الأربعاء ٢٧ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تشرين الأول ٤, ٢٠١٦
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
سوريا
واشنطن علّقت الاتصالات مع روسيا حول سوريا: صبرنا نفد
ي خطوة تنذر بمزيد من التصعيد العسكري في سوريا وبرفع مستوى الصراع الاميركي - الروسي في هذا البلد، قررت واشنطن تعليق اتصالاتها مع موسكو حول التوصل الى وقف للنار، وقالت إن صبرها قد نفد. أما روسيا، فأسفت للقرار الاميركي وقالت ان الولايات المتحدة تحاول تحميلها تبعة الفشل.

وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جون كيربي: "لم يتخذ هذا القرار بسهولة"، متهماً روسيا وحليفتها سوريا بتصعيد الهجمات على مناطق المدنيين. وأضاف ان الجيشين الروسي والاميركي سيواصلان استخدام قناة اتصال وضعت لضمان عدم حصول تصادم بينهما خلال "عملياتهما لمكافحة الارهاب في سوريا".

الا ان الولايات المتحدة ستستدعي الاشخاص الذين أرسلوا الى جنيف من أجل انشاء "مركز تنسيق مشترك" مع الضباط الروس للتخطيط لشن غارات منسقة على الجهاديين. ولم ير هذا المركز النور.
وأوضح كيربي في بيان ان "روسيا اخفقت ويا للأسف في الوفاء بالتزاماتها بما في ذلك التزاماتها بموجب القانون الانساني الدولي".

واضاف ان روسيا "اما انها كانت غير مستعدة او غير قادرة على ضمان التزام نظام الاسد بالترتيبات التي وافقت عليها موسكو... عوض ذلك اختارت روسيا والنظام السوري متابعة المسار العسكري بما لا يتناسب مع وقف الاعمال القتالية كما هو واضح من تكثيف هجماتهما على مناطق المدنيين".

كذلك اتهم موسكو ودمشق بـ"استهداف البنى التحتية الحساسة مثل المستشفيات، ومنع وصول المساعدات الانسانية الى المدنيين المحتاجين".
وألقى مجدداً على روسيا والنظام السوري تبعة الهجوم الدامي في 19 أيلول على قافلة الامم المتحدة للمساعدات في شمال سوريا على مشارف حلب.

الى ذلك، قال الناطق باسم البيت الابيض جوش ايرنست ان "الصبر على سوريا قد نفد". ورأى "أن صبر الجميع على سوريا قد نفد... لم يعد هناك ما يمكن ان تتحادث به الولايات المتحدة مع روسيا" في شأن سوريا، واصفاً الوضع بأنه "مأسوي".

وسارعت موسكو الى ابداء الاسف لهذا الموقف الاميركي. وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا:"نحن نأسف لقرار واشنطن"، ملاحظة ان الولايات المتحدة "تحاول القاء تبعة الفشل على غيرها، بعدما فشلت في الوفاء بالتزاماتها التي عملت بنفسها على وضعها".

وسيعلق الديبلوماسيون الاميركيون المحادثات مع روسيا في شأن اعادة تفعيل وقف النار الذي تم التوصل اليه في 9 ايلول بين وزيري الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف.
وانهارت تلك الهدنة خلال اسبوع وسط تبادل للاتهامات بين الجانبين وتصاعد القتال في الحرب السورية المستمرة منذ خمس سنوات.

وفي السياق نفسه، ندد وزير الخارجية الفرنسي جان - مارك ايرولت الاثنين بـ"صلافة" نظام الرئيس السوري بشار الاسد وحليفه الروسي اللذين يمطران حلب بالقنابل "ويدعيان ان الذين يصابون بهذه الضربات هم من الارهابيين".
وما يمكن ان يكون عجل في الموقف الاميركي الاخير، اعلان موسكو ان حملة القصف التي تشنها في سوريا "فعالة جداً".

وقال نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف إن الغارات الجوية الروسية دعماً لنظام الرئيس السوري منعت الجهاديين من السيطرة على البلاد، و"من هذا المنظور فان مشاركتنا كانت فعالة جداً وخصوصاً الان بعد تدهور الوضع في المنطقة المحيطة بحلب".

مشروع قرار فرنسي
ديبلوماسياً، قدمت فرنسا مشروع قرار الى مجلس الامن يدعو الى فرض وقف للنار في مدينة حلب، وانهاء كل الطلعات الجوية العسكرية فوق المدينة.
وبموجب مشروع القرار، يهدد المجلس باتخاذ "اجراءات اضافية" اذا لم يلتزم الاطراف وقف النار، الا انه لا يدعو الى تفعيل الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يسمح بفرض عقوبات أو استخدام القوة العسكرية.

وصرح المندوب الفرنسي الدائر لدى الامم المتحدة فرنسوا دولاتر: "مسؤوليتنا تحتم علينا ان نفعل كل ما في وسعنا" لمحاولة توحيد المجلس وراء جهود "انهاء معاناة حلب".
الا ان الجواب الروسي بالرفض جاء سريعاً. فقد أعلن غاتيلوف "اننا لا ندعم من حيث المبدأ هذا النوع من الاجراءات المسيسة التي تهدف الى استخدام مجلس الامن لتكثيف الضغوط على سوريا وروسيا".

مقتل مسؤول في "فتح الشام"
وفي تطور ميداني، أقرت "جبهة فتح الشام" ("جبهة النصرة" سابقا التابعة لتنظيم "القاعدة") في بيان مقتل احد قادتها في غارة جوية للائتلاف الدولي الذي تقوده واشنطن.
وقالت في بيان إن "الشيخ أحمد سلامة +أبو الفرج المصري+ عضو مجلس شورى جبهة فتح الشام" قتل "اثر غارة جوية للائتلاف الدولي في ريف إدلب الغربي".
وكانت وزارة الدفاع الاميركية أفادت في وقت سابق ان غارة جوية اميركية استهدفت عضواً "بارزاً" في "القاعدة" بسوريا

وعلى الارض، تواصل قصف المنشآت الطبية في شرق حلب. وقال مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له إن "طائرات حربية استهدفت بشكل مباشر" اكبر مستشفى في شرق حلب، في حين أكد المسؤول في الجمعية الطبية السورية - الاميركية ادهم سحلول ان "مستشفى + أم 10 + تدمر بالكامل" مشيراً الى مقتل ثلاثة عمال صيانة كانوا داخله.

وقتل شخصان على الاقل الاثنين جراء تفجيرين انتحاريين استهدفا وسط مدينة حماه السورية تبناهما تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش).
وتحدث الاعلام السوري الرسمي والمرصد عن مقتل 14 شخصاً وإصابة العشرات في تفجير انتحاري في عرس كردي على أطراف مدينة الحسكة السورية.

قوات النظام تتقدّم نحو حلب والجيش "يضمن ممراً" لمغادرة المقاتلين

تقدمت القوات الحكومية في سوريا والقوات المتحالفة معها شمال حلب مواصلة حملتها التي بدأت قبل أسبوع لاستعادة الجزء الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة من المدينة.

أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الذي يتخذ لندن مقراً له والجيش السوري أن الجيش وحلفاءه تقدموا جنوباً من مخيم حندرات للاجئين الواقع شمال مدينة حلب وسيطروا على مستشفى الكندي وأجزاء من منطقة الشقيف الصناعية.
وقال المرصد إن اشتباكات عنيفة تدور بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية على طول الخط الأمامي الذي يفصل المدينة قسمين.
ودعا الجيش السوري مقاتلي المعارضة إخلاء شرق حلب، معلناً أنه سيضمن لهم ممراً آمناً والمساعدة اللازمة.

وجاء في بيان نقلته الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" عن القيادة العامة للجيش: "ندعو جميع المسلحين إلى مغادرة الأحياء الشرقية لمدينة حلب وترك السكان المدنيين يعيشون حياتهم الطبيعية".
ولحقت أضرار بالمستشفيات وإمدادات المياه في شرق حلب بسبب الحملة الجوية الروسية والسورية العنيفة.
وفرض الحصار على شرق حلب أوائل تموز بعدما سيطرت القوات الحكومية على طريق الكاستيلو وهو طريق الإمداد الرئيسي للمنطقة.

وأخفقت محاولات بوساطة دولية لوقف النار من أجل السماح بدخول مساعدات إنسانية من الأمم المتحدة، لكن جماعات إغاثة دولية ومحلية أخرى جلبت إمدادات محدودة.

وصرح وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين بأنه يشعر "بقلق عميق من القصف العنيف لشرق حلب". وجدّد دعوات الأمم المتحدة لوقف القتال موقتاً كي يتسنى إجلاء من يحتاجون إلى رعاية طبية وإدخال المساعدات الإنسانية. وأضاف "النظام الصحي على شفا الانهيار التام... المرضى يصرفون ولا أدوية لعلاج حتى أكثر الأمراض شيوعاً".

وصرحت ناطقة باسم الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية فيدريكا موغيريني بأن الاخيرة تحدثت هاتفياً مع وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الأحد وستتحدث مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في شأن اقتراح جديد من الاتحاد لتقديم المساعدات إلى مدينة حلب السورية.

وكان الاتحاد اقترح الأحد خطة إنسانية جديدة للجزء المحاصر من حلب ولكن لم يتضح بعد ما إذا كان في وسعه ضمان تعاون كل الأطراف على الأرض.
وألحقت الغارات الجوية أضراراً كبيرة بأكبر مركز للرعاية المركزة في شرق حلب السبت، فاضطر الى اقفال أبوابه. وقتل اثنان من المرضى.
وقالت الجمعية السورية - الأميركية الطبية التي تساهم في دعم المستشفى إنه تعرض للقصف سبع مرات منذ تموز منها ثلاث هذا الأسبوع.

وقال محمد أبو رجب وهو مسعف تابع للجمعية في المستشفى: "الوضع في حلب أكثر من مزر... الناس محاصرون تحت الأنقاض ولا يمكننا إخراجهم بسبب كثافة القصف. نناشد تقديم المساعدة لوقف القصف".
وأفادت الجمعية أن خمسة مستشفيات فقط لا تزال تعمل في شرق حلب.
وقتل 21 مقاتلاً تدعمهم القوات التركية في شمال سوريا في انفجار الغام الاحد زرعها تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش).


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة