السبت ٢٣ - ١١ - ٢٠٢٤
بيانات
التاريخ:
كانون ثاني ٢٥, ٢٠١٨
المصدر :
جريدة الحياة
واشنطن تقترح «شريطاً أمنياً» بدل «غصن الزيتون»
بيروت، أنقرة، فيينا، باريس - «الحياة»، أ ف ب
كشف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن نظيره الأميركي ريكس تيلرسون اقترح إنشاء «شريط أمني» بعمق 30 كيلومتراً داخل الأراضي السورية، علماً أن تركيا أعلنت أن هجومها البري والجوي بمشاركة فصائل «الجيش السوري الحر» على عفرين يهدف إلى إنشاء «منطقة آمنة»، وإعادة اللاجئين السوريين الذين تستضيفهم.
وتنطلق اليوم في فيينا محادثات سلام سورية وسط ترقّب دولي لمدى استعداد روسيا للضغط على النظام السوري وحمله على لعب دور بنّاء في المفاوضات التي تسبق مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي المقرر في 29 و30 الشهر الجاري. ووصفت فرنسا محادثات فيينا التي تأتي في إطار مسار جنيف بأنها «الفرصة الأخيرة» لإيجاد حلّ سياسي للنزاع في سورية.
وعلى رغم إبداء واشنطن قلقها من تمدد العملية العسكرية التركية ضد المقاتلين الأكراد من عفرين إلى منبج حيث تنتشر قوات أميركية، يبدو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مصمماً على شمل هذه المنطقة في عملية «غصن الزيتون»، وهو تعهّد أمس «إفشال المؤامرات» ضد تركيا انطلاقاً من منبج. أتى ذلك قبل ساعات من محادثات هاتفية مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، أكدت مصادر أنها تتناول مخاوف واشنطن إزاء العملية التركية في شمال غربي سورية، والتي تدخل يومها السادس اليوم.
ونبّه وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في خطاب أمام الجمعية الوطنية الفرنسية أمس، من أن لا أفق لحلّ سياسي في سورية «سوى الاجتماع الذي سيعقد برعاية الأمم المتحدة في فيينا بمشاركة كل الفرقاء الفاعلين»، معرباً عن أمله بأن تُوضع خطة سلام.
وأعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا أن محادثات السلام السورية تُجرى في «مرحلة حرجة جداً»، مشيراً إلى أنه «لا يسعه سوى التفاؤل». وقال دي ميستورا قبيل لقائه المستشار النمسوي سيباستيان كورتز أمس، إن كلاً من الحكومة السورية والمعارضة سيتمثل بـ «وفد كامل». وستستمرّ المحادثات يومين وتبحث في مسألة الدستور. وأكّد النظام السوري مشاركته في هذه الجولة على غرار وفد «هيئة التفاوض» برئاسة نصر الحريري الذي أنهى جولة دولية وإقليمية في تركيا أمس بلقائه أردوغان.
ويخشى الأكراد من تحولهم ضحايا منسيين في وقت تسعى تركيا وروسيا والولايات المتحدة إلى زيادة نفوذها في الشمال السوري. وستكون أي عملية تركية في منبج محفوفة بالأخطار بسبب وجود عسكريين أميركيين داخل المدينة وحولها في إطار عمليات التحالف الدولي.
وكشف الناطق باسم «مجلس منبج العسكري» شرفان درويش أن اتصالات تمت مع التحالف لحماية المنطقة من أي هجوم تركي، فيما أشار الناطق باسم التحالف الكولونيل رايان ديلون إلى أن القوات في «حال تأهب إزاء ما يحدث، خصوصاً في منطقة منبج حيث تنتشر قواتنا». وأكد أن لهذه القوات «حقّ في الدفاع عن نفسها وستفعل ذلك إذا لزم الأمر».
ولمّح نائب رئيس الوزراء التركي بكري بوزداغ إلى وجود «احتمال ضئيل» لنشوب مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة في منبج.
وتحوّلت المعارك الميدانية في عفرين إلى عمليات كرّ وفرّ في ظل استمرار الغارات التي تركزت أمس على المناطق الحدودية. وتواصل القصف الصاروخي من الأراضي السورية في اتجاه بلدة كيليس التركية الحدودية، وأدّى إلى مقتل شخص وإصابة 10 على الأقل، كما أفادت وكالة «دوغان».
ونفت «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) التي تشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية غالبية عناصرها، ما أعلنه الجيش التركي في بيان صدر ليل الثلثاء– الأربعاء عن «تصفيته» 260 مسلحاً كردياً ومن تنظيم «داعش» في الهجوم على عفرين، وأكدت أن لا وجود للتنظيم في المنطقة، فيما أعلنت «قسد» انضمام «متطوّعين» غربيين للقتال في صفوفها والتصدي للقوات التركية.
وفي شرق سورية، شنّ التحالف الدولي لمحاربة «داعش» بقيادة الولايات المتحدة غارات وسط وادي الفرات، أدت إلى مقتل حوالى 150 عنصراً من التنظيم الإرهابي. وأوضح التحالف في بيان أمس، أن الغارات استهدفت السبت الماضي قاعدة لـ «داعش» في محيط قرية الشفة في محافظة دير الزور، فيما كان يحتشد مسلحو التنظيم «لتنفيذ تحرّك».
وفي تطور لافت، أُعلن مقتل ضابط إيراني وقادة ميدانيين أفغان بعد استهدافهم في مدينة البوكمال القريبة من الحدود العراقية التي يسيطر عليها النظام وجماعات متحالفة معه، كما أفاد «المرصد» السوري. ونقل عن مصادر قولها إن الغموض يلف الطريقة التي قتل بها الضابط والقادة قبل أيام قليلة، إذ تخلو المدينة من خلايا «داعش»، فيما رجحت مصادر أخرى أن القتلى استُدرِجوا قبل اغتيالهم بأسلحة كاتمة للصوت أو آلات حادة. وبعد هذه الحادثة، حذرت القوات النظامية عناصرها وضباطها من الاختلاط بسكان المدينة، كما أكد «المرصد».
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك
اطبع الكود:
لا تستطيع ان تقرأه؟
جرب واحدا آخر
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة