الأثنين ٢٥ - ١١ - ٢٠٢٤
بيانات
التاريخ:
شباط ٢١, ٢٠١٨
المصدر :
جريدة الحياة
النظام السوري ينقضّ على الغوطة وينفّذ أكبر مجازره منذ سنوات
تشهد غوطة دمشق الشرقية أدمى ضربات عرفتها المنطقة المحاصرة منذ عام 2015، إثر تواصل المجازر المتنقّلة التي تنفذها القوات النظامية السورية عبر الغارات الجوية والقذائف المدفعية على مدن الغوطة وقراها، ما أدّى إلى مقتل أكثر من 194 شخصاً، بينهم 52 طفلاً وجرح أكثر من 850 آخرين، في قصف «هيستيري» متواصل يستهدف المنطقة منذ ليل الأحد، وفق آخر حصيلة وثّقها «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس.
وحذّر المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، من أن تصعيد القتال في الغوطة الشرقية قد يجعلها «حلب ثانية»، في إشارة إلى ثاني أكبر المدن السورية التي عانت في نهاية عام 2016 قتالاً استمر شهوراً.
وناشد رئيس «هيئة التفاوض السورية» المعارضة نصر الحريري، مجلس الأمن التدخل لوقف القصف على الغوطة و»اتخاذ قرارات حاسمة لحماية المدنيين في سورية». وحمّل في مؤتمر صحافي في بروكسل أمس، النظام السوري وروسيا مسؤولية «جرائم الحرب» التي تتعرّض لها المنطقة المحاصرة، مؤكداً أن «العراقيل أمام أي تقدم هي بسبب النظام السوري». وشدّد الحريري على الالتزام بالعملية السياسية، «وفي ظل هذه الظروف سنبحث بين أنفسنا ومع شركائنا جميع الخيارات المتاحة»، داعياً إلى «إنقاذ العملية السياسية واتخاذ إجراءات حازمة لوقف التصعيد في الغوطة».
وأكّدت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان أمس، أن «الهجمات تستهدف عن عمد مناطق آهلة بالسكان وبنية أساسية مدنية بما في ذلك منشآت طبية»، ما يمثل «انتهاكاً جسيماً للقانون الإنساني الدولي»، ودعت إلى هدنة إنسانية في المنطقة. وحمّل البيان النظام السوري وروسيا وإيران مسؤولية التصعيد في المنطقة وعدم تطبيق اتفاق «خفض التوتر».
وفيما اعتبرت الأمم المتحدة أن «الوضع الإنساني في الغوطة يخرج عن السيطرة»، أصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) «بياناً أبيض» أمس، مشيرة إلى أنه «لا توجد كلمات تنصف القتلى من الأطفال وأمهاتهم وآبائهم وأحبائهم»، وذلك تعبيراً عن غضبها لمقتل عدد كبير من الأطفال في المنطقة. ودعا منسّق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سورية بانوس مومتزيس، القوات النظامية إلى «التوقّف عن استهداف المدنيين والبنى التحتية فوراً»، وشدّد في بيان مساء الاثنين، على ضرورة «إنهاء هذه المعاناة الإنسانية التي لا معنى لها الآن».
وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن، إن القصف التصعيدي يمهّد لهجوم برّي من جانب القوات النظامية والجماعات المتحالفة معها، لافتاً إلى أن العميد في القوات النظامية سهيل الحسن، قائد عملية الغوطة الشرقية، ينفذ استراتيجية «الأرض المحروقة» بهدف تدمير الحاضنة الشعبية لمقاتلي المعارضة وخطوطهم الخلفية، وتأليب الشارع المعارض على الفصائل. وأشار عبدالرحمن إلى أن الحسن سبق وطبّق هذه الاستراتيجية في مدينة حلب على مدار ثلاث سنوات. وأضاف في تصريحات أمس، أن القوات النظامية تتعمّد استهداف المناطق المدنية «بضوء أخضر» من روسيا، التي أكّدت في وقت سابق سعيها الى تطبيق «تجربة» حلب الشرقية على الغوطة، أي مواصلة القصف العنيف وحصار المنطقة إلى حين إجبارهم على المغادرة.
ووثّق «المرصد» مقتل 194 مدنياً على الأقلّ، بينهم 52 طفلاً خلال أقل من 40 ساعة من «قصف جنوني مكثف» استهدف الغوطة بمئات البراميل المتفجرة والصواريخ والغارات والقذائف الصاروخية والمدفعية، ورجّح ارتفاع عدد الضحايا في الساعات المقبلة نظراً الى وجود عدد كبير من المصابين تحت الأنقاض. وتوزّع القتلى بين مدن وقرى سقبا ومسرابا وأوتايا ومنطقة الأشعري، إضافة إلى حمورية وبيت سوى ودوما وحزة والنشابية وزملكا والأفتريس وكفربطنا والشيفونية وجسرين وعربين.
وأمضت عائلات يومها تحت الغارات والقذائف تبحث عن أفرادها تحت الركام وفي المستشفيات التي اكتظت بجثث القتلى وبالمصابين، وبينهم عدد كبير من الأطفال. فيما تفتقر هذه المستشفيات إلى الكثير من الأدوية والعلاجات والمستلزمات الطبية والتجهيزات.
وفي القسم الآخر من دمشق الخاضع لسيطرة النظام، قُتل شخصان على الأقل إثر سقوط قذائف عدة على أماكن في محيط جسر الرئيس وساحة الأمويين وساحة التحرير ومحيط العباسيين ومنطقة القصاع والزبلطاني وباب توما وأماكن أخرى في العاصمة.
في غضون ذلك، أعلن «جيش الإسلام»، أبرز فصائل الغوطة الشرقية أمس، تصدّيه لمحاولة تقدّم قوات النظام السوري في منطقة المرج الواقعة جنوب دوما، التي طاولتها غارات كثيفة. ونشر «الجيش» صوراً على حسابه في «تويتر» تظهر اجتماع عدد من قياداته العسكرية تناقش «خطة الدفاع» عن الغوطة.
وذكرت صحف محسوبة على النظام السوري أمس، أن الضربات التي تنفذّها القوات النظامية هي «تمهيد لعملية الغوطة الموسعة التي قد تبدأ برياً في أي لحظة».
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك
اطبع الكود:
لا تستطيع ان تقرأه؟
جرب واحدا آخر
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة