موسى عاصي - جنيف ينتهي اليوم الجزء الأول من جولة جنيف8 بانتظار حسم الموقف لدى طرف الحكومة السورية لاستئناف هذه الجولة في جزئها الثاني الذي حدد المبعوث الاممي ستافان ديمستورا موعدا له يوم الثلاثاء المقبل وحتى 15 كانون الاول الجاري، وتعقد قبل ظهر اليوم جلستان في نفس الوقت بين الفريق الاممي وكل من وفد الحكومة السورية ووفد المعارضة في قاعتين مختلفتين في المقر الاممي، تماما كما حصل أمس ولأول مرة منذ جولات جنيف الاولى عام 2014 عندما كان الأخضر الابراهيمي مبعوثا امميا لسوريا.
وحقق المبعوث الاممي امس خطوة الى الامام من حيث الشكل من خلال اقناع الطرفين بعقد جلسات متوازية في قاعتين تفصل بينهما خمسة امتار فقط، وتولى المبعوث الاممي ستافان دي مستورا ومساعده رمزي عز الدين رمزي الانتقال من قاعة الى اخرى لنقل وجهات النظر والملاحظات من طرف الى آخر، ودامت هاتان الجلستان على هذا المنوال لفترة 3 ساعات تقريباً.
وجرت في هاتين الجلستين مناقشة وثيقة الامم المتحدة ذات الاثني عشر بندا، وهي الوثيقة التي وزعها ديمستورا على الاطراف المختلفة في آذار الماضي تحت عنوان "لا ورقة"، وهي تتضمن مبادئ عامة حول شكل الدولة السورية المستقبلية، وقد استوحى المبعوث الاممي هذه الوثيقة من مجموعة وثائق ونقاشات جرت مطلع خلال العالمين 2015 لاو2016 بين الاطراف السورية، ويعتقد الفريق الاممي ان هذه المبادئ لا يختلف عليها السوريون ويمكن ان تشكل قاعدة مشتركة لصياغة دستور جديد على اساسها.
ومع ذلك، فقد قدم الوفد المعارض عددا من التعديلات تلحظ دورا لبيان جنيف1 في بعض البنود كالبند المتعلق بحق الشعب السوري تقرير مستقبله بنفسه دون ضغط او تدخلات أجنبية "طبقا للقرارات الدولية ولبيان جنيف1"، وركزت تعديلات المعارضى على اصلاح الجيش السوري "ليكون جيشا وطنيا يحمي الحدود ومن دون التدخل بالشأن السياسي"، كما دعت الى اعادة تشكيل وهيكلة الأجهزة الأمنية.
واعلن ديمستورا ان هذه البنود ستكون مادة البحث الاولى، الى جانب مسألة الانتخابات، في الجزء الثاني من جولة جنيف8، ورأى في مؤتمر صحافي عقده مساء امس في الامم المتحدة ان للنقاط الاثني عشر اهمية قصوى وهي اساسية "لأنها تتيح لنا وضع رؤوية حول اي سوريا يريد بناءها السوريون، واشار الى ان هذه النقاط تم استيحاؤها من بيان جنيف واحد والقرار الدولي 2254، ووصف النقاش بين الطرفين في جلسات الامي حول هذه النقاط بأنها كانت بناءة "فقد قدم الطرفان رؤوى نيرة وقدموا اقتراحات وتعليقات وتعديلات هامة، ولاحظنا وجود قواسم مشتركة وهذا بالفعل مهم جدا لأنه سيرشدنا في التوصل الى دستور جديد".
ونفى ديمستورا ان يكون قد اتى على مناقشة مصير الرئيس السوري بشار الاسد في هذه الجولة مشيرا الى ان هذا الموضوع هو من "مسؤولية السوريين عبر الانتخابات الديمقراطية".
ويبقى موعد الجزء الثاني من جنيف8 رهن قرار الوفد السوري العودة الى جنيف مطلع الاسبوع المقبل، وفي حين لم يعلق اي من اعضاء الوفد السوري الحكومي على اقتراح ديسمتورا، قال المبعوث الاممي ان عطلة نهاية الاسبوع ستكون مناسبة للوفدين "وهذا وضع الوفد الحكومي يريد للعودة الى بلده من أجل التشاور والاستراحة قبل العودة الى جنيف يوم الثلاثاء المقبل".
المحادثات المباشرة لا تزال بعيدة
وبدت المحادثات المباشرة بين الطرفين مستبعدة في هذه الجولة على الأقل، وبحسب المعلومات فإن الجانب الروسي يجري مشاورات بشكل متواصل مع الجانب السوري حول هذا الموضوع، لكن الطرفين متفقان على ان الوصول الى هذه المرحلة يجب ان يكون طبقا للقرار الدولي 2254 الذب يرفض الشروط المسبقة، وهو مرهون بسحب الشروط التي تقدمت بها المعارضة في بيان الرياض2، وكان لافتا كلام المندوب الروسي في الامم المتحدة في جنيف الكسي بورودافكين لوكالة سبوتنيك الروسية ان المفاوضات المباشرة مهمة وضرورية "لكن يجب أن يخوضها عن المعارضة وفد يمثل كافة القوى المعارضة ذات التوجه الوطني". |