السبت ٢٣ - ١١ - ٢٠٢٤
بيانات
التاريخ:
نيسان ٢٨, ٢٠١٨
المصدر :
جريدة النهار اللبنانية
الملف:
انتخابات
لبنان: المنتشرون يقترعون والتعبئة إلى الذروة
أياً تكن الانطباعات المتناقضة عن بدء العمليات الانتخابية في استحقاق 2018 النيابي في لبنان من دول الانتشار والاغتراب، فإن يوم أمس أدخل سابقة تاريخية الى سجل تطور الانتخابات في لبنان من خلال اتاحة المجال للمرة الأولى للمنتشرين للمشاركة في الانتخابات واختيار نواب برلمان 2018. هذا الملف المزمن، ملف اقتراع المنتشرين والمغتربين، الذي دارت حوله صراعات وسجالات ومحاولات مديدة لم يقيض لها النجاح سابقاً، شهد أمس الترجمة العملية الأولى للتوافق السياسي الداخلي الذي واكب وضع قانون الانتخاب الجديد والذي شكّل اقتراع المنتشرين والمغتربين أحد أبرز جوانب هذا التوافق ولو بقي الأمر خاضعاً للتوظيف السياسي من هنا وهناك في نسبة الفضل في ولادة هذا التطور الى هذا الفريق أو ذاك. ومع ذلك سيسجل هذا التطور التاريخي في خانة عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي كان من الذين دفعوا بقوة مع الأفرقاء المسيحيين قبل انتخابه وبعده نحو تحقيق هذا الانجاز وإن يكن التوافق عليه حوّله الى مكسب وطني شامل وعابر لكل الطوائف كما لكل بلدان الانتشار اللبناني في أنحاء العالم.
إذاً انطلقت صافرة البداية للحدث التاريخي، المتمثل في اقتراع اللبنانيين للمرة الأولى في بلاد الاغتراب، أمس حيث توجه الناخبون الى المراكز المحددة للإدلاء بأصواتهم في 6 دول عربية، هي مصر والسعودية والإمارات والكويت وقطر وسلطنة عمان، كمرحلة أولى، لتنطلق بعدها المرحلة الثانية غداً الأحد، في أكثر من 40 دولة في أميركا وأوروبا وأفريقيا. وبلغ عدد الناخبين المسجلين في الدول العربية الست 12,615، بينهم 5166 في الإمارات، و3186 في السعودية، و1878 في الكويت، و1832 في قطر، و296 في سلطنة عمان، و257 في مصر.
وقد واكبت غرفة عمليات وزارة الخارجية والمغتربين، العملية منذ الصباح، في إشراف الوزير جبران باسيل الذي وصف عملية الاقتراع بأنها "مهمة جداً"، معرباً عن فخره بأن "يشهد على الشاشة من وزارة الخارجية، اقتراع أول لبناني في الخارج في تاريخ الجمهورية اللبنانية"، وهي "بداية مسار لن يتوقف إلا بعودة اللبنانيين الى لبنانيتهم".
وأكد عضو هيئة الاشراف على الانتخابات النقيب نهاد جبر الذي واكب الانتخابات، أنها كانت "جيدة جداً وهادئة".
عون يواكب
هذه المواكبة الحية التي جنّدت لها كل قدرات الوزارة بالتنسيق مع وزارة الداخلية والبلديات، توّجها الرئيس عون بزيارة مفاجئة، حيا فيها المنتشرين اللبنانيين في الدول العربية الذين شاركوا في عملية الاقتراع التي تحصل للمرة الأولى في تاريخ لبنان، قائلاً إن "لا كلمة مستحيل بالنسبة الى اللبنانيين"
ونوّه بالتقنية المتبعة في قصر بسترس لمراقبة سير العملية الانتخابية، مبرزاً "أهمية وصول لبنان الى هذا المستوى من التقنية الرائدة والشفافية في مواكبة الانتخابات في الخارج".
ورأى باسيل أن ما يحصل "يشعرنا بعودة 14 مليون لبناني مغترب الى وطنهم الأم، وبهذه الطريقة يلتقي لبنان المقيم ويلتحم مع لبنان المنتشر، ويصدّق المغتربون أن دولتهم تهتم بهم بالفعل وتحرص على اعطائهم حقوقهم، بالمساهمة في تحديد صورة مستقبل لبنان".
بعد ذلك، زار غرفة العمليات، حيث استمع الى شرح عن آلية التواصل مع مراكز الاقتراع في البعثات الديبلوماسية والقنصلية في الدول العربية. ثم انتقل وباسيل الى القاعة الرئيسية التي جهّزت خصيصاً بشاشة عملاقة لمتابعة سير العملية الانتخابية، حيث انضم اليهما وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق آتياً من باريس.
وأكد لهم الأمين العام للوزارة السفير هاني شميطلي "أن ما يحصل اليوم هو نتاج عمل دؤوب بالتنسيق مع وزارة الداخلية والبلديات، لتأمين أعلى درجات الشفافية والمهنية والتقنية، من خلال النقل المباشر في مراكز الاقتراع". وأوضح أنه لم تسجل أي إشكالات، وعولج بعض الشوائب بشكل عاجل وفوري، من دون التأثير على مجريات العملية الانتخابية. واستناداً الى الأرقام الرسمية شبه النهائية التي توافرت حتى ليل أمس بلغت نسبة المقترعين في الدول العربية الست نحو 60 في المئة بما يعادل 6875 ناخباً وسجّلت أعلى نسبة في سلطنة عمان اذ بلغت 74.6 في المئة واقترع 221 ناخباً، كما في قطر حيث بلغت 74 في المئة واقترع 1365 ناخباً من أصل 1832، وبلغت النسبة العامة في دول الخليج 53 في المئة فيما بلغت النسبة في مصر 47 في المئة.
وأعلن الامين العام لوزارة الخارجية ليلاً أن الوزارة أعطت تعليماتها لرؤساء مراكز الاقتراع في الدول العربية الست حيث جرت الانتخابات أمس "أنه عند انتهاء عملية الاقتراع وفرز الأصوات تختم الصناديق بالشمع الأحمر وتوضع داخل حقيبة ديبلوماسية وبما أن عملية الاقتراع تنتهي ليلاً لن تتمكن شركة "دي اتش ال" من الوصول الى كل المراكز لنقل الصناديق الى بيروت وتالياً "ستبيت" هذه الصناديق داخل مراكز الاقتراع". أن تعليمات أعطيت لرؤساء المراكز بالسماح لمن يشاء من المندوبين بالبقاء في مركز الاقتراع "وطلبنا منهم تسليط كاميرا المراقبة على موضع الحقيبة الديبلوماسية لكي نتمكن نحن أيضاً من المراقبة من هنا بوجود المندوبين داخل الغرفة الى حين وصول الشركة لتسلمها".
التعبئة الانتخابية
على الصعيد الانتخابي، تتصاعد التعبئة الانتخابية بقوة في الأيام المقبلة أي في الأسبوع الأخير قبل موعد الانتخابات الأحد 6 أيار المقبل. وفي روزنامة التحركات البارزة يستكمل رئيس الوزراء سعد الحريري الجولة الشمالية التي بدأها بطرابلس، كما يقوم رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط بعد ظهر اليوم بزيارة لبرجا ينتظر ان تشهد حشداً من المستقبلين، وينظم "تيار المردة" مهرجاناً ضخماً غداً عند بحيرة بنشعي. وكان الحريري لقي استقبالات شعبية حاشدة في طرابلس على والميناء وكانت له محطات خطابية عدة عاهد فيها أبناء طرابلس "أن أبقى معكم وأن نأتي بكل المشاريع لهذه المنطقة الطيبة إن شاء الله. أنتم تستحقون الإنماء والإعمار والكهرباء والمياه والاتصالات والطرقات والطبابة والتعليم، وهذا ما قمنا به حين كنا في باريس نناقش المشاريع التي قدمناها أمام مؤتمر "سيدر". وأضاف: "نحن قمنا بتسويات من أجل لبنان، نحن لم نطعن في الظهر، نحن لا ننتهز الفرص لتنزل القمصان السود. رفيق الحريري سياسته الصدق والصراحة وسعد الحريري سائر على هذا الدرب بإذن الله".
توضيح مشترك
الى ذلك، أصدرت بعثة الاتحاد الاوروبي ومكتب المنسق المقيم للامم المتحدة في لبنان أمس بياناً توضيحياً مشتركاً غداة صدور مواقف رسمية رافضة لبعض ما ورد في البيان المشترك الصادر عن مؤتمر "دعم مستقبل سوريا والمنطقة" في بروكسيل. وأكد البيان التوضيحي المشترك "أنه لم يحصل أي تغيير في موقف الأسرة الدولية. وقد تمّ تأكيد هذا الموقف في ورقة الشراكة بين لبنان التي أعدّتها بصورة مشتركة لمؤتمر بروكسيل حكومة لبنان والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والشركاء الدوليون".
وجاء في البيان: "يعتبر الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وجود اللاجئين السوريين في لبنان مؤقتاً. والحلول التي يتم البحث عنها للاجئين هي خارج لبنان. علاوة على ذلك، يمكن أن تتم المشاركة في سوق العمل حصراً وفقاً لأحكام القانون اللبناني.
لقد لفتت وسائل الإعلام اللبنانية في 26 نيسان 2018 إلى مقطع ورد في الإعلان المشترك للمؤتمر أشار إلى "وجوب ضمان أن تكون عمليات إجلاء المدنيين آمنة، ومبنية على توفر المعلومات لمَن يتم إجلاؤه، وذات طابع مؤقت وطوعي، وأن تكون الحل الأخير المتاح، وأن تشمل هذه الموجبات اختيار وجهة الإجلاء وحفظ الحق في العودة أو اختيار البقاء، وفقاً للقانون الدولي الإنساني". ويتعلق هذا المقطع بوضع السكان المتأثرين بالنزاع داخل سوريا ولا يرتبط بلبنان ولا يتعلق باللاجئين.
يبقى الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ملتزمَين التزاماً كاملاً في إطار روحية الشراكة دعم لبنان في مواجهة التحديات وسيستمران في دعمه بشكل كبير".
"الاختبار" الأول لانتخابات المنتشرين في 6 دول عربية عون وباسيل والمشنوق واكبوا الاقتراع من الخارجية
ست دول عربية "اختبر" اللبنانيون المقيمون فيها أمس، أول تجربة اقتراع خارج بلدهم منذ الاستقلال، في المرحلة الأولى من انتخابات 2018، والتي تليها غداً المرحلة الثانية التي تشمل 40 دولة أجنبية.
وبلغ عدد الناخبين في مصر والسعودية والامارات والكويت وقطر وعُمان 12615 ناخباً، توزعوا على أقلام بحسب أعدادهم.
وقد واكبت غرفة عمليات وزارة الخارجية والمغتربين، العملية منذ الصباح، بإشراف الوزير جبران باسيل الذي وصف عملية الاقتراع في تغريدة على "تويتر" بـأنها "مهمة جدا"، معربا عن فخره بأن "يشهد على الشاشة من وزارة الخارجية، اقتراع اول لبناني في الخارج في تاريخ الجمهورية اللبنانية"، وهي "بداية مسار لن يتوقف إلا بعودة اللبنانيين الى لبنانيتهم "Libanité - Lebanity".
وأكد عضو "هيئة الاشراف على الانتخابات" النقيب نهاد جبر الذي واكب الانتخابات، أنها "جيدة جدا وهادئة".
زيارة عون
هذه المواكبة الحية التي جندت لها كل قدرات الوزارة بالتنسيق مع وزارة الداخلية والبلديات، توّجها رئيس الجمهورية ميشال عون بزيارة مفاجئة، حيا فيها المنتشرين اللبنانيين في الدول العربية الذين شاركوا في عملية الاقتراع التي تحصل للمرة الأولى في تاريخ لبنان، معتبراً ان "لا كلمة مستحيل بالنسبة الى اللبنانيين".
ونوه بالتقنية المتبعة في قصر بسترس لمراقبة سير العملية الانتخابية، لافتاً الى "اهمية وصول لبنان الى هذا المستوى من التقنية الرائدة والشفافية في مواكبة الانتخابات في الخارج".
واعتبر باسيل من جهته ان ما يحصل "يشعرنا بعودة 14 مليون لبناني مغترب الى وطنهم الأم، وبهذه الطريقة يلتقي لبنان المقيم ويلتحم مع لبنان المنتشر، ويصدّق المغتربون ان دولتهم تهتم بهم بالفعل وتحرص على اعطائهم حقوقهم، بالمساهمة في تحديد صورة مستقبل لبنان".
بعد ذلك، زار غرفة العمليات، حيث استمع الى شرح عن آلية التواصل بمراكز الاقتراع في البعثات الديبلوماسية والقنصلية في الدول العربية. ثم انتقل وباسيل الى القاعة الرئيسية التي جهّزت خصيصاً بشاشة عملاقة لمتابعة سير العملية الانتخابية، حيث انضم اليهما وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق آتياً من باريس.
وأكد لهم الأمين العام للوزارة السفير هاني شميطلي "أن ما يحصل اليوم هو نتاج عمل دؤوب بالتنسيق مع وزارة الداخلية والبلديات، لتأمين أعلى درجات الشفافية والمهنية والتقنية، من خلال النقل المباشر في مراكز الاقتراع". واوضح انه لم تسجل أي إشكالات، وجرت معالجة بعض الشوائب بشكل عاجل وفوري، من دون التأثير على مجريات العملية الانتخابية.
وأشار باسيل في كلمة الى أن المنتشرين اللبنانيين "سيصنعون معنا التغيير في لبنان، لذلك فإن لكل صوت منهم قيمته الكبيرة"، لافتاً الى "أن اللبنانيين في الخارج اثبتوا انهم لا يزالون يؤمنون بلبنان، وان الديموقراطية التي يمارسونها هي التي ستحدد لبنان المستقبل. هناك واجب عليهم لممارسة حقهم الذي وفّرنا لهم امكان القيام به، ونأمل في ان تزيد النسبة بشكل كبير. ان ما يحصل اليوم بمثابة سابقة في تاريخ لبنان، وهو امر بالغ الاهمية بالمعنى السياسي، ويفتح المجال امام اشراك اكبر للمنتشرين اللبنانيين في استعادة هويتهم وحقوقهم السياسية ومشاركتهم الاقتصادية في البلد، وهي سلسلة متكاملة مترابطة".
واعتبر "ان ما نشاهده من نقل مباشر يحصل للمرة الاولى في لبنان وربما في العالم، ويمكّن من مراقبة كل العملية الانتخابية في أي وقت من وزارة الخارجية او الداخلية او المراقبين الدوليين، ويؤمّن حصانة أكبر للناخب كي يقوم بواجبه بحرية". وقال عون: "إنه لأنجاز حتى على المستوى العلمي، أن نصل في لبنان إلى تنظيم الانتخابات التي تحصل في 40 دولة، بهذه التقنية. في كل لحظة يمكننا أن نعرف من الذي يصوت، وما هي نسبة الاقتراع، بمجرد النظر إلى الشاشة. وهذه عملية من الارقى في العالم في مجال تنظيم الانتخابات. أوجّه التهنئة الى واضعي الفكرة ومنفذيها على الأرض، وفي 40 دولة، وقريبا في العالم بأسره. شكرا لعملكم، ومن كان مثلكم، فإن كلمة مستحيل مستحيلة لديه".
بعد ذلك، انتقل عون وباسيل والمشنوق وشميطلي ونجلا عساكر، الى مكتب وزير الخارجية حيث عقد اجتماع عرضت فيه نسب الاقتراع وملاحظات رؤساء البعثات.
المشنوق
ووصف المشنوق عملية اقتراع المنتشرين في الدول العربية بأنها "شفّافة، والشباب المتحمّسون هنا والذين كلّهم نشاط ونخوة، يثبتون أنّ اللبنانيين حين يقرّرون تنفيذ مشروع ما ينفّذونه". ورأى "أن العملية الانتخابية في الدول العربية بأيد أمينة مع وزير الخارجية جبران باسيل"، مشيراً الى أن "لديّ ملاحظات فرح لا ملاحظات إعجاب فقط".
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك
اطبع الكود:
لا تستطيع ان تقرأه؟
جرب واحدا آخر
أخبار ذات صلة
ماكرون يتوقع الأسوأ... والحريري يدرس الاعتذار
الفاتيكان يدعو البطاركة إلى «لقاء تاريخي» لحماية لبنان
البنك الدولي: لبنان يشهد إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية العالمية منذ منتصف القرن 19
عون: الحريري عاجز عن تأليف حكومة
اشتباكات متنقلة في لبنان على خلفيّة رفع صور وشعارات مؤيدة للأسد
مقالات ذات صلة
حروب فلسطين في... لبنان - حازم صاغية
نوّاف سلام في «لبنان بين الأمس والغد»: عن سُبل الإصلاح وبعض قضاياه
حين يردّ الممانعون على البطريركيّة المارونيّة...- حازم صاغية
عن الحياد وتاريخه وأفقه لبنانياً
جمهوريّة مزارع شبعا! - حازم صاغية
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة