الخميس ٢٨ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: كانون الأول ٣١, ٢٠١٦
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
سوريا
اشتباكات وغارات تزعزع هدنة سوريا ومشروع روسي لدعمها في مجلس الامن
ألقت اشتباكات وقصف وغارات جوية في غرب سوريا بظلالها على وقف النار الذي تسانده روسيا وتركيا والهادف الى إنهاء الحرب المستمرة منذ قرابة ست سنوات والتمهيد لمحادثات سلام بين مقاتلي المعارضة والحكومة التي اكتسبت جرأة بعد نجاحات حققتها أخيراً في ساحة المعركة.

وبدأ سريان الهدنة منتصف الليل، لكن مراقبين ومقاتلين من المعارضة قالوا إن اشتباكات سجلت بعيد بدء الهدنة وبدا أن العنف يتصاعد في وقت لاحق أمس، فيما قصفت طائرات مناطق في شمال غرب البلاد.

وقال المسؤول السياسي في "الجيش السوري الحر" أسعد حنا إن العنف تراجع لكنه لم يتوقف. وأضاف :‭‭"‬‬لا يمكننا أن نشعر بالتفاؤل حيال أشخاص أمثال الروس الذين اعتادوا قتلنا ست سنوات... لكننا سعداء لأننا قللنا العنف ونعمل من أجل التوصل إلى حل للوضع الحالي".

وهدف وقف النار أن يكون خطوة أولى نحو محادثات سلام جديدة بعدما فشلت مساع دولية هذه السنة في وقف الصراع الذي بدأ كانتفاضة سلمية وانزلق إلى حرب أهلية 2011.
وموسكو حريصة على دفع محادثات للسلام تستضيفها حليفتها قازاخستان. لكن التحدي الأول سيكون الحفاظ على الهدنة التي بدت مزعزعة على نحو متزايد أمس.

مقاتلات وطائرات هليكوبتر
وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الذي يتخذ لندن مقراً له، إن مقاتلات سورية نفذت نحو 20 غارة على مقاتلي المعارضة في بضع بلدات على الحدود بين محافظتي إدلب وحماه، كما دارت اشتباكات بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية وحلفائها ليل الخميس في المنطقة. وأضاف أن طائرات حربية وطائرات هليكوبتر قصفت أيضاً أهدافاً في وادي بردى الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة شمال غرب دمشق حيث اشتبكت قوات الحكومة السورية وحلفاؤها مع مقاتلي المعارضة.

ونفى الإعلام الحربي لـ"حزب الله" اللبناني أن تكون الحكومة السورية شنت أي غارات جوية في المنطقة.
وقال مسؤول من "حركة نور الدين زنكي" المعارضة إن قوات الحكومة حاولت أيضا التقدم في جنوب محافظة حلب. وأكد أن السكان في بضع مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة بينها بلدات ومدن في محافظة إدلب استغلوا الهدوء النسبي لتنظيم احتجاجات في الشوارع ضد الحكومة السورية.

واعلنت وزارة الدفاع الروسية أن جماعات من المعارضة السورية وقعت الاتفاق.
وقال حنا في وقت متقدم أمس إن مقاتلي المعارضة لا يردون حتى الآن على هجمات تشنها قوات موالية للحكومة وطلبوا من تركيا أن تضمن وقف الهجمات.

وقال المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فيتالي تشوركين إن موسكو وزعت مشروع قرار في مجلس الأمن لدعم اتفاق وقف النار، آملاً في أن يصوت عليه المجلس اليوم.
ويتعين صمود وقف النار كي يتسنى إجراء محادثات السلام.

"فتح الشام"
وانتقد ناطق باسم "جبهة فتح الشام" ("جبهة النصرة" سابقاً) اتفاق وقف النار. وقال إن الحل السياسي في ظل هذا الاتفاق "يثًبت أركان النظام". ونددت بالاتفاق لعدم تطرقه إلى مصير الرئيس السوري بشار الأسد.
وخلصت الى ان "الحل هو بإسقاط النظام المجرم عسكرياً".
الى ذلك، اعلنت "حركة أحرار الشام الاسلامية" إنها لم توقع اتفاق وقف النار وإن لديها "تحفظات" ستوضحها في الوقت المناسب.

غارات روسية
وتلا الاتفاق تحسّن العلاقات بين روسيا وتركيا.
واكتسبت المحادثات في شأن الهدنة الجديدة قوة دافعة بعدما قالت روسيا وإيران وتركيا الأسبوع الماضي إنها مستعدة لدعم اتفاق للسلام وتبنت إعلاناً يحدد مبادئ الاتفاق.

وفي علامة على الوفاق بين البلدين قالت القوات المسلحة التركية أمس، إن الطيران الروسي شن ثلاث غارات جوية على "داعش" في منطقة الباب بشمال سوريا مما أسفر عن مقتل 12 متشددا.
وتدعم أنقرة مقاتلي المعارضة الذين يحاربون "داعش" التي يعاديها جميع أطراف الصراع.

وعلى رغم أن تركيا راع مهم للمعارضة المسلحة، إلا أن إطاحة الأسد باتت هدفاً ثانوياً مقارنة بالتصدي لتوسع النفوذ الكردي في شمال سوريا. وتبدو احتمالات نجاح معارضي الرئيس السوري في إطاحته الآن أضعف منها في أي مرحلة أخرى من الحرب.

والمطالبة التركية بمغادرة مقاتلي "حزب الله" اللبناني سوريا قد لا ترضي إيران وهي داعم رئيسي آخر للأسد.
وقال مسؤول كبير في "حزب الله" الخميس إن الجناح العسكري للحزب سيبقى في سوريا.
وأفاد مسؤولون أن استبعاد واشنطن يعكس تنامي إحباط تركيا وروسيا من سياسة الولايات المتحدة حيال سوريا.

واتفاق وقف النار الذي جاء في الأسابيع الأخيرة لإدارة الرئيس باراك أوباما هو المبادرة الديبلوماسية الدولية الكبيرة الاولى في الشرق الأوسط لا تشمل الولايات المتحدة منذ عقود.
وقالت روسيا إن الولايات المتحدة قد تنضم إلى عملية جديدة للسلام فور تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب السلطة في 20 كانون الثاني. وعبًرت أيضا عن رغبتها في انضمام مصر والسعودية وقطر والعراق والأردن والأمم المتحدة.

وقال ترامب إنه سيتعاون بصورة أوثق مع روسيا لمحاربة الإرهاب، ولكن لم يتضح الشكل الذي ستتخذه تلك السياسة نظراً إلى مقاومة "البنتاغون" وأجهزة الاستخبارات الأميركية لتوثيق التعاون مع روسيا في شأن سوريا.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة