الوكالات جنيف - موسى عاصي لم يأت لقاء لوزان الخماسي غداً، وربما السداسي إذا قررت ايران الحضور، الى المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا مفاجئاً للاوساط الأممية في جنيف، هذا اللقاء الذي يعول عليه الامميون كثيراً لاعادة اطلاق العملية السياسية، هو نتيجة تحضيرات واتصالات لم تنقطع بين الروس والأميركيين على المستوى الوزاري، على رغم تعليق الحوار بين الجانبين على مستوى غرفتي العمليات في كل من جنيف وعمان.
وتؤكد الأوساط المتابعة لتحركات دو ميستورا أن المبادرة التي اطلقها الأسبوع الماضي والقاضية بإخراج 900 عنصر من "جبهة فتح الشام" ("جبهة النصرة" سابقاً) من شرق مدينة حلب ستكون بنداً مهماً في النقاش في لوزان، وهي تأمل في الخروج بتفاهم على هذه المبادرة على رغم رفض "النصرة" وبعض الفصائل السورية المسلحة إياها.
وتنبع أهمية لقاء لوزان من اقتصاره على الدول المنخرطة مباشرة في الأزمة السورية، مما يعني، بالنسبة الى الأمم المتحدة، "تطوراً مهماً" مقارنة باللقاءات الأخرى التي كانت تقتصر على الجانبين الروسي والأميركي، أو اللقاءات الموسعة ضمن مجموعة العمل الدولية، على أساس "أنه في حال التوصل الى تفاهمات او اتفاقات فإن مرجعيات الأزمة ستلتزم تطبيق ما يتفق عليه"، عكس الاتفاقات الثنائية الروسية – الأميركية السابقة.
وقال نائب المبعوث الاممي الى سوريا رمزي عز الدين رمزي بعد اجتماع المجموعة الدولية رداً على سؤال لـ"النهار" عن فرصة تبني المبادرة الاممية حول اخراج "النصرة" من شرق حلب، إن دو ميستورا وجه نداء "الى كل من يستطيع المساعدة في تطبيق المبادرة وهذا النداء لاقى صدى إيجابيا من بعض الجهات وهذه الجهات تساهم في العمل من أجل تطبيق المبادرة".
وفي انتظار انعقاد لقاء لوزان وما سيسفر عنه، لا يزال التوتر سيد الموقف بين المندوبين الروس والأميركيين في مجموعة العمل الدولية.
وواصل الجانبان في اجتماع امس تبادل التهم حول فشل الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين الوزيرين جون كيري وسيرغي لافروف في 9 أيلول الماضي في جنيف. واتهم الجانب الأميركي الروس بإحباط الاتفاق "بسبب استمرار الغارات والقصف من الطرفين الروسي والسوري على شرق حلب"، فيما ربط الجانب الروسي فشل الاتفاق و"امتناع واشنطن عن الضغط لفصل المجموعات المعتدلة عن جبهة النصرة".
أوباما يدرس الخيارات وأفاد مسؤولون أميركيون أن من المقرر أن يجتمع الرئيس باراك أوباما مع كبار مستشاريه للسياسة الخارجية اليوم للبحث في الخيار العسكري وخيارات أخرى في سوريا. وأضافوا إن بعض المسؤولين يرى أنه يتعين على الولايات المتحدة العمل بقوة أكبر في سوريا وإلا واجهت خطر خسارة ما تبقى من نفوذ لها لدى المعارضة المعتدلة وحلفائها من العرب والأكراد والأتراك في قتال تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وأوضح مسؤول طلب عدم ذكر اسمه أن بعض الخيارات تشمل عملاً عسكرياً أميركياً مباشراً مثل شن غارات جوية على قواعد عسكرية أو مخازن للذخيرة أو مواقع للرادار أو قواعد مضادة للطائرات.
ولفت الى أن أحد مخاطر هذا التحرك يتمثل في أن القوات الروسية والسورية غالباً ما تكون متداخلة في ما بينها مما يثير احتمال مواجهة مباشرة مع روسيا يحرص أوباما على تجنبها.
وقال مسؤولون أميركيون إنهم يستبعدون أن يأمر أوباما بغارات جوية أميركية على أهداف للحكومة السورية، وإنه قد لا يتخذ قراراً في الاجتماع المزمع لمجلس الأمن القومي.
وأعلن المسؤولون أن أحد البدائل هو السماح لحلفاء بتزويد معارضين مسلحين اختارتهم الولايات المتحدة بعد تمحيص مزيداً من الأسلحة المتطورة من غير ان تشمل صواريخ مضادة للطائرات تطلق عن الكتف تخشى واشنطن أن تستخدم ضد طائرات غربية.
الى ذلك، كشف وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أن بلاده تبحث في خياراتها العسكرية في سوريا، لكن أي إجراء يجب أن يكون في إطار تحالف يضم الولايات المتحدة، متوقعاً ألا يحصل ذلك قريباً.
وجاء في مسودة بيان قبل اجتماع لوزراء الخارجية للاتحاد الأوروبي الاثنين أنهم سيقولون إن الهجوم على الشطر الشرقي الخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة في حلب يشكل تصعيداً كارثياً للحرب وأن أعمال الجيش هناك "ربما ترقى إلى جرائم حرب".
موسكو وفي المقابل، دعت موسكو شركاءها في المنطقة إلى عدم تزويد مقاتلي المعارضة السورية صواريخ محمولة مضادة للطائرات. وحذرت من أن أي أعمال عدائية ضد روسيا في سوريا لن تمر من دون رد مناسب من موسكو. وصرح قائد العمليات في وزارة الدفاع الروسية الليفتنانت جنرال سيرغي رودسكوي: "نحن مستعدون لضمان الانسحاب الآمن للمقاتلين مع أسلحتهم والعبور الحر للمدنيين من حلب الشرقية وإليها وكذلك ايصال المساعدات الانسانية اليها".
الاسد وعلى رغم الاختلاف على سوريا، تشهد العلاقات بين روسيا وتركيا تقارباً رحب به الرئيس السوري بشار الاسد. وقال الاسد في مقابلة مع صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" الروسية نقلتها الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا": "أنظر الى هذه العلاقة بايجابية". وأضاف: "من خلال التقارب بين روسيا وتركيا إن أمنيتنا الوحيدة نحن فى سوريا أن تتمكن روسيا من احداث بعض التغييرات فى السياسة التركية".
غارات متواصلة على حلب وتقدم للنظام في شمالها وروسيا تحذر من تزويد المعارضة صواريخ مضادة للطائرات
واصلت الطائرات الحربية السورية والروسية أمس غاراتها الجوية على الاحياء الشرقية في مدينة حلب. وأفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له أن أكثر من 20 غارة جوية استهدفت فجر الخميس الاحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة، مما أسفر عن مقتل سبعة مدنيين واصابة آخرين بجروح.
وتشنّ قوات النظام السوري منذ 22 أيلول هجوماً على الاحياء الشرقية في حلب وتدور مذذاك اشتباكات على محاور عدة. الا ان الجيش السوري اعلن في 5 تشرين الاول "تقليص" عدد الغارات الجوية والقصف المدفعي على مواقع الفصائل.
وتركزت الغارات لأيام على مناطق الاشتباك، قبل ان تتجدد ليسجل الثلثاء القصف الاعنف للاحياء السكنية في الجهة الشرقية بعد أسبوع من الهدوء النسبي. ووثق المرصد السوري مقتل 56 مدنياً، بينهم سبعة أطفال، في الاحياء الشرقية الثلثاء، و15 آخرين الاربعاء.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: "ارتفعت الحصيلة بشكل كبير بسبب وفاة اشخاص متأثرين بجروحهم، فضلاً عن العثور على قتلى تحت الانقاض".
واشار الى ان الغارات الجوية على الاحياء الشرقية ترافقت مع تقدم لقوات النظام السوري في شمال المدينة. ووسط اشتباكات عنيفة، تمكنت هذه القوات من السيطرة على تلال البريج المطلة على احياء عدة في الجهة الشرقية.
وترد الفصائل المعارضة على الهجوم والغارات باطلاق قذائف على الاحياء الغربية من حلب الخاضعة لسيطرة قوات النظام. وبث التلفزيون السوري الرسمي أن اربعة اطفال قتلوا بقذائف اطلقتها الفصائل وطاولت مدرسة في الاحياء الغربية. وقتل ثمانية مدنيين على الاقل الثلثاء والاربعاء جراء القذائف التي اطلقتها المعارضة.
ومن المقرر ان يناقش مجلس الامن الازمة السورية مجدداً خلال اجتماع مع الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون يسبق جلسة جديدة مقررة الاثنين. وقدمت نيوزيلندا العضو غير الدائم في مجلس الامن الاربعاء مشروع قرار جديداً يدعو الى وقف الغارات الجوية على حلب.
وتصاعد التوتر خصوصاً بين موسكو وواشنطن بعد انهيار هدنة في 19 ايلول صمدت اسبوعاً واحداً فقط، وأعلنت الولايات المتحدة مطلع الاسبوع الماضي تعليق محادثاتها مع روسيا في شأن سوريا. واتهمت فرنسا والولايات المتحدة الاسبوع الماضي روسيا بارتكاب "جرائم حرب" في سوريا وخصوصاً في حلب.
الا ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رد الاربعاء على الاتهامات، قائلاً "إنه كلام سياسي لا يعني الكثير، ولا يأخذ في الاعتبار الوقائع في سوريا". وأضاف: "انا مقتنع تماما بأن شركاءنا الغربيين وعلى رأسهم بالتأكيد الولايات المتحدة، هم المسؤولون عن الوضع".
وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بأن روسيا دعت شركاءها في المنطقة إلى عدم تزويد مقاتلي المعارضة السورية الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات. وحذرت من أن أي أعمال عدائية ضد روسيا في سوريا لن تمر دون رد مناسب من موسكو.
السوري المتهم بالاعداد لهجوم ارهابي انتحر شنقاً في سجنه بألمانيا
أعلنت السلطات الالمانية أمس، رداً على الجدل الذي أثاره انتحار السوري جابر البكر (22 سنة) في زنزانته مساء الاربعاء بعد يومين من توقيفه للاشتباه في أنه كان يعد لاعتداء في ألمانيا، ان الشاب لم يبد أي مؤشرات تدل على أنه قد يقدم على ذلك.
وعلى رغم أن أحد القضاة اعتبر أن جابر البكر معرض للانتحار، قال رولف ياكوب رئيس هيئة السجون في ليبزيغ حيث كان الشاب معتقلا، انه لم تلحظ "اي مؤشرات لخطر انتحار وشيك". وأوضح أن عالمة نفسية تحدثت بواسطة مترجم مع المشتبه فيه الذي لم يكن يجيد الالمانية واعتبرته "هادئا"، مشيراً الى أنها "متمرسة" لكنها "تفتقر إلى الخبرة مع الارهابيين".
وهذا ما أدى الى خفض وتيرة المراقبة المفروضة عليه إلى تفقده كل ربع ساعة في اليوم الاول من توقيفه، والى مرة كل نصف ساعة في اليوم الثاني.
وعلق وزير العدل في ساكسونيا سيباستيان جيمكو على ما جرى: "لم يكن يفترض ان يحصل مثل هذا الامر لكنه ويا للاسف حصل... لم يصح يا للأسف، تشخيص الخبراء (في العلم النفسي)".
وعثر على البكر الاربعاء الساعة 19,45 (17,45 بتوقيت غرينيتش) مشنوقاً بقميصه في زنزانته في مستوصف السجن بعد يومين من توقيفه، ويجري حالياً تشريح الجثة. وسبق لمسألة مراقبة الجهاديين في السجن، وخصوصا الذين خططوا لاعتداءات انتحارية، أن أثارت الكثير من الاسئلة في بلدان أخرى.
وفي فرنسا، يعتقل صلاح عبد السلام، المشتبه فيه الرئيسي في اعتداءات 13 تشرين الثاني 2015 في باريس، في سجن الانفراد منذ نيسان ويخضع للمراقبة عبر الفيديو على مدار الساعة. وأقر القضاء نظام المراقبة الصارم هذا نظراً الى "الطابع الاستثنائي للاعمال الارهابية" المنسوبة إليه.
وأسف نائب المستشارة الالمانية سيغمار غبريال لـ"الحادث الفظيع"، داعيا مع وزير الداخلية توماس دو ميزيير إلى التحقيق في الأمر. وصرح محامي البكر الذي عينته له السلطات الكسندر هوبنر الاربعاء: "لقد صدمت فعلاً وتفاجأت جداً لحصول ذلك"، مضيفاً انها "فضيحة قضائية". |