السبت ٢٣ - ١١ - ٢٠٢٤
بيانات
التاريخ:
شباط ١٩, ٢٠١٨
المصدر :
جريدة الحياة
ثالث اعتقال لـ «أخطر المتطرفين» في السودان
الخرطوم - النور أحمد النور
اعتقلت أجهزة الأمن السودانية للمرة الثالثة الأستاذ الجامعي أسامة أحمد عبدالسلام، أخطر المتطرفين الذين يستقطبون الشباب لمصلحة تنظيمات متطرفة، والعقل المدبر لخليتين فككتهما السلطات.
واعتقل عبدالسلام، الحاصل على درجة الدكتوراه في الكيمياء الحيوية، للمرة الأولى في منتصف آب (أغسطس) 2007، بعد كشف خلية كانت تصنع متفجرات بحي السلمة جنوب العاصمة الخرطوم، وقيل وقتها إن عناصرها من التيار السلفي المتشدد.
ونجح عبد السلام حينها في تجنيد وجذب عدد من الشباب، وجمّع معلومات من الانترنت مستفيداً من تخصصه في الكيمياء الحيوية والعضوية لصنع عبوات ناسفة ومتفجرات، كما تكفل دفع الأموال اللازمة لإستئجار منازل استغلتها الخلية، لكن انفجار اسطوانة مليئة بمادة «نتروغرسلين» القابلة للاشتعال من طريق الخطأ قاد وقتها إلى كشف مخطط الخلية.
وفي تشرين الأول (أكتوبر) 2011، أطلق عبد السلام بعد اعلانه التراجع عن افكاره التكفيرية إثر مراجعات وجلسات ضمته إلى علماء جادلوا افراد الخلية داخل المعتقلات في محاولة لتعديل توجهاتهم نحو العنف.
لكن بعد نحو عام عاد أستاذ الكيمياء الى تزعم خلية متطرفة اتخذت من محمية الدندر قرب الحدود الإثيوبية مقراً لتدريباتها، وهاجمت مركزاً للشرطة واستولت على أسلحة، قبل ان تشتبك مع قوات الأمن التي قتلت 3 من عناصر الخلية واعتقلت 27، في مقابل مقتل وجرح أفراد من القوات الحكومية.
وأشارت المعلومات حينها الى ان عدد القتلى أكثر من الرواية الرسمية، خصوصاً أن النيران التي اشتعلت في المخيم قضت على عدد من أفراد المجموعة الذين ناهز عددهم 70، وسجل بعضهم اعترافات بالقتال في الصومال.
وقضى عبد السلام نحو عام في معتقله، ثم أطلق بعدما تعهد مع معتقلين آخرين بالابتعاد من النهج المتطرف والتراجع عن الأفكار المتشددة.
على صعيد آخر، صرح السفير البريطاني في الخرطوم المنتهية فترته، مايكل أرون، بأن «احتجاز الحكومة قادة المعارضة والناشطين بلا تهمة أو محاكمة ليس أسلوباً مثالياً للتعامل مع القضية.» وتعتقل السلطات الأمنية في السودان منذ أسابيع قادة في المعارضة وناشطين وصحافيين على خلفية احتجاجات شهدتها العاصمة الخرطوم وعدد من الولايات ضد تردي الوضع الاقتصادي.
وقال أرون في مكتوب سطره بمناسبة انتهاء فترة عمله بالسودان: «باشرت الحكومة تنفيذ بعض الإصلاحات الاقتصادية الصعبة جداً، ولكنها ضرورية، وكان تأثيرها على المواطنين شديداً، ما دفع بعضهم إلى ممارسة حقهم في الاحتجاج سلمياً».
وتابع: «جادلت بقوة في القطاعين العام والخاص بأن احتجاز القادة السياسيين والناشطين دون تهمة أو محاكمة ليس هو السبيل للتعامل مع هذه القضية، وآمل كثيراً في طلاق المحتجزين قريباً جداً».
وأوضح أرون أن علاقة بلاده مع السودان باتت في موقع مختلف، وقال: «حوارنا الاستراتيجي راسخ، ونحن قادرون على إجراء مناقشات بناءة حول القضايا الصعبة، وبينها حقوق الإنسان».
ورأى الديبلوماسي البريطاني أن التقدم الذي تحقق في عملية السلام محدود، لكن الحكومة والجماعات المسلحة ملتزمين وقف النار الذي أعلناه.
وأضاف: «آمل بأن التوصل هذه السنة إلى اتفاقات سلام. أما التحدي القادم فسيكون التحضير لعقد انتخابات حرة ونزيهة عام 2020، وهو يتطلب إحراز تقدم في خريطة طريق الاتحاد الأفريقي».
وأبدى اعتقاده بأن الأطراف المختلفة في السودان قادرة على الجلوس معاً والاتفاق على طريق يؤدي إلى عودة الديموقراطية، وهو ما يريده الشعب.
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك
اطبع الكود:
لا تستطيع ان تقرأه؟
جرب واحدا آخر
أخبار ذات صلة
رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي يبحث «الانتقال الديمقراطي» في الخرطوم
ملاحظات سودانية على مسودة الحلو في مفاوضات جوبا
«الجنائية الدولية» تتعهد مواصلة مطالبة السودان بتسليم البشير
تعيين مناوي حاكماً لدارفور قبل اعتماد نظام الحكم الإقليمي
مقتل سيدة وإصابة 8 أشخاص في فض اعتصام جنوب دارفور
مقالات ذات صلة
وزير داخلية السودان يتوعد «المخربين» بـ«عقوبات رادعة»
تلخيص السودان في لاءات ثلاث! - حازم صاغية
"ربيع السودان".. قراءة سياسية مقارنة - عادل يازجي
"سَودَنة" السودان - محمد سيد رصاص
تعقيدات الأزمة السودانية - محمد سيد رصاص
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة