بغداد – حسين داود بالتزامن مع إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس طي صفحة «داعش» في العراق، أعلن قيادي في «الحشد الشعبي» أن مهمات الحشد لن تنتهي، فيما تسعى الحكومة إلى هيكلة الفصائل وإبعادها من التأثيرات الحزبية في تحدٍ يواجه البلاد في مرحلة بعد «داعش». ورفضت فصائل «الحشد» على مدى الشهور الماضية مقترحات حكومية بدمجها في قوات الأمن العراقية، كما أنها تسعى إلى المشاركة في الانتخابات المقبلة على رغم تحذير العبادي من مشاركتها في العملية السياسية، فيما تضغط الولايات المتحدة لإنهاء الملف.
وأكد القيادي في «عصائب أهل الحق»، أحد فصائل الحشد، جواد الطليباوي في بيان امس أن «الحشد الشعبي وقواتنا الأمنية تقترب من تحقيق أهدافها العسكرية في معارك تحرير الجزيرة». وأضاف أن «انهزام داعش في العراق يثبت للعالم أجمع أن الحشد الشعبي قوة عسكرية لا تقهر»، وأكد أن «مهام الحشد لن تنتهي طالما التحديات مستمرة».
من جهته قال القيادي في «ائتلاف دولة القانون» النائب عباس البياتي لـ «الحياة» إن «الحشد الشعبي قوة وطنية عراقية ذات شرعية، لكنها بحاجة إلى إعادة هيكلة وتنظيم من قبل القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي حصراً عبر تحويلها إلى سرايا وأفواج وألوية كما هو معمول به في قوات الجيش والشرطة».
وأضاف أن «الظروف الاستثنائية التي شهدتها البلاد في أعقاب هجوم داعش على البلاد أدى إلى أن يطغى اللون الحزبي والسياسي على الحشد لأننا كنا نواجه عدواً يهدد البلاد، ولكن بعد الانتهاء من الحرب ينبغي أن تختفي الصفحة السياسية والحزبية لأن قانون الحشد لا يسمح بأن يكون له دور سياسي». ولفت البياتي إلى أن «مرحلة ما بعد داعش تتطلب تنظيم الحشد وتحويله قوة مدربة لها مهمات محددة مرتبطة برئيس الوزراء وتأخذ الأوامر منه حصراً».
وعلى رغم أن قادة في فصائل الحشد تعلن التزامها بقرارات الحكومة الا انها تعارض مقترحات حكومية حول مستقبل هذه الفصائل، وتشير إلى أن هناك «فصائل مقاومة» غير مرتبطة بالحكومة وتدين بالولاء الديني للمرشد الإيراني علي خامنئي.
وكان العبادي دان أمس قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، لكنه أكد أنه لا يدعو إلى تحشيد عسكري، فيما أعلنت فصائل في الحشد استعدادها للرد العسكري، وظهر زعيم فصيل «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي في مقطع فيديو أمس قرب الحدود اللبنانية– الإسرائيلية، ما دفع رئاسة الوزراء اللبنانية إلى إدانته.
على صعيد العمليات، قال قائد عمليات الحشد أبو علي البصري إن «العمليات العسكرية في الجزيرة والبادية اكتملت اليوم (أمس) بالسيطرة الكاملة على الحدود العراقية السورية»، وأشار إلى أن «القوات بدأت بتحصين الخط الحدودي مع سورية وتم تحقيق النصر في كامل المنطقة»، وأضاف أنه «تم تحقيق التماس مع قوات الجيش العراقي المتقدمة من الجنوب، وتطهير المنطقة بالكامل والعثور على معامل للتفخيخ ومخازن للأعتدة والأسلحة»، مؤكداً أن «الجزيرة بالكامل باتت تحت سيطرة قوات الحشد الشعبي».
وأعلن «الحشد» في بيان منفصل أن قواته «تمكنت من تحرير ٦٨ قرية من أصل ٨٠ قرية منتشرة في عمق الصحراء الغربية وصولاً إلى الحدود السورية»، مبيناً أن «قواتنا كبدت عناصر داعش خسائر جسيمة في الأرواح والمعدات». وأعلنت هيئة «الحشد» قبل ذلك انطلاق عمليات عسكرية واسعة لاستكمال تحرير بادية الجزيرة الرابطة بين الموصل والأنبار وصولاً إلى الحدود السورية، كما أعلن قائد عمليات تطهير الجزيرة وأعالي الفرات الفريق الركن عبد الأمير يارالله، أن قوات الجيش والحشد الشعبي شرعت في عملية واسعة لتطهير مناطق الجزيرة بين نينوى والأنبار ضمن المرحلة الثانية من عمليات تطهير الجزيرة وأعالي الفرات.
وأعلنت خلية الإعلام الحربي في بيان أن «طيران الجيش نفذ ثماني طلعات قتالية من مهبط تل قصب، أسفرت عن قتل 16 داعشياً وتدمير أربع عجلات تحمل إرهابيين وأحادية واحدة ومفرزتي هاون على الحدود العراقية السورية». وأضافت الخلية أن «ذلك جاء مع بدء المرحلة الثانية لعملية تحرير بادية الجزيرة».
وقال مصدر أمني في الأنبار لـ «الحياة» إن «قوة من الفوج الثاني التابع للواء مغاوير قيادة حرس الحدود المنطقة الثانية أحبطت هجوماً لداعش على مقرها شمال منفذ الوليد غرب الرمادي قادما من سورية»، وأضاف أن «اثنين من أفراد حرس الحدود أصيبا بجروح خلال صد الهجوم»، لافتاً إلى أن «عناصر تنظيم داعش تكبدوا خسائر وانسحبوا إلى عمق الأراضي السورية».
وفي ديالى أعلن قائد عمليات دجلة الفريق الركن مزهر العزاوي، أن «قوات أمنية مشتركة مدعومة بطيران الجيش بدأت عملية عسكرية واسعة من محورين رئيسين لتعقب خلايا تنظيم داعش وتمشيط مناطق واسعة».
وأضاف أن» العملية بدأت من شمال ناحية جلولاء شمال شرقي بعقوبة وشملت مناطق حوض الطبج وقرى الإصلاح والقلعة وصولاً إلى قرى شيخ بابا شمال قضاء خانقين شمال شرق بعقوبة»، مشيراً إلى أن «العملية تأتي ضمن استراتيجية العمليات في تعقب خلايا داعش وتمشيط المناطق لتحقيق الاستقرار الأمني».
إلى ذلك، اتهم «تحالف القوى العراقية» فصائل في الحشد بمصادرة بطاقات الناخب لعدد من سكان محافظة ديالى، وقال رئيس التحالف صلاح الدبوري في بيان أمس: «عندما نطرح ذلك يبدي البعض رفضه واستنكاره هذا الطرح، وهنا نتساءل إذا لم يكن هذا هو واقع الحال وقلقنا في محله، فلماذا تقوم عناصر الحشد الشعبي في ناحية السعدية بمحافظة ديالى بإبلاغ المختارين لجمع كل بطاقات الناخبين وتسليمها للحشد الشعبي؟ فما دخل الحشد بأخذ البطاقات؟ وما الغرض من ذلك؟». وأضاف أنه «إيماناً منا بالمشاركة على رغم تحفظاتنا، نطالب القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي وهيئة الحشد الشعبي بتفسير هذا العمل وإدانته وإعادة البطاقات إلى أصحابها، كوننا نعتقد أن هذا العمل يهدف إلى استغلال الحشد للتأثير في الانتخابات المقبلة التي حددنا مطالباتنا رسمياً بتأجيلها إلا بحسم ملف النازحين وإعادتهم إلى مناطق سكنهم».
وأعلنت قوات «الحشد الشعبي» أمس أنها قتلت عشرة انتحاريين من تنظيم «داعش» كانوا مختبئين في نفق قرب كركوك شمال العراق، تزامناً مع إعلان رئيس الوزراء «انتهاء الحرب» ضد الجهاديين في بلاده. وأكدت فصائل «الحشد» في بيان أن «قوات اللواء السادس عشر في الحشد عثرت على نفق في وادي شالخ العيد بناحية الرشاد، وقتلت عشرة انتحاريين في داخله». وأشار البيان إلى أنه بناء على معلومات استخبارية، نفذت قوات الحشد الشعبي عملية تمشيط عثرت خلالها على نفق أرضي ومخازن عتاد تحوي أسلحة وأحزمة ناسفة داخل النفق. |