الجمعه ٢٩ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: كانون الأول ١٩, ٢٠١٦
المصدر : جريدة الحياة
مصر
التقارب بين الحركات الإسلامية المصرية يجذب قطاعاً في «الإخوان» إلى العنف
القاهرة - أحمد رحيم 
أثار إعلان السلطات المصرية وجود تنسيق بين جماعة «الإخوان المسلمين» وفرع تنظيم «داعش» في سيناء، لتنفيذ هجمات على الأقباط في مصر، جدلاً بين مفكري وخبراء تيار الإسلام السياسي في مصر، لما يحمله الأمر من تطور بالغ الأهمية في فكر وبنية جماعة «الإخوان».

وقالت وزارة الداخلية في مصر إن مؤسس الخلية التي نفذت الهجوم على الكنيسة البطرسية الملحقة بالكاتدرائية المرقسية في العباسية، عضو في «الإخوان» التقى قيادات من الجماعة في قطر وكلفته بالتنسيق مع تنظيم «أنصار بيت المقدس»، وهو فرع «داعش سيناء»، لتنفيذ هجمات تستهدف الأقباط.

وارتفع أمس عدد قتلى الهجوم الذي نفذه انتحاري الأحد الماضي (11 كانون الأول - ديسمبر) بتفجير نفسه بحزام ناسف إلى 26 قتيلاً غالبيتهم نساء وأطفال، بعد وفاة مصابة كانت تخضع للعلاج في مستشفى حكومي.

وعلى رغم أن الخبير في شؤون الحركات الإسلامية الدكتور ناجح إبراهيم يشير إلى أن «الإخوان» ليس من أدبياتهم استهداف الأقباط أو استحلال دمائهم وأموالهم، كحركات راديكالية وتكفيرية أخرى، إلا أنه يوضح أن حالاً من السيولة ضرب الحركات الإسلامية بعد ثورتي 25 كانون الثاني (يناير) 2011 و30 حزيران (يونيو) 2013، قد تكون سبباً في جذب قطاع من «الإخوان» إلى العنف، لكنه استبعد في الوقت نفسه وجود علاقة بين «داعش» و «الإخوان»، على الأقل على المستوى الرسمي للجماعة.

وقال إبراهيم لـ «الحياة»: «قبل ثورة 25 يناير كانت هناك خطوط فاصلة بين الجماعات الإسلامية وتمايز واضح بينها، خصوصاً بين الإخوان وغيرهم من تلك الجماعات. المتغير الأساسي الذي حدث بعد الثورة أن تلك الخطوط بدأت تزول، وحدث انسياب كبير بين تلك الجماعات بحكم الخلط بين شباب الجماعات الإسلامية في الميادين والتظاهرات التي استمرت حتى بعد تولي (الرئيس المعزول محمد) مرسي الحكم». وأشار الى ان «تلك الحالة من السيولة بلغت حدها الأقصى في اعتصامي رابعة العدوية والنهضة لآلاف من أنصار مرسي من مختلف التيارات الإسلامية وبينها الجماعات التكفيرية»، مضيفاً انه «في الاعتصامات تمازج الجميع وبلغت حالة السيولة بين الحركات حداً كبيراً خصوصاً مع تشكيل تحالف دعم الشرعية، الذي ضم تيارات إسلامية بينها اختلافات جوهرية، اعتبر شباب كل الجماعات أنهم أنصار لفكرة مشتركة، ونسوا الاختلافات بينهم، ما أضر بالحركات كلها وخصوصاً الإخوان»، ولفت إلى أن «بعض المتعاطفين مع الجماعة أوقف في تظاهرات ودخل السجن وخرج ليبدأ رحلته مع معترك التكفير».

ولا يعتقد إبراهيم بأن تبلغ جماعة الإخوان على الأقل على المستوى الرسمي «مبلغ مخالفة أفكارها إلى حد تفجير الكاتدرائية»، لكنه يرى أن بعض شباب الجماعة شكل فصيلاً اتجه إلى العنف، بفعل حالة السيولة التي حدثت بين الجماعات الإسلامية، فعاد فكر العنف إلى أدبيات الإخوان والتكفير إلى قطاع من شبابها. ولفت إلى أنه «بخصوص التنسيق مع داعش، فهو أمر في حاجة لأدلة ومعلومات لإثباته» موضحاً أن «الإخوان نسقوا مع المجموعات التكفيرية في سيناء إبان تولي مرسي الحكم من خلال القيادي الجهادي محمد الظواهري، من أجل منع تنفيذ هجمات في سيناء أثناء فترة حكمهم. لكن التنسيق بخصوص تنفيذ هجمات لا استطيع أن أؤكده، لأن حصوله يعني انهيار كل الأدبيات التي قامت عليها الجماعة».

واعتبر القيادي السابق في «الجماعة الإسلامية» محمد ياسين أن الهزيمة الساحقة التي منيت بها جماعة الإخوان في مصر دفعت قطاعاً من شبابها باتجاه العنف، وهو أمر مؤكد ومثبت في تحقيقات عدة، لكن السؤال الذي يحتاج إلى مزيد من الوقت هو إلى أي مدى وصل العنف الذي يمارسه هؤلاء الشباب؟ وهل يمكن أن يكون بلغ حد استهداف المدنيين؟

في غضون ذلك، اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع رئيس الوزراء شريف إسماعيل في حضور وزراء الدفاع، والخارجية، والداخلية، والعدل، والمال، بالإضافة إلى رئيسي الاستخبارات العامة وهيئة الرقابة الإدارية.

وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير علاء يوسف إن «الاجتماع تطرق إلى الحالة الأمنية في البلاد في شكل عام، والإجراءات والاستعدادات التي تتخذها الأجهزة الأمنية لتأمين الأماكن والمنشآت الحيوية خلال موسم الأعياد المقبل، ووجه الرئيس بتكثيف التواجد الأمني بالمتنزهات والأماكن العامة، والمناطق المحيطة بالمنشآت الحيوية في أنحاء الجمهورية، وتحلي كل الأجهزة الأمنية وأفرادها بأعلى درجات الاستعداد والحذر واليقظة، مؤكداً أهمية تكاتف الجميع، مسؤولين ومواطنين، من أجل الحفاظ على أمن وسلامة البلاد وإحباط مساعي قوى الإرهاب لزعزعة الاستقرار.

الى ذلك، ذكرت وزارة الداخلية إنها داهمت أمس شقة يقطنها أحد «العناصر الإرهابية» و»حصل تبادل لإطلاق النار فقتل الإرهابي واستشهد جندي».

وكانت قوات الشرطة أوقفت أمس رجلاً لدى دخوله محطة مترو أنفاق مدعياً أنه يرتدى حزاماً ناسفاً، وهدد بتفجير المحطة، قبل أن يتضح أنه يرتدي حزاماً رياضياً، وأنه يعاني «عدم اتزان نفسي».

وفي سيناء، قالت مصادر طبية وشهود عيان إن رجلاً (40 سنة) لقي مصرعه وأصيب فتى (11 سنة) بشظايا إثر انفجار عبوة ناسفة زرعها مسلحون مجهولون على إحدى الطرق التي تسلكها قوات الأمن عند قيامها بحملات مداهمات في جنوب الشيخ زويد.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
منظمة حقوقية مصرية تنتقد مشروع قانون لفصل الموظفين
مصر: النيابة العامة تحسم مصير «قضية فيرمونت»
تباينات «الإخوان» تتزايد مع قرب زيارة وفد تركي لمصر
الأمن المصري يرفض «ادعاءات» بشأن الاعتداء على مسجونين
السيسي يوجه بدعم المرأة وتسريع «منع زواج الأطفال»
مقالات ذات صلة
البرلمان المصري يناقش اليوم لائحة «الشيوخ» تمهيداً لإقرارها
العمران وجغرافيا الديني والسياسي - مأمون فندي
دلالات التحاق الضباط السابقين بالتنظيمات الإرهابية المصرية - بشير عبدالفتاح
مئوية ثورة 1919 في مصر.. دروس ممتدة عبر الأجيال - محمد شومان
تحليل: هل تتخلّى تركيا عن "الإخوان المسلمين"؟
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة