أعلنت «وحدات حماية الشعب الكردية»، العمود الفقري لـ «قوات سورية الديموقراطية»، سيطرتها أمس بشكل كامل على ريف دير الزور الشرقي، وطرد تنظيم «داعش» من منطقة شرق الفرات بمساعدة روسيا وأميركا. وكان لافتاً توجيه «وحدات حماية الشعب» الشكر إلى روسيا خلال بيان تلاه الناطق الرسمي باسم «الوحدات» نوري محمود بحضور الجنرال الروسي ألكسي كيم، نائب قاعدة حميميم العسكرية، أشاد فيه بـ «القيادة العسكرية الروسية في حميميم لتقديمها الدعم الجوي واللوجيستي والاستشارة والتنسيق على الأرض». وفي إشارة إلى تعزيز محتمل للتنسيق العسكري، أعرب نوري محمود عن استعداد «وحدات حماية الشعب» لتشكيل «هيئة أركان» و «غرفة عمليات مشتركة» لمحاربة «داعش» بهدف رفع وتيرة التنسيق و «إنهاء الحرب بالكامل» وفق قوله.
وجاء هذا التقدم الميداني بعد يوم من إعلان وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أن بلاده بصدد إجراء تغييرات استراتيجية في ما يتعلق بالتعاون مع «قوات سورية الديموقراطية» التي تتشكل في غالبيتها من عناصر كردية. وأوضح ماتيس أنه مع دخول القتال ضد «داعش» مراحله النهائية يتوقع أن ينتقل التركيز إلى السيطرة على الأرض وتدريب ودعم قوات شرطة محلية كردية، بدلاً من تقديم أسلحة متقدمة إلى «سورية الديموقراطية». في موازاة ذلك، وعلى الضفة الغربية لنهر الفرات، شنت قوات النظام، مدعومة من حلفائها هجمات على بقايا «داعش» في المنطقة. وذكرت مصادر متطابقة أن قوات النظام استعادت قرى وبلدات على محور الميادين- البوكمال في ريف دير الزور. ويشكل الهجومان المنفصلان للأكراد وقوات النظام، وفي اتجاهين متقابلين، «كماشة» ضد «داعش» على جانبي نهر الفرات.
وأفادت «وحدات حماية الشعب» بأنها تمكنت بالتعاون مع العشائر العربية من أبناء المنطقة من تحرير ريف دير الزور الشرقي بدعم من روسيا و «التحالف الدولي» بقيادة أميركا من قبضة «داعش» بشكل كامل، موضحة أنها بصدد تشكيل مجالس إدارة مدنية تضم رؤساء العشائر والوجهاء والشخصيات الاعتبارية للتمثيل المباشر للعرب والأكراد وبقية المكونات العرقية والدينية في المنطقة وفق مبدأ «الديموقراطية والإدارة الذاتية». وتابعت أن ذلك «يضمن أن تكون المناطق المحررة جزءاً من سورية ديموقراطية بنظام ديموقراطي يكفل الحريات الأساسية لكل مكونات الشعب السوري». كما شددت على أنه «مع نهاية الحرب ضد الإرهاب، فالمهمة الأساسية والاستراتيجية الآن هي تأسيس حياة سلمية وبنى تحتية لتستعيد سورية عافيتها». وطالبت «وحدات حماية الشعب الكردية» القوى الدولية العاملة، وعلى رأسها روسيا والولايات المتحدة، لتكون قوى ضامنة للحلول السلمية والديموقراطية في «سورية المستقبل».
وعلى رغم ثناء «وحدات الحماية» على القبائل العربية وشكرها روسيا، من المبكر الحديث عن تغيير في طبيعة العلاقة التنافسية بين الأكراد من ناحية والقبائل وروسيا والحكومة السورية من ناحية أخرى، إذ تسيطر «وحدات حماية الشعب» حالياً على نحو 25 في المئة من الأراضي السورية، وهو أكبر جزء من الأراضي خارج نطاق سيطرة الحكومة. وقد تنافس الطرفان بضراوة للسيطرة على الرقة ودير الزور. كما أن الأراضي التي سيطر عليها الأكراد في شرق سورية، فيها أهم حقول نفط وغاز في الشرق السوري وتسعى السلطات السورية لاستعادتها.
إلى ذلك، أسفرت غارات للطيران السوري على الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق أمس عن مقتل 19 شخصاً وجرح عشرات آخرين. وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الهجمات الأكثر دموية استهدفت بلدة حمورية حيث قتل 13 مدنياً بينهم خمسة أطفال.
«سورية الديموقراطية» تعلن طرد «داعش» من كامل شرق الفرات في دير الزور
أعلنت «وحدات حماية الشعب الكردية» أن «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) سيطرت أمس، على كامل ريف دير الزور الشرقي، وطردت تنظيم «داعش» من منطقة شرق الفرات في دير الزور بمساندة قوات «التحالف الدولي» والقوات الروسية. وذكرت «وحدات حماية الشعب الكردية»، العمود الفقري لـ «قسد» في بيان أمس، أن منطقة شرق الفرات «أصبحت خالية بالكامل من تنظيم داعش بمساندة القوات الروسية والتحالف الدولي». في موازاة ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن 6 قاذفات استراتيجية روسية استهدفت مواقع لـ «داعش» في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي. وقالت الوزارة إن ست قاذفات استراتيجية طراز «توبوليف 22إم-3» أقلعت من الأراضي الروسية وجهت ضربات ضد مواقع «داعش» جنوب شرق محافظة دير الزور السورية. وأوضحت الوزارة أنه تم استهداف عدد من المركبات ومستودعات للذخيرة ومعاقل للتنظيم.
وبدأت «قوات سورية الديموقراطية»، وهي فصائل كردية وعربية مدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، في التاسع أيلول (سبتمبر) هجوماً لطرد تنظيم «داعش» من شرق الفرات الذي يقسم محافظة دير الزور إلى قسمين. وتزامن ذلك مع عملية عسكرية أخرى لا تزال مستمرة تقودها قوات النظام السوري بدعم روسي ضد عناصر التنظيم المتطرف على الضفة الغربية للنهر.
وأعلنت الوحدات الكردية في بيانها أمس، من قرية الصالحية على الضفة الشرقية للفرات أنها «بالتعاون مع العشائر العربية من أبناء المنطقة... حرّرت منطقة ريف دير الزور شرق الفرات من الإرهاب بالكامل».
وكان لافتاً أن أعلنت الوحدات الكردية دعم القوات الروسية لها أيضاً بالتوازي مع «التحالف الدولي» في عملياتها في شرق الفرات، وفق ما جاء في البيان الذي تلاه الناطق باسمها نوري محمود في حضور وفد عسكري روسي على ما نقلت وكالة أنباء «هاور» الكردية.
وقرأ نوري محمود بيان «وحدات الحماية» في حي الصالحية، أول أحياء مدينة دير الزور الشمالية، بحضور الناطقة باسم «عاصفة الجزيرة» ليلوى العبدالله، والرئيس المشترك لمجلس دير الزور المدني غسان اليوسف.
كما حضر وفد روسي برئاسة الجنرال ألكس كيم، نائب قائد قاعدة حميميم العسكرية في ريف اللاذقية. وبدأ البيان بتأكيد أنه «بعد مقاومة بطولية التي قامت بها وحدات حماية الشعب، بالتعاون مع العشائر العربية من أبناء المنطقة للقضاء على الإرهاب داعش، حررت منطقة ريف دير الزور شرقي الفرات من الإرهاب بالكامل». وأضاف البيان: «مع نهاية الحرب ضد الإرهاب، فإننا أمام مهام استراتيجية تتمثل في تأسيس الحياة السلمية والبنية التحتية ليعود وطننا إلى عافيته». كما طالب القوى الدولية في سورية وعلى رأسها أميركا وروسيا «لتكون قوى ضامنة للحلول السلمية والديموقراطية في سورية المستقبل، وتتكفل بحماية المناطق المحررة حتى يعيد شعبنا عافيتها ويصل إلى مستوى حماية نفسه بنفسه».
وتوجهت الوحدات الكردية بالشكر إلى «القوى الدولية والتحالف الدولي، وقوات روسية على تقديم الدعم الجوي واللوجيستي والاستشارة والتنسيق على الأرض».
ويدعم «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن «قوات سورية الديموقراطية» وعلى رأسها الوحدات الكردية بالغارات والسلاح والمستشارين في عملياتها العسكرية كافة ضد تنظيم «داعش».
وكانت «قوات سورية الديموقراطية» أكدت أثر إعلانها بدء حملة «عاصفة الجزيرة» في شرق الفرات عدم وجود أي تنسيق مع الجيش السوري وحليفته روسيا. كما اتهمت في منتصف أيلول (سبتمبر) الطيران الروسي باستهداف مقاتلين لها في ريف دير الزور الشرقي، الأمر الذي نفته موسكو.
واتفق «التحالف الدولي» وروسيا على إنشاء خط «فض اشتباك» يمتد من محافظة الرقة على طول نهر الفرات باتجاه محافظة دير الزور المحاذية لضمان عدم حصول أي مواجهات بين الطرفين اللذين يتقدمان ضد عناصر «داعش».
وأعلنت الوحدات استعدادها «لتشكيل أركان وغرف عمليات مشتركة مع شركائنا في الحرب ضد داعش لرفع وتيرة هذا التنسيق وإنهاء الإرهاب بالكامل».
إلا ان مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن شدد بدوره على أن «داعش لا يزال يسيطر على قرى وبلدات عدة على الضفة الشرقية للفرات».
وتجري على الجهة المقابلة منذ أشهر معارك بين التنظيم وقوات النظام المدعومة من روسيا. وحققت قوات النظام تقدماً كبيراً غرب الفرات باستعادتها السيطرة على أجزاء واسعة بينها كامل مدينة دير الزور، مركز المحافظة، ومدينتي الميادين والبوكمال. ولم يبق تحت سيطرة «داعش» وفق عبدالرحمن، «سوى جيب صغير من ثلاث قرى غرب البوكمال» الحدودية مع العراق.
في موازاة ذلك، ذكرت وكالة «سبوتنيك» الروسية أمس، أن «وحدات الحماية الكردية» سيطرت على كامل الريف الشرقي لدير الزور، مشيرة إلى أن القوات النظامية استعادت ثماني قرى وبلدات جديدة على محور الميادين- البوكمال، شرقي المحافظة.
وقال قائد ميداني سوري، لمراسل وكالة «سبوتنيك» أمس، إن «الجيش السوري استعاد قرى الجدلة وقصور أم سابا والصفصافة وعجرمة وصالحية البوكمال ووادي الورود ومعن والصبخة وشمر اللايح جنوب غرب البوكمال»، وعرض العسكريون السوريون ترسانة هائلة من الأسلحة المصادرة من مسلحي تنظيم «داعش» في مناطق العشارة وصبيخان والصالحية جنوب شرقي محافظة دير الزور.
ونشرت صفحة وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» مقطعاً مصوراً يظهر الكميات الضخمة المصادرة من العتاد والذخيرة.
وكان الجيش السوري صادر آلاف القطع من الأسلحة الخفيفة والأسلحة المضادة للطائرات والمدافع الرشاشة من العيار الثقيل. كما تم احتجاز عدة شاحنات كانت تقل المدافع.
وأفادت وسائل الإعلام السورية سابقاً أن الأسلحة التي عُثر عليها في مستودعات الإرهابيين كانت أوروبية وأميركية الصنع.
وأعلن الجيش السوري في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي أنه عثر في مدينة الميادين على أسلحة مصنّعة في بلجيكا وبريطانيا وإسرائيل. وأشار العسكريون إلى أن عناصر «داعش» يستخدمون الأسلحة التي تم شراؤها وفق برامج وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لمساعدة الحلفاء. الجيش الروسي يسحب دبابات «تي - 90 أ» من سورية بدأ الجيش الروسي سحب دبابات «تي-90أ» التي تؤدي مهمات قتالية في سورية، وإعادتها إلى روسيا مع تقلص العمليات على الأرض ضد «داعش». ونشر موقع «فيستنيك موردافي» الروسي صوراً لهذه الدبابة في قاعدة طرطوس تستعد للمغادرة إلى روسيا.
وهذا النوع من الدبابات يستخدم للدفاع عن قاعدة حميميم العسكرية، وظهرت المعلومات الأولى عن وجود هذه الدبابات الروسية من هذا الطراز في أوائل شهر تشرين الأول (أكتوبر) 2015، وبعد شهر تقريباً نشرت الصور الأولى لها على الإنترنت. وخلافاً لدبابات «تي-90» التابعة للقوات السورية، نادراً ما كانت تظهر الدبابات الروسية أمام عدسات الكاميرا وفي الصور. ووفقاً لخبراء عسكريين، فإن خطوة السحب لا تعني بالضرورة تقليص الوجود العسكري الروسي في سورية، مشيرين إلى أن الخطوة قد تكون تناوباً في الخدمة، وهو أمر شائع في مناطق الصراعات العسكرية. |