السبت ٢٣ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: نيسان ٢, ٢٠١٨
المصدر : جريدة الحياة
لبنان

الملف: انتخابات
الحريري: ما يركّب في البلد ليس طبيعياً ومؤتمر «سيدر» لن يزيد الدَين
أكد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أن «الانتخابات المقبلة مختلفة عن سابقاتها، ففي السابق كانت اللائحة تنجح لأن الصوت أكثري، فالبيت الذي فيه خمسة مقترعين، يكتفي ثلاثة منهم بالنزول إلى صناديق الاقتراع لأنهم كانوا متأكدين من نجاح اللائحة. أما في هذه الانتخابات فلا يمكن أن يصلح هذا التصرف، لأنه كلما ارتفع الحاصل، فقد كل طرف آخر الأمل بالنجاح»، مشيراً إلى أن «في انتخابات العام 2009، كانت نسبة التصويت في بيروت حوالى 48 في المئة، هذه المرة يجب أن نصل إلى 60 و65 و70 و75 في المئة. يجب على البيارتة أن يُفهموا الجميع أنه ممنوع على أحد أن يقترب من بيروت. صحيح أن لدينا ماكينة انتخابية، ولكن فعلياً أنتم الماكينة الانتخابية وأنتم الناس والوطن».

كلام الحريري جاء خلال زيارته أمس الرئيس تمام سلام في المصيطبة، في حضور حشد من أهالي المنطقة والعاصمة، وقال: «هذا البيت، بيت الوفاء والصدق والإخلاص والآدمية. لقد ضحى كثيراً وقدم الكثير للبنان، وكذلك دولته. وإذا كان رفيق الحريري علمنا أمراً ما فهو الصدق والوفاء، في وقت بات هناك الكثير من الكذب وقلة الوفاء، وصار كل واحد يريد أن يتبنى قضية رفيق الحريري. لكن هذا البيت ونحن سنكمل المشوار والمسيرة لننهض بالبلد ونواصل رسالة رفيق الحريري وصائب بيك إن شاء الله، لأن كليهما كان يريد مصلحة بيروت وأهلها».

وأضاف: «هناك استهداف للبنان وللطائفة السنية، ولكن، نحن بطريقة تصرفنا نحافظ على الطائفة أو نفرط بها. ولذلك لا بد من اعتماد الأسلوب الذي اتبعه المغفور له صائب بيك سلام والرئيس الشهيد رفيق الحريري، اللذين كانا يضحيان بنفسيهما لمصلحة الطائفة ومصلحة البلد من دون أن ينظرا إلى مصلحتهما الشخصية. هذا ما ميّز رفيق الحريري عن الجميع. فقد قدم دمه لأنه كان خائفاً على بيروت وأهلها ولبنان وأهله. كان يعلم أنه مهدد، لكنه أراد أن يحمل المسؤولية كلها على أكتافه، كما حملنا، الرئيس سلام وأنا، على أكتافنا المسؤولية».

وتابع: «نحن وإياكم، أمام هذه التحديات والاستهداف، علينا أن نتحلى بالحكمة والحوار للتوصل إلى ما نريده. فالحقيقة أن كل ما يركّب في البلد ليس طبيعياً. الطبيعي أن تكون هناك دولة قوية ومؤسسات، وأي أمر آخر لا يبني بلداً ولا دولة ولا يؤمن الخدمات للناس. وقد رأيتم خلال السنة ونصف السنة الماضية طبيعة الاستقرار والأمن الذي تحقق، بقي علينا أن نعمل على النهوض الاقتصادي. لقد ذهبنا إلى روما لتقوية ودعم الجيش والقوى الأمنية والآن ذاهبون إلى باريس لكي ننهض بالاقتصاد. وإذا تحدثنا فقط عن فرص العمل التي سيؤمنها مؤتمر سيدر فإنه سيوفر ألوف الوظائف وفرص العمل، وهذا ما نريده. البعض يقول إن في مؤتمر سيدر سنزيد الدين، كلا لن نزيد الدين بل سنستثمر بمشاريع تكون لها نتائج إيجابية، وهذا يعني أن الشباب والشابات الذين يتخرجون حديثاً من الجامعات سيجدون فرص العمل».

وزاد: «في المقابل هناك مَن مشروعُه هو الكذب، وهناك مَن مشروعه إطلاق الوعود، وهناك من مشروعه أن يضع العصي في الدواليب، كما كان الأمر أيام الرئيس الشهيد، وكم كانت توضع العصي في الدواليب. الآن أصبحت الوتيرة أسرع في إزالة هذه العصي لأننا نجحنا في أن نتمكن من التحدث مع كل الناس. تذكروا أن في مرحلة من المراحل كان هناك من يقول لكم: كيف يفتح سعد الحريري حواراً مع «حزب الله»؟ ولكن إذا كنت لن أقيم حواراً مع حزب الله، مع من إذاً سأقيم حواراً؟ الحوار نقيمه مع من نختلف معهم وليس مع من نتفق معهم. هل نقيم حواراً مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع؟ أنا متفق معه في الاستراتيجية وفي كل هذه الأمور. بالتأكيد لن أقيم حواراً مع أي طرف أنا متفق معه بل مع من أختلف معهم».

وتابع: «لنتذكر أن رفيق الحريري أتى في بداية الأمر وكان وحده، ولم تكن لديه كتلة نيابية ولا عدد كبير من الوزراء، لكن ما نجح فيه هو التحاور مع الجميع والنظر إلى مصلحة البلد. وهذا ما نقوم به اليوم. نحن تعلمنا من مدرسة رفيق الحريري أن علينا أن نتحاور مع الجميع. لذلك أنجزنا موازنات وقانون انتخاب، قد يكون صعباً بعض الشيء، لكن الأساس في القانون أنه كلما ارتفعت نسبة التصويت فقد الآخرون أي فرصة في النجاح». وقال: «من هنا على أهل بيروت أن يقرروا ما هو اللون الذي يريدون لبيروت: أزرق أم غير أزرق؟».

من جهته، توجه سلام​ إلى أهالي ​بيروت​ بالقول: «لا تدعوهم يشغلوكم بالصوت التفضيلي فصوتنا التفضيلي الوحيد هو للائحة المستقبل لبيروت. كل البيارتة يصبون صبة واحدة في لائحة المستقبل لبيروت، ونحن مع الرئيس الحريري​ على العهد لنرى هويتنا ونمنع أياً كان من أن يمد يده على بيروت ونريد قرارنا في 6 أيار(مايو) أن يكون قراراً موحداً». ولفت إلى أنه «كانت لدي فرصة أن أشكل لائحة وأحصل على ثقة من أهل بلدي، فقلت لمن طلب ذلك من أول الطريق أي لائحة تريدون مني لأقف بوجه لائحة الحريري؟ فكان جوابي: فشروا».

وأوضح سلام أنه «عندما كنت في موقع المسؤولية لم أستطع مواجهة كل ما واجهته لو لم يكن الحريري إلى جانبي، فنحن واجهنا ​الإرهاب​ سوية واقتلعناه من ​طرابلس​ وعرسال​ وقضينا عليه ورفعنا رأس طائفتنا وأنا أمامكم عندما نكون إلى جانب الحريري نكون أقوياء. نحن وإياكم نرى كم ضحى الرئيس الحريري ولا يزال، وكم تحمل، ولكن إلى اليوم ما زال مؤمناً بمسيرة إنقاذ البلد. نحن من سينقذ هذا البلد، فنحن أم الولد وأصحاب البلد ولا أحد يزايد علينا في هذا الموضوع».

وكان الحريري لبى دعوة آل شاتيلا إلى حفل فطور صباحي حضره وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق. وشدد أمام الحاضرين على «ضرورة الاقتراع بكثافة في الانتخابات المقبلة»، وقال: «أهم شيء هو المحافظة على الاستقرار والأمن والإنماء في بيروت، وهذا ما كان يحرص عليه الرئيس الشهيد. وسنكمل معاً مسيرة النهوض بالعاصمة والوطن كلاً».

المشنوق: هويّة بيروت مهددة بالتغيير

أما المشنوق فقال: «سياسة النفس الطويل التي اتبعها الرئيس الحريري بعد 2010 هي التي حققت الأمن والاستقرار والأمان لكل لبنان، وخصوصاً لبيروت. الانفعال والمواقف الارتجالية تأتي بنتائج عكسية، وقد اتخذ الرئيس الحريري قراراً بأن نبقي لبنان سليماً إلى أن تتبلور الصورة في المنطقة، ونحن إلى جانبه ومعه. قطعنا شوطاً كبيراً مع عدد من الدول العربية التي قاطعت لبنان، وسيبدأ رعاياها بالعودة لزيارتنا».

ورأى المشنوق أن «بعض اللوائح شُكّلت لخفض الحاصل الانتخابي فقط، لأنّها لن تطاول الحاصل بحسب كلّ الإحصاءات والاستطلاعات، بل ستمهّد الطريق لفوز لائحة حزب الله بعدد أكبر من المقاعد». وشدّد على أنّها «المرّة الأولى منذ العام 1943 تكون هويّة بيروت مهدّدة بالتغيير من العروبة إلى المشروع الإيراني».

لائحة «التيار» المتنية معرضة لخروق

تشهد دائرة المتن الشمالي في جبل لبنان واحدة من أشرس المعارك الانتخابية. وتدور المنافسة فيها بين خمس لوائح بعضها مكتملة والأخرى ناقصة. ويتوقع مراقبو التحضيرات الجارية لخوض الانتخابات ارتفاع منسوب الاقتراع فيها بنسبة غير مسبوقة ما يصعّب التكهن بنتائجها، خصوصاً أن من المحال أن تفوز أي لائحة بمقاعدها الثمانية الموزعة: 4 موارنة و2 أرثوذكس وواحد لكل من الكاثوليك والأرمن الأرثوذكس.

ويؤكد المراقبون أنفسهم أن تبادل الخرق بين اللوائح أمر حاصل ولا مفر منه، لا سيما بين 4 لوائح ،الأولى مدعومة من تحالف «التيار الوطني الحر» وحزبي «الطاشناق» و «السوري القومي الاجتماعي»، والثانية برعاية حزب «القوات اللبنانية»، والثالثة بزعامة رئيس حزب «الكتائب» سامي الجميل، والرابعة يرعاها نائب رئيس الحكومة السابق ميشال المر، والخامسة هي حصيلة ائتلاف شخصيات من الحراك المدني والمستقلين.

ويلفت هؤلاء إلى أن لوائح «الكتائب» و «القوات» والمر تتميز عن لائحة تحالف «التيار الوطني- الطاشناق- القومي» بقدرة رعاتها على تنظيم عملية الاقتراع، خصوصاً بالنسبة إلى الصوت التفضيلي. ويعزون السبب إلى أن على رأس هذه اللوائح مرجعية واحدة لديها القدرة على إدارة حساباتها الرقمية، فيما تدار لائحة التحالف الثلاثي بثلاثة رؤوس والمسؤولية الكبرى في توزيع أصوات المقترعين تقع على «التيار الوطني» في مقابل حرص «الطاشناق» و «القومي» على حصر الصوت التفضيلي بمرشحيها هاغوب بقرادونيان وغسان الأشقر.

وبكلام آخر، كما يقول المراقبون، فإن «التيار الوطني» سيكون مضطراً إلى تأمين وصول مرشحيه الستة إلى بر الأمان، ومن ضمنهم المرشح الماروني سركيس سركيس الذي انضم إلى اللائحة بتدخل مباشر -وفق ما يردد هؤلاء- من مرجعين سياسي وروحي. ناهيك بأن لائحة التحالف الثلاثي -وفق المراقبين أنفسهم- تتمتع بحضور «قومي» بارز، في إشارة إلى وجود الأشقر في هذه اللائحة، إضافة إلى المرشحة المارونية كورين الأشقر ابنة رئيس بلدية ضبيه قبلان الأشقر المحسوب على الحزب نفسه، وأيضاً الوزير السابق المرشح الأرثوذكسي إلياس بوصعب، الذي لم يتنكر في يوم من الأيام لأصوله «القومية»، فكيف إذا أضيف إلى هؤلاء الثلاثة المرشح على لائحة المر القومي ميلاد السبعلي (جناح علي حيدر) والذي يحظى بتأييد قوميين من جناحَي الحزب؟

ويرى المراقبون أن «التيار الوطني» يحاول ضبط إيقاع المنافسة بين «الأشقرين» غسان وكورين وبين بوصعب، وهذا يتطلب منه ترسيم الحدود بينهم لقطع الطريق على خصومه الذين يحاولون الإفادة من الحضور البارز لـ «القومي» وتوظيفه في حملاتهم الانتخابية لكسب تأييد البعض في الشارع المتني بذريعة أنه لم يهضم مثل هذا الحضور.

ومع أن هؤلاء يرجحون حصول خرق للائحة التحالف الثلاثي من لائحتي «الكتائب» و «القوات»، فإن لدى المر -كما تنقل عنه مصادره- ملْء الثقة بأنه سيسجل خرقاً مماثلاً للائحة، مستفيداً من الحصار السياسي الذي فرضه رئيس «التيار الوطني» الوزير جبران باسيل الذي كان وراء إبعاده من الائتلاف معه، على رغم إصرار «الطاشناق» على أن يكون أحد أعمدتها.

لكن «الطاشناق» اضطر على مضض إلى الرضوخ والتسليم بإبعاد المر، بغية استيعاب تهديده بفك ارتباطه الانتخابي به في دائرتَي بيروت الأولى وزحلة، وهذا ما أتاح للمر -وفق مصادره- كسب عطف الكثيرين من المتنيين.

إلا أن عزوف مرشحين عن خوض المعركة على لائحة المر لم يمنعه من تشكيل لائحة خماسية تضم أربعة مرشحين إضافة إليه، وهو يبدي تفاؤلاً بالفوز بالمقعد الأرثوذكسي الثاني.

لذلك، يتطلع المر إلى الثأر من إصرار باسيل على محاصرته انطلاقاً من حساباته بأن المنافسة ستدفع حتماً إلى إعادة خلط الأوراق لجهة الاتجاه العام للمقترعين، فيما ينطلق كل من «القوات» و «الكتائب» في خوضهما الانتخابات على لائحتين منفردتين، من برنامجهما السياسي لمنع «التيار الوطني» من وضع يده بالكامل على المتن الشمالي.

وعليه يصعب على «التيار الوطني» التفرد في تمثيل المتن الشمالي وستكون له «القوات» و «الكتائب»، إضافة الى المر بالمرصاد، لما تنطوي عليه المعركة من حسابات رئاسية يراهن باسيل من خلالها على أنه سيصل إلى البرلمان بأكبر كتلة نيابية يمكن أن يحولها «رقماً صعباً» يحسب له ألف حساب في المعركة الرئاسية المقبلة على خطى مؤسس «التيار الوطني» رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، على رغم صعوبة استنساخ الظروف نفسها التي أوصلت الأخير إلى الرئاسة.

كما أن باسيل من وجهة نظر «القوات» و «الكتائب»، لا يقيم تحالفاته الانتخابية من منظور سياسي، وإلا كيف يدافع عن تحالفه مع مجموعة من الأضداد الذي يظن أنه سيؤمن له دخول البرلمان بأكبر كتلة نيابية، مع أنه قد يخطئ في حساباته الانتخابية وسيجد نفسه بعد إنجاز الاستحقاق الانتخابي أمام واقع سياسي جديد عندما يضطر بعض من يحالفه الحظ للفوز، إلى التموضع فوراً في معسكر غير المعسكر الذي يتزعمه هو شخصياً.

حمادة: الهيمنة التي يمارسها باسيل لا تنبئ بنزاهة الانتخابات من الخارج

وصف وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة القانون الانتخابي النسبي بـ «السيئ، وهو أسوأ من القانون الأرثوذكسي، ولا يصل إلى النسبي، وقضى على الأكثري»، مشيراً إلى «إمكان تصحيحه قبل انتهاء المهل».

وانتقد ما اعتبره «هيمنة وزير الخارجية جبران باسيل على ملف انتخابات المغتربين»، وشدد في حديث إلى إذاعة «الشرق» على ضرورة «فتح مكاتب اقتراع أكثر، وعدم حصرها في بعض العواصم، وعدم تركها في أيدي السفارات فقط والقنصليات، لأن الهيمنة التي يمارسها وزير الخارجية، لا تنبئ بنزاهة الانتخابات من الخارج»، داعياً إلى «وجود لوزارة الداخلية حتى في القنصليات والسفارات بموظف على الأقل، إضافة إلى مندوبين للوائح». وسأل: «كيف تحصل انتخابات في الخارج من دون مندوبين، باستثناء مندوبي وزارة الخارجية؟». وقال: «لم أر في عهد من عهود الاستقلال بعد عهد الرئيس كميل شمعون من وصل إلى هذه الاستنسابية باختيار ناس في وزارة معينة، كما حدث في التعيينات الديبلوماسية»، لافتاً إلى أن «الاستمرار في هذا النهج سيقضي على كل صيت وكل وهج العهد الحالي». وأكد «الذهاب إلى الانتخابات لاسترجاع السيادة الحقيقية للبنان في 6 أيار/ مايو المقبل».

عون: رجاؤنا قيامة لبنان وخلاصه من التعثر

تمنى رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، بعد خلوة عقدها مع البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي لمناسبة عيد الفصح، أن «يعيد الله العيد، على لبنان واللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً بالصحة والسلامة». وقال: «نحن في العيد الكبير الذي يتجدد فيه الرجاء، ورجاؤنا اليوم في قيامة لبنان وخلاصه من التعثر. ونتمنى ألا يتعرض كل من القدس وكنيسة القيامة بعد اليوم لما تعرضا له سابقاً. وكلنا رجاء، كما مسيحيو العالم أجمعون، بذلك لأنه إذا تمت السيطرة على المعالم المسيحية في القدس، فسيكون الأمر أشبه بجفاف النبع الذي يغذي العالم والروح المسيحية». وقال: «نحن لا نريد أن تصبح كنائسنا مرافق سياحية فقط، فنقف على أبوابها في انتظار الحصول على تأشيرات لدخولها كما كان سيحصل في كنيسة القيامة لدى السريان. من هنا فان مواقفنا السياسية يجب أن تهدف إلى ما يحدث في فلسطين».

وعما إذا سيجد حلاً للبنانيين الذين فروا إلى اسرائيل أم أن الأمر سيكون في إطار العفو العام المنتظر، أجاب: «لا علاقة للأمر بالعفو العام، هؤلاء نسهل لهم العودة إذا رغبوا». وعن الوضع الاقتصادي أجاب: «نحن أتينا اليوم للصلاة وغداً نتكلم بكل الأمور».

الى ذلك، اتصل سفير دولة الإمارات لدى لبنان حمد سعيد الشامسي بالرئيس ميشال عون، ونقل له تهاني القيادة الإماراتية بعيد الفصح، متمنياً أن «يعيده الله عليه وعلى لبنان واللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً بالخير». وشدد على معاني العيد وقيمه، آملاً بأن «تحمل المرحلة المقبلة مزيداً من الاستقرار والرخاء والسلام الذي ينشده الجميع في عالمنا العربي».

الراعي لمحاربة الفساد والنهوض بالاقتصاد

أحيت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي عيد الفصح،​ فأقيمت القداديس والصلوات في مختلف المناطق اللبنانية. وترأس البطريرك الماروني بشارة الراعي، قداس عيد الفصح، في حضور رئيس الجمهورية ميشال عون واللبنانية الأولى السيدة ناديا، الرئيس أمين الجميل، وعدد من الفاعليات السياسية والقضائية والعسكرية والنقابية والعسكرية.

وألقى الراعي عظة توجه في بدايتها إلى عون قائلاً: «نعرب لكم عن أطيب التهاني والتمنيات بالعيد، راجين لكم، وأنتم تقودون كربان ماهر وحكيم سفينة الوطن، أن تبلغوا بها ميناء الأمان السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني، وأن يحفظكم الله، ويكلل مساعيكم الخيرة بالنجاح».

وأضاف: «انتم يا فخامة الرئيس، على رأس الدولة تقودون مسيرة النهوض بما أتيتم من وعي لجوهر الأمور، وهمة في الإرادة، ورغبة ومعرفة في شؤون الدولة، وخبرة سنوات. إننا نشكر الله معكم، ومع كل المسؤولين في البلاد، على عودة المؤسسات الدستورية والإدارات العامة إلى عملها، فيما الملفات المتنوعة والمؤجلة متراكمة عبر السنين. وعلى ما تحقق من إنجازات، على أكثر من صعيد، وخصوصاً ما يختص بزيادة قدرات الجيش والقوى الأمنية وسائر الأجهزة الذين نقدر تضحياتهم، وقد صانوا بكفاءة عالية سيادة الوطن وأمنه. كما نقدر توصيات مؤتمر روما، لدعم الجيش والقوى الأمنية. لكننا نتطلع معكم إلى تحقيق اللامركزية الإدارية الموسعة بكل ما لها من حسنات على كل صعيد، ومحاربة الفساد، وضبط مال الدولة، والنهوض بالاقتصاد، وتحقيق الإنماء الشامل وتوطيد الأمن المتوازن، والعمل الجدي على تحييد لبنان، لكي يتمكن من أن يكون مكاناً عالمياً لحوار الديانات والثقافات والحضارات، بحسب رغبتكم».

وتابع: «من حق كل دولة أن تنعم بالسلام والاستقرار والنمو. ومن حق كل شعب أن يعيش في وطنه، ويحقق ذاته فيه، ويتمتع بكل حقوقه الأساسية. هذه كلها من مظاهر السلام. نشاطركم يا فخامة الرئيس، الهموم الوطنية الكبيرة، وخصوصاً الهم الاقتصادي، لكونه عصب الدولة وعمودها الفقري. لكني أود مرة جديدة أن أشدد على هم آخر كبير، هو قضية العلم والتربية. هذه الثروة مهددة اليوم بالسقوط إذا لم تحافظ الدولة عليها».

وقال: «لا تستطيع المدرسة أن تتحمل سلسلة الرتب والرواتب مع الدرجات الست الاستثنائية، من دون أن ترفع أقساطها. فتجنبا لإقفال العديد من المدارس، طالبنا ونطالب الدولة مع اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة بتمويل الدرجات الست الاستثنائية».

وتلقى الراعي سلسلة اتصالات مهنئة بالعيد، أبرزها من الرئيس نبيه بري والنائب بهية الحريري والنائب السابق لرئيس الحكومة عصام فارس.

إلى ذلك، ولمناسبة ​أحد الشعانين​ لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي، أقيمت القداديس في مختلف الكنائس الأرثوذكسية في جميع المناطق اللبنانية. وبعد القداديس، طاف المصلون والأطفال حاملين أغصان الزيتون والشموع في الباحات الخارجية للكنائس.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
ماكرون يتوقع الأسوأ... والحريري يدرس الاعتذار
الفاتيكان يدعو البطاركة إلى «لقاء تاريخي» لحماية لبنان
البنك الدولي: لبنان يشهد إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية العالمية منذ منتصف القرن 19
عون: الحريري عاجز عن تأليف حكومة
اشتباكات متنقلة في لبنان على خلفيّة رفع صور وشعارات مؤيدة للأسد
مقالات ذات صلة
حروب فلسطين في... لبنان - حازم صاغية
نوّاف سلام في «لبنان بين الأمس والغد»: عن سُبل الإصلاح وبعض قضاياه
حين يردّ الممانعون على البطريركيّة المارونيّة...- حازم صاغية
عن الحياد وتاريخه وأفقه لبنانياً
جمهوريّة مزارع شبعا! - حازم صاغية
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة