نبه رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري إلى «أننا مستهدفون
في المنطقة وإذا لم نكن حكماء بمعالجة الأمور وتجنب المزايدات والمهاترات فسندخل البلد بمتاهات صعبة
ونجره إلى الخراب»، مشيداً بحرص دار الفتوى «على الوحدة الوطنية ومنع أي انقسام أو فتنة بين
اللبنانيين».
وقال الحريري أمام وفد «المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى» الذي
زاره في منزله: «كشفت هذه الأزمة نوايا وتوجهات بعضهم لضرب الاستقرار واستهداف البلد لغايات ومصالح خاصة
ونحن تصدينا وسنتصدى لهؤلاء بكل إمكاناتنا لأجل الحفاظ على الوحدة والاستقرار والنهوض بلبنان نحو
الأفضل».
وحذر الحريري من أن «هناك أقاويل وإشاعات خبيثة تبث بين الناس
لاستهداف أهل السنّة، تارة باتهامنا بالتنازلات من هنا وتارة أخرى بالتهاون بمصالح وحقوق السنة عموماً».
وقال: «كل ذلك كلام سياسي هدفه محاولة هدم لهذا الكيان السني الذي تمثله دار الفتوى ورئاسة الحكومة
لغايات ومصالح شخصية. ومن موقعي كرئيس للحكومة أؤكد لكم حرصي الشديد على حقوق السنّة كما سائر المذاهب
والطوائف الأخرى في الوطن. لنا حقوق سنأخذها ولن نتهاون فيها لأن هذا من
حقنا».
وأضاف الحريري قائلاً: «واجبي أن أجمع الناس على الخير وخصوصاً الذين
يريدون الحفاظ على مصلحة الوطن العليا ووحدته واستقراره، أما الذين يريدون شراً بلبنان لغايات محلية أو
خارجية فسأتصدى لهم وأواجههم بكل قوة».
وشدد على أن «الأعباء الملقاة على دار
الفتوى وعليكم جسيمة، وأعتقد أن التفاف اللبنانيين من حولكم يرتب عليكم مهمات ترشيد الخطاب الديني
وتوعية المواطنين لمنع استغلال بعض المنابر الدينية لغايات وأهداف سياسية ضد مصلحة لبنان واللبنانيين
وضرورة محاربة كل أشكال التطرف والغلو من أي جهة أتت، واعتماد الخطاب الديني الجامع، لأننا نحن أهل
اعتدال وتسامح». إتصالات وحوارات نبني
عليها وطمأن الحريري المجلس الشرعي إلى أن «ما نقوم به من جهد واتصالات هو لخدمة البلد
والناس، وخطوة التريث الذي اتخذناها بناء لطلب رئيس الجمهورية ميشال عون هي لإعطاء فرصة لمناقشة وبحث
مطالبنا وشروطنا الأساسية بتحييد لبنان وإبعاده من الحرائق والحروب بالمنطقة وتطبيق سياسة النأي بالنفس
عملياً بالممارسات والسياسات المتبعة والالتزام باتفاق الطائف كما أعلنا أكثر من مرة، ولن نقبل بمواقف
«حزب الله» التي تمس بأشقائنا العرب أو تستهدف أمن واستقرار دولهم. هناك جدية بالاتصالات والحوارات
القائمة للاستجابة لطروحاتنا وعلينا أن نبني عليها».
وتوقف الحريري عند مطالب
المجلس ومنها «مشروع العفو العام». وقال: «العمل متواصل بخصوصه لأنه ملف معقد ويتطلب عملاً دؤوباً
ووقتاً طويلاً لإنجازه، أما بالنسبة إلى التعطيل يوم الجمعة، فهناك مشروع قانون في المجلس النيابي بهذا
الخصوص».
وفي ما يخص موضوع الوظائف العامة، أكد الحريري حرصه «على عدم التنازل
عن أي وظيفة أو موقع وهذا حق لنا كما للآخرين وسنعمل على توزيع هذه الوظائف على المناطق على أساس
الكفاءة».
وكان نائب رئيس المجلس عمر مسقاوي أيد باسم الوفد «مواقفك
الوطنيــــة وندعم مسيرتك في الحـــفاظ على أمن البلد واستقراره في هذا المرحلة الصعبة والدقيقة التي
تمر بها المنطقة العربية». وقال: نحن بحاجة ماسّة إلى التنسيق والتناسق في وحدة العمل الحكومي لما فيه
مصلحة كل اللبنانيين ولكي نتخطى الصعـــوبات والأزمات التي تواجهنا، وما سمعناه منك في اليومين الماضين
من مواقف يطمئــننـــا إلى أننا نسير على الطريق الصحيح الذي يجنب لبنان المخاطر المحدقة
به».
وكان الحريري تلقى اتصالاً هاتفياً مساء الجمعة الماضي من مستشار الأمن
القومي الأميركي الجنرال هربرت ماكماستر الذي أكد له «تمسك الإدارة الأميركية باستقرار لبنان ودعمها
الدولة ومؤسساتها الشرعية»، وفق مكتب الحريري الاعلامي.
وجدد الحريري امام وفد
من العائلات والشخصيات البيروتية مطالبته بـ «أن ينأى لبنان بنفسه»، مشيراً إلى «مشاورات ستحصل وسنرى
نتائجها ونأمل بأن يكون لكل الأفرقاء السياسيين موقف واضح فعلاً وليس
قولاً».
وقال: «هناك من يهوى العنتريات وإطلاق الخطب النارية ويعمل في الوقت
ذاته لغايات شعبوية ومصالح خاصة وبعيدة كل البعد من مصلحة الناس والوطن. أما أنا فمواقفي واضحة: هناك
خلاف سياسي وضعناه جانباً في مرحلة من المراحل، والآن نطالب بالنأي بالنفس قولاً وفعلاً، ونريد أفضل
العلاقات مع أشقائنا العرب».
باسيل: نرفض استتباع لبنان بمحاور حرب أكد وزير الخارجية
اللبناني جبران باسيل «أن لا استقلال من دون حرية، والاستقلال ليس فقط الحفاظ على حدود، ونحن حدودنا
العالم، بل الاستقلال أيضاً الحفاظ على الهوية».
وقال خلال افتتاحه «مؤتمر
الطاقة الاغترابية» الإقليمي في كانكون- المكسيك، بمشاركة حشد من رجال الأعمال والشخصيات: «نحن هنا
لأننا نريدكم أن تكونوا معنا صنّاع نهضة وطن الأرز وتكونوا سياج هذا الوطن من الخارج كما نحن حراسه من
الداخل».
ولفت إلى انه يتبع «سياسة لبنانية خارجية مستقلة، قوامها المبادئ
ومصلحة لبنان فقط، وحاملين سياسة لبنانية اغترابية قوامها وصل اللبنانيين بوطنهم، وربط بعضهم
ببعض».
ولفت إلى أن «استعادة الاستقلال عندنا لم تكن مرة بل مرات، من غزو
وانتداب واحتلال ووصاية وتبعية قرار». وقال: «مشكلة استقلالنا أن المسّ به يأتي من الخارج طمعاً، والغدر
به يأتي من الداخل استتباعاً. ذهنية وثقافة ترسّخت عند بعضهم ونحن نقاتل لتغييرها، لذلك يعيش لبنان في
صراع دائم للحفاظ على استقلاله. واكتشفنا أخيراً أن انجع طريقة لصونه من خلال وحدتنا الوطنية حوله، لأن
الزمن الذي يريد فيه بعضنا أن نذوب في محيطات أخرى، تفرض فيه علينا هويتها مضى، ولأن لا مكان بيننا لمن
يريد أن يستتبعنا في محاور حرب فيما لبنان هو من يصنع محور السلام والحوار
والتعدد».
وشدد على «أن وطننا لبنان لم يتشكّل من حدود بل من صيغة، وصيغته
الفرادة بشعبه وهويته ورسالته، والفريد لا يَتبع بل يُتبع، والهوية التي هي عصارة قرون من الحضارة لا
تُغيّر بمؤامرة توطين أتت في غفلة من حضارة سمحت بتهجير لاجئين وهجرة
نازحين».
وتحدث عن «قانون استعادة الجنسية الذي أقره لبنان من أجلكم، ليس
لنزيد أعداد اللبنانيين، بل لأنكم نخبة وكل لبناني منتشر هو طاقة، ولنعطيكم حقكم السياسي بالمشاركة في
تقرير مصير وطنكم، لأن القانون الأخير أعطاكم حق التصويت في الانتخابات النيابية، وحق التمثيل بنواب
مخصصين للانتشار»، مشيراً إلى أن «نحو 6500 لبناني من بلدان أميركا اللاتينية تسجلوا إلكترونياً
للمشاركة في التصويت»، وقال: «أعرف أن هذا الرقم سيتضاعف إذا مددنا مهلة التسجيل، ولا أخفي حزني على أن
أرى كل دول أميركا الجنوبية تسجل رقماً أقل من مدينة واحدة في أوروبا، أو نصف ما سجلته كندا أو أستراليا
أو الولايات المتحدة».
حاصباني:تعاون القوى
السيادية يبقي لبنان لنا سلهب: عون طلب منا تجنب ما يضر بالحريري وصف نائب رئيس مجلس
الوزراء وزير الصحة اللبناني غسان حاصباني خلال جولة في قضاء جبيل الوضع بقوله: «نحن على مفترق طرق في
تاريخ لبنان والمرحلة دقيقة جداً. ولطالما ركزنا على موضوع واحد، سواء من داخل الحكومة أو من خارجها،
ألا وهو سيادة لبنان واستقلاله وقراره وسيادة حكومته ودولته على كل الأراضي وان يكون هناك تعاون وتكاتف
بين كل القوى السيادية يداً بيد لكي لا نسمح بأن ينجر لبنان إلى أي مكان آخر خارج ما تم الاتفاق عليه
ضمن الثوابت التي على أساسها شكلت هذه الحكومة وانطلق بها العهد إما بخطاب القسم او البيان
الوزاري».
ولفت إلى أن «التماسك الوطني شيء أساسي وكذلك سيادة الدولة على
قراراتها وعلاقاتها الخارجية ومع مواطنيها، وسنستمر في العمل بهذا الاتجاه من اجل ان يبقى لبنان مستقراً
وان يستمر تماسك الفريق السيادي المطالب بهذا الاستقرار ليبقى لنا لبنان الذي نحلم
به». سليمان والمواضيع
الخلافية وأكد ان «علاقة «القوات اللبنانية» جيدة في أماكن متعددة مع الجميع وان كانت
هناك اختلافات في وجهات النظر او مقاربات للامور بين بعض التيارات التي لديها آراء مختلفة، فنحن كـ
«قوات» على ثوابتنا ومستمرون بهذه الثوابت وبالعلاقات الإيجابية حيثما وجدت وبتسليط الضوء على اي موضوع
قد يحصل كما كنا ننبه داخل مجلس الوزراء وسنستمر بذلك بطريقة إيجابية بناءة وعقلانية
وهادئة».
وكان حاصباني زار الرئيس السابق للجمهورية ميشال سليمان خلال جولته،
وحمله سليمان «توصية» إلى رئيس حزب «القوات» سمير جعجع»، قائلاً: «اذا كانت هناك من تسوية ما، اهم شيء
هو مناقشة المواضيع الخلافية إذ على الحكومة مناقشة هذه المواضيع لا الشارع ولا الخارج، وشاهدنا أنه
عندما توقفنا عن الحديث عن الحياد جاء غيرنا واصبح يريد الكلام عنا. هذا لا يجوز بل علينا نحن مقاربة
المواضيع التي بدأنا الحديث فيها منذ زمن، فالحكم والسياسة استمرارية».
واعتبر
عضو «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي سليم سلهب أنه «إذا كان بعض ما قيل في السابق (من «التيار الوطني
الحر» ورئيسه الوزير جبران باسيل) أضر برئيس الحكومة سعد الحريري فمن الآن وصاعداً التواصل بين
«المستقبل» و «التيار» مستمر وتعليمات رئيس الجمهورية ميشال عون تقضي باحترام شخص الحريري ومساعدته
للوصول إلى نتيجة ورفض اتخاذ المواقف التي تضعه في مأزق وتصعّب عليه الامور. يجب أن نحترم موقف
الحريري». وأكد «أننا ذاهبون إلى توافق سياسي وانتخابي بين الرئيسين عون
والحريري».
وأمل سلهب بـ «ألا يطول تريث الحريري في موضوع الاستقالة»، لافتاً
في حديث إلى إذاعة «صوت لبنان» إلى أن الأساس «يبقى الاستقرار الداخلي الذي يجب أن يترافق مع السيطرة
على الطموحات الشخصية وحسم مسألة النأي بالنفس».
ورأى سلهب أن النهج الذي
اعتمد في الأسبوعين الماضيين «سيساهم في الوصول إلى حلول في المرحلة المقبلة، ذلك أن إدارة الأزمة
السياسية جاءت بالتوافق بين مختلف الأفرقاء، والمطلوب عدم التعاطي مع الدول العربية بنهج عسكري إنما
بالسياسة، ويجب أن يتراجع الجدل الإعلامي تجاه دولة معينة».
وعن إمكان ان يسلف
«حزب الله» الرئيس عون موقفاً مع النأي بالنفس فعلاً لا قولاً كما يطالب الحريري، قال سلهب: «الوزير
باسيل اجتمع 6 ساعات مع السيد نصرالله ونسقا الموقف ومعلوماتنا أن الاجتماع كان مفيداً جداً، وتابع
الرئيس عون اتصالاته على هذا الأساس وما عرفناه أن هناك تفاهماً على خطة عمل سنصل اليها، ونأمل ذلك
بتضحيات من الجميع ولا أعتقد أن السيد نصرالله لا يضحي إذا كان يستطيع
ذلك».
وقال: «لا أعتقد أن الحريري قبل بالتريث فقط لسبب عاطفي، لو لم تكن هناك
ضمانات بأن نصل إلى نتائج إيجابية في شأن النأي بالنفس». ورأى أن هناك «تحضيراً على الصعيد الإقليمي بعد
سقوط داعش واستعادة معبر البوكمال على الحدود العراقية السورية، ومن خلال قمة سوتشي، لمرحلة جديدة، ما
يجعلنا نعتقد بأن الأعمال العسكرية ستتراجع، وما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن أنه
لا دخل للحزب بما حصل في الكويت ولم يرسل سلاحاً إلى اليمن والبحرين، يسهل التوصل إلى تفاهم ما مع
الرئيس عون ومع «المستقبل»، حسبما سمعت». وأشار إلى أن الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون
والمصري عبد الفتاح السيسي «يحاولان لعب دور بين السعودية وإيران».
واعتبر
سلهب «أن الاستقبال الشعبي للرئيس الحريري في بيت الوسط كان معمودية جديدة له ولزعامته وسياسته وثبّت
شعبية في دوره السياسي»، لافتاً إلى «أن عدم سؤال الحريري عن تفاصيل غيابه في السعودية ساعد على الوصول
إلى حل». وأكد أن «الحوار والتسوية اساسيان ويجب تقديم التضحيات للوصول إلى النتائج المرجوة والحفاظ على
الاستقرار».
وعن علاقة «التكتل» مع «القوات»، قال سلهب إن «خللاً حصل يحتاج
إلى علاج سريع لنعرف كيف ندير الخلافات إذا لم نستطع العودة إلى ورقة
التفاهم».
وشدد عضو كتلة «المستقبل» النيابية محمد الحجار على «أن العلاقة بين
تيار المستقبل والقوات اللبنانية تحالف قديم وتعمّدَ بالدم ولا يخضع للمزاجية». وقال لإذاعة
«لبنان الحر» إن «بعض الأمور تصل بشكل خاطئ، ومن هنا أهمية التواصل لكي نواجه
التحديات». الحريري وجعجع
سيلتقيان وأكد عضو كتلة «القوات اللبنانية» النيابية فادي كرم «أن كل ما يطرحه الرئيس
الحريري اليوم بعد الاستقالة وبعد التريث ما هو إلا ما طالبت به «القوات» دائماً، لكن البعض داخل «تيار
المستقبل» مُنزعج ربما من إصرار «القوات» على موضوع السيادة، لأنهم يفضلون تحييد «لبنان أولاً» لمصلحة
الدويلة حالياً، وننتظر من الحريري معالجة المسألة». وقال في تصريح: «إذا اتّخذ الحريري خطوات للنأي
الفعلي بالنفس وهذا ما ننتظره منه، سيكون و «القوات» في خندق واحد»، موضحاً «أن لا عقدة لدينا بالبقاء
بمفردنا، ومن يهددنا بالعزلة فليعلم جيداً أن ذلك لا يُخيفنا، كنا وحدنا مرّات طويلة دفاعاً عن سيادة
لبنان».
وشدد على «أن رئيس الحزب جعجع والرئيس الحريري سيلتقيان حكماً
وسيعالجان الأمور، خصوصاً تلك المشبوهة، والعلاقة سترمم طبعاً». وقال «إن جعجع سمع من السعودية رفضاً
قاطعاً لوضع الحكومة بيد حزب الله، ووقفنا بوجه التطبيع ولن نسمح لإيران والحزب بأخذ الوطن وهذه هويتنا
ونقولها أينما وجدنا». ولفت إلى أن مشكلة «القوات» ليست مع رئيس الجمهورية إنما مع خطاب الوزير جبران
باسيل، وخطاب الأمين العام لـ «حزب الله» الأخير يعني انه لن يتدخل في الحروب العربية وهذه إيجابية إذا
كان صادقاً، والإيجابية الثانية تكون عبر بحث مسألة السلاح بقرار لبناني
بحت». «حزب الله»: جاهزون
للتفاهم وكان عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية حسن فضل الله، شدد على «أننا في حزب
الله منذ اللحظة الأولى أيدنا ودعمنا وساهمنا وساعدنا في المقاربة التي اعتمدها رئيس الجمهورية»، لكنه
قال إن «لا أحد يستطيع أن يفرض علينا إملاءات ولا شروطاً ولا حتى كيفية عملنا، فنحن في لبنان نستطيع من
موقع اختلافاتنا وأحياناً من موقع صراعاتنا الداخلية أن نحدد ما نريد». ورأى مسؤول العلاقات
الدولية في «حزب الله» عمار الموسوي، أنه «بقدر صلابتنا في مواجهة إملاءات الخارج، نحن جاهزون للتفاهم
مع شركائنا في البلد، ومنفتحون على الداخل وعلى الحوار الحقيقي وعلى التعاون بين الجميع»، داعياً «من
يحاول فرض إملاءاته أن يكف عن ذلك وأن يعترف بأنه أخطأ وهزم». وأثنى الموسوي على مواقف الرئيس
عون «الذي تصرف بمسؤولية كبرى».
عون: لبنان اجتاز الأزمة بجهد ديبلوماسي ومعنا ليس هناك من أزمات لا يمكن حلّها
أكد الرئيس اللبناني ميشال عون أن «لبنان اجتاز خلال الأيام الأخيرة الأزمة الحكومية التي مرّ بها واستطعنا خلال فترة قصيرة تحصين وحدتنا الداخلية وتخطي الأزمة بجهد دبلوماسي كبير».
وقال عون أمام وفد ضم حكام أندية «الليونز» ورؤساء الأندية أمس، إن «ثمة من يسعى اليوم لتحويل الموضوع إلى أزمة سياسية، لكنني أطمئن الجميع إلى وجوب عدم الخوف، فمعنا ليس هناك من أزمات لا يمكن حلها لما فيه مصلحة لبنان». ولفت إلى أن «عيد الاستقلال هذا العام كان عيداً حقيقياً وشعر به جميع اللبنانيين، وقرارنا حرّ مئة في المئة ونجحنا في تنفيذه، ولم يعد هناك من هو قادر على التأثير علينا بما يهدِّد استقلالنا وسيادتنا، لأنهما يؤمّنان مصلحة لبنان».
وطمأن اللبنانيين أنه «بات لدينا وطن يتعامل مع غيره من الدول من باب المساواة والندّية وليس من باب الخضوع والإذعان»، وفق بيان صادر عن المكتب الإعلامي للرئاسة.
والتقى عون حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، واطّلع منه على الوضع المالي في البلاد «استكمالاً للمتابعة اليومية له لحركة الأسواق المالية منذ بداية الأزمة الحكومية وحتى انتهائها».
وأوضح سلامة أن «حركة الأسواق المالية إيجابية، وأن الدولار الأميركي بات معروضاً وليس مطلوباً، كما ارتفع سعر سندات لبنان بالدولار المتداولة في الخارج، ما يعتبر علامة إيجابية ومؤشراً إضافياً على الثقة بالوضع المالي في لبنان». وأشار إلى أن «التطوّرات السياسية الأخيرة ساهمت في تعزيز الواقع المالي الإيجابي في البلاد».
وعرض عون مع وزير الدفاع يعقوب الصراف الأوضاع الأمنية وحاجات المؤسسة العسكرية. والتقى رئيس لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني الوزير السابق حسن منيمنة والمديرة العامة للإحصاء المركزي مارال توتليان، واطلع منهما على أبرز نتائج تعداد الفلسطينيين في المخيمات والتجمعات الفلسطينية والتي ستعلن رسمياً في النصف الثاني من كانون الأول (ديسمبر) المقبل. وأوضح منيمنة أن «التعداد شمل 12 مخيماً للفلسطينيين و168 تجمعاً فلسطينياً في لبنان، واستعملت فيه تقنيات حديثة ومعدات إلكترونية، وفّرت دقة في المعلومات وضماناً بعدم التلاعب بالأرقام، إضافة إلى المراقبة الميدانية الفورية».
وأشار إلى أن «التعداد نظمته لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني ونفذته إدارة الإحصاء المركزي اللبناني بالتعاون مع الإحصاء الفلسطيني، وهو أتى ثمرة اتفاق بين الحكومتين اللبنانية والفلسطينية، ونفّذ على ثلاث مراحل: الأولى شملت حصر الأماكن والمساكن، والثانية مرحلة التعداد الفعلي، والثالثة مرحلة العد البعدي أي التدقيق، وبدأ العمل في نيسان (أبريل) وانتهى في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
وتلقى عون برقية تهنئة لمناسبة عيد الاستقلال، من الملك الأردني عبدالله الثاني، متمنياً للرئيس اللبناني «الصحة والعافية وللبنان وشعبه المزيد من التقدم والازدهار». وتلقى عون برقية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي أكد «ضرورة دعم سبل التعاون المشترك في المجالات كافة وتطوير العلاقات التاريخية القوية بين بلدينا».
مراسيم ووقّع عون سلسلة مراسيم رفعتها الأمانة العامة لرئاسة مجلس الوزراء إلى المديرية العامة لرئاسة الجمهورية، بعدما وقّع عليها رئيس الحكومة سعد الحريري، وكان سبق لمجلس الوزراء أن وافق عليها. وشملت هذه المراسيم، وفق بيان المكتب الإعلامي للرئاسة «مناقلات وتعيينات دبلوماسية، إضافة إلى تأليف المجلس الاقتصادي والاجتماعي وتعيين مدير عام له هو محمد غازي سيف الدين، وتعيين مرفت أحمد عيتاني وعلي حسن مرعي عضوين متفرغين في الهيئة العليا للتأديب». كما وقّع مرسوماً «قضى بإجراء مناقلات في الفئة الثانية في السلك الخارجي في وزارة الخارجية شملت 30 مستشاراً نقلوا إلى البعثات الدبلوماسية والقنصليات اللبنانية في الخارج».
جنبلاط: نرفض الإملاء الإيراني غرّد رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي اللبناني وليد جنبلاط عبر «تويتر» قائلاً: «نرفض الإملاء الإيراني على لسان محمد علي الجعفري قائد الحرس الثوري». وأضاف: «اللبنانيون يملكون الخبرة والدراية الكافية لمعالجة أمورهم عبر الحوار، ولا نريد إملاءات من عبر الحدود لغير صالحهم».
وكان جنبلاط يعلق على كلام الجعفري الذي قال إن «نزع سلاح حزب الله غير قابل للتفاوض وأن الحزب يجب أن يمتلك أفضل الأسلحة لحماية أمن لبنان وهذه مسألة غير قابلة للتفاوض».
الحريري: لأفضل العلاقات مع السعودية والنأي ليس على حساب أشقائنا العرب
اعتبر رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري «أن خيار التريث يتيح في مكان ما فرصة لجميع الأفرقاء السياسيين للتأكد من أن النأي بالنفس عن كل ما يحصل من حولنا هو السياسة الأساسية التي تحمي لبنان من أي مشكلات في المنطقة»، مؤكداً أن «هذا الخيار هو لمصلحة البلد». وشدد على وجوب ألا تكون هذه السياسة «على حساب أشقائنا العرب، وإلا فإنه سيكون لنا موقف آخر»، في وقت تمنى السفير الروسي لدى لبنان ألكسندر زاسبكين بعد مقابلته الحريري في منزله أمس، «النجاح للمشاورات» التي تجري على خلفية تريث الحريري.
وقال زاسبكين بعد الاجتماع مع الحريري: «روسيا قدرت عالياً خلال الفترة الماضية موقف الشعب اللبناني وتلاحمه مع الرئيس الحريري أثناء وجوده في المملكة العربية السعودية». وشدد على وجوب «الوصول إلى اتفاقات للحفاظ على العمل الطبيعي للحكومة ولمؤسسات الدولة لكي يكون فاعلاً في المجالات الاقتصادية والاجتماعية تمهيداً للانتخابات النيابية المقبلة، وحتى يكون القرار اللبناني من دون تدخلات خارجية لمصلحة الأمن والاستقرار».
وعن دور روسيا في هذه المرحلة بعد تدخل عدد من الدول لا سيما فرنسا ومصر وقبرص، قال زاسبكين: «إذا كان المقصود بالمساعدة من دون تدخل في الشؤون الداخلية فهذا شيء والتدخل فهو أمر آخر. نرى أن فرنسا ومصر لم تتدخلا في الشؤون الداخلية بل كانت مساعدة ووساطة لتسهيل الأمور، ونحن في الجزء المتعلق بقدراتنا جاهزون للمساعدة».
وعما إذا سمع من الحريري أن الحكومة ستستأنف اجتماعاتها، رأى أن «هذا الأمر سابق لأوانه، نتمنى نتائج إيجابية للمشاورات وهذا هو موقف روسيا من حيث المبدأ، عندما نتحدث عن التحالف الحاكم فنفضل للبنان تقليدياً أن يشمل عدداً أوسع من الأحزاب».
وكان الحريري التقى رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان السفيرة كريستينا لاسن، التي وزع مكتبها الإعلامي بياناً تضمن ترحيبها «بعودة الحريري إلى لبنان وأملت في حوار بنّاء بين الأطراف السياسيين يرتكز على فهم مشترك لأهمية استقرار البلاد ووحدتها وسلامة أراضيها وسيادتها. وأشادت بجهود الحريري لصون استقرار لبنان وأمنه». وشددت على «أن استقلال لبنان واستقراره أولوية بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي وسط الاضطرابات الإقليمية»، لافتة إلى أنه «سيتابع العمل مع لبنان للبناء على الإنجازات التي تم تحقيقها، بما في ذلك إجراء الانتخابات النيابية في موعدها العام المقبل وسنتابع دعمنا للمؤسسات والجيش والأجهزة الأمنية. فالتزامنا بدعم لبنان ثابت ودائم». والتقى الحريري نائب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان فيليب لازاريني. وفد دار الفتوى وكان الحريري قال أمام وفد كبير من مفتيي المناطق والمحافظات وقضاة الشرع وأئمة المساجد والمشايخ، زاروه مساء أول من أمس، برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان: «علينا أن نتحاور جميعاً لكي نصل إلى بر الأمان ونحافظ على سلامة هذا البلد وسلامة اللبنانيين، وعلى علاقاتنا مع كل الدول العربية الشقيقة التي لديها الحق أيضاً في أن تحافظ على أمنها. ونريد أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية». وقال: «دار الفتوى صمام الأمان لهذا البلد، ورفيق الحريري كان مؤمناً بهذا الدور وهو لطالما حمى هذه الدار من كل التدخلات السياسية التي كانت تحصل أيامها. قد يكون ما حصل من صدمة إيجابية بالاستقالة واليوم بالتريث، يتيح في مكان ما فرصة لجميع الأفرقاء السياسيين للتأكد من أن النأي بالنفس عن كل ما يحصل حولنا هو السياسة الأساسية التي تحمي لبنان».
وأضاف قائلاً: «قد تكون بعض المنابر في بعض المساجد استعملت ضدي أنا، وليست لدي مشكلة في ذلك، لكن سياستي كانت قائمة على أمر واحد وهو حماية لبنان واللبنانيين وأهل السنة بالذات. فحين نرى ما الذي حل في سورية أو العراق من حرائق وحروب ودمار علينا أن نجنب بلدنا لبنان كل الأخطار المحدقة به، وهذا ما نقوم به». وقال: «لأهل السنة في لبنان حقوق يجب أن يحصلوا عليها كبقية الطوائف والمذاهب وكل الشركاء في الوطن، وهذا حقنا الدستوري الذي يجب أن نحصل عليه. ولكني أرفض المزايدة علي بمنطق المناطقية أو غيرها. وتأكدوا جيداً أن سعد الحريري لن يفرط بحقوق أهل السنة، وهذا واجبي الدستوري أصلاً، وهو ما أقوم به وسأقوم به. ولكن من جهة أخرى، لا نعيش وحدنا في البلد ولذلك علينا أن نتحاور جميعاً لكي نصل إلى بر الأمان».
وأضاف الحريري: «لا أخاف المواجهة، وأنتم تعرفون نهجي منذ عام 2005 وحتى 2016، ولكن اليوم علينا أن نحافظ على البلد ونتحاور لأن الجميع يرغب في الاستقرار والأمان». وشدد على التمسك بـ «وحدتنا وأن يبقى أهل السنة موحدين».
وكان المفتي دريان أشاد بالحريري «المؤتمن على مصالح الوطن العليا وعلى عروبة لبنان والعلاقات الطيبة مع أشقائه العرب». ووصف رجال الدين الذين يرافقوه بأنه «مشايخ الاعتدال والوسطية والكلمة الطيبة». وقال: «أتينا لنقول لك نحن معك في مواقفك الوطنية، وتفهمنا جيداً أمر الاستقالة وأسبابها».
وقال: «نريد أطيب العلاقات مع الدول العربية الشقيقة التي وقفت مع لبنان في أيام أزماته ونحن الأوفياء لهذه العلاقات الطيبة، خصوصاً مع المملكة العربية السعودية، مملكة الخير. نحن مع مصلحة لبنان أولاً وسياسة النأي بالنفس وعدم إدخال الوطن في المحاور الإقليمية». |