أبو ظبي - شفيق الأسدي ؛ القاهرة – «الحياة» وصل رئيس الوزراء المصري السابق الفريق أحمد شفيق إلى القاهرة أمس في شكل مفاجئ، بعد أن كان أثار جدلاً واسعاً بإعلان عزمه الترشح في الانتخابات الرئاسية المقررة في غضون أشهر، قبل أن يُطل على شاشة قناة «الجزيرة» القطرية مدعياً منع سلطات الإمارات سفره إلى الخارج.
وكما أحاط سفره إلى الإمارات في تموز (يوليو) 2012، عقب خسارته الانتخابات الرئاسية أمام الرئيس المعزول محمد مرسي، بغموض وشائعات استمرت نحو عام كامل، أراد لعودته إلى مصر بعد أكثر من 5 سنوات ألا تخلو من الإثارة، فزعمت محاميته أن السلطات الإماراتية أوقفته وأن الاتصالات به انقطعت، وتم ترحيله إلى القاهرة.
لكنّ مسؤولاً إماراتياً أبلغ وكالة أنباء الإمارات أمس أن شفيق غادر الإمارات متجهاً إلى مصر، لكن «عائلة شفيق ما زالت موجودة في الدولة بالرعاية الكريمة لدولة الإمارات».
وأقلت طائرة خاصة شفيق إلى القاهرة، بعد أيام من انتقاده السلطات الإماراتية، وحديثه عبر قناة «الجزيرة» عن «تقييد حركته ومحاولة إعاقة ترشحه في الانتخابات»، ومناشدته المسؤولين «إزالة أي عوائق أمام سفره»، وهو ما ردت عليه السلطات بتأكيد أن شيئاً لا يمنع المسؤول المصري السابق من السفر، لكن اللافت أن شفيق لم يسع بعدها للعودة إلى مصر، حتى أعلنت أبو ظبي أمس مغادرته إلى القاهرة.
وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش قال نهاية الأسبوع، أن شفيق لم يكن في مستوى الضيافة ورد الجميل لدولة الإمارات، نافياً وجود «أي عائق أمامه لمغادرة الإمارات».
ولفت مراقبون الى أن إعلان شفيق عن مغادرته أبو ظبي الى باريس ومن ثم الى لندن للاجتماع مع الجالية المصرية هناك، قد أثار حفيظة أبو ظبي التي رأت في هذه الخطوة تصعيداً من جانبه بعد أن أساء للإمارات بإعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية في مصر من خلال قناة «الجزيرة» المحظورة في الإمارات.
وأقام شفيق في الإمارات مع عائلته طوال هذه المدة، كان يتمتع خلالها بحرية الحركة وزيارة الكثير من المجالس الظبيانية وزيارة الأماكن العامة فيها.
واللافت أن الإعلان عن مغادرة شفيق للإمارات جاء في وقت تحتفل فيه الإمارات بيومها الوطني الـ46 وهو يوم عطلة رسمية تشهد فيها البلاد احتفالات وطنية.
وأعلن رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في كلمته بهذه المناسبة، أن «الإمارات لن تتساهل في الإساءة إلى أمنها وأمن الدول الشقيقة والصديقة»، وذلك في وقت وصل التعاون والتنسيق بين الإمارات ومصر إضافة إلى المملكة العربية السعودية والبحرين درجة عالية تجسدت في موقف المقاطعة لقطر بعد أن ثبت لديها مساس الدوحة بأمن هذه الدول.
وقال حزب «الحركة الوطنية» في بيان، إن «رئيس الحزب (شفيق) وصل إلى القاهرة قادماً من أبو ظبي على متن طائرة خاصة».
ونشر صورة لشفيق يظهر فيها مستقلاً طائرة خاصة وظهر خلفه علم دولة الإمارات.
وشفيق واحد من السياسيين المصريين الذين طالما ترقب الشارع إعلان موقفه من انتخابات الرئاسة، فيما يُنتظر أن يعلن حزبه في 23 الجاري في مؤتمر عام قراره في هذا الصدد.
وهو رئيس آخر حكومة في عهد الرئيس السابق حسني مبارك إبان ثورة كانون الثاني (يناير) 2011. وخاض انتخابات رئاسة الجمهورية في 2012 ضد الرئيس المعزول محمد مرسي، وحل وصيفاً فيها بفارق ضئيل عن مرسي.
|