوا الذهاب إليها لأن لديهم الحاضنة نفسها»، مضيفاً: «هذا أفضل بالنسبة لنا من منظور عسكري».
أنقرة تخيّر واشنطن بين التراجع عن دعم الأكراد و فقدان «حليف مهم»
دبي، أنقرة – «الحياة»
غداة تأكيدها التوصل إلى «خارطة طريق» مع واشنطن بشان التعاطي مع مدينة منبج (شمال سورية) الأمر الذي نفته الولايات المتحدة، تراجعت أنقرة أمس خطوات إلى الوراء، وعادت إلى استخدام لغة التهديد ضد واشنطن بـ «إما التراجع عن خطئها في دعم الأكراد أو فقدان حليف مهم وثاني أكبر جيش في ناتو»، في وقت أفيد أمس بأن خلافاً يجري في الكواليس بين إيران وروسيا بشأن تسليم مدينة تل رفعت إلى تركيا.
ووصف وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو أن عمل الولايات المتحدة مع «وحدات حماية الشعب الكردي» في سورية بـ «الخطأ الفادح». وذكر في التصريح للصحافيين في أنطاليا، أنه سيزور واشنطن الإثنين المقبل. وقال: «نعمل منذ فترة مع الولايات المتحدة من أجل إخراج وحدات حماية الشعب الكردي من الجانب الآخر للحدود التركية. نحن أساساً لسنا السبب في هذه المشكلة بل حليفتنا أميركا. فهي قدمت الدعم لمنظمة إرهابية، وفضلت العمل معها في سورية، هذا خطأ فادح». وأضاف: «الآن نحاول إثناءها للعدول عن خطئها، فهي تواجه خطر فقد حليف ودولة مهمة مثلنا، وهذا يعتبر خسارة بالنسبة إليها، وللحلفاء كافة؛ لأن تركيا حليف هام، ودولة تفي بوعودها، ولم تخطئ بحق أحد. وهي ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي وتلعب دوراً فعالاً، وشريكة آمنة». ورأى انه «يجب على الجميع ألا يفقدوا هذا الحليف الهام. ومن يخسرها سيكون متضرراً ولسنا نحن»، ملوحاً بـ «العديد من الخيارات والبدائل ولسنا في حاجة إلى أحد. ولن نخضع لأي إملاءات». وتطرق الوزير التركي، في مقابلة مع قناة «دويتشه فيله» الألمانية إلى إن بلاده ترى أن رئيس النظام السوري بشار الأسد، «لن يكون قادراً على حكم البلاد، لأنه قتل حوالى مليون شخص».
إلى ذلك، كشف «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن خلافات بين القوات الروسية والقوات الإيرانية حول منطقة تل رفعت والمناطق المحيطة بها في الريف الشمالي لحلب. وأوضح أن الخلاف يتمحور حول عرض روسي بتسليم منطقة تل رفعت ومحيطها للقوات التركية، مقابل انسحاب الفصائل من مثلث غرب جسر الشغور– سهل الغاب– ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، وهو الأمر الذي أثار حفيظة الجانب الإيراني.
قتلى بانفجار تسبب بانهيار بناية في إدلب
انهار بناء كامل في حي الميدان وسط مدينة أريحا في ريف إدلب نتيجة انفجار مجهول المصدر، أدى إلى مقتل مدنيين.
وقال مدير مركز إدلب الإعلامي عبيدة فاضل: إن :الانفجار أدى إلى انهيار بناء من عدة طوابق ومنزل عربي».
وأفادت مصادر طبية بسقوط ثلاثة قتلى على الأقل، بينما جرح خمسة آخرون. في حين قال ناشطون إن العشرات ما زالوا تحت الأنقاض، وسط محاولة فرق الدفاع المدني لانتشالهم.
ولم يعرف حتى الآن مصدر الانفجار الذي أدى إلى انهيار المبنى، إلا أن مصادر محلية في المدينة رجحت أن يكون السبب انفجار مصنع عبوات ناسفة.
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك
اطبع الكود:
لا تستطيع ان تقرأه؟
جرب واحدا آخر
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة