السبت ٣٠ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: كانون الأول ١٥, ٢٠١٦
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
سوريا
تجدّد المعارك والقصف في حلب بعد تعليق اتفاق لإجلاء مدنيين ومقاتلين
تجددت المعارك في مدينة حلب حيث يتعرض آخر جيب خاضع لسيطرة الفصائل المعارضة لوابل من الغارات الجوية والقصف المدفعي، مما يبدد آمال آلاف السكان الذين كانوا يأملون في ان يتم اجلاؤهم أمس بموجب اتفاق تركي - روسي.

مع تزايد مخاوف المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية على مصير المدنيين، يعيش السكان في آخر جيب يتحصن فيه مقاتلو المعارضة في حلب ظروفاً مأسوية بعدما وجدوا أنفسهم محاصرين تحت النيران اثر تجدد المعارك ظهر الاربعاء بعدما كانت توقفت منذ الثلثاء. ويتكدس آلاف المدنيين في حي المشهد واجزاء من الاحياء الأخرى المحيطة به، بعضهم لا مأوى له، ينامون في الشوارع. ويعاني الجميع الخوف والجوع والبرد.

وقال مراسل لـ"وكالة الصحافة الفرنسية" إنه شاهد عدداً كبيراً من السكان يهربون مذعورين في الشوارع اثر تجدد القصف من دون ايجاد مأوى يلجأون اليه. وسارع آخرون الى الاحتماء في مداخل الابنية المهدمة خشية استهدافهم. وتحدث عن قصف "هائل" بالمدفعية والصواريخ والطيران الحربي للمنطقة. وروى أنه شاهد دبابة تابعة لقوات النظام أثناء اطلاقها القذائف. وأفاد مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له أن "حال خوف شديدة" تسود صفوف المدنيين. وعلق على تدهور الوضع الميداني قائلاً إن "القصف عنيف والاشتباكات على اشدها.. الامور عادت الى نقطة الصفر".

وتساقطت عشرات القذائف على مناطق سيطرة الفصائل المعارضة تزامناً مع غارات سورية كثيفة وتجدد الاشتباكات العنيفة، مما تسبب بمقتل شخصين على الاقل.

وردت الفصائل باطلاق القذائف على الاحياء الغربية الخاضعة لسيطرة قوات النظام، مما تسبب بمقتل سبعة مدنيين على الاقل واصابة آخرين بجروح. وسجل التصعيد بعد ساعات من انتظار الآلاف من المدنيين ومقاتلي المعارضة فجراً بدء إجلائهم من شرق حلب بموجب اتفاق تم التوصل اليه في رعاية روسية - تركية، الا ان عملية الاجلاء لم تبدأ في موعدها المفترض عند الخامسة فجراً (3:00 بتوقيت غرينيتش) وعلّق الاتفاق بعد بضع ساعات. وحمل الجيش الروسي مقاتلي المعارضة مسؤولية خرق الهدنة، مؤكداً معاودة قوات النظام عملياتها العسكرية، فيما اتهمت انقرة النظام بتأخير تنفيذ الاتفاق. وفي وقت لاحق، اعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان انه سيتصل بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء (أمس) لمحاولة انقاذ الهدنة. وقال ان وقف النار هو "آخر أمل" لشعب حلب "البريء".

وعبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمله في "تسوية الوضع" في شرق حلب خلال يومين أو ثلاثة أيام، مضيفاً ان "المقاتلين سيتوقفون عن المقاومة بعد يومين أو ثلاثة أيام".

الإجلاء من حلب الشرقية يقابله إجلاء جرحى الفوعة وكفريا

بعد ساعات من انهيار اتفاق لاجلاء مقاتلي المعارضة السورية من آخر جيب لهم في حلب الشرقية وتجدد القتال، أعلن مسؤولون في المعارضة الاتفاق مجدداً على وقف للنار يسري ليل الاربعاء على ان تبدأ عملية الاجلاء الساعة السادسة من صباح اليوم، مشيرين إلى ان الاتفاق الجديد يشمل في المقابل إجلاء مدنيين من بلدتي الفوعة وكفريا اللتين تحاصرهما قوات المعارضة في ريف ادلب.

وصرح الناطق العسكري باسم فصيل "نور الدين زنكي" عبد السلام عبد الرزاق لـ"رويترز" بأنه جرى التوصل إلى اتفاق وسيبدأ تنفيذه خلال الساعات المقبلة. وأضاف أن الاتفاق شمل إجلاء أشخاص من الفوعة وكفريا في ادلب وهو شرط وضعه الجانب الحكومي لتوقيع اتفاق الهدنة الذي تعثر أمس وسط قتال شديد في حلب ليعاود العمل به مجدداً.
وأوضح مسؤول في "الجبهة الشامية" المعارضة أن التنفيذ سيبدأ الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلي (04:00 بتوقيت غرينيتش) الخميس (اليوم).

واكد مسؤول ثان في "الجبهة الشامية" أن التنفيذ سيشمل إجلاء مقاتلي المعارضة والمدنيين من الأحياء المتبقية تحت سيطرة المعارضة في حلب مقابل إجلاء الجرحى من الفوعة وكفريا.
وقال الناطق باسم "حركة أحرار الشام" أحمد كارالي إنه تم إنقاذ اتفاق الاجلاء وإن الدفعة الاولى من الجرحى والمدنيين ستبدأ بالخروج في وقت مبكر اليوم.

وأفاد مسؤول في تحالف عسكري موال لدمشق أن اتفاق الهدنة سار وأن نحو 15 ألف شخص سيغادرون الفوعة وكفريا مقابل خروج المسلحين وأسرهم وأي شخص يريد الخروج من المدنيين من حلب. وأضاف أنهم سيتوجهون إلى محافظة إدلب.
لكن مسؤولاً في "الجبهة الشامية" نفى أن يكون الاجلاء من الفوعة وكفريا سيشمل 15 الف مدني، قائلاً إن الاتفاق يقتصر على إجلاء الجرحى من الفوعة وكفريا.

تبادل الاتهامات
وفي وقت سابق حملت موسكو مقاتلي المعارضة مسؤولية خرق الهدنة، مؤكدة معاودة قوات النظام عملياتها العسكرية، فيما اتهمت انقرة النظام بتأخير تنفيذ الاتفاق.
وقال مصدر مقرب من دمشق ان المحادثات مستمرة للتوصل الى اتفاق. وأضاف: "لم تتوصل المحادثات حتى الآن الى اتفاق على مغادرة المقاتلين مدينة حلب... حين يتم التوصل الى اتفاق ستعلن عنه السلطات السورية".

وكشف مصدر قريب من ملف التفاوض أن المحادثات تجري حاليا بين سوريا وروسيا وايران وتركيا.
واتهم عضو المكتب السياسي لـ"حركة نور الدين زنكي" ياسر اليوسف "قوات النظام والايرانيين تحديداً بعرقلة تطبيق الاتفاق وربطه بملفات أخرى بينها مطالب تتعلق ببلدتي الفوعة وكفريا" في ادلب.
وتحدث المرصد السوري لحقوق الانسان "الذي يتخدث لندن مقراً له عن اطلاق الفصائل الاسلامية عشرات القذائف على بلدتي الفوعة وكفريا.

اتصالات دولية
وفي مسعى للتوصل الى حل، أجرى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالاً هاتفياً.
وقال مصدر في الرئاسة التركية إن اردوغان وبوتين "اكدا خلال الاتصال الهاتفي ان اتفاق وقف النار الذي تم التوصل اليه البارحة يجب ان يطبق، وان الخروقات لهذا الاتفاق يجب ان تتوقف".
وعبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمله في "تسوية الوضع" خلال يومين أو ثلاثة أيام.

وأجرى لافروف اتصالا بنظيره الاميركي جون كيري أبلغه خلاله ان "السلطات السورية على استعداد، منذ وقت طويل، للسماح للمسلحين بالمغادرة بحرية"، كما جاء في بيان للخارجية الروسية.
ودعا لافروف، نظيره الاميركي للضغط على الفصائل المعارضة لمغادرة المدينة.

والى لافروف أجرى كيري اتصالات هاتفية مع نظيريه التركي والقطري، مبرزاً ضرورة مواصلة السعي الى النار في حلب ومعاودة المحادثات السياسية لإنهاء الحرب.
وأعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو عن لقاء لتركيا وروسيا وايران في 27 كانون الاول الجاري في موسكو للبحث في سبل التوصل الى حل سياسي للنزاع في سوريا. وقال لتلفزيون "تي جي ار تي هابر" التركي: "ان هدفنا هو التوصل الى وقف النار في كامل البلاد وفتح مفاوضات في شأن حل سياسي".

روحاني اتصل بالاسد
ورحب مسؤولون سياسيون وعسكريون ايرانيون بـ"تحرير" حلب و"بالانتصارات الاخيرة للجيش السوري".
واتصل الرئيس الايراني حسن روحاني بالرئيس السوري بشار الاسد لتهنئته بـ"الانتصار" في حلب، قائلاً إن "الانتصار في حلب، هو انتصار كبير للشعب السوري على الارهابيين وعلى الذين يدعمونهم". وأجاب الاسد ان ايران "وقفت بجانب الشعب السوري والحكومة في اصعب الاوقات، ولن ننسى ذلك".

أسلحة "داعش" في تدمر
على صعيد آخر، صرّح قائد قوات الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) اللفتنانت جنرال الأميركي ستيفن تاونسند، انه من المحتمل ان يكون مسلحو التنظيم الجهادي قد استولوا على أسلحة دفاع جوي، عندما استعادوا السيطرة على مدينة تدمر الاثرية في سوريا.

وقال في مؤتمر عبر الفيديو من بغداد: "نعتقد ان هذا يشمل بعض العربات المدرعة والبنادق المختلفة وبعض الاسلحة الثقيلة الاخرى، وربما بعض معدات الدفاع الجوي". وأضاف: "أتوقع انه ستكون لدينا فرص لضرب هذه المعدات وقتل الجهاديين الذين قد يستخدمونها قريبا". واشار الى ان الائتلاف سيترك استعادة تدمر للروس حاليا، و"في حال عدم قيامهم بذلك، سنقوم بما يتعين علينا القيام به للدفاع عن أنفسنا".



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة