استكملت القوات النظامية السورية وحلفاؤها عملية تثبيت سيطرتها على مدينة البوكمال، على الحدود السورية– العراقية، والواقعة غرب نهر الفرات، بريف دير الزور الشرقي، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على تمكنها من طرد «داعش» من المدينة الأخيرة له في سورية، والتي كانت المعقل الأكبر له من بين ما تبقى للتنظيم من الأراضي السورية. ووسط عمليات القوات النظامية، يدافع «داعش» عن آخر البلدات والقرى له في الـ19 في المئة الأخيرة له من محافظة دير الزور.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن عملية السيطرة على البوكمال، تمت بمشاركة قوات النظام وبقيادة فعلية من قائد «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، الذي عبر الحدود البرية السورية– العراقية، قادماً من الأراضي العراقية لقيادة معارك البوكمال.
ونشر «الإعلام الحربي» التابع لـ «حزب الله» اللبناني شريط فيديو يظهر سليماني وهو يتجول في البوكمال بريف دير الزور الجنوبي الشرقي بعد تحريرها من «داعش».
واستمرت الاشتباكات العنيفة على محاور بريف دير الزور الشرقي، بين قوات النظام و «داعش». وعلم «المرصد السوري» أن قوات العميد سهيل الحسن تمكنت من التقدم والسيطرة على قرية الكشمة الواقعة بين صبيخان والدوير، حيث تترافق الاشتباكات مع تمهيد صاروخي مكثف. وأفاد «الإعلام الحربي» من جانبه، في تغريدة نشرها على حسابه في «تويتر»، إن الجيش السوري وحلفاؤه حرروا البوكمال في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي بشكل كامل، ويتابعون تطهير المناطق المحيطة بها من عناصر التنظيم.
وأفاد «المرصد» أن القوات النظامية ثبتت السيطرة عليها أمس بعد استكمال عمليات تمشيط المدينة والتأكد من خلوها من عناصر التنظيم، فيما أسفرت المعارك العنيفة عن مقتل العشرات من الطرفين، وإصابة عشرات آخرين بجراح متفاوتة الخطورة، إذ ارتفع إلى 82 على الأقل عدد عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها ممن قتلوا في معركة البوكمال الثانية التي انطلقت يوم الخميس الماضي، بينهم 28 عنصراً من الجنسية السورية، و15 من عناصر «حزب الله»، في حين أن بقية العناصر هم من «الحشد الشعبي» العراقي و «الحرس الثوري الإيراني»، من ضمنهم ضابط كبير في الحرس الثوري. كما أصيب عشرات آخرون بجراح متفاوتة الخطورة، بينما وردت معلومات مؤكدة للمرصد السوري عن مقتل 30 آخرين على الأقل من «الحشد الشعبي» خلال معارك في محيط مدينة البوكمال. ولا تزال هناك معلومات عن عناصر آخرين قتلوا في الاشتباكات ذاتها. كذلك وثق «المرصد السوري» مقتل أكثر من 70 من عناصر تنظيم «داعش» من جنسيات سورية وغير سورية، بينهم ما لا يقل عن 14 عنصراً فجروا أنفسهم بأحزمة ناسفة وآليات مفخخة خلال المعارك التي حصلت في المدينة، كما أصيب عشرات آخرون بجراح متفاوتة الخطورة خلال الاشتباكات.
إلى ذلك، فقدت القوات النظامية الاتصال بمجموعة من «الحرس الجمهوري»، القوة الأساسية للنظام في معارك «إدارة المركبات» في حرستا بريف دمشق.
وذكرت صفحة «عرين الحرس الجمهوري» على «فيس بوك» أن قوات النظام «فقدت الاتصال مع إحدى المجموعات القتالية داخل إدارة المركبات». وأكدت الصفحة أنه «لا معلومات عن مصير المقاتلين».
وأفادت مصادر متطابقة في ريف دمشق بأن مجموعة من عناصر قوات النظام قتلوا أمس، خلال محاولات اقتحام في المنطقة.
ولا تتحدث القوات النظامية عن معارك «إدارة المركبات»، والتي بدأتها «حركة أحرار الشام» الثلثاء الماضي، واستطاعت السيطرة على مساحات واسعة من الثكنة العسكرية. وتحاول قوات النظام والمعارضة التقدم في الإدارة. وقتل أكثر من عشرة عناصر من «الحرس الجمهوري» خلال العمليات. وكان النظام استقدم تعزيزات من «الحرس الجمهوري» إلى منطقة الإدارة. وسيطرت فصائل المعارضة على أجزاء واسعة من «إدارة المركبات»، خلال المعارك المستمرة منذ الثلثاء الماضي، بينما بقي «المعهد الفني» تحت سيطرة قوات النظام.
ووفق خريطة السيطرة الميدانية، يجب أن ترتبط السيطرة على إدارة المركبات، بالسيطرة على حي العجمي والحدائق وحي الجسرين، وإرجاع نفوذ القوات النظامية إلى المنطقة التي تلي عقدة مواصلات حرستا، إلى جانب السيطرة الكاملة على طريق حرستا- عربين.
وتطل الأحياء المذكورة على الإدارة من الجهة الشمالية الغربية، وتعتبر السيطرة عليها تأميناً نارياً في شكل كامل، بخاصة أن المسافة الفاصلة بين الأحياء والإدارة لا تتعدى مئات الأمتار.
|