السبت ٢٣ - ١١ - ٢٠٢٤
بيانات
التاريخ:
آذار ١٨, ٢٠١٨
المصدر :
جريدة الحياة
36 قتيلاً بقصف لا يهدأ على الغوطة وموسكو تكشف «خططاً أميركية» لقصف دمشق بصواريخ من البحر
خروج 10 آلاف مدني من زملكا
لندن، موسكو، عربين (سورية) – «الحياة»، أ ف ب، رويترز
تجددت الاتهامات الروسية للولايات المتحدة بالتحضير لشنّ عملية عسكرية ضد أهداف تابعة للنظام السوري، في ظل استمرار التباعد بين موسكو وواشنطن في ملفَي وقف النار والتحقيق باستخدام الكيماوي. وكشف الجيش الروسي أمس معلومات عن خطط أميركية لضرب دمشق بصواريخ مجنّحة من البحر، متهماً واشنطن بتدريب مسلّحين للقيام بهجمات كيماوية بهدف اتهام النظام بها. أتى ذلك على وقع استمرار نزوح آلاف المدنيين في سورية حيث توسّع قوات النظام سيطرتها على الغوطة الشرقية وسط قصف عنيف، فيما تُصعّد تركيا هجومها على منطقة عفرين الحدودية، وتوشك على اقتحام مركزها.
وأعلن رئيس غرفة العمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية سيرغي رودسكوي خلال مؤتمر صحافي نظمته وزارة الدفاع أمس، أن ثمة إشارات إلى أن واشنطن تحضر لضربات محتملة بصواريخ مجنّحة انطلاقاً من أساطيلها البحرية، وتحديداً من الجزء الشرقي من البحر الأبيض المتوسط والخليج العربي والبحر الأحمر.
واتهم واشنطن بتدريب مسلحين في معسكر قرب مدينة التنف لتنفيذ «استفزازات» باستخدام أسلحة كيماوية، و «إلصاقها بالحكومة السورية وخلق ذريعة للضربات الأميركية»، مشيراً إلى أن هؤلاء المسلحين حصلوا على مواد كيماوية لتصنيع السلاح تحت غطاء المساعدات الإنسانية جنوب سورية. وأضاف أن «20 حاوية من غاز الكلور سُلمت إلى المناطق السكنية في شمال غربي إدلب حيث يُعدّ إرهابيو جبهة النصرة لهجوم هناك».
ميدانياً، وسّعت قوات النظام سيطرتها على الغوطة الشرقية حيث استعادت بلدتي سقبا وكفربطنا إثر معارك ضارية مع فصيل «فيلق الرحمن» الذي بات وجوده يقتصر على بلدات عدة جنوب المنطقة، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وفي ظل المعارك، تواصلت حركة النزوح الواسعة من المنطقة، وخرج أمس أكثر من 20 ألف مدني في اتجاه مناطق باتت تسيطر عليها قوات النظام، فيما قتل 36 مدنياً بغارات على الغوطة، من بينهم 30 بقصف على زملكا أثناء محاولتهم الخروج من المدينة.
وفي عفرين، بلغ عدد الفارين منذ الأربعاء أكثر من 200 ألف مدني، بينهم 50 ألفاً أمس، تحسباً لهجوم تركي وشيك على مركز المدينة، فيما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الدخول إليها بات «قاب قوسين أو أدنى».
36 قتيلاً بقصف لا يهدأ على الغوطة وخروج 10 آلاف مدني من زملكا
واصلت قوات النظام السوري أمس، قصف الغوطة الشرقية قرب دمشق بعنف بهدف السيطرة عليها بالكامل، فيما قتل 36 مدنياً بالغارات من بينهم 30 في مدينة زملكا التي خرج منها أكثر من 10 آلاف مدني.
وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن حصيلة القتلى جراء القصف على الغوطة الشرقية منذ نحو شهر، بلغت 1400 مدني من بينهم 274 طفلاً. ووثق مقتل 36 مدنياً أثناء محاولتهم الخروج من المدينة أمس، في قصف جوي لقوات النظام على بلدات في الغوطة، بينهم 30 في غارات استهدفت زملكا.
وفرّ أمس، أكثر من عشرة آلاف مدني من زملكا عبر معبر حمورية المجاورة، التي عاودت قوات النظام السيطرة عليها، وفق «المرصد»، ليرتفع بذلك إلى أكثر من 40 ألفاً عدد النازحين من الغوطة منذ يوم الخميس. كما فرّ عشرات المدنيين للمرة الأولى من مدينة حرستا غرب الغوطة. من جانبه، قال رئيس مديرية العمليات الرئيسة في هيئة أركان الجيش الروسي سيرغي رودسكوي، إن «الموقف في الغوطة الشرقية قد تغير جذرياً، إذ نشهد عملية إنسانية على نطاق فريد». وأشار إلى مغادرة أكثر من 44 ألف مدني منها.
ونقل التلفزيون الرسمي عن مصدر عسكري قوله إنه جرى أمس فتح ممرّ جديد للمدنيين في حرستا التي تتقاسم قوات النظام و «حركة أحرار الشام» السيطرة عليها، فيما بث التلفزيون مشاهد نزوح المدنيين. وأظهرت الصور نساء مسنات يرتدين الأسود وشابات يحملن بطانيات، وأمهات يحاولن جرّ عربات أطفالهنّ على طريق وعرة، ورجالاً يحملون حقائب على أكتافهم.
وتنقل الجهات الحكومية السكان الفارين من الغوطة إلى مراكز إيواء، في وقت تضيق المدارس القريبة من المنطقة المنكوبة بمئات العائلات.
وقال أبو خالد عمري (35 سنة) الذي لجأ إلى مدرسة في عدرا لوكالة «فرانس برس»، إنّ «لا مكان ننام فيه، لا مياه، لا بطانيات كافية والنساء والأطفال جالسون على الأرض».
في غضون ذلك، تواصلت المعارك جنوب الغوطة الشرقية بين قوات النظام وفصيل «فيلق الرحمن» التابع لـ «الجيش السوري الحر»، فيما تمكن النظام من السيطرة على أكثر من نصف مساحة بلدة كفربطنا، وفق «المرصد».
ومع تقدمها في الغوطة، تمكنت قوات النظام من تقطيع أوصال المنطقة إلى ثلاثة جيوب منفصلة هي: دوما شمالاً، وحرستا غرباً، وبلدات أخرى جنوباً.
وأتت المعارك على رغم إعلان فصائل «جيش الإسلام» و «حركة أحرار الشام» و «فيلق الرحمن» أول من أمس، استعدادها لإجراء مفاوضات مباشرة مع روسيا في جنيف برعاية الأمم المتحدة بهدف التوصل إلى وقف النار.
وذكرت الفصائل الثلاثة أنها «على استعداد تام لإجراء مفاوضات مباشرة في جنيف مع الجانب الروسي برعاية الأمم المتحدة للبحث في آليات وإجراءات تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2401 الذي طالبت القوى الدولية من خلاله الشهر الماضي بوقف للنار مدته 30 يوماً»، إلا أن «هيئة تحرير الشام»، وهي مجموعة مكوّنة بمعظمها من عناصر كانوا في «جبهة النصرة» ولا يزال لديها وجود في الغوطة الشرقية، ليست بين الفصائل الموقعة على البيان.
وذكرت الفصائل أن بيانها جاء تعقيباً على تصريحات أدلى بها المبعوث الدولي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، الذي قدّم ايجازاً إلى مجلس الأمن تطرق فيه إلى مفاوضات قال إن فريقه يساهم فيها بين «جيش الإسلام» وروسيا.
وتشن قوات النظام منذ 18 شباط (فبراير) الماضي حملة عسكرية ضد الغوطة الشرقية بدأت بقصف عنيف، ترافق لاحقاً مع هجوم بري تمكنت خلاله من السيطرة على أكثر من 70 في المئة من المنطقة. ولطالما شكلت الغوطة الشرقية هدفاً لقوات النظام كونها تُعدّ إحدى بوابات دمشق، وفرضت عليها حصاراً محكماً منذ 2013 رافقه طوال سنوات قصف جوي ومدفعي منتظم شاركت فيه طائرات روسية. وتسبب القصف بمقتل آلاف، كما أسفر الحصار عن أزمة إنسانية.
وزادت معاناة سكان الغوطة الشرقية مع التصعيد العسكري الأخير، وانتقلوا إلى أقبية غير مجهزة للاحتماء، من دون أن يتمكنوا من الخروج منها تحت وطأة القصف. ومع اشتداد المأساة، بدأت حركة نزوح جماعي الخميس هرباً من الموت، بعدما فتحت قوات النظام ممراً لخروج المدنيين إلى مناطقها. وأعرب سكان عن خشيتهم من الفرار إلى مناطق سيطرة الحكومة خوفاً من الاعتقال أو التجنيد الإجباري، لكن استمرار التصعيد لم يترك أمامهم خياراً آخر.
المعارضة السورية تندّد بـ «ممرات الموت» وتنتقد «فشل» مجلس الأمن
الرياض – «الحياة»، أ ف ب
حمّلت المعارضة السورية أمس مجلس الأمن مسؤولية الفشل في منع الجرائم في سورية، بما في ذلك الهجوم على الغوطة الشرقية، واصفةً الممرات الإنسانية التي فتحتها روسيا بأنها «ممرّات للموت».
وأعلن رئيس «هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية» نصر الحريري في مؤتمر صحافي في الرياض، أن المجلس يتحمّل في شكل مباشر «مسؤولية السكوت عن هذه الجرائم، وعدم اتخاذ الإجراءات التي تمنع حدوثها»، وقال: «لا ننسى أن المسؤول المباشر عن هذه الجرائم هو النظام وروسيا والدول التي تقف إلى جانبهما».
وأشار إلى أن أهالي الغوطة الذين غادروها، فروا من شدة القصف، مشيراً إلى أن النظام يتقدم ميدانياً بسبب سياسة «الأرض المحروقة» التي تتبعها روسيا. واتهم موسكو برفض إخراج عناصر «هيئة تحرير الشام» بقيادة «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) من الغوطة. ورأى أن «لا معنى للتفاوض مع النظام وروسيا»، مؤكداً أن «على الروس أن يفهموا أننا لن نستسلم».
وحذّر الحريري من أن «المدنيين المحاصَرين في الغوطة قد يتعرضون إلى جرائم إبادة جماعية»، واصفاً الممرات الإنسانية التي أعلنت روسيا فتحها في المنطقة المحاصرة لإخراج المدنيين بـ «ممرات للموت». واتهم النظام السوري باستخدام مدنيين فارين من الغوطة، خصوصاً من حمورية كـ «دروع بشرية».
ورأى رئيس «هيئة التفاوض» أن «النظام وحلفاءه يستخدمون الإرهاب ذريعة لتحقيق مكاسب سياسية وتصوير أنفسهم أمام العالم بأنهم يقاتلون الإرهاب، في حين أن ذلك محض ادعاء»، مشيراً إلى أن روسيا «تعرقل إحالة مجلس الأمن الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية على رغم أن النظام السوري ارتكب العديد من جرائم الحرب الموثقة». وجدد موقف هيئة التفاوض بضرورة رحيل الرئيس بشار الأسد كجزء أساسي من عملية الانتقال السياسي. وتشنّ قوات النظام هجوماً على الغوطة الشرقية، أدى إلى مقتل المئات، وهي باتت تسيطر على أكثر من سبعين في المئة من مساحة المنطقة.
وفي ملف المعارك شمال سورية، اتهم الحريري حزب «الاتحاد الديموقراطي» الكردي بارتكاب «جرائم حرب» في منطقة عفرين، مطالباً إياه بمغادرتها. كما دعا إلى اتخاذ إجراءات تحمي المدنيين خلال العملية العسكرية التي تشنها تركيا.
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك
اطبع الكود:
لا تستطيع ان تقرأه؟
جرب واحدا آخر
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة