الأحد ٢٤ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: كانون ثاني ٢٤, ٢٠١٨
المصدر : جريدة الحياة
فلسطين
إضراب لا سابق له منذ الانتفاضة الثانية احتجاجاً على خطة التسوية الأميركية
رام الله، غزة - محمد يونس، «الحياة» 
وحد الاضراب الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة، أمس، احتجاجاً على زيارة مايك بنس نائب الرئيس الأميركي إلى المنطقة، وأغلقت الاسواق والمراكز التجارية والشركات والبنوك والاندية ومختلف المرافق العامة والخاصة، باستثناء الصحة والتعليم، وتوقفت حركة المواصلات العامة، في اضراب غير مسبوق منذ الانتفاضة الثانية.

ورأى مسؤولون ومراقبون إن اتساع مدى التزام الفلسطينيين بالاضراب، على هذا النحو، تعبيرا عن القلق من المساعي الأميركي لفرض حل سياسي للقضية الفلسطينية، ضمن ما يعرف بـ»السلام الاقليمي» أو»صفقة العصر».

وأعلنت السلطة الفلسطينية عن انسحابها من العملية السياسية التي ترعاها الولايات المتحدة، منذ اكثر من عقدين من الزمن، عقب اعلان الرئيس دونالد ترامب عن اعترافه بالقدس «عاصمة لإسرائيل»، ونقل سفارة بلاده اليها. ويحذر مسؤولون فلسطينيون من ان الادارة الأميركية «ستحاول فرض حل على الفلسطينيين حتى لو انسحبوا من العملية السياسية».

وجاء الاضراب الشامل بدعوة من حركة «فتح» التي يقودها الرئيس محمود عباس. وقال مسؤولون في الحركة ان الاضراب جاء لتوجيه رسالة الى بنس لينقلها بدوره الى ترامب، مفادها ان الشعب الفلسطيني «يرفض اي حل سياسي غير عادل، وانه مستعد لمقاومته، واسقاطه».

وقال عضو اللجنة المركزية للحركة جمال محسين، ان الاضراب «يشكل بداية النضال الشعبي والسلمي لمواجهة خطة التسوية الامريكية الجاري اعداها».

وأثار الخطاب الذي القاه بنس أمام «الكنيست» أول من امس الكثير من الغضب لدى الفلسطينيين، لما احتواه من مواقف وعبارات عبرت عن انحياز اميركي مطلق للدولة العبرية وسياساتها الاحتلالية. وقال وزير الخارجية رياض المالكي ان الخطاب مثل «انحيازا مطلقا لاسرائيل». واضاف: «وهذا الانحياز يعزز موقفنا الرافض لرعاية اشنطن للعملية السياسية». وشدد على أن «الرعاية الأميركية انتهت واصبحت جزءا من الماضي»، مشيرا الى ان الرئيس عباس «ابلغ ذلك لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في لقاءه بهم في بروكسل، الاحد الماضي».

وقال: «عباس يرى الرعاية الدولية للعملية السياسية هو الخيار الافضل»، مشيرا الى ان ذلك يمكن ان «يتحقق من خلال أعضاء جدد للجنة الرباعية الدولية، او عقد مؤتمر دولي للسلام او العودة الى مجلس الامن والجمعية العامة لاطلاق عملية سياسية على اساس القرارات الدولية وضمن سقف زمني محدد».

وفي غزة، وصفت الفصائل الفلسطينية زيارة بنس إلى مدينة القدس المحتلة أمس بـ»العدائية والوقحة»، وتمثل «إصرارا» من قبل الإدارة الأميركية على «استفزاز مشاعر» الشعب الفلسطيني والأمة العربية والاسلامية.

ونظمت الفصائل مسيرة جابت عددا من شوارع غزة، رُفع خلالها الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها: «لن نفرط بذرة تراب من ارض فلسطين»، و»بالمقاومة والجهاد سنكسر قرار ترمب الجائر»، و»قرار ترمب لا يساوي الحبر الذي كتب به».

وتعهدت الفصائل، خلال مؤتمر صحافي، بـ»افشال صفقة القرن ومواجهة كل المشاريع التصفوية» للقضية الفلسطينية، داعيا السلطة الفلسطينية إلى «وقف التنسيق الأمني وسحب الاعتراف بالاحتلال الاسرائيلي وعدم الرهان على الحلول السلمية والمفاوضات العبثية». وطالبت «أونروا بالعمل على أن تكون مرجعيتها الأمم المتحدة بعيدًا عن الابتزاز الأميركي».

وفي اسرائيل، أعلن رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية داخل الخط الاخضر محمد بركة عن برنامج فعاليات إحياء اليوم العالمي لدعم الفلسطينيين داخل اراضي الـ 48 في الثلاثين من الشهر الجاري. وقال ان الغرض من هذا اليوم هو «فضح أكذوبة الديموقراطية الاسرائيلية في كل ما يتعلق بممارساتها ضد 20 المواطنين العرب الذين يشكلون 20 في المئة.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
وقف نار غير مشروط في غزة بوساطة مصرية
تل أبيب ترفض التهدئة وتستدعي قوات الاحتياط
مصير الانتخابات الفلسطينية يحسم اليوم
استطلاع: «فتح» تتفوق على «حماس» والبرغوثي يفوز بالرئاسة
المقدسيون مدعوون للانتخابات عبر مراكز البريد
مقالات ذات صلة
أيضاً وأيضاً: هل يتوقّف هذا الكذب على الفلسطينيّين؟ - حازم صاغية
حرب غزة وأسئلة النصر والهزيمة! - أكرم البني
إعادة اختراع الإسرائيليّة والفلسطينيّة؟! - حازم صاغية
لا قيامة قريبة لـ«معسكر السلام» - حسام عيتاني
... عن مواجهات القدس وآفاقها المتعارضة - حازم صاغية
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة