المكلا – عبدالرحمن بن عطية؛ الرياض، خميس مشيط، صنعاء، عدن، تعز – «الحياة» شن الجيش اليمني أمس، أولى عملياته العسكرية في محافظة صعدة معقل جماعة الحوثيين الانقلابية. وأكد مصدر في الجيش أن قواته تمكنت بالتعاون مع المقاومة الشعبية من تحرير منفذ البقع الحدودي الذي كانت تسيطر عليه ميليشيات الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وتمت العملية العسكرية بقيادة الزعيم القبلي مصلح بن الأثلة، وواصل الجيش وعناصر المقاومة الزحف باتجاه مدينة صعدة.
وقال وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي لوكالة «رويترز» إنه جرى تأمين البلدة لكن الاشتباكات مستمرة.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية عن محافظ صعدة هادي طرشان، تأكيده أن منفذ البقع التابع لمديرية «كتاف» تم تحريره بالكامل بواسطة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، وأن طلائع الجيش والمقاومة تقدمت عشرات الكيلومترات باتجاه مدينة صعدة.
ونقلت وكالة «رويترز» مساء امس عن مسؤولين أميركيين أن مدمرة بحرية اميركية تعرضت لصاروخين انطلقا من مناطق يسيطر عليها الحوثيون من دون أن تتعرض لأضرار، وأطلقت المدمرة أسلحة دفاعية بينما كانت تعمل شمال مضيق باب المندب.
إلى ذلك، وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالتنسيق مع قيادة قوات التحالف ومع الحكومة اليمنية والمؤسسات التابعة للأمم المتحدة، لتسهيل ونقل جرحى حادثة القاعة الكبرى بمدينة صنعاء الذين تستدعي حالاتهم العلاج خارج اليمن.
وأعلنت قيادة قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن ليل أول من أمس، أن قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي اعترضت صاروخاً باليستياً أطلقته الميليشيات الحوثية باتجاه مدينة خميس مشيط ودمرته من دون أي أضرار.
في السياق ذاته، قال مسؤولون أميركيون أمس، إنهم يرون مؤشرات قوية إلى أن الحوثيين مسؤولون عن الهجوم الذي وقع الأحد الماضي على المدمرة البحرية الأميركية «مايسون» قبالة ساحل اليمن. واستخدم الحوثيون زوارق صغيرة في عمليات الرصد للمساعدة في توجيه الهجوم الصاروخي على المدمرة.
وعلى رغم نفي الحوثيين علناً أي دور لهم في الهجوم، إلا أن تحقيقات وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تشير إلى تورطهم، فيما لفت الجيش الأميركي أول من أمس (الثلثاء) إلى استعدادات محتملة لشن ضربة انتقامية.
وقال المتحدث باسم «البنتاغون» الكابتن جيف ديفيز في مؤتمر صحافي: «أي شخص يتحرك ويطلق النار على سفن بحرية أميركية تعمل في مياه دولية يعرض نفسه للخطر».
من جهة أخرى، أقر مجلس الوزراء اليمني توجيه رسالة إلى قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، تقضي بمنع دخول السفن غير المصرح لها والاقتراب من السواحل اليمنية، والعمل على تقديم شكوى للاختراقات الإيرانية إلى مجلس الأمن الدولي.
وبحث مجلس الوزراء اليمني برئاسة الدكتور أحمد عبيد بن دغر، في جلسته المنعقدة بمدينة المكلا أمس، التدخلات الإيرانية في الشؤون اليمنية واختراق سفنها المياه اليمنية لتهريب الأسلحة عبر سفن الصيد التابعة للحوثيين، إضافة إلى قيامها بأعمال تجسسية، وتهريب مقاتلين مرتزقة من بعض دول القرن الأفريقي، فيما علمت «الحياة» أن أكثر من 40 سفينة صيد إيرانية دخلت أمس إلى جزيرة عبدة الكوري، وجزيرة سمحة.
واستمر طيران التحالف أمس في استهداف مواقع الحوثيين والقوات الموالية لعلي صالح في محيط صنعاء ومحافظات صعدة والحديدة وحجة.
وطاولت الضربات مواقعهم في جبل «النبي الشعيب» غرب العاصمة صنعاء، كما شنت سلسلة غارات على تجمعاتهم على امتداد المديريات الحدودية في صعدة وحجة، ما أدى إلى تكبيدهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وفق مصادر عسكرية في الجيش الوطني اليمني.
وفي وقت أعلن التحالف العربي تدمير صاروخ باليستي أطلقته الميليشيات باتجاه خميس مشيط، كشفت مصادر الجيش الوطني اليمني عن اعتراض منظومة الدفاع الجوي للتحالف العربي ثلاثة صواريخ أخرى أطلقت باتجاه مدينة مأرب التي تتخذ منها القوات الحكومية منطلقاً لعملياتها العسكرية.
وتعيش صنعاء ومعظم المدن التي يسيطر عليها الانقلابيون ظروفاً مأسوية لجهة عدم صرف رواتب الموظفين وانعدام الخدمات وتفشي الأوبئة وسط تجاهل الميليشيات الحوثية معاناة المدنيين والاستمرار في التحشيد نحو القتال والتصعيد الميداني.
ويعتقد مراقبون أنه لم يعد أمام الحوثيين وقوات صالح -بسبب عجزهم العسكري والاقتصادي- سوى الانصياع لإنهاء الانقلاب وتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 والبحث عن ت سوية سياسية تحفظ لهم الحصول على الحد الأدنى من الشراكة في سلطة ما بعد الحرب. |