السبت ٢٣ - ١١ - ٢٠٢٤
بيانات
التاريخ:
آذار ١٥, ٢٠١٨
المصدر :
جريدة الحياة
تحذير دولي من «معارك طاحنة» في سورية
بيروت، أنقرة، دوما (سورية) – «الحياة»، أ ف ب، رويترز
على وقع تحذير الأمم المتحدة من «معارك طاحنة» سيشهدها العام الثامن من الأزمة السورية، وتبدو الغوطة الشرقية لدمشق وعفرين شمال البلاد مسرحاً متواصلاً لها، تُعاود عجلة المؤتمرات الدولية دورانها بعقد اجتماع الدول الضامنة في آستانة اليوم، في ظل توتّر روسي– أميركي متصاعد في الملف السوري.
ورأى مستشار الأمم المتحدة في شأن سورية يان إنغلاند أن الأزمة السورية قد تشهد «معارك طاحنة» في عامها الثامن، حتى إن بدا القتال في الغوطة الشرقية الحلقة الأحدث في سلسلة «معارك النهاية». واعتبر أن الوقت لم يفُت لتجنب إراقة الدماء في إدلب ودرعا وعفرين عبر المفاوضات، معرباً عن أمل الأمم المتحدة بأن ينجح نظام تنبيه جديد لإحداثيات المستشفيات السورية في الحد من الضربات الجوية على المنشآت الطبية. وعلى خطّ الاتصالات السياسية، اعتبر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، أن لقاءاته في موسكو تحمل أهمية قصوى بالنسبة إلى قمة سوتشي الثلاثية (تركيا وروسيا وإيران) ومسار آستانة.
وقال لافروف إن «الولايات المتحدة ستلفت انتباه المجتمع الدولي إلى معاناة السكان والضحايا والخسائر في صفوف المدنيين الأبرياء، وستستخدم ذلك ذريعة لاستعمال القوة من التحالف الأميركي، بما في ذلك ضد دمشق». وأضاف: «حذرنا الولايات المتحدة بشدة من خلال جميع القنوات... ونأمل بألا تنفذ هذه المخططات غير المسؤولة».
إلى ذلك، أعرب ديبلوماسيون في الأمم المتحدة عن خشيتهم من أن يؤدي استخدام حق النقض (فيتو) مجدداً لاعتراض مشروعي قرارين أمام مجلس الأمن تقدمت بهما واشنطن لوقف النار في الغوطة والتحقيق في استخدام الكيماوي، إلى شنّ واشنطن غارات على مواقع للنظام السوري.
وتحدث الديبلوماسيون عن أن واشنطن تعطي إشارات واضحة إلى أنها تدرس عملاً عسكرياً في سورية، فيما قال ديبلوماسي إن «الروس يشعرون بالضغوط، ويخشون أن يتدخل الأميركيون مجدداً في سورية في شكل أقوى». وأشار ديبلوماسي آخر في المجلس إلى أن ذكرى هجوم خان شيخون في الرابع من نيسان (أبريل) المقبل، قد تكون موعداً مواتياً لضربة أميركية.
وتعقد الدول الضامنة اليوم اجتماعاً في العاصمة الكازاخستانية هو الأول بعد «مؤتمر الحوار السوري» في مدينة سوتشي. وتُعقد اجتماعات تحضيرية اليوم للقاء وزراء الخارجية التركي والروسي والإيراني جواد ظريف غداً، فيما لن يحضر الاجتماع وفدا النظام والمعارضة السوريين. وكشفت وكالة أنباء «الأناضول» إن ملفات المعتقلين وإزالة الألغام وإجراءات بناء الثقة، ستحتلّ الحيّز الأكبر في الجولة المقبلة، إضافة إلى إعداد اللجنة الدستورية دعماً للعملية السياسية في جنيف. ولفتت إلى أن ملف مناطق خفض التوتر سيُبحَث، خصوصاً مع الخروق المستمرة من جانب النظام في هذه المناطق.
ديبلوماسيون قلقون من ضربةً أميركية إذا استخدمت روسيا الـ «فيتو»
نيويورك – أ ف ب
أعرب ديبلوماسيون في الأمم المتحدة عن خشيتهم من أن يؤدي لجوء إلى حق النقض (فيتو) مجدداً لاعتراض مشروعي قرارين تقدمت بهما الولايات المتحدة في الشأن السوري أمام مجلس الأمن إلى شنّ واشنطن غارات جديدة على مواقع تابعة للنظام السوري.
واستخدمت روسيا حق النقض 11 مرة حتى الآن لدعم حليفتها سورية والحؤول دون فرض عقوبات على الرئيس السوري بشار الأسد أو فتح تحقيق في شأن ارتكاب جرائم حرب أو استخدام أسلحة كيماوية، فيما تسود تكهنات بـ «فيتو» روسي ثاني عشر بعدما تقدمت الولايات المتحدة الاثنين الماضي بمشروع قرار لوقف النار لمدة ثلاثين يوماً في دمشق والغوطة الشرقية المحاصرة قرب العاصمة السورية.
كما تقدمت واشنطن بمشروع قرار ثانٍ في شأن استخدام أسلحة كيماوية إلا أن ديبلوماسيين قالوا إن «المفاوضات مع روسيا أمام حائط مسدود».
وحذرت سفيرة الولايات المتحدة نيكي هايلي من أن بلادها مستعدة للتدخل في سورية «إذا اضطررنا إلى ذلك»، من أجل التصدي لاستخدام الأسلحة الكيماوية. وقالت هايلي الاثنين: «عندما تفشل الأسرة الدولية باستمرار في التدخل، تضطر بعض الدول إلى التحرك بمفردها»، مضيفةً: «نحذر أيضاً أي دولة مصممة على فرض إرادتها عبر الهجمات بالأسلحة الكيماوية والمعاناة غير الإنسانية وخصوصاً النظام السوري المارق، الولايات المتحدة تظل مستعدة للتدخل إذا اضطرت لذلك».
ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستطرح مشروعيها أمام التصويت في مجلس الأمن العاجز حتى الآن عن تغيير مجرى الأزمة السورية.
ويذكر إنذار هايلي بالتهديد الذي وجهته أمام مجلس الأمن في نيسان (أبريل) الماضي قبل أن يصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمراً بقصف قاعدة جوية سورية بالصواريخ بعد هجوم بغاز السارين في بلدة خان شيخون الخاضعة لسيطرة فصائل معارضة.
وتحدث ديبلوماسيون في الأمم المتحدة علناً عن «مشهد مألوف» وعن أن واشنطن تعطي إشارات واضحة بأنها تدرس عملاً عسكرياً في سورية.
وتزيد هذه الإنذارات الضغوط على روسيا، إذ قال ديبلوماسي رفض الكشف عن هويته في مجلس الأمن إن «الروس يشعرون بالضغوط ويخشون أن يتدخل الأميركيون مجدداً في سورية في شكل أقوى».
وأشار ديبلوماسي آخر في المجلس إلى أن الذكرى السنوية لهجوم خان شيخون المصادف في الرابع من نيسان (أبريل)، يمكن أن يكون موعداً مواتياً لضربة أميركية.
ورأى خبير الشؤون السورية لدى «معهد الأمن الأميركي الجديد» في واشنطن نيكولاس هيراس أن «الإدارة الأميركية تلجأ إلى سياسة التشهير والإحراج إزاء روسيا في مجلس الأمن».
وتابع هيراس: «إنها مقدمة لنقاش أكبر مع روسيا حول ما سيحصل في مناطق أخرى من البلاد»، خصوصاً في الجنوب الغربي حيث اتفقت الولايات المتحدة والأردن وروسيا على إقامة منطقة لخفض التوتر. ولفت إلى أن «ما يقوم به ترامب الآن هو تحديد موقف أولي كأن يقول ما تقومون به في الغوطة لا تفعلوه في أي مكان آخر. إذا حاولتم ذلك فستكون هناك عواقب».
واستدعى تحذير هايلي رد فعل قوياً من موسكو أول من أمس إذ حذر رئيس الأركان الروسي الجنرال فاليري غيراسيموف من اتخاذ موسكو «إجراءات للرد» في حال إصابة أي جندي روسي في ضربة أميركية.
مقتل مدنيين وقياديين في «فيلق الرحمن» بغارات روسية على معقله في الغوطة
بيـــروت، دومـا (ســورية) – «الحــياة»، أ ف ب، رويترز
خرجت أمس دفعة جديدة من الحالات الطبية من الغوطة الشرقية المحاصَرة قرب دمشق، على وقع غارات روسية استهدفت جيباً يسيطر عليه فصيل «فيلق الرحمن» المعارض التابع لـ «الجيش السوري الحر».
وقتل سبعة مدنيين على الأقل بغارات روسية استهدفت مناطق سيطرة «فيلق الرحمن» في جنوب المنطقة المحاصرة بحسب ما أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وأدت الغارات كذلك إلى سقوط 12 مقاتلاً من بينهم قياديان بارزان وفق «المرصد»، وذلك بعد قصف لم يهدأ طوال ليل الثلثاء– الأربعاء على مدينة حمورية.
وتشن قوات النظام منذ 18 شباط (فبراير) الماضي حملة جوية عنيفة على الغوطة، ترافقت لاحقاً مع هجوم بري تمكنت بموجبه من السيطرة على أكثر من 60 في المئة من مساحة المنطقة المحاصرة ومن فصل المنطقة إلى ثلاثة جيوب.
ولليوم الثاني على التوالي، خرجت دفعة ثانية من الحالات الطبية من مدينة دوما، كبرى مدن المنطقة التي يسيطر عليها فصيل «جيش الإسلام»، غداة إجلاء 150 شخصاً أول من أمس. وأتى إجلاء الحالات الطبية بناءً على اتفاق بين «جيش الإسلام»، بعدما دعت الأمم المتحدة إلى إجلاء عاجل لأكثر من ألف شخص بحاجة إلى عناية طبية طارئة ولا يتوافر لهم العلاج في المنطقة المحاصرة.
وقال رئيس المكتب السياسي لـ «جيش الإسلام» ياسر دلوان إنه «يتم إخراج الحالات الطبية للعلاج. سنتابع هذه العملية حتى إنهاء هذه الحالات وإخراجها للعلاج ثم العودة». وأضاف دلوان: «كلهم مدنيون. هناك حوالى 35 شخصاً مع مرافقيهم».
وتجمّع عشرات الأشخاص الذين انتظروا إجلاءهم عند مركز للهلال الأحمر أمس. ومن بين هؤلاء عمران (18 سنة) الذي أصيب بجروح بالغة في قصف على الغوطة قبل عامين، ما تسبب ببتر ساقه وذراعه اليمنى وخسارة عينه اليسرى.
وأوردت وكالة أنباء «سانا» الرسمية أن «وحدات من الجيش السوري تؤمن خروج دفعة جديدة من المدنيين المحاصرين من قبل التنظيمات الإرهابية عبر الممر الآمن المؤدي إلى مخيم الوافدين»، فيما عرض التلفزيون صوراً لسيارات إسعاف تابعة للهلال الأحمر السوري وهي تغادر الغوطة وتدخل مناطق سيطرة النظام.
وذكرت الوكالة كذلك أن قوات النظام حققت تقدماً عسكرياً على أطراف بلدة جسرين بعد سيطرتها الكاملة على المزارع المحيطة بالبلدة في الغوطة بريف دمشق. وقالت مصادر عسكرية من الغوطة إن الهجوم تركز في محورين، الأول المزارع الواقعة بين بلدة جسرين ومدينة سقبا، والمحور الثاني في المنطقة الفاصلة بين عربين وحمورية.
من جانبها، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن الميجر جنرال يوري يفتوشينكو قوله إن 49 شخصاً آخرين غادروا منطقة الغوطة بعد فتح ممر إنساني هناك. وأضاف يفتوشينكو الذي يرأس المركز الروسي للسلام والمصالحة في سورية، أن بذلك يرتفع العدد الإجمالي للنازحين إلى أكثر من 350 شخصاً.
في غضون ذلك، أعلن مستشار الشؤون الخارجية في الهلال الأحمر السوري زياد مسلاتي، أن قافلة مساعدات من 25 شاحنة تحمل غذاء وأدوية ستدخل مدينة دوما الخاضعة لسيطرة المعارضة والمحاصرة اليوم (الخميس).
وتمكنت قافلة مساعدات تقل غذاء وأدوية من دخول دوما الأسبوع الماضي وسط هجوم مكثف للقوات النظامية وقصف عنيف على المنطقة.
وتجدد سقوط قذائف على أماكن سيطرة النظام في ريف دمشق والعاصمة. وأصيب شخصان بجروح بقذائف على مدينة جرمانا، بعد ساعات من استهداف أحياء دمشق مثل باب السلام وباب توما وباب شرقي والدويلعة بقذائف، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
فصائل في حماة تطلق معركة «الغضب للغوطة»
شنت فصائل المعارضة هجوماً على مواقع قوات النظام السوري والمسلحين الموالين له في ريف حماة، في معركة أطلقت عليها اسم «الغضب للغوطة» في إشارة إلى العملية العسكرية التي يشنها النظام مدعوماً بروسيا على الجيب المحاصَر قرب دمشق.
وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى أن الفصائل تمكنت من السيطرة على بلدة كرناز وقرية حماميات في شكل كامل، إضافة إلى تقدمها داخل قرية المغير وسيطرتها على أجزاء منها.
ولفت إلى أن الطائرات الحربية والمروحية واصلت قصفها محاور القتال ومناطق سيطرة الفصائل في المنطقة، تزامناً مع استمرار القصف الصاروخي المكثف بين الطرفين.
وأدت المعارك إلى مقتل 12 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها على الأقل، فيما قتل في المقابل 6 من مسلحي الفصائل. ويشارك في المعارك كل من «جيش العزة» و «أحرار الشام» و «جيش الأحرار» و «الفوج 111» و «جبهة الإنقاذ» و «جيش الشعب» و «الجيش الثاني» ومقاتلين أوزبك بحسب «المرصد». وكانت الفصائل مهدت للمعركة بعشرات الضربات الصاروخية والقذائف على مواقع النظام.
وفي إدلب، ارتفعت حصيلة القصف الذي استهدف مناطق في مدينة إدلب أول من أمس إلى 8 قتلى بينهم طفلة بحسب «المرصد»، الذي أكد شن طيران النظام أمس غارات مكثفة على بلدتي الهبيط وكفرسجنة في الريف الجنوبي لإدلب ومناطق في مدينة جسر الشغور.
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك
اطبع الكود:
لا تستطيع ان تقرأه؟
جرب واحدا آخر
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة