الأثنين ٢٥ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تشرين الثاني ٢٠, ٢٠١٧
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
العرب يرفعون السقف ضد إيران و"حزب الله الإرهابي"... الآليات الدولية هي الحل
القاهرة-ياسر خليل
رفع مجلس وزراء الخارجية العرب السقف ضد إيران و"حزب الله"، مديناً "التدخل السافر" لطهران في شؤون المنطقة وواصفاً "حزب الله"” بـ”الارهابي”، ومحملاً اياه مسؤوليّة دعم مجموعات "ارهابيّة" بالسلاح المتطوّر. ودان اطلاق صاروخ من اليمن في اتجاه العاصمة السعوديّة الرياض، واعتبار ذلك تهديداً للامن القومي العربي، مبرزاً حق السعوديّة في الدفاع عن اراضيها. 

ونص البيان الختامي على "تحميل حزب الله اللبناني الارهابي -الشريك في الحكومة اللبنانية- مسؤولية دعم الارهاب والجماعات الارهابية في الدول العربية بالاسلحة المتطورة والصواريخ الباليستية، والتاكيد على ضرورة توقفه عن نشر التطرف والطائفية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول وعدم تقديم اي دعم للارهاب والارهابيين في محيطه الاقليمي". 

وأبدى لبنان تحفظه على هذه الفقرة. ونص التحفظ الذي ورد في هوامش البيان الختامي: "لا يمكن الموافقة على الأمر كونه خارج تصنيف الأمم المتحدة وغير متوافق مع المعاهدة العربية لمكافحة الإرهاب خاصة من حيث التمييز بين المقاومة والإرهاب كون حزب الله يمثل مكوناً أساسياً في لبنان، وشريحة واسعة من اللبنانيين ولديه كتلة نيابية ووزارية وازنة في المؤسسات الدستورية اللبنانية". وأضاف الموقف اللبناني: " ونوافق على باقي البنود في القرار بالرغم من ملامسة بعضها لقرار النأي بالنفس في الحكومة اللبنانية وندين أي تدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية، ونؤكد على موقف الحكومة اللبنانية على النأي بلبنان وقد طالبنا بحذف كل ما يتعلق بحزب الله لكي تتم الموافقة على كافة بنود القرار دون تحفظ".

ومع اعلان الامين العام للجامعة أحمد أبو الغيط أن الجامعة لن تعلن الحرب على إيران  في المرحلة الراهنة، لم يستبعد اللجوء إلى مجلس الأمن كخطوة مقبلة لمواجهة التدخلات الإيرانية. 

توافق وتباينات

وجاء الاجتماع غير العادي الذي عقدته جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، اليوم الأحد، في القاهرة، في وقت تتفق فيه معظم البلدان العربية على خطورة التدخلات الإيرانية في منطقتها، وإن كانت تتباين في رؤيتها لسبل التصدي لتلك التدخلات. هذا التوافق هو ما شكل شبه إجماع عربي على ضرورة التصدي لإيران، وسط إشارات لضرورة اللجوء الآليات الدولية للضغط على طهران.

وجسدت الأرقام التي أشار إليها وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، جانبا جليا من انتهاكات إيران ضد المملكة، التي طالبت بعقد الاجتماع، بعد أن دخلت التعديات الإيرانية طورا جديدا باستهداف الرياض بصاروخ بالستي، وتفجير خط أنابيب في البحرين.

 ولفت الجبير إلى أن جماعة "الحوثي" اليمنية المدعومة من إيران، أطلقت على المدن الحدودية السعودية "66092 قذيفة، و80 صاروخا بالستيا، وأودت بـ95 مدنيا، وأسقطت 828 جريحا، وتسببت في نزوج أكثر من 20 مواطن".

ونشرت السفيرة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الإعلام بالجامعة العربية، على صفحتها بموقع تويتر انفوغراف يتضمن تفاصيل الاعتداءات الإيرانية بالأرقام والتفاصيل.

ثلاثة مواقف

ورغم هذه الاعتداءات الواضحة، التي يرى سياسيون ومحللون أنها يجب أن تدفع نحو رؤية عربية موحدة في التعامل مع التهديدات الإيرانية، يقول الدكتور معتز سلامة، رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية، ومدير برنامج الخليج العربي بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، إن "هناك ثلاثة مواقف عربية تجاه طهران.

الموقف الأول: تتبناه السعودية والإمارات والبحرين، وهي دول متفقة في صياغة مستقبل العلاقة مع إيران، وتنطلق من أن إيران دولة تتبنى سياسات عدائية تجاه الخليج، والمنطقة العربية، وبالتالي لا مهادنة مع السلطة الإيرانية، التي تتبنى سياسة التدخل في شؤون الدول العربية، وتدخلات الحرس الثوري، والأفكار المتشددة للولي الفقيه، والمرشد الإيراني.

الموقف الثاني: هو لدول لا تتخذ موقفا متشددا من إيران، وهي سلطنة عمان، ولبنان، وسوريا.

الموقف الثالث: وهو الذي تنضوي تحته أغلب البلدان العربية، ومنها مصر والكويت، وهي بلدان لا تريد الصدام مع الجمهورية الاسلامية، لكنها تتفق مع أشقائها في خطورتها، ومع هذا تضع في حسبانها أن إيران دولة كبيرة في المنطقة، تجمعها بها مصالح متبادلة، وعلاقات جوار، وحضارة، ولكنها في نفس الوقت ليست متوائمة مع السياسات الإيرانية، وفي ذات الوقت لا تميل إلى أي مواجهات عسكرية مع إيران".

وحول مدى مساندة البلدان العربية لمعركة دبلوماسية أممية تقودها السعودية ضد إيران، خاصة في ظل خزلان أغلب الدول العربية للمملكة في محاولتها الأخيرة لإدانة طهران بانتهاكات حقوق الإنسان أمام اللجنة الثالثة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أشار الخبير البارز إلى أن "امتناع اغلب الدول العربية عن التصويت جاء نتيجة لأن حقوق الإنسان، هو ملف لا يرغبون في فتحه، ولكن إذا جرى تبني قرارات أخرى ضد إيران في مجلس الأمن، مثل إدانة الحرس الثوري، سوف تتضح أن هناك مواقف عربية أخرى".

وأضاف سلامة: "هناك شبه توافق عربي على أن تدخلات إيران لم تعد يمكن السكوت عنها، ليس فقط في سوريا والعراق واليمن، ولكن تخطت ذلك إلى دعم جماعات داخل عدد من الدول، كأن تدعم جماعات شيعية في البحرين، أو في السعودية، أو الكويت، أو تدعم خلايا عنف أو تجسس".

وأعرب عن اعتقاده بأن "هناك فترة ستشهد دوران الموقف العربي في اتفاق حول خلافاته مع إيران، لكن دون اتخاذ خطوات تنفيذية"، لافتا إلى أن "الموقف العربي قد لا يصل إلى اتخاذ قرار بمواجهة مسلحة، لأن هناك حسابات وتعقيدات هائلة في المنطقة، لن تسمح بذلك، ولكن ربما إدانة الحرس الثوري، وإدانة السلوك الإيرانية في المنطقة".

وبشأن ما إذا كانت المجموعة الرباعية ستسعى للحفاظ على لبنان داخل إطار الإجماع العربي خلال معركتها الساخنة مع إيران، قال: "بالنسبة للبنان اعتقد أن الأساس هو حل المسالة اللبنانية الداخلية أولا، وأن تترك الفرصة والوقت الكافي لحل المشكلات الداخلية، وإذا كان هناك ضرورة للضغط على حزب الله، فيفضل أن تكون الضغوط لبنانية، بإشراف عربي، وحسابات عربية، ولكن وفق الصيغة اللبنانية. الدول العربية في حاجة إلى إدارة حوار مع الأطراف الداخلية اللبنانية، حول نمط العلاقة مع حزب الله، ومستقبل سلاح حزب الله، من المهم أن يجرى توافق لبناني بشأنها أولا".

شبه اجماع عربي

قال محمد محسن ابو النور، الخبير المتخصص في الشؤون الإيرانية: "إن السعودية تحاول تشكيل شبه إجماع عربي في مواجهة إيران، وخاصة فيما يخص الشأن اللبناني واليمني، وهما متصلان بشكل كبير. بالنسبة لليمن، فهو البوابة الجنوبية للمنطقة العربية، ويشرف على مضيق باب المندب، وهو المضيق الحيوي في حركة الملاحة من وإلى البحر الأحمر، واغلب النفط الخليجي يمر عبره".

وأضاف أبو النور: "وفقا للرواية السعودية، فإن الذي أمد الحوثيين في اليمن بالمعارف الصاروخية، هم خبراء حزب الله، وكان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، يقول بالنأي بالنفس، ولكن (حزب الله) لم ينأ بالنفس، وتدخل في الملف اليمني، ويعد هذا منبع الخلاف بين قوى 8 آذار و14 آذار في الداخل اللبناني".

ويرى أن "هناك جبهة ممانعة ضد أي شيء مناهض لإيران في الجامعة العربية، وخلال السنوات الأخيرة، كانت هذه الجبهة تتكون من العراق ولبنان وقطر، إذن نحن الآن ربما نكون نظريا أمام 19 دولة مؤيدة و3 دول معارضة، خاصة وأن السودان غير موقفه من إيران مؤخرا، وربما ينضم إلى الخندق المؤيد للملكة، وقد رأينا المساعدات التي تلقىتها الخرطوم من الرياض وأبو ظبي".

وحول القرارات التي تتبناها الجامعة العربية، قال: "ليس أمام الأمير محمد بن سلمان إلا استغلال علاقاته الدولية، وإقناع إحدى الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، بضرورة تقديم مشروع قرار يدين الحوثيين باستخدام الصورايخ البالستية، وهناك تقرير لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) ، نشر الأسبوع الماضي، يقول إن إيران أمدت الحوثيين بالصواريخ عن طريق قاعدة في اريتريا، وتم تصديرها إلى اليمن من خلال قوارب غائصة، وهي تشبه غواصات صغيرة جدا، تحمل قطع الصواريخ، ويتم نقلها إلى صعدا، حيث يوجد خبراء من حزب الله، هم الذين يجمعون هذه الصواريخ، ويتم إطلاقها من خلال عربات إيرانية كانت موجودة من قبل عملية (عاصفة الحزم)".


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
من "ثورة الياسمين" إلى "الخلافة الإسلامية"... محطّات بارزة من الربيع العربي
لودريان: حرب فرنسا ليست مع الإسلام بل ضد الإرهاب والآيديولوجيات المتطرفة
نظرة سوداوية من صندوق النقد لاقتصادات الشرق الأوسط: الخليج الأكثر ضغوطاً... ولبنان ‏الأعلى خطراً
دراسة للإسكوا: 31 مليارديرًا عربيًا يملكون ما يعادل ثروة النصف الأفقر من سكان المنطقة
الوباء يهدد بحرمان 15 مليون طفل شرق أوسطي من الحصول على لقاحات
مقالات ذات صلة
المشرق العربي المتروك من أوباما إلى بايدن - سام منسى
جبهات إيران الأربع والتفاوض مع الأمريكيين
إردوغان بوصفه هديّة ثمينة للقضيّة الأرمنيّة
إيران أو تحويل القضيّة فخّاً لصاحبها - حازم صاغية
عن تسامح الأوروبيين ودساتيرهم العلمانية الضامنة للحريات - عمرو حمزاوي
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة