القاهرة– أحمد رحيم قال جرحى نجوا من الهجوم الدامي الذي استهدف مئات المصلين في مسجد الروضة في مدينة بئر العبد في شمال سيناء إن «متطرفين غير مصريين» شاركوا في الهجوم.
وهاجم نحو 30 مسلحاً مسجد الروضة بعدما اكتظ بالمصلين أثناء خطبة الجمعة، وأمطروا المصلين بوابل من الرصاص، من كل الاتجاهات، عبر بوابات ونوافذ المسجد، بعدما قصفوا مأذنته بقذيفة «آر بي جي»، وأحرقوا سيارات المصلين، واستولوا على بعضها.
وقُتل 305 أشخاص وجُرح 128 آخرون في الهجوم غير المسبوق على مسجد النهضة في منطقة بئر العبد، التي ظلت هادئة نسبياً وبمنأى عن الهجمات الكُبرى في شمال سيناء.
وأدلى جرحى سمحت حالتهم الصحية بروايتهم حول الهجوم لمحققين من نيابة أمن الدولة العليا، بعدما أحالت النيابة العامة القضية عليها.
وقال جرحى في التحقيقات إن المسلحين الذين هاجموا المسجد ارتدوا ملابس شبه عسكرية، وغالبيتهم كانوا ملثمين، وأن لكنة بعضهم لم تكن مصرية ولا بدوية، لكنهم يتحدثون العربية، ما يدل على أن أجانب غير مصريين شاركوا في هذا الهجوم. وقال أحد الناجين إنه سمع «لكنة شامية» أثناء الحديث بين المسلحين، ما يشير إلى احتمال مشاركة متطرفين قادمين من سورية في هذا الهجوم غير المسبوق.
في غضون ذلك، انطلقت أمس في منتجع الغردقة في البحر الأحمر فعاليات اجتماع أمني تنظمه المنظمة الدولية للشرطة الجنائية «إنتربول» بالتعاون مع وزارة الداخلية المصرية لمناقشة «مكافحة الإرهاب العابر للحدود والجهود المشتركة للتصدي لظاهرة انتقال المقاتلين الأجانب عبر الحدود».
وقال مدير أمن البحر الأحمر اللواء حسام كمال في كلمة نيابة عن وزير الداخلية المصري اللواء مجدي عبد الغفار إن أجهزة الأمن في مصر ملتزمة «تفعيل كل أوجه التنسيق والتعاون الدولي لمحاربة الإرهاب والقضاء عليه».
وأضاف أن مصر كانت من أولى الدول التي نادت بالتصدي لتلك الظاهرة وحذرت من تداعياتها في كل المحافل الدولية، مؤكداً أهمية تجفيف منابع تمويل الإرهاب والتصدي للجهات التي توفر الدعم المادي واللوجيستي للجماعات الإرهابية. وأضاف أن مصر سجلت نجاحات خلال الفترة الأخيرة فى التصدي لظاهرة الإرهاب، وقدمت في سبيل ذلك عدداً كبيراً من الشهداء.
وشدد على ضرورة إيجاد آلية فاعلة للتصدي لظاهرة انتقال المقاتلين الأجانب عبر الحدود، من خلال تفعيل التعاون المشترك بين الدول لإحكام الرقابة على الحدود، وتبادل المعلومات.
وقال بيان لوزارة الداخلية المصرية إن الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي يستمر 3 أيام شهدت توافقاً في رؤى كل الوفود المشاركة في الاجتماع على أهمية تبادل المعلومات المتاحة لدى الأجهزة الأمنية في دولها للتصدي للأعمال الإرهابية العابرة للحدود. وأضاف أن الدول المشاركة في المؤتمر أكدت عزمها على التوصل إلى توصيات في اختتام أعمال الاجتماع على أن يتم تفعيلها وتنفيذها في أسرع وقت بالتنسيق مع «الإنتربول»، بما يساهم بفاعلية فى مواجهة أية محاولات لانتقال المقاتلين الأجانب عبر الحدود.
من جهة أخرى، أكدت الجامعة العربية أهمية تضافر الجهود الإعلامية في مواجهة ظاهرة الإرهاب التي باتت ظاهرة عالمية.
وقالت الأمين العام المساعد للجامعة العربية رئيس قطاع الإعلام والاتصال السفيرة هيفاء أبوغزالة، في افتتاح أعمال الدورة 90 للجنة الدائمة للإعلام العربي أمس برئاسة وكيل وزارة الثقافة والإعلام السعودي عبدالمحسن فاروق إلياس، إن موضوع مكافحة الإرهاب إعلامياً من أهم البنود المدرجة على أجندة لجنة الإعلام العربي، نظراً للدور الحيوي للإعلام في تلك المواجهة. وأكد عبدالمحسن إلياس أن مناقشة دور الإعلام العربي في التصدي لظاهرة الإرهاب سيحظى بأهمية في هذه الدورة.
|