الأثنين ٢٥ - ١١ - ٢٠٢٤
بيانات
التاريخ:
شباط ١٣, ٢٠١٨
المصدر :
جريدة الحياة
العراق يأمل في جمع 88 بليون دولار لإعادة الإعمار
بغداد، دبي، الكويت - أ ف ب، «الحياة»
تأمل الحكومة العراقية أن تجمع نحو 88 بليون دولار على شكل تعهدات لإعادة إعمار البلد الغني بالنفط الذي مزقته الحروب طيلة عقود، وذلك في مؤتمر دولي انطلقت اعماله في الكويت أمس (الاثنين)، بعد ثلاثة أشهر من انتهاء الحرب المدمرة ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) المتطرف.
وتستضيف الكويت أعمال المؤتمر على مدى ثلاثة أيام في حضور عشرات الدول ومئات الشركات ورجال الأعمال. وخصص اليوم الأول لخبراء في مجال إعادة الإعمار ولمنظمات غير الحكومية، على أن يخصص اليوم الثاني للقطاع الخاص، واليوم الأخير لإعلان المساهمات المالية للدول المشاركة.
ويعول العراق الذي شهد حروباً منذ الثمانينات، وحصاراً منذ اجتياح الكويت العام 1990، على المانحين الدوليين وخصوصاً القطاع الخاص.
وقال وزير التخطيط العراقي سلمان الجميلي في أول جلسات المؤتمر أن العراق في حاجة إلى 88.2 بليون دولار لإعادة الإعمار. وأوضح أن الأموال «سيتم انفاقها في شكل رئيس على البنية التحتية وإعادة مئات الآلاف من النازحين إلى مناطقهم».
من جهته، قال المدير العام لوزارة التخطيط قصي عبد الفتاح إن «إعادة اعمار العراق تتطلب جمع 22 بليون دولار بشكل عاجل، و66 بليون دولار أخرى على المدى المتوسط».
ورأى ممثل البنك الدولي رجا أرشاد ريحان أن «قطاع الإسكان في العراق يحتاج إلى 17.4 بليون دولار، وقطاع التعليم إلى 4.5 بليون، وقطاع الصحة 4.3 بليون دولار». وتابع أن «إعادة بناء قطاع التجارة تحتاج إلى 10.6 بليون دولار، وقطاع الطاقة والنفط والغاز إلى 16.3 بليون دولار».
وسبق للعراق، ثاني أكبر منتجي النفط في منظمة الدول المصدرة «أوبك»، أن كثف من دعواته للمستثمرين حول العالم للمساهمة في إعادة الإعمار. ويعتزم خصوصاً الاعتماد على احتياطه من النفط، الذي لم يستغل بشكل كامل بعد.
وخلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي، توقع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن يكلف المشروع الضخم لإعادة إعمار البلاد مئة بليون دولار، وهو المبلغ الذي يأمل العراق أن يجمعه من مؤتمر الكويت.
وتخلل جلسات اليوم الأول المخصصة للمنظمات غير الحكومية إعلان عدد من هذه المنظمات، غالبيتها كويتية، عن تعهدات لدعم الوضع الإنساني في العراق بلغت قيمتها الإجمالية أكثر من 330 مليون دولار. وجاءت أكبر التعهدات من اللجنة الدولية للصليب الأحمر وبلغت 130 مليون دولار.
وقال مدير «صندوق اعادة إعمار المناطق المتضررة من العمليات الإرهابية» مصطفى الهيتي أن العراق بدأ «في بعض الخطوات لإعادة الإعمار، لكن لم نستطع إنجاز أكثر من واحد في المئة مما يحتاج إليه العراق».
وأضاف: «نريد مساعدات واستثمارات لإعادة الخدمات والبنى التحتية»، مشيراً إلى وجود 2.5 مليون نازح في حاجة للمساعدة، وتضرر 138 ألف منزل ودمار أكثر من نصف هذا العدد جراء الحرب مع «داعش».
وفي هذا السياق، دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة وبرنامج الموئل التابع للمنظمة الدولية إلى الاستثمار في البنية التحتية، وقالتا في بيان مشترك ان «واحداً من أربعة اطفال يعيشون في الفقر». وذكرتا أيضاً أن نصف مدارس العراق تضررت، وأن دراسة ثلاثة ملايين طفل عراقي تعطلت.
من جهتها رأت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة إلى الأمم المتحدة أن على مؤتمر الكويت أن يدعم العودة «الطوعية» للنازحين الذين فروا من منازلهم بسبب العمليات العسكرية ضد المقاتلين المتطرفين.
واعتبرت المفوضية في بيان أن «مؤتمر الكويت يوفر منبراً رئيساً لإعادة تأكيد أهمية العودة الطوعية والآمنة والمستدامة للنازحين العراقيين، وكذلك لجمع الموارد لدعم جهود الحكومة في تحقيق هذا الهدف».
ويترافق انعقاد المؤتمر في يومه الثاني مع اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء في التحالف الدولي لمحاربة «داعش»، وبينهم وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون ونظيره الفرنسي جان ايف لودريان.
وقالت وكالة الانباء الكويتية الرسمية إن 74 دولة ومنظمة ستكون ممثلة في الاجتماع الذي من المقرر أن يشمل جلستين، الاولى تناقش «آخر تطورات تنظيم (داعش) في سورية والعراق»، بينما تناقش الثانية «مكافحة الإرهاب في مناطق العالم عامة ومتابعة جهود التحالف في محاربة (داعش) خصوصاً».
وعشية الاجتماع، زار لودريان بغداد للتباحث مع المسؤولين العراقيين حول إعادة الإعمار وضمان استقراره بعد الهزيمة العسكرية لتنظيم «داعش».
وأعلن العبادي في كانون الأول (ديسمبر) الماضي «النصر» على التنظيم المتطرف الذي هدد في العام 2014 وجود الدولة العراقية نفسها، من خلال سيطرته على ما يقارب ثلث مساحة البلاد.
وتلقت القوات العراقية في عملياتها العسكرية دعماً من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة. وتسعى فرنسا، ثاني أكبر مساهم في التحالف، إلى لعب دور رئيس في إعادة بناء البلاد.
وصرح لودريان عند وصوله الى المطار: «أتيت لأعبر عن دعم فرنسا ومرافقتكم (في مسيرة إعادة الإعمار). سنكون دائماً إلى جانبكم كما فعلنا لدى مشاركتنا في التحالف (الدولي ضد المتطرفين)، وسنكون أيضاً خلال مرحلة إعادة الاعمار»، مشيراً إلى استقرار البلاد وإعادة اعمارها.
من جهته، قال نظيره العراقي ابراهيم الجعفري: «نأمل أن نستفيد من الخبرة الفرنسية في إعادة الاعمار»، في الوقت الذي يُفتتح فيه اليوم مؤتمر في الكويت حول إعادة إعمار العراق.
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك
اطبع الكود:
لا تستطيع ان تقرأه؟
جرب واحدا آخر
أخبار ذات صلة
الرئيس العراقي: الانتخابات النزيهة كفيلة بإنهاء النزيف
الرئيس العراقي: الانتخابات المقبلة مفصلية
«اجتثاث البعث» يطل برأسه قبل الانتخابات العراقية
الكاظمي يحذّر وزراءه من استغلال مناصبهم لأغراض انتخابية
الموازنة العراقية تدخل دائرة الجدل بعد شهر من إقرارها
مقالات ذات صلة
عن العراق المعذّب الذي زاره البابا - حازم صاغية
قادة العراق يتطلّعون إلى {عقد سياسي جديد}
المغامرة الشجاعة لمصطفى الكاظمي - حازم صاغية
هل أميركا صديقة الكاظمي؟ - روبرت فورد
العراق: تسوية على نار الوباء - سام منسى
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة