استنكرت الخارجية الروسية العقوبات الاميركية الجديدة بحق روسيا وسوريا متهمة واشنطن بانها "فقدت تماما واقعيتها".
وقالت الوزارة في بيان "ان هذا التوسيع للعقوبات الاميركية ضد روسيا (..) في وقت يفترض ان توحد الهجمات الدامية في انقرة وبرلين الاشخاص العقلاء في مقاومتهم لتهديد الارهابيين، يظهر ان واشنطن فقدت تماما واقعيتها". واضافت ان واشنطن "تحاول بذلك معاقبتنا على دعمنا للحكومة السورية في مكافحة الارهاب الذي لا يهدد فقط هذا البلد بل العالم باسره".
واعلنت واشنطن الجمعة انها ادرجت على لائحتها السوداء الاقتصادية ستة وزراء سوريين بينهم وزير المال مأمون حمدان ومسؤولون في مصرف روسي لدورهم المفترض في "اعمال عنف" ارتكبها النظام السوري.
وتزامن اعلان العقوبات الجديدة مع استعادة النظام السوري مدينة حلب من فصائل المعارضة، بدعم روسي ايراني ما شكل اكبر نصر للنظام منذ بداية النزاع في 2011. واتهم البيان الروسي واشنطن بان لديها "رغبة شديدة في تغيير النظام السوري الى درجة باتت مستعدة لمساعدة اي قوى تدمير" بينها "جبهة فتح الشام" الجهادية (النصرة سابقا). لكن الخارجية الروسية اكدت "لن نخضع امام العقوبات" مشيرة الى ان الشركات الروسية المستهدفة مستمرة في "العمل بشكل عادي".
وكانت وزارة الخزانة الاميركية اعلنت الثلاثاء عقوبات جديدة ضد روسيا لدور مفترض في النزاع في اوكرانيا. واستهدفت العقوبات مقاولين ومصرفيين روسا وشركات نقل روسية.
حلب في غضون ذلك، واصل الجيش السوري تمشيط الاحياء الشرقية الاخيرة التي كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة في حلب غداة اعلانه استعادة كامل المدينة، ليعزز انتصاره الاكبر منذ بدء النزاع في البلاد قبل نحو ست سنوات.
وفي اول رد عسكري من الفصائل المعارضة غداة خروجها، اطلقت من مناطق وجودها غرب حلب عشرات القذائف الصاروخية على جنوب المدينة، ما اسفر عن مقتل ستة مدنيين، وفق المرصد السوري، بينهم ولدان.
ومساء، استهدفت غارات جوية مناطق المعارضة غرب حلب، ادت الى مقتل ثلاثة مقاتلين من المعارضة. ولم يعرف ما إذا كانت غارات سورية أم روسية، بحسب المصدر نفسه. وفي وسط البلاد، قتل 27 من المقاتلين الموالين للنظام منذ مساء الخميس في هجمات لتنظيم الدولة الاسلامية قرب مدينة تدمر، وفق المرصد السوري الجمعة.
واثر هجوم واسع للجيش السوري بدأ في منتصف تشرين الثاني ، انحصر وجود الفصائل المعارضة في بضعة احياء في شرق حلب قبل ان تخرج منها بموجب اتفاق الاجلاء.
معارك الباب وافاد الجيش التركي اليوم السبت إن مقاتلين من المعارضة السورية تدعمهم الطائرات الحربية التركية قتلوا 68 متشددا من تنظيم "الدولة الإسلامية" في شمال سوريا خلال الليل فيما يتواصل القتال العنيف حول مدينة الباب.
ويفرض مقاتلون من المعارضة السورية مدعومون من قوات تركية حصارا على مدينة الباب الخاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية منذ أسابيع في إطار عملية "درع الفرات" التي بدأتها تركيا قبل ما يقرب من أربعة أشهر لطرد المتشددين الإسلاميين والمقاتلين الأكراد من المنطقة المحاذية لحدودها مع سوريا.
واحتدم القتال حول الباب الأسبوع الماضي بمقتل جنود أتراك و138 متشددا في اشتباكات يوم الأربعاء وذلك في أكثر الأيام دموية منذ بدء التوغل التركي في سوريا. وذكر الجيش في بيان أنه تم "تحييد" 68 متشددا من الدولة الإسلامية في قتال وضربات جوية قرب الباب منذ ليل الجمعة. وأضاف الجيش أن 141 هدفا للدولة الإسلامية في المجمل قصفوا في الهجمات وأن مقرا عسكريا للتنظيم دمر. وقال إن اثنين من مقاتلي المعارضة قتلا وأصيب ثالث.
وقال وزير الدفاع التركي فكري إشيق إنه جرى تطهير المنطقة المحيطة بمستشفى استخدمته "الدولة الإسلامية "كمركز قيادة ومخزن للذخيرة من المتشددين مما يمثل تقدما لمقاتلي المعارضة. وفي تصريحات بإقليم قوجه إيلي قرب اسطنبول أضاف إشيق أن السلطات لديها معلومات عن أسر الدولة الإسلامية لثلاثة جنود أتراك دون وجود المزيد من المعلومات المؤكدة.
ونشرت الدولة الإسلامية في سوريا تسجيلا مصورا يوم الخميس يظهر جنديين تركيين أسيرين يحرقان حتى الموت وفقا لما نقله موقع (سايت) المعني برصد أنشطة الجماعات المتشددة على الإنترنت ومقره الولايات المتحدة. |