الأثنين ٢٥ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: كانون الأول ٢٧, ٢٠١٦
المصدر : جريدة الحياة
العراق
السعودية تندد بـ«الحشد الشعبي»: طائفي يقوده قاسم سليماني
هاجم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير «الحشد الشعبي» في العراق لأنه تنظيم «طائفي يقوده قاسم سليماني»، فيما تجرى مفاوضات مع القوى السياسية في بغداد كي يشارك «الحشد» في معركة الموصل التي أعلن قائد أميركي بدء مرحلتها الثانية خلال أيام.

وجاء كلام الجبير خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني ناصر جودة، الذي سلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز دعوة من الملك عبدالله الثاني لحضور القمة العربية التي ستعقد في عمان في آذار (مارس) المقبل. وقال إن «الحشد الشعبي يقوده ضباط إيرانيون على رأسهم قاسم سليماني، ومن المهم أن نؤيد الأشقاء في العراق في مواجهة الإرهاب، وداعش بالذات، ولكن أيضاً نؤيد وحدة العراق واستقلاله وعروبته، ونحن ندعم كل الفئات ولا نفرق بين طائفة وأخرى، وهذا ما نتمنى أن تكونه سياسة العراق».

وشدد، رداً على سؤال عن خطر الإرهاب الذي يشكل هاجساً مشتركاً بين السعودية والأردن، وعن تزايد المنظمات الإرهابية على الحدود العراقية، على أن «المملكة والأردن عانتا من آفة الإرهاب، وآخرها الأحداث في الكرك، والمملكة عبرت عن وقوفها إلى جانب الأشقاء، وعن دعمها جهودهم في هذا المجال»، مبيناً أن التعاون بين البلدين «قائم منذ سنوات طويلة للقضاء على هذه الآفة، ومحاربة الفكر المؤذي المتطرف. والجهود مستمرة في هذا الشأن». وأضاف: «في ما يتعلق بما يحدث عند الحدود العراقية، فإن البلدين (السعودية والأردن) حريصان على متابعة أي خطر قد يظهر في أي مكان لأن التصدي للإرهاب واجب، والمعلومة قد تكون أهم شيء في مواجهته، إذا كانت صحيحة واتخذ بموجبها قرار».

من جهة أخرى، أصبح خيار توسيع المشاركة الأميركية في معركة الموصل مطروحاً بقوة، خصوصاً بعد تعثر العمليات للسيطرة على شرق المدينة.

وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، خلال مؤتمر صحافي مع الزعيم الديني مقتدى الصدر، إن «قواتنا تتقدم بشكل ثابت وهناك تعاون كبير من الأهالي، ونسعى بكل جهدنا إلى تقليل الخسائر بين المدنيين».

وأعلن الكولونيل ستيوارت جيمس (رويترز) استئناف الهجوم على «داعش» في الأيام المقبلة في إطار مرحلة جديدة من الحملة المستمرة منذ شهرين، مؤكداً نشر قوات أميركية قرب جبهة القتال. وأضاف: «نحن نستعد فعلاً للمرحلة الثانية من الهجوم مع بدء التوغل شرقاً، وننشر القوات والعتاد»، ما يعني جنود المشاة الأميركيين.

ووصلت تعزيزات عسكرية جديدة الى شرق الموصل للمرة الأولى منذ انطلاق المعركة في 17 تشرين الأول (أكتوبر)، بينما تجرى محادثات بين الأطراف العراقية لإشراك «الحشد الشعبي» والشرطة الاتحادية في هذا المحور الصعب من المدينة، إذ يبدي «داعش» مقاومة عنيفة، على خلاف كل التوقعات بانهياره خلال أسابيع من القتال.

وقال ضابط كبير في الجيش العراقي لـ «الحياة»، إن تعزيزات من الجيش والشرطة الاتحادية وصلت إلى مشارف الضواحي الشرقية للمدينة لدعم القوات المنتشرة في 40 منطقة وتواجه هجمات من التنظيم.

وأضاف أن قوات مكافحة الإرهاب استكملت إعادة تنظيم صفوفها بعدما خاضت حرب شوارع طوال الشهر الماضي، وهي على وشك شن هجوم واسع، بدعم أميركي كبير لإحكام السيطرة على الجانب الشرقي من الموصل، على أن تفتح الشرطة الاتحادية جبهة جديدة في الجانب الغربي، حيث المطار ومعسكر الغزلاني. وأوضح أن الدعم الأميركي سيركز على تكثيف الغارات الجوية بالتنسيق مع القوات على الأرض عبر مستشارين، ولفت إلى أن الأميركيين مترددون في استخدام طائرات «أباتشي» الضرورية لحسم حرب الشوارع، لخشيتهم من امتلاك «داعش» صواريخ مضادة للطائرات استخدمها في إسقاط مروحيات في سورية.

الصدر والعبادي متحفظان عن «وثيقة التسوية التاريخية»

بغداد - جودت كاظم 
بحث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مع الزعيم الديني مقتدى الصدر في الأوضاع الأمنية والسياسية في العراق والمنطقة، فيما رجحت مصادر مطلعة أن تسفر محادثاتهما عن تحالف يعارض «وثيقة التسوية التاريخية» التي طرحها رئيس «التحالف الوطني» عمار الحكيم.

وأوضح بيان مقتصب للحكومة أن «رئيس مجلس الوزراء استقبل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وبحث معه في الأوضاع السياسية والأمنية». وأفادت مصادر سياسية مطلعة «الحياة» بأن الصدر «ناقش مع العبادي ملفات سير العمليات العسكرية في الموصل وبقية المدن ودور قوات سرايا السلام التابع له في المعارك، والمصالحة المجتمعية ووثيقة التسوية».

وأوضحت أن رؤى الجانبين متطابقة في ما يتعلق بالتسوية المزمع طرحها قريباً، لافتة إلى أن «الجانبين أبديا تحفظات عن بعض فقراتها المتعلقة بالمصالحة مع شخصيات متورطة بالإرهاب، وتضمنها إعادة محاكمة مدانين وإسقاط التهم الموثقة ضدهم».

وأشارت إلى أن الاجتماع تناول أيضاً «ملف الوزارات الشاغرة وتسمية مرشحين من التكنوقراط لتوليــــــها، كما حض الصدر رئيس الحكومة على محاسبة المفسدين والمـــــقصرين من دون مجاملة حزبية أو سياسية لتحقيق الإصلاح»، لافتة إلى أن «زيــــارة الصدر بغداد من دون إعلان مسبق ولـــقاءه العبادي استفز بعض أعضاء ائتلاف دولة القانون القريبين من رئيس الوزراء السابق نوري المالكي».

إلى ذلك، قال الناطق باسم كتلة «الأحرار» التابعة للصدر حسين العوادي إن «السيد ناقش ملفي الإصلاح والوزارات الشاغرة مع العبادي»، وأضاف أن هناك «الكثير من الملفات العالقة والشائكة في العملية السياسية في حاجة إلى مراجعة ودراسة». وأشار إلى أن «التسوية أو المصالحة كلام سمعناه سابقاً، واليوم نسمعه بمسميات مختلفة ولم ينعكس الكلام نتائج إيجابية على الواقعين السياسي أو الشعبي».

من جهة أخرى، قال النائب عن «دولة القانون» ناظم الساعدي إن «مقتدى الصدر أحد الرموز السياسية المؤثرة في العراق، ولقاءه رئيس الوزراء دليل على أن العراق موحد والجميع يحاول حل المشاكل العالقة».

وأضاف أن «الأنباء التي رجحت تحالف السيد ورئيس الحكومة ضد المالكي لا أساس لها من الصحة، لأن التحالف الوطني يد واحدة وليس هناك أي تشدد داخله، والحديث عن تحالفات فرعية غير صحيح».

وتوقع الساعدي استمرار التظاهرات الأسبوعية، وقال «إنها لا تقتصر على التيار الصدري، بل هناك الكثير من الجهات المشاركة فيها أيام الجمعة، ولكن نستطيع القول إن هذه الزيارة نوعية وستحل الكثير من المشاكل».

وتأتي زيارة الصدر بغداد، بالتزامن مع الحديث عن اجتماع يفترض أن يعقد بين الحكيم وقادة «اتحاد القوى» لمناقشة مشروع التسوية وإنهاء الجدل حوله، على ما جاء في بيان لمكتب رئيس البرلمان سليم الجبوري.

وأوضح البيان أن «الاجتماع سيكون في حضور عدد من الوجهاء والشخصيات السنية من مختلف التوجهات لمناقشة الأوضاع السياسية في البلاد».

وكان رئيس التحالف عمار الحكيم أعلن في وقت سابق عن دعم إيران والأردن مشروع التسوية السياسية التي طرحها التحالف أخيراً.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
الرئيس العراقي: الانتخابات النزيهة كفيلة بإنهاء النزيف
الرئيس العراقي: الانتخابات المقبلة مفصلية
«اجتثاث البعث» يطل برأسه قبل الانتخابات العراقية
الكاظمي يحذّر وزراءه من استغلال مناصبهم لأغراض انتخابية
الموازنة العراقية تدخل دائرة الجدل بعد شهر من إقرارها
مقالات ذات صلة
عن العراق المعذّب الذي زاره البابا - حازم صاغية
قادة العراق يتطلّعون إلى {عقد سياسي جديد}
المغامرة الشجاعة لمصطفى الكاظمي - حازم صاغية
هل أميركا صديقة الكاظمي؟ - روبرت فورد
العراق: تسوية على نار الوباء - سام منسى
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة