الأثنين ٢٥ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: أيار ٢٦, ٢٠١٨
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
درعا تتأهب لمعركة كسر عظم
تتأهب مدينة درعا (جنوب سورية)، والتي تعرف بأنها «مهد الثورة»، لمواجهة عسكرية باتت قريبة، بين قوات النظام والفصائل المعارضة والإسلامية، وستكون المواجهة تحت الأعين الأميركية والأردنية، إذ إن المدينة تدخل ضمن اتفاق «خفض التصعيد في الجنوب»، وتقع تحت الرقابة الإسرائيلية كونها متاخمة لحدودها، لاسيما في حال كان للقوات الإيرانية والمليشيات الشيعية دور في المواجهة. وبدا لافتاً أن الجانبين استبقا المواجهة المرتقبة بالتصعيد، على رغم اجتماعات جرت برعاية روسية بين ممثلي النظام ووجهاء وقادة العشائر في درعا، مثلت مؤشراً إلى أن اتفاقاً يجري في الكواليس يقضي بخروج الفصائل من المدينة. وأفادت مصادر مطلعة بأن روسيا والنظام وجها رسالة إلى ثلاث بلدات هي: محجة وأبطع وداعل، في درعا، خيرت فيها الفصائل بين «المصالحة» وتسليم السلاح أو اللجوء إلى الخيار العسكري. وطالب الروس الفصائل العسكرية العاملة في البلدات بالخروج وتسليمها لقوات النظام والشرطة العسكرية الروسية، أو البقاء فيها وتسليم الأسلحة والانضمام إلى «المصالحة». وفي حال رفضت تتجه قوات النظام إلى الحل العسكري. وأوضحت المصادر أن «التهديد كان صريحاً وجاء فيه أن قوات النمر ستتولى الهجوم على أي منطقة ترفض المصالحة».

على صلة، حلّقت مروحيات النظام، أمس، فوق سماء بلدات: الحارة وجاسم ونوى بريف درعا وقامت بإلقاء مناشير ورقية حملت توقيع القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة. جاء فيها: «إخوتكم في الغوطة اتخذوا القرار الصحيح وشاركوا الجيش السوري بإخراج المسلحين من بلداتهم وقراهم وعادوا إلى حياتهم الطبيعية». وأضافت المناشير: «أيها المسلح من أجل من تقامر بحياتك ... أمامك خياران: إما الموت الحتمي أو التخلي عن السلاح... رجال الجيش السوري قادمون... اتخذ قرارك قبل فوات الأوان».

كما وجه النظام رسالة إلى الأهالي جاء فيها: إن «الجيش يقاتل لتخليصكم من المسلحين والإرهابيين الذين عاثوا في بلداتكم وقراكم دماراً وخراباً». ونشرت شبكات موالية للنظام خلال الأيام الماضية تسجيلات مصورة قالت إنها لحشود عسكرية في طريقها إلى درعا للبدء بعملية عسكرية فيها.

وتسيطر على بلدة محجة «حركة أحرار الشام» إلى جانب مجموعات عسكرية صغيرة، أما بلدتي أبطع وداعل، فتعمل فيها فصائل عدة أبرزها «جيش الثورة»، و «فوج المدفعية»، و «لواء الكرامة».

وفي مؤشر إلى رفض الفصائل الخروج من درعا، هدد قادة في «الجيش الحر» في درعا قوات النظام بـ «مقبرة»، في حال أقدمت على عملية عسكرية. وقال قائد «فرقة أسود السنة» أبو عمر الزغلول إن «الآلة الإعلامية للنظام تعمل من أجل إضعاف الروح المعنوية لأهلنا في الجنوب». وتوعد بأن «أرض حوران ستكون مقبرة لكل من تسول له نفسه تدنيس أرضها الطاهرة». بينما طالب القيادي في حركة «أحرار الشام» أبو ثابت الكفري، فصائل حوران وبخاصة فصائل المنطقة الشرقية، أن تنضوي تحت غرفة «البنيان المرصوص» كونها «الأكفأ في قيادة المرحلة».

إلى ذلك، استهدفت عبوة ناسفة أمس، سيارة عضو لجنة «المصالحة» في مدينة الصنمين في ريف درعا الشمالي، جمال اللباد، ما أدى إلى إصابته. وأفادرت مصادر مطلعة بأن اللباد تعرض لإصابات حرجة، نقل على أثرها إلى دمشق للعلاج. كما أصيب شخصان آخران كانا برفقته داخل السيارة.

وأفادت شبكة «دمشق الآن»، الموالية للنظام السوري، بأن «ثلاثة مدنيين أصيبوا نتيجة انفجار عبوة ناسفة زرعها إرهابيون في سيارة اللباد لدى خروج المصلين من صلاة الجمعة».

واللباد من أشهر أعضاء المصالحة في بلدة الصنمين، وتعرض إلى محاولة اغتيال سابقة، مطلع الشهر الجاري إثر تفجير قرب أحد حواجز النظام في المدينة.

إلى ذلك، أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى أن انفجارات عدة هزت درعا ظهر أمس، إثر استهداف قوات النظام بقذائف هاون ومدفعية مناطق في أحياء درعا البلد، وحي طريق السد بدرعا المحطة، مشيراً إلى أن الفصائل الإسلامية استهدفت فجر أمس بقذائف الهاون نقاطاً لقوات النظام في درعا.

في غضون ذلك، ألقت الفصائل المسلحة في ريف درعا الشرقي القبض على عناصر من تنظيم «داعش» حاولوا التسلل من مناطق سيطرة ميليشيات النظام في محافظة السويداء إلى ريف درعا. وقال «المرصد» إن محاور حوض اليرموك في القطاع الغربي من ريف درعا، شهدت اشتباكات متبادلة بين جيش خالد بن الوليد المبايع لـ «داعش»، ومقاتلي الفصائل من جانب آخر، عقب تمكن الفصائل من أسر نحو 20 من عناصر «داعش».


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة