الأحد ٢٤ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: كانون ثاني ١٥, ٢٠١٨
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
النظام يسيطر على عشرات القرى في ريف حلب والفصائل تتقدّم في ريف إدلب
بيروت– «الحياة»، أ ف ب 
سيطرت القوات النظامية السورية على عشرات القرى والبلدات الواقعة في ريف حلب الجنوبي المحاذي لمطار أبو الضهور العسكري، في محاولة للتقدم إليه من الجهتين الشمالية والشرقية، فيما تمّكنت فصائل المعارضة المسلحة و «هيئة تحرير الشام» أمس من توسيع تقدمها في ريف إدلب، جنوب المطار، وإبعاد النظام عنه بعدما وصل إلى أسواره الأسبوع الماضي.

وفي ريف حلب الجنوبي، ذكر مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن أن القوات النظامية سيطرت خلال الساعات الأخيرة على 79 قرية في المنطقة المحاذية للمطار العسكري. وأشارت وكالة أنباء «سانا» الرسمية إلى أن «وحدات من الجيش بالتعاون مع القوات الحليفة سيطرت على جبل المدور ووادي الصنوع وقرى النعمانية وبويضة صغيرة ومشرفة البويضتين وبويضة كبيرة والواجد شمال شرقي طريق تل الضمان- جبل الأربعين في الريف الجنوبي لحلب.

وتخوض القوات النظامية منذ ثلاثة أسابيع معارك عنيفة ضد فصائل المعارضة للسيطرة على المطار الواقع في ريف إدلب الجنوبي الشرقي على الحدود مع محافظة حلب.

وتمكنت بموجب هذا الهجوم الذي دفع أكثر من مئة ألف مدني للنزوح منذ مطلع كانون الأول (ديسمبر) الماضي وفق الأمم المتحدة، من السيطرة على عشرات البلدات والقرى في المنطقة.

ومن خلال هجومها في ريف حلب الجنوبي، تحاول قوات النظام التقدم إلى المطار من جهتي الشمال والشرق بموازاة هجومها جنوباً من إدلب.

وخرجت القرى والبلدات الواقعة في ريف حلب الجنوبي عن سيطرة قوات النظام منذ عام 2012، وفق المرصد الذي أفاد بأن «تقدم قوات النظام السريع سببه انهيار هيئة تحرير الشام وانسحاب مقاتليها ومجموعات أخرى من المنطقة».

وإلى جانب السيطرة على المطار، تهدف القوات النظامية إلى تأمين طريق حيوي يربط مدينة حلب، بالعاصمة دمشق. ووفق عبد الرحمن، فإن تقدمها الأخير يقربها من تحقيق هدفها مع سيطرتها على عدد من القرى في محيط بلدة خناصر الإستراتيجية التي يمر عبرها الطريق الدولي.

في المقابل، وسّعت فصائل من «الجيش السوري الحر» و «هيئة تحرير الشام» سيطرتها على قرى عدة جنوب مطار أبو الضهور منها تل مرق والحمدانية، ليصل مجمل ما استعاته في ريف إدلب وأطراف ريف حماة إلى 21 بلدة. وأجبر تقدم المعارضة قوات النظام إلى التراجع ما بين 6 إلى 7 كيلومترات من المطار بعدما كانت وصلت إلى مشارفه قبل أيام.

وأفادت وكالة «الأناضول» للأنباء (تركية) بأن «قوات النظام والمجموعات المسلحة التابعة لإيران استمرت في شن هجمات برية مكثفة على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، فيما تمكنت قوات المعارضة و «تحرير الشام» من السيطرة على قرى عدة جنوب المطار».

وأشار «المرصد» كذلك إلى تقدم كبير الفصائل في المنطقة وصل إلى استعادة 21 بلدة في ريف إدلب وأطراف ريف حماة، فيما تتواصل المعارك بين الطرفين في محاولة من الفصائل لتحقيق مزيد من التقدم في المنطقة. واستمرت الفصائل في هجومها نحو قرى الحمدانية والسلومية وشم الهوى والجدوعية ومزارع النداف في محاولة لاستعادة السيطرة عليها.

وأكد أن المعارك أدت إلى مقتل 82 عنصراً من القوات النظامية والموالين لها من بينهم 6 ضباط، فيما قتل 95 مقاتلاً في الفصائل المعارضة. ولفت «المرصد» إلى ارتفاع عدد أسرى القوات النظامية إلى 31 جندياً. وكان لافتاً ظهور قائد لواء «حمص العدية» الناشط عبد الباسط الساروت، في تسجيل مصوّر، خلال معارك ريف إدلب. وبدا الساروت مصاباً في يد اليمنى في التسجيل بعد سيطرة الفصائل على بلدة تل مرق، بعدما انضمّ فصيله إلى «جيش العزة» التابع لـ «الجيش الحر». والساروت ناشط ومنشد ثوري كان حارس مرمى منتخب شباب سورية لكرة القدم، شارك في معارك ريف حمص الشمالي قبل انتقاله إلى تركيا عام 2016 ثم عودته إلى إدلب ومشاركته بتظاهرات سلمية فيها.

وسيطرت فصائل المعارضة في أيلول (سبتمبر) عام 2015 على مطار أبو الضهور بعد حصاره لنحو عامين، وكان يُشكل حينها آخر مركز عسكري لقوات النظام في محافظة إدلب. وتسيطر «تحرير الشام» حالياً على الجزء الأكبر من محافظة إدلب.

إلى ذلك، قتل قائد عسكري في «فيلق الشام» التابع لـ «الجيش السوري الحر» أمس، بانفجار عبوة ناسفة جنوب مدينة إدلب.

وقال ناشطون معارضون إن عبوة ناسفة زرعها مجهولون على الطريق الواصل بين مدينة أريحا وقرية المسطومة انفجرت بسيارة القائد العسكري في «فيلق الشام» صالح يوسف عجيني، ما أدى إلى مقتله.

وكان عنصران من «تحرير الشام» قتلا أول من أمس بتفجيرين استهدفا آلية للهيئة في المنطقة الصناعية في مدينة إدلب.

وشهدت إدلب تفجيرات عدة في الأسابيع الماضية، أبرزها انفجار ضخم استهدف مقرّ فصيل «أجناد القوقاز» المتحالف مع «تحرير الشام» أدى إلى مقتل أكثر من 35 شخصاً، غالبيتهم من المدنيين.

وتشكل محافظة إدلب مع ريف حماة الشمالي وريف حلب الغربي إحدى مناطق خفض التوتر، التي تم التوصل إليها في محادثات آستانة العام الماضي بضمانة من تركيا وروسيا وإيران.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة