أكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، خلال تنفيذه زيارة مفاجئة للعاصمة الليبية طرابلس، استعداد فرنسا لقبول ما يتفق عليه مجلسا النواب والدولة الخاصة بحكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة، ومواصلة تهيئة أجواء تنظيم انتخابات العام المقبل «لأن العودة إلى الشعب خيار منصف للجميع».
وانتقل لودريان إلى مدينة بنغازي (شرق) حيث التقى قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر الذي انتقده رئيس مجلس الدولة فائز السراج ضمنياً في المؤتمر الصحافي المشترك مع لودريان بقوله، إن «تراجع البعض عن الاتفاق السياسي الليبي، وعدم التزام مضمونه يربك المشهد السياسي ويجهض الجهود التي تبذلها بلاده لتحقيق السلام».
ودعا السراج مجلس النواب في الشرق إلى إقرار قانون الانتخابات وطرح الدستور على الاستفتاء من أجل الوصول إلى تحديد شكل الدولة وصلاحيات مؤسسات الحكم.
إلى ذلك، اتفق الطرفان على زيادة التعاون والتنسيق لتعقب المهربين والمتاجرين بالبشر داخل ليبيا وخارجها، ودعم عمليات الترحيل الجوي للمهاجرين غير الشرعيين وإقناع دول المصدر باستقبال مواطنيها، وبحث حل شامل للمشكلة.
وكرر السراج أن ليبيا ضحية للهجرة غير الشرعية وأن مسؤولية مكافحتها تتحملها كل الأطراف، مشيراً إلى أن ليبيا تحتاج إلى مساعدة في تأمين حدودها الجنوبية التي يتدفق عبرها المهاجرون غير الشرعيين، مطالباً فرنسا بالمساهمة في هذا الأمر».
وكانت الحكومة الفرنسية أعلنت خططاً لاستقبال 10 آلاف لاجئ بحلول 2019، وأشارت إلى وصول دفعات أولى من المهاجرين إلى باريس الثلثاء والأربعاء، في وقت تخطط لاستقبال 3 آلاف مهاجر من النيجر وتشاد في إطار برامج إعادة التوطين. كما وافقت نيوزيلندا على استقبال وإعادة توطين لاجئين وطالبي لجوء عالقين في ليبيا.
وتقدر الأمم المتحدة وجود حوالى 700 ألف مهاجر داخل ليبيا بينهم 14 ألفاً لا يرافقهم ذويهم، وحاجة أكثر من 36 ألف طفل إلى مساعدات عاجلة.
وخلال مشاركته في منتدى الجنوب للمصالحة، أكد مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، غسان سلامة، أن «الوقت حان لإجراء مصالحة وطنية شاملة»، مشيراً إلى أن مشروع المنظمة الدولية هو «مضاعفة الاهتمام بالجنوب في 2018، باعتباره يلعب دوراً رئيساً في اللحمة الوطنية ووحدة التراب الليبي وحماية الحدود».
وأوضح أن خطة عمل الأمم المتحدة تشمل تشكيل حكومة تعمل لتحسين الظروف المعيشية لليبيين، وإيجاد مؤسسات ثابتة لصوغ الدستور وإجراء انتخابات وتنفيذ مصالحة وطنية شاملة.
ودعا المشاركون في المنتدى الأمم المتحدة إلى توحيد المؤسسات الليبية ودعم المصالحة الوطنية الشاملة والعدالة الانتقالية ونزع السلاح، وزيادة حضور المنظمة في الجنوب. كما طالبوا باعتبار فزان منطقة منكوبة، ودعم مشاريع السلام والتنمية وتعزيز تمثيل المرأة والشباب.
|