استيقظ العراقيون أمس على عيدهم الوطني الجديد الذي بات يصادف الثالث من تشرين الأول (أكتوبر)، ذكرى انضمام العراق إلى عصبة الأمم عام 1932، بعدما كان البرلمان أقره في تموز (يوليو) عام 2015.
وتصدرت المملكة العربية السعودية الدول التي بادرت بالتهنئة، فيما أصدر الرئيس فؤاد معصوم بياناً هنأ فيه الشعب. وقال: «في مناسبة العيد الوطني العراقي الذي يصادف حلوله اليوم الإثنين الثالث من تشرين الأول ويتزامن مع نيل العراق استقلاله الوطني في مثل هذا اليوم من عام 1932 وقبوله عضواً في عصبة الأمم إثر انتهاء الانتداب البريطاني عليه، أتقدم إليكم بأحر التهاني». وزاد «أتمنى النصر التام على الإرهاب وتحرير كل شبر من أرض الوطن من براثن عصاباته المجرمة والنجاح في إعادة النازحين إلى ديارهم وإعادة إعمار البلاد، والتقدم بعزيمة واثقة نحو بناء دولة ديموقراطية اتحادية حديثة متطورة تضمن حقوق المواطنة وحماية المكونات كافة وتحقق العدالة الاجتماعية والازدهار الاقتصادي والحياة الكريمة لكل العراقيين».
وتساءل معظم العراقيين أمس عن سبب اختيار هذا اليوم عيداً وطنياً، وعن اختفاء كل مظاهر الاحتفال، فيما ازدحمت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات التهكم على السياسيين الذين تم إبلاغهم صباحاً بأن اليوم هو العيد الوطني لبلادهم.
وشهد العراق طوال تاريخه الحديث اضطرابات وتغييرات عدة في عيده الوطني، فقد كان يحتفل طوال فترة الحكم الملكي بتاريخ تأسيس الدولة وتتويج الملك فيصل الأول ملكاً في 23 آب (أغسطس) 1921، لكن التاريخ تغير بعد انقلاب عام 1958 وإعلان الجمهورية ليتم الاحتفال بالعيد في 14 تموز من كل عام حتى عام 1968، عندما شهدت بغداد انقلاباً نظمه البعثيون في 17 تموز ذلك العام ليصبح هذا اليوم عيداً وطنياً حتى الاحتلال الأميركي في 9 نيسان (أبريل) 2003.
التاريخ الأخير اقترحه مجلس الحكم الذي أسسه الحاكم المدني حينها بول بريمر، لكن اقتراحه قوبل برفض شعبي واسع النطاق واستمر الأمر معلقاً حتى 17 تشرين الثاني (نوفمبر) 2008 تاريخ توقيع الاتفاق الأمني مع الولايات المتحدة حين أقر انسحابها من العراق في شكل كامل نهاية 2011، واقترح أن يكون هذا اليوم عيداً وطنياً، وأخيراً أقر البرلمان منتصف عام 2015 في قراءة ثانية قانوناً «توافقياً» بالعودة إلى تاريخ الانضمام إلى عصبة الأمم عام 1932، لكن ذلك القرار استمر معلقاً ولم يتم ترويجه إعلامياً أو سياسياً.
إن أزمة العيد الوطني العراقي ترتبط بأزمات أخرى، ما أثر في إقرار رسم العلم، وسط اقتراحات بالتغيير منذ سنوات، كما أثر في إقرار النشيد الوطني غير المتفق عليه نصاً أو لحناً، ما يسمح برفع أعلام وترديد أناشيد مختلفة، وصولاً إلى أيام وطنية مختلفة.
|