السبت ٢٣ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: شباط ٢٦, ٢٠١٨
المصدر : جريدة الحياة
الجزائر
أزمة بين الجزائر ومنظمة العمل الدولية إثر إضرابات
الجزائر - عاطف قدادرة 
تأزمت علاقة الجزائر بمنظمة العمل الدولية، إثر تحفظات غير مسبوقة وضعتها الحكومة أمام زيارة محتملة لوفد من المنظمة، إذ رفضت برمجة لقاءات مع نقابتين لم تعلن عنهما، الأمر الذي أخّر وصول الوفد بحجة «التحضير الجدي والدقيق».

ودخلت علاقة الجزائر بمنظمة العمل الدولية، مرحلةً من التوتر بعد سنوات من التناغم الملحوظ، إثر وضع وزارة العمل الجزائرية شروطاً لاستقبال موفدين عن المنظمة. وعلى رغم توضيح الوزارة أن الأمر لا يتعلق برفض الزيارة من الأساس، إلا أن وضع شروط أمامها يكشف عن أزمة في علاقة الجزائر بهذه المنظمة كنتيجة للإضرابات الحاصلة في قطاعات عدة أخيراً. واعتبرت الجزائر أن هذه «الشروط هي بمثابة عملية تدقيق وتحضير جيد»، كما أعلنت رفض لقاء محتمل بين منظمة العمل الدولية ونقابتَين «لا تحترمان تشريع العمل في الجزائر».

وأوضحت الوزارة أنها تعمل على تحضير زيارة المنظمة الدولية «بكل هدوء وجدية»، مؤكدةً أنها ستوافق على هذه الزيارة بمجرد تلقيها بريد المنظمة، وبرنامج اللقاءات الذي سيشمل مؤسسات إدارية و10 تنظيمات نقابية، باستثناء تنظيمين لا يحترمان حسبها التشريع الوطني للعمل.

وأكدت وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي بأن زيارة وفد منظمة العمل إلى الجزائر لم تُرفض، مثلما فهمت بعض الأطراف، وإنما شمل التحضير له بالجدية المطلوبة، مضيفةً أنه وجب التذكير بأنه «لا تمكن الموافقة على تنظيم لقاءات على الأراضي الجزائرية مع منظمات مزعومة تأسست بطريقة غير قانونية، باعتبار أن ذلك يرتبط باحترام السيادة الوطنية». ويبدو أن ملاحظات المنظمة حول طريقة تسيير الحكومة لملف الإضرابات، تقف خلف الأزمة المستجدة.

وأتى توضيح وزارة العمل، رداً على نقابات تحدثت عن رفض الجزائر استقبال بعثة المنظمة الدولية، على خلفية شكوى تقدمت بها تنظيمات نقابية حول مدى مطابقة قرارات الحكومة ضد حركاتها الاحتجاجية مع القانون. وهاجم الإتحاد العام للعمال الجزائريين، ما سماه: «محاولات تدخل في الشأن الداخلي» في إشارة إلى مراسلات من منظمة العمل الدولية حول قرارات تخص فصل آلاف المضربين، خصوصاً في وزارتَي التعليم والصحة، تم استبدالهم في وقت قصير.

في سياق متصل، أعلن التكتل النقابي لمختلف القطاعات العمالية الجزائرية، بدء إضراب وطني شامل جديد في 4 نيسان (أبريل) المقبل، مع تنظيم تجمعات جهوية. وبرر التكتل المشكَّل من 14 نقابة في قطاعات التربية، الصحة، التكوين المهني والبريد، في بيان قرار الإضراب بـ «غياب الحوار الاجتماعي الجاد بين الحكومة والمنظمات النقابية واللجوء الآلي إلى العدالة في فض النزاعات الجماعية، إضافة إلى عمليات الصرف الجماعية».


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
انطلاق «تشريعيات» الجزائر اليوم وسط أجواء من التوتر والاعتقالات
بعد عامين من اندلاعه... ماذا تبقى من الحراك الجزائري؟
لوموند: في الجزائر.. انتخاباتٌ على خلفية القمع المكثف
انتخابات الجزائر... الإسلاميون في مواجهة {المستقلين}
انطلاق حملة انتخابات البرلمان الجزائري وسط فتور شعبي
مقالات ذات صلة
فَراغ مُجتمعي خَانق في الجزائر... هل تبادر النُخَب؟
الجزائر... السير على الرمال المتحركة
"الاستفتاء على الدستور"... هل ينقذ الجزائر من التفكّك؟
الجزائر وفرنسا وتركيا: آلام الماضي وأطماع المستقبل - حازم صاغية
الجزائر بين المطرقة والسندان - روبرت فورد
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة