الأحد ٢٤ - ١١ - ٢٠٢٤
بيانات
التاريخ:
آذار ١٨, ٢٠١٨
المصدر :
جريدة الحياة
العراق: نازحون يعودون قسراً والحكومة تريد إغلاق المخيمات
بغداد – بشرى المظفر
تمكنت الحكومة العراقية خلال الأشهر الأخيرة ووفق إحصاءات وزارة الهجرة والمهجرين العراقية واحصائيات اممية من إعادة أكثر من نصف أعداد النازحين وإغلاق الكثير من مخيمات النزوح بعد تمكن القوات العراقية من استعادة زمام الأمور وطرد «داعش» من جميع المدن والمحافظات العراقية.
الأمم المتحدة أعلنت في تشرين الأول(أكتوبر) عام 2017 تجاوز أعداد النازحين العراقيين خمسة ملايين نازح . ووزير الهجرة والمهجرين جاسم محمد الجاف اعلن قبل أسابيع عن «عودة نصف اعداد النازحين المسجلين لدى الوزارة»، وأشار إلى أن «الوزارة أغلقت (24) مخيماً لإيواء النازحين في محافظات دهوك، بغداد، الأنبار، ديالى، بعد اعادة العوائل النازحة الى مناطقهم المحررة».
وعن المخيمات التي لم يتم اغلاقها الى الآن قال ستار نوروز مدير اعلام وزارة الهجرة والمهجرين لـ «الحياة»: «لا تزال لدينا مخيمات ونازحون في محافظات، نينوى، والأنبار، وصلاح الدين، وكربلاء، والنجف». وعن أسباب عدم عودة ما تبقى من النازحين أشار إلى أن «أغلب الأسباب شخصية تتعلق بقضية مدارس وجامعات أبنائهم في انتظار انتهاء الفصل الدراسي الحالي او اسباب تتعلق بالمنازل المدمرة وعدم وجود بنى تحتية في مناطقهم لذلك لا يفضلون العودة».
وكشف عن أن المحافظة الوحيدة التي لم تشهد عودة نازحيها هي محافظة بابل، وعزا أسباب عدم عودة نازحي ناحية جرف النصر (جرف الصخر سابقاً) الواقعة في شمال بابل الى «دواع أمنية تتعلق بمجلس المحافظة».
ولا تزال اكثر من مليون عائلة تعاني من النزوح من محافظات الأنبار وبابل وبغداد فضلاً عن ديالى وصلاح الدين وكركوك ونينوى وفق آخر إحصائية لوزارة الهجرة والمهجرين متعلقة بملف النزوح، الإحصائية تحدثت عن عودة أكثر من (168) ألف عائلة أنبارية من أصل (300) ألف إذ بلغت نسب العودة في الأنبار 62 في المئة، وسجلت محافظة ديالى عودة ما نسبته 52 في المئة من اصل (65) الف عائلة نازحة، وفيما سجلت محافظة صلاح الدين اعلى نسبة عودة لنازحيها بـ89 في المئة، كانت محافظات كركوك وبابل ونينوى هي الأقل بنسب عودة لنازحيها لم تتجاوز 3 في المئة. اما العاصمة بغداد فقد اعلنت قيادة عمليات بغداد في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي اغلاق ملف النازحين فيها بعد عودة آخر وجبة للنازحين والتي بلغت اكثر من (400) عائلة نازحة الى مناطق الشورتان والحلابسة غرب بغداد.
وعلى رغم أن هذه هي المرة الأولى منذ دخول تنظيم «داعش» إلى العراق عام 2014، يفوق عدد العائدين إلى منازلهم أعداد النازحين، وفقاً للبيانات التي أعلنتها «منظمة الهجرة الدولية» والتي تحدثت في أواخر كانون أول (ديسمبر) الماضي عن عودة ثلاثة ملايين و(22) ألف نازح إلى منازلهم في تحول جاء بعدما أعلنت السلطات العراقية نهاية الحرب على التنظيم نهائياً وطرده من كل المناطق التي كان يسيطر عليها.
أكثر من ثلث العائدين الى مناطقهم أكدوا أنهم وجدوا منازلهم مدمرة كلها أو أغلبها وأن الكثير من البنى التحتية دمرت بسبب العنف، ويعيش السكان في أحياء ومناطق بأكملها من دون مصادر للمياه أو التيار الكهربائي ناهيك عن انعدام الأمن في بعض المناطق ما جعل بعضهم يرفض مغادرة مخيمات النزوح حيث اتهمت تقارير دولية الحكومة العراقية بإجبار النازحين على مغادرة مخيماتهم.
يقول نعيم محمد النازح من الأنبار في مخيم في منطقة حي الجامعة غرب بغداد إن «عمليات بغداد أبلغت إدارة المخيم بأن حافلات كبيرة ستقوم بنقل نازحي المخيم وإعادتهم الى مناطقهم لكننا لا نعرف الى اين سنذهب فمنازلنا مدمرة وكذلك المستشفيات والمدارس والخدمات غير متوافرة».
فيما تحدث عمر عودة عن تحديات اخرى ترافق رحلة عودتهم وهي صعوبة الإجراءات الأمنية حيث قال إن «مسألة تنقلنا من منطقة إلى أخرى تحتاج الى موافقات امنية معقدة كما ان عملية نقل امتعتنا من بغداد الى الأنبار تحتاج الى موافقة من قيادة عمليات بغداد وهي موافقة لا تعترف بها السلطات الأمنية في الأنبار».
ويعد دمار البنى التحتية لمحافظة الأنبار أحد أكبر التحديات التي تواجه عودة نازحيها حيث بلغت نسبة الدمار في البنى التحتية للجسور والدوائر الحكومية اكثر من 80 في المئة وفق ما اكده راجع بركات عضو مجلس محافظة الأنبار، وأضاف في حديث إلى «الحياة» أن «نسب دمار المنازل والمحال التجارية تتراوح مابين 68-70 في المئة لمدينتي الرمادي والفلوجة الحصة الأكبر من التضرر».
ويؤكد د.رياض الجبوري المشرف العام على منظمة داري الإنسانية المعنية بشؤون النازحين ان «هناك عمليات مغادرة وعودة الى مخيمات النزوح في حمام العليل في مدينة الموصل وأن بعض العائلات قـررت الرجوع الى مناطقهم لكنهم اصطدموا بالواقع الأمني والخدمي وعادوا من جديد الى المخيمات التي توفر لهم كل شيء مجاناً». وأضاف «عدد العائلات التي عادت الى مخيمات النزوح من سنجار والجانب الأيمن في نينوى في الأشهر الأربعة الماضية وصل الى (20) ألف نازح تقريباً».
وتحرص الحكومة العراقية على إغلاق ملف النازحين قبل موعد الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في أيار (مايو) المقبل إذ يعد عدم اكتمال عودة جميع النازحين أحد اهم معوقات إجراء الإنتخابات البرلمانية بخاصة في المحافظات الغربية إذ أشارت آخر إحصائية لمفوضية الانتخابات إلى أن أعداد الذين حدّثوا سجلاتهم الانتخابية في المدن المحررة تشكّل نسبة ضئيلة مقارنة ببقية المحافظات.
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك
اطبع الكود:
لا تستطيع ان تقرأه؟
جرب واحدا آخر
أخبار ذات صلة
الرئيس العراقي: الانتخابات النزيهة كفيلة بإنهاء النزيف
الرئيس العراقي: الانتخابات المقبلة مفصلية
«اجتثاث البعث» يطل برأسه قبل الانتخابات العراقية
الكاظمي يحذّر وزراءه من استغلال مناصبهم لأغراض انتخابية
الموازنة العراقية تدخل دائرة الجدل بعد شهر من إقرارها
مقالات ذات صلة
عن العراق المعذّب الذي زاره البابا - حازم صاغية
قادة العراق يتطلّعون إلى {عقد سياسي جديد}
المغامرة الشجاعة لمصطفى الكاظمي - حازم صاغية
هل أميركا صديقة الكاظمي؟ - روبرت فورد
العراق: تسوية على نار الوباء - سام منسى
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة