براتيكا دي ماري (إيطاليا) - رويترز بدأت الأمم المتحدة نقل لاجئين أفارقة إلى إيطاليا من ليبيا أمس (الجمعة)، حيث أجلتهم من مراكز احتجاز وجهت جماعات إغاثة انتقادات للأوضاع فيها بوصفها «غير إنسانية».
وهبطت طائرة عسكرية إيطالية من الطراز «سي 130» في مطار جنوب العاصمة، وهي تقل 110 من النساء والأطفال، ومن المتوقع أن تصل رحلة ثانية تقل أكثر من 50 شخصاً في وقت لاحق.
وقال المبعوث الخاص للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فينسينت كوشيتيل في بيان، بعد وصول الطائرة الأولى: «نأمل حقا أن تتبع دول أخرى نفس السبيل».
وأضاف «بعض من تم إجلاؤهم عانوا بشدة واحتجزوا في ظروف غير إنسانية وهم في ليبيا. وضعت خمس نساء مواليد وهن رهن الاحتجاز، من دون الحصول إلا على أقل قدر من المساعدة الطبية».
وتقدر المفوضية أن حوالى 18 ألف شخص يقبعون في مراكز احتجاز للمهاجرين تسيطر عليها حكومة طرابلس، وتهدف إلى إجلاء ما يصل إلى عشرة آلاف العام المقبل.
وذكرت مؤسسة «كاريتاس» المسيحية الخيرية، أن الكنيسة الكاثوليكية في إيطاليا ستستضيف الكثير من الوافدين الجدد في ملاجئ تابعة لها في أنحاء البلاد، فيما يخضع المهاجرون، وهم من إريتريا وإثيوبيا والصومال واليمن، لإجراءات فحص طلبات اللجوء.
وفر مئات الآلاف من المهاجرين من الصراعات والفقر في بلادهم، لكنهم عالقون الآن في ليبيا بعدما كانوا يأملون في أن يدفعوا أموالاً لمهربي البشر لنقلهم عبر البحر من سواحل ليبيا إلى أوروبا عبر إيطاليا.
وتناقص عدد الوافدين إلى إيطاليا بنسبة الثلثين منذ تموز (يوليو) الماضي مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، بعدما أقنع مسؤولون يعملون في الحكومة التي تدعمها الأمم المتحدة في طرابلس مهربي البشر في مدينة صبراتة بمنع القوارب من مغادرة سواحل البلاد.
وتعزز إيطاليا أيضاً قدرة خفر السواحل الليبي على اعتراض القوارب وإعادتها إلى ليبيا.
وجاءت خطوة إيطاليا لفتح ممر آمن لبعض المهاجرين، بعدما تعرضت لانتقادات من جماعات معنية بحقوق الإنسان دانت جهودها لمنع المهاجرين في ليبيا من الوصول إليها مقابل تقديم مساعدات وتدريب وعتاد لمكافحة تهريب البشر.
وقال وزير الداخلية الإيطالي ماركو مينيتي للصحافيين على مدرج المطار: «ينبغي أن يكون ذلك مبعث فخر للإيطاليين. تلك مجرد بداية فحسب. سنواصل فتح هذا الممر الإنساني».
وتصنف المفوضية من وصلوا أمس إلى إيطاليا على أنهم لاجئون معرضون للمخاطر ،بما يعني أنهم من الأطفال وضحايا إساءة المعاملة والنساء وكبار السن، ومن يعانون من إعاقات.
|