أعلنت مصادر ديبلوماسية روسية لوكالة أنباء «نوفوستي» الروسية أمس، تأجيل مؤتمر الحوار الوطني السوري في مدينة سوتشي الروسية إلى شهر شباط (فبراير) المقبل.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن مصدر دبلوماسي مطلع قوله: «في الوقت الحالي يتم التحضير للمؤتمر. ولن يعقد قبل كانون الثاني (يناير). وعلى الأرجح في شباط».
في موازاة ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن مؤتمر الحوار الوطني السوري يُراد منه أن يساهم في الإصلاح الدستوري في سورية والتحضير للانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وأوضح لافروف في تصريح لوكالة «إنترفاكس» الروسية أمس: «الآن كما تعرفون، تقدمت قمة سوتشي للرؤساء بوتين وروحاني وأردوغان بمبادرة عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري، الذي ستكون المسألة الأهم فيه إصلاح الدستور والتحضير للانتخابات على هذا الأساس، أي الانتخابات البرلمانية والرئاسية».
وتابع قائلاً: «لكن لا يمكن أن يقرر ذلك إلا الشعب السوري. والمؤتمر الذي نقترح عقده هو أحد أشكال التحرك نحو هذا الهدف... نأمل بأن يكون ذلك مساهمة في المفاوضات التي من المقرر استئنافها في جنيف برعاية الأمم المتحدة».
وشدد لافروف كذلك على أن موسكو تعتبر «وحدة أراضي سورية ضرورة مطلقة. وحتى الآن لم يقل أحد، وأتمنى ألا يقول أبداً، إن هذا المبدأ يمكن التشكيك فيه».
ورداً على سؤال عن إمكان مناقشة وحدة أراضي سورية في الظروف الراهنة بدون إثارة مسألة الفيديرالية، نظراً للعامل الكردي، قال لافروف إن «الأفكار حول نظام الدولة يجب مناقشتها في إطار الحوار السوري– السوري، الذي تسنى تحفيزه، بعد عدة محاولات فاشلة برعاية الأمم المتحدة، من خلال إطلاق عملية آستانة، حيث جلست الحكومة والمعارضة المسلحة لأول مرة على طاولة الحوار».
وأشار لافروف إلى أن مبدأ وحدة أراضي سورية ثبّت في قرارات مجلس الأمن الدولي، وتم التأكيد عليه أثناء القمة الثلاثية لروسيا وتركيا وإيران في سوتشي.
من جانبه، أكد نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، أنه من الصعب في الوقت الحالي الحديث عن موعد محدد لعقد المؤتمر.
وقال غاتيلوف في حديث لوكالة «تاس» إن «التحضير (لعقد المؤتمر) يتم في شكل مكثف. ومن الصعب أن نقول الآن كم من الوقت سيستغرق ذلك».
ومن المتوقع أن يشارك في المؤتمر الحكومة السورية ووفد موحد للمعارضة، يضم ممثلي عن مختلف المنصات والمنظمات المعارضة والفصائل المسلحة.
وأعلن رئيس منصة موسكو للمعارضة السورية، قدري جميل، أن الوفد الموحد للمعارضة إلى مؤتمر الحوار الوطني السوري لا يضم ممثلين عن الأكراد.
وفي حديث لوكالة «إنترفاكس»، قال قدري جميل، رداً على سؤال حول ضم الأكراد إلى وفد المعارضة، إن ذلك لم يحدث بعد.
وأوضح أن الوفد يضم 18 شخصاً، أي 3 أشخاص من كل من منصة القاهرة ومنصة موسكو وهيئة التنسيق الوطنية والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية والمعارضين المستقلين والفصائل المسلحة، مشيراً كذلك إلى أن هناك وفداً موسّعاً يضم 36 شخصاً، بمن فيهم 4 أشخاص من كل من منصتي القاهرة وموسكو.
|