واصل رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أمس، حشد الدعم لتحركه من أجل إخراج لبنان من أزمته مع الدول العربية بسبب تدخلات «حزب الله» في عدد منها، لا سيما الخليجية، في فترة «التريث» بتقديم استقالته بناء على طلب رئيس الجمهورية ميشال عون، مستنداً إلى تفهم عربي لخطوته ومزيد من الدعم الداخلي والخارجي لاستقرار لبنان وتطبيق سياسة النأي بالنفس عن حروب المنطقة. ولفت مراقبون أمس ما قاله قائد «الحرس الثوري» في إيران محمد علي جعفري عن «أن نزع سلاح حزب الله غير قابل للتفاوض». مشيراً الى أن الحزب «يجب أن يمتلك أفضل الأسلحة لحماية أمن لبنان. وهذه مسألة غير قابلة للتفاوض».
وبعد التفويض الشعبي الذي حصده الحريري لتحركه أول من أمس، من خلال الحشد الذي أمَّ منزله، اعتبر الاجتماع المشترك لكتلة «المستقبل» النيابية والمكتب السياسي والمكتب التنفيذي لـ «تيار المستقبل» تجاوب الحريري مع تمني الرئيس عون التريث في تقديم الاستقالة، «خطوة حكيمة لأجل المزيد من التشاور».
وقالت مصادر «المستقبل» لـ «الحياة»، إن البيان المشترك لهيئات «تيار المستقبل» يجعل الجميع يقرأون في كتاب واحد مع الحريري في مساعيه.
وعلمت «الحياة» أن الحريري أبلغ قادة تياره ونواب كتلته الذين اجتمعوا برئاسته أمس، ارتياحه إلى علاقته بالرئيس عون، مشيراً إلى أنه «حليف استراتيجي» له، ونقل بعض المجتمعين عنه أنه سيسعى إلى تنفيذ ما جاء في بيانه الذي أدلى به أول من أمس عند قبوله طلب عون التريث في تقديم الاستقالة، لجهة العمل على تطبيق سياسة النأي بالنفس عن النزاعات الإقليمية، فعلاً لا قولاً، وعلى الالتزام بتطبيق اتفاق الطائف. وشدد البيان الصادر عن الاجتماع المشترك على ذلك أيضاً، وعلى «التزام الخيارات التي تحمي استقرار البلاد وتجنبها أخطار الانزلاق في الحرائق المشتعلة من حولها».
واستبق الحريري اجتماعه مع قادة تياره وكتلته النيابية بكلمة له في افتتاح مؤتمر اتحاد المصارف العربية قال فيها: «المرحلة التي مرت تشكل صحوة لنا جميعاً لننظر إلى مصلحة لبنان أولاً قبل أن ننظر إلى المشكلات حولنا، فالمشكلات التي تحيط بنا مهمة ولكن لبنان أهم. وعلاقاتنا مع أشقائنا العرب يجب أن تكون الأساس».
وقالت مصادر واسعة الاطلاع على تحرك الحريري لـ «الحياة»، إن فترة التريث التي قررها مع عون سيستغلها من أجل التوصل إلى نتائج عملية في ما يخص المطلوب من لبنان كي يعيد تصويب علاقاته العربية، فإذا لم يجد تجاوباً، لن يبقى رئيساً للحكومة. وأشارت المصادر نفسها إلى أن التفهم العربي الذي أعلن عنه الحريري لتريثه في الاستقالة يشمل التفهم السعودي أيضاً.
ويراهن الحريري، على تحرك الرئيسين عون وبري بالتوازي مع تحركه، «ونحن الثلاثة سنرى مع الأفرقاء السياسيين الآخرين كيف نصل إلى مكان معين، وبرأيي نحن قادرون على أن نصل».
وذكرت مصادر عربية لـ «الحياة» أنه على رغم اعتراض بعض المسؤولين اللبنانيين على قرار وزراء الخارجية العرب الذي وصف «حزب الله» بـ «الإرهابي» وحمّله «مسؤولية دعم الجماعات الإرهابية في الدول العربية بالأسلحة المتطورة والصواريخ الباليستية»، فإن هذا القرار «حرك المياه الراكدة في ما يخص الشكوى المستمرة من سلوك فريق لبناني حيال عدد من الدول العربية، بحيث يفترض بالمسؤولين اللبنانيين أن يسعوا إلى معالجة ذلك». وأشارت المصادر إلى أنه سيتم تفعيل قرار الجامعة في المرحلة المقبلة بدءاً بوقف بث الفضائيات التي تحظى بتمويل إيراني ويحتضن بعضها «حزب الله» في لبنان، على «نايل سات» و «عربسات».
وفيما قالت مصادر مراقبة إن الكرة الآن في ملعب «حزب الله» كي يقدم التزاماً عملياً بالنأي بالنفس عن الحروب الإقليمية، بعد تريث الحريري في استقالته، فإنها اعتبرت أن تجاوب رئيس الحكومة مع طلب عون يفترض أن يحفز الأخير على بذل جهود مع حليفه «حزب الله» كي يبدي بدوره تجاوباً يغني لبنان عن مزيد من التأزم في علاقاته العربية، وأن ما سلّفه عون للحزب بدفاعه عنه يفترض أن يضعه في موقع قادر على مطالبته بأن يراعي مصالح لبنان العربية. ورأت أن الساحة الرئيسة التي على الحزب أن يُظهر فيها إيجابية هي اليمن، بدءاً بوقف الحرب الإعلامية على دول الخليج والمملكة العربية السعودية، وصولاً إلى وقف دعمه الحوثيين في تصعيدهم العسكري. وأملت المصادر بأن يكون تعاطي الحزب الهادئ مع استقالة الحريري ثم إعلان كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية أمس، أن «عودة الحريري إلى البلاد والتصريحات الإيجابية التي صدرت عنه، والمسار الإيجابي الذي تسلكه المساعي والمشاورات، تبشر بإمكان عودة الأمور إلى طبيعتها»، مقدمةً لتجاوب مع طلب النأي بالنفس.
وكان الحريري تلقى برقية من الرئيس الأميركي دونالد ترامب شددت على أن «الولايات المتحدة ستواصل دعم جهود لبنان لحماية استقراره واستقلاله وسيادته»، فيما أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للرئيس عون، أن «استقرار لبنان يشكِّل أولوية فرنسية، وهو هدف سام لعمل فرنسا في الشرقين الأدنى والأوسط».
اجتماع لكتلة «المستقبل» والتيار برئاسة الحريري اعتبر الاجتماع المشترك لكتلة «المستقبل» النيابية والمكتب السياسي والمكتب التنفيذي لـ «تيار المستقبل»، «تجاوب الرئيس سعد الحريري مع تمني رئيس الجمهورية ميشال عون التريث في تقديم الاستقالة، خطوة حكيمة لأجل المزيد من التشاور، حول الأسباب والخلفيات، وإعادة الاعتبار إلى مفهوم إعادة النأي بالنفس عن الحروب والصراعات المحيطة، والامتناع عن كل ما يسيء إلى علاقات لبنان باشقائه العرب، ورفض تدخل أي جهة لبنانية أو إقليمية في الشؤون الداخلية للبلدان العربية».
وكان الاجتماع المشترك الذي عقد برئاسة الرئيس الحريري في «بيت الوسط»، خصص للاطلاع منه على التطورات السياسية، محلياً وإقليمياً، وتقويمه لمستجدات المرحلة وكيفية مقاربتها والتعامل معها. وتوجه المجتمعون من اللبنانيين بالتهنئة لمناسبة عيد الاستقلال، وأكدوا مفهوم الشرعية الوطنية «التي تتمثل بالدولة اللبنانية وبالجيش والمؤسسات الأمنية الشرعية في هذه المناسبة»، واستذكروا «الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن لبنان وعن حريته واستقلاله وقراره الوطني الحر».
وعبر الاجتماع، وفق بيان تلاه نائب رئيس التيار النائب السابق باسم السبع، عن ارتياحه التام إلى «عودة الرئيس الحريري إلى موقعه الطبيعي في قيادة المسيرة السياسية والوطنية»، ورأى في التحرك الذي سعى ويسعى إليه «التزاماً مسؤولاً بالخيارات التي تحمي استقرار البلاد، وتجنبه أخطار الانزلاق في الحرائق المشتعلة من حوله».
وتوجه الاجتماع بـ «أنبل مشاعر الامتنان والتقدير للحشود الشعبية التي تقاطرت من كل لبنان إلى بيت الوسط، حاملة رايات الوفاء للرئيس الحريري، لتجدد الثقة بقيادته وخياراته وسلامة التوجهات التي يقوم بها، في سبيل استقرار لبنان وحماية عروبته، وتأكيد التزام اتفاق الطائف».
وإذ اشار البيان إلى أن «جمهور تيار المستقبل قدم مشهداً وطنياً راقياً ورائعاً، في الوفاء لزعامته وفي تأكيد التفويض لدورها ومكانتها في الشراكة الوطنية، وفي حماية لبنان من الاخطار المحدقة وتقديم المصلحة اللبنانية العليا على مصالح الآخرين»، لفت إلى «أنه زمن التيار الأزرق الذي ينتفض مجددا دفاعا عن استقرار لبنان وسلامة العيش المشترك بين أبنائه، وتحصيناً لعروبته في وجه المتطاولين عليها».
وفي «بيت الوسط» عرض الحريري مع السفير الفرنسي لدى لبنان برنار فوشيه الأوضاع العامة والتطورات المحلية والإقليمية والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وكان رئيس الحكومة ألقى كلمة خلال رعايته افتتاح أعمال المؤتمر المصرفي العربي السنوي لعام 2017، قبل ظهر أمس في فندق فينيسيا، بدعوة من اتحاد المصارف العربية، قال فيها: «كما الشهيد رفيق الحريري، يسرني أن أكون معكم لنعود ونثبت الثقة بلبنان، وأشكر مشاعر الجميع وأؤكد لكم أننا في لبنان، همنا الأساس هو الاستقرار وهذا ما سنعمل عليه».
وأضاف: «صحيح أن لبنان بلد صغير، ولكننا نحن اللبنانيين عنيدون، وأينما يكون اللبناني في العالم تجده يقف على رجليه، ونحن يجب أن نقف على قدمينا في بلدنا لبنان ونتكاتف جميعا لمصلحته».
وتابع: « المرحلة التي مرت تشكل صحوة لنا جميعاً لننظر إلى مصلحة لبنان أولا قبل أن ننظر إلى المشكلات حولنا. وعلاقاتنا مع أشقائنا العرب يجب أن تكون الأساس، وعلينا أن نبحث في كل الوسائل لنتمكن من الوصول لأن يكون للبنان نأي حقيقي وصريح بالنفس وليس بالقول فقط ولكن بالفعل أيضاً».
وتوجه إلى اتحاد المصارف، قائلاً: «رأيتم المصاعب التي مررنا بها، ليس فقط خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، ولكن أيضاً خلال السنين الأخيرة. وهنا أشيد بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي استطاع، في المراحل التي اختلفنا فيها نحن السياسيين، أن يحصن الليرة، لذلك نشكره على حكمته. إننا مستمرون بهذا المشوار الذي بدأه رفيق الحريري، من نهوض اقتصادي وتثبيت للاستقرار، ولن نتخلى عن هذا الطريق». لقاء بري - الحريري وكان الحريري زار مساء اول من امس مقر الرئاسة الثانية، يرافقه مدير مكتبه نادر الحريري، واجتمع مع رئيس المجلس النياب نبيه بري في حضور وزير المال علي حسن خليل، وقال: «تكلمنا في موضوع التشاور الذي سنقوم به، أكان أنا أم هو، حول موضوع النأي بالنفس، والمبدأ الأساس له أن نجنب لبنان أية مصاعب. عندما التقيت رئيس الجمهورية شرحت له أسباب ما حصل وخلفيته، وما يهمني أن نتطلع إلى مصلحة لبنان فقط. نحن في منطقة مشتعلة وهناك أمور يجب أن نبتعد عنها، وأنا أتكلم عن كل الأفرقاء السياسيين، يعني أن النأي بالنفس يجب أن يكون على الجميع وليس على فريق واحد، وهذا الأمر يحصن علاقاتنا مع أشقائنا العرب ويضع لبنان في الموقع الذي يستطيع فيه أن يكون لديه حوار واضح مع الجميع، وبخاصة في الخلافات الإقليمية، لا سيما أننا بلد صغير ولا دخل لنا بكل هذه الخلافات، وبالتالي نجنب لبنان مشاكل أكبر بكثير من حجمه».
وأكد أن «الرئيس بري أبدى إيجابية كبيرة كعادته، وسنعمل جميعا على هذا الأساس، استــمهلني رئيس الجمهورية في ما يخص الإســـتقالة وأنا أريد أن أنظر إلى الشيء الإيجابي وعلينا أن نعرف أننا لا نعيش وحدنا في هذه المنطقة. لذلك أتمنى على الجميع عندما نتنـــاول هذا الموضوع أن نتــناوله بالشق الإيجابي وليس على أســـاس فريق يربح على فريق آخر، وفريقي السياسي أيضاً عليه أن يقوم بالنأي بالنفس الفعلي أكان إعلاميا أو عمليا وفي كل الأمور، وعلينا أن ننأى بنفسنا لمصلحة البلد».
وردا على سؤال قال: «أنا تريثت لأن الرئيس طلب مني ذلك، ولأنني وجدت من الأفرقاء السياسيين أن هناك إيجابية بالحوار وبالتشاور بأن تكون هناك مواقف إيجابية. وما يهمني هو أن لا يكون النأي بالنفس كلمة، بل أن يكون فعلاً وعملا لنجنب لبنان أية مشكلات».
قيل له:»هل يمكن للرئيس بري أن يتوسط مع حزب الله في هذا الأمر؟» أجاب: «لا شك في أنه بتاريخ علاقتي مع الرئيس بري، كانت دائماً العلاقة إيجابية وبناءة، قد نكون اختلفنا أحياناً في أمكنة معينة ولكن حتى الخلافات التي حصلت بيننا لم تذهب إلى خلافات جذرية، نختلف ولكن نتفق في النهاية على مصلحة البلد للجميع».
وعن اجتماع الحكومة، أجاب: «أريد أن أركز على المشاورات وهناك بريد كبير لدي تراكم خلال هذه الفترة ومن الصباح سأبدأ بتوقيعه. ليس مهماً في السراي أم في منزلي».
وفي شأن المهلة الزمنية لفترة التريث، أجاب: «أعطيت رئيس الجمهورية الحرية بأن يتحرك هو وكذلك الرئيس بري وأنا، نحن الثلاثة سنرى مع الأفرقاء السياسيين الآخرين كيف نصل إلى مكان معين. وبرأيي إننا قادرون على أن نصل، وبرأيي ان الأشقاء العرب يفهمون موقفنا ويعرفون ماذا نحاول أن نفعل أكان بالأمس مع الرئيس عبدالفتاح السيسي أو حتى في المملكة العربية السعودية وأيضاً دولة الإمارات العربية المتحدة، الأمر كان إيجابياً في ما خص النأي بالنفس. هناك اتجاه لدعم طريقة العمل التي نقوم بها. وأيضاً الرئيس الفرنسي (إيمانويل ماكرون) الذي يتابع هذا الموضوع في شكل أساس لاستقرار لبنان».
وعندما قيل له: «خلال المشاورات التي ستجريها هل من معطيات جديدة للتعاطي مع حزب الله؟» أجاب: «نحن الآن في مرحلة تشاور ومرحلة جس نبض، وبرأيي هناك إيجابيات كانت كبيرة جداً في الحكومة، ونحن نريد أن نكبرها أكثر. يعني أصبحنا في مكان حساس ويجب علينا أن نحل هذا الموضوع في شكل إيجابي». ترامب للحريري: سنواصل دعم لبنان لحماية استقراره تلقى رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري رسالة تهنئة أمس، من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لمناسبة عيد الاستقلال، أعرب فيها عن «تقدير الولايات المتحدة للعلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين في مختلف المجالات السياسية والإقتصادية والثقافية»، لافتاً إلى أن «لبنان كان شريكاً قوياً للولايات المتحدة في مواجهة الإرهاب والتطرّف العنيف». وأكد وفق المكتب الإعلامي للحريري، «وقوف بلاده بثبات مع لبنان»، مشدداً على أن «الولايات المتحدة ستواصل دعم جهود لبنان لحماية استقراره واستقلاله وسيادته».
وكان وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون قال في بيان أول من أمس إن «الولايات المتحدة تتطلَّع إلى تعزيز صداقتها وتعاونها مع لبنان في الوقت الذي نعمل فيه سوية لتحقيق أهدافنا المشتركة ودعم سيادة لبنان واستقراره واستقلاله». وجدد تأكيد «دعمنا لمؤسسات الدولة اللبنانية»، مثمناً «شراكتنا الوثيقة في التصدي للتحديات الإقليمية المشتركة،، لا سيما مكافحة الإرهاب». وشدد على أن «التزامنا الدائم تجاه الشعب اللبناني سيبقى قوياً، فيما يعمل لبنان على تحقيق تطلعات جميع اللبنانيين لمستقبل مزدهر وآمن». وهنّأ تيلرسون «شعب لبنان في مناسبة ذكرى الاستقلال».
ورحَّبت الولايات المتحدة، وفق مسؤول في وزارة الخارجية (رويترز) بـ «عودة الرئيس الحريري إلى بلاده»، لافتة إلى أن «واشنطن متفائلة أيضا بالمناقشات التي أجراها الحريري مع الرئيس اللبناني ميشال عون وبيانه الذي يؤكد مجدداً التزامه استقرار لبنان».
وأجرى الحريري اتصالاً هاتفياً بأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح «للاطمئنان إلى صحته بعد الفحوص الطبية التي أجريت له. وكان الاتصال مناسبة لتأكيد العلاقات الثنائية الأخوية بين الدولتين»، وفق المكتب الإعلامي للحريري.
وتلقى الحريري اتصالاً هاتفياً من نائب رئيس الجمهورية العراقية أياد علاوي الذي هنأه بـ «سلامة العودة إلى لبنان». وأشاد بـ «جهود الرئيس الحريري للحفاظ على استقرار لبنان والنأي به عن الصراعات الإقليمية». |