طالب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج، خلال لقائه جون سوليفان، نائب وزير الخارجية الأميركي، في تونس بدعم أجهزة الدولة المعنية بمحاربة الإرهاب، وتأمين تسليح نوعي لها من أجل رفع كفاءتها وقدراتها على ملاحقة فلول الإرهابيين».
وشكر السراج خلال اللقاء الذي حضره السفير الأميركي لدى ليبيا بيتر بودي، إدارة الرئيس دونالد ترامب على دعمها حكومة الوفاق ومسار التوافق، وتقديمها مساعدة عملية فاعلة في المسار السياسي والأمني للقضاء على بؤر الإرهاب في ليبيا، خصوصاً في سرت ومناطق أخرى، علماً أن عضو مجلس النواب علي التكالي كان ندد بشن طائرات أميركية غارات جوية على مواقع لتنظيم «داعش» في الصحراء الغربية الجمعة الماضي، معتبراً أن ليبيا بلد «مباح منذ العام 2011».
وأكد السراج أهمية الاستعداد منذ الآن لتنظيم انتخابات واستفتاء على الدستور، مطالباً بمساهمة المنظمات الدولية والإقليمية في الإشراف على الاستحقاق الديموقراطي ومراقبته.
وتناولت المحادثات وسائل تنمية العلاقات الاقتصادية وتطويرها، وخيارات تحريك عجلة الاقتصاد الليبي في مجالات متنوعة، واستقطاب شركات الاستثمار الأميركية في عمليات الإعمار، وتجديد البنية التحتية والمرافق العامة في مختلف المناطق، إضافة إلى الاستثمارات في قطاع النفط.
وأكد سوليفان دعم بلاده حكومة السراج، والجهد التي تبذله لتحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا، وحزمها في مواجهة الإرهاب.
وكرر موقف واشنطن من أن المجتمع الدولي «سيعمل ضد كل من يزعزع الاستقرار في ليبيا، والتشديد على ضرورة محاسبة معرقلي العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، وتوجيه رسالة حازمة لأولئك الذين يدّعون أن العملية السياسية تنتهي في كانون الأول (ديسمبر) المقبل.
وأشار سوليفان إلى أن الاتفاق السياسي «هو الإطار الوحيد الذي يسمح بإنجاز العملية السياسية في ليبيا»، مجدداً تأييد بلاده جهود الأمم المتحدة ومبعوثها إلى ليبيا غسان سلامة، ودعمها مبادرته لحل الأزمة، وصولاً إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.
وفي محادثات مع السفير الجزائري في واشنطن مجيد بوقرة سبقت انعقاد اجتماع وزاري أفريقي– أميركي في واشنطن، أمل دايفيد ساترفيلد، مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، بانضمام أطراف ليبية أخرى إلى الجهود التي تبذلها الجزائر وواشنطن من أجل التوصل إلى تسوية عبر التفاوض.
وقال: «نرى أن العمل الذي تنفذه الجزائر مع دول الجوار وأطراف فاعلة أخرى، سيُساهم في تحقيق هذا الهدف»، مؤكداً دعم البلدين بالكامل الجهود التي يبذلها مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا.
وشدد السفير الجزائري على أن بلاده «تعد أوثق حليف بالنسبة للولايات المتحدة في المنطقة، ونستطيع من موقعنا ودورنا ونفوذنا المساعدة في تسوية الأزمات الإقليمية، وفي تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف».
وأوضح بوقرة أن المحادثات تناولت أيضاً الوضع في الساحل الأفريقي والجهود المنتظرة من الولايات المتحدة لدعم تنفيذ اتفاق السلام في مالي، والمنبثق من مسار الجزائر، خصوصاً الدور الذي قد يلعبه معهد كارتر في هذا الشأن.
ومع تعثر الحلول السياسية في ليبيا وتزايد استغلال الجماعات الإرهابية الفراغ الأمني، تحاول واشنطن إقناع الجزائر بقبول اقتراح قيادتها قوة متعددة الجنسيات للتدخل عسكرياً في ليبيا. وشكلت هذه المسألة محور محادثات بين مسؤولين أميركيين وجزائريين الشهر الماضي. |