الخرطوم - النور أحمد النور أثار إعلان زعيم المعارضة المسلحة في جنوب السودان رياك مشار، الحرب على جوبا من مقر إقامته في الخرطوم، أزمةً بين البلدين. واستدعت الحكومة الجنوبية السفير السوداني لديها، وأبلغته احتجاجها على الخطوة وتأثيراتها على علاقة البلدين التي كانت بدأت بالتحسن.
وأبدت الحكومة في جوبا استغرابها من سماح الخرطوم لمشار بعقد اجتماعات امتدت لثلاثة أيام ومزاولة نشاط سياسي، على رغم أن استقبالها له كان لتلقي العلاج بطلب من الأمم المتحدة في آب (أغسطس) الماضي.
وأبدى سفير جنوب السودان لدى الخرطوم، ميان دوت، استغرابه من إعلان مشار الحرب على حكومة بلاده وسماح السودان له بذلك، مطالباً الخرطوم بوقف نشاط الزعيم المتمرد، مضيفاً: «لا يمكن أن يعلن الحرب من داخل الخرطوم». وقال دوت: «استغربنا ذلك لأن مشار جاء إلى الخرطوم في بداية الأمر بداعٍ إنساني. وقبل أسبوع قالت الخرطوم إنها لن تسمح له بممارسة نشاط إعلامي أو سياسي، لكن في 20 أيلول (سبتمبر) الجاري عقد مشار مؤتمراً داخل الخرطوم استمر 3 أيام. ولدينا الآن أوراق المؤتمر وتوصياته، وجميعها معنونة بالخرطوم كمكان للانعقاد وعليها توقيع مشار». وتابع: «هذا يؤكد أن مشار يمارس نشاطه السياسي بخلاف ما أكدته لنا الخرطوم. هذا يعني أن الخرطوم تخدعنا». كما التمست حكومة جنوب السودان من دول الإقليم عدم استضافة وتقديم أي دعم عسكري لحركة مشار «التي تسعى للإطاحة بالرئيس سلفاكير عبر وسائل غير دستورية».
في المقابل، أعلن وزير الخارجية السوداني ابراهيم غندور أمس، أن أراضي السودان لن تكون منصة انطلاق لأي معارضة مسلحة ضد جنوب السودان، مذكراً بأنه ظل عنصراً أساسياً وفاعلاً في كل المبادرات الساعية لتحقيق السلام في الدولة الجارة. |