الخرطوم - النور أحمد النور وصف رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت تقارير اتهمته بالفساد والتربح من الحرب في بلاده نشرتها مبادرة «ذا سنتري» الأميركية، بأنها «فيلم سيئ الإخراج يقصد منه إسقاط الحكومة».
وقال سلفاكير في أول تعليق رسمي على اتهامه بالفساد: «يجب ألا يتوقع الناس أن تسكن أسرة الرئيس في منزل بالإيجار في أحد أحياء نيروبي الفقيرة». وزاد: «نحن لن نعيش في مستوى لا يليق بنا، وما نشر من تقارير هو أحد أفلام هوليوود السيئة، وسنقاضي من وقف على حبكتها وإخراجها».
وأعرب الناطق باسم الرئاسة في جنوب أفريقيا أتيني ويك اتيني عن صدمته لعدم المسؤولية التي اتصف بها واضعو التقرير، متسائلاً عن ماهية المصادر التي رفضت الإفصاح عن هويتها، مشككاً في وجودها على أرض الواقع. ورأى أن التقرير سيؤجج الشك والقطيعة اللذين ذكّيا الحرب قبل ثلاث سنوات، وتساءل: «هل يمكن أن يقبل أي مسؤول غربي مثل هذه الاتهامات الزائفة؟»، مهدداً بمقاضاة الذين وضعوا التقرير قريباً.
وكانت صحيفة «ديلي نيشن الكينية» نشرت أن كينيا ستجبر على تجميد أرصدة القادة الجنوبيين والجنرالات في مصارفها. وأشارت الى انه «رغم العداء المر بين سلفاكير وزعيم المعارضة المسلحة رياك مشار، فإن المنزلين الفخمين اللذين يمتلكانهما، على مرمى حجر أحدهما من الآخر، في ليفي لافينغتون إحدى ضواحي العاصمة نيروبي».
ويشير التقرير الى ثروات هائلة لسلفاكير ومشار وكبار قادة الجيش الحكومي وأسرهم، في مصارف لافينقتون ورندا ونايري في كينيا.
الى ذلك، اتهم الناطق باسم الجيش الشعبي الحكومي في جنوب السودان، العميد لول رواي كوانق، الأمم المتحدة بإيواء عناصر مسلحة داخل مخيماتها في العاصمة جوبا. وقال في تصريحات للصحافيين أن عناصر من قوات المعارضة المسلحة بقيادة رياك مشار نفذوا هجوماً على مواقع تابعة للشرطة في حي جبل قرب جوبا. وبيّن أن عناصر من قوات المعارضة تحركوا من مخيم الأمم المتحدة وقاموا بإطلاق نار على مركز للشرطة، زاعماً أن قوات التمرد لا تزال موجودة داخل قواعد الأمم المتحدة في العاصمة جوبا.
كما وقعت اشتباكات عنيفة بين قوات معارضة تطلق على نفسها «الجيش الوطني لجنوب السودان» بقيادة الجنرال أقانغ أكول وقوات الجيش الحكومي في مناطق ماجوك نين ضيو في ولاية شمال بحر الغزال أول من أمس. ووفقاً لشهود، فإن المعارك العنيفة التي اندلعت بين الجانبين خلفت عدداً كبيراً من القتلى وسط القوات الحكومية التي فرت، مخلفة وراءها كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر.
وأكد القائد الميداني في الحركة الجنرال ملونق غرنق استعدادها التام لإسقاط حكومة سلفاكير ورئيس هيئة أركانه الجنرال بول مالونق أوان، قائلاً إن عملياتها العسكرية بدأت ولن تتوقف حتى تحرير جنوب السودان مما وصفه بـ «زمرة الفاسدين»، مشيراً الى ضعف معنويات الجيش الحكومي الذي يفر عناصره أثناء المواجهة وتتساقط قواته في المعارك بأعداد كبيرة.
وأضاف الجنرال أكانغ أكول أن حركته الجديدة تشكل تجمعاً عريضاً لقيادات موجودة في جوبا لم تفصح عن هويتها لأسباب أمنية، مضيفاً أن حركتها الأولى تحت مسمى «أنقذوا الوطن» تم تذويبها في التنظيم الجديد.
وفي تطور آخر، أعلنت المعارضة المسلحة بقيادة رياك مشار انعقاد اجتماعات المكتب القيادي في العاصمة الخرطوم، لمناقشة تداعيات الأحداث التي وقعت في جوبا أخيراً.
وقال الناطق باسم المعارضة جيمس قديت داك أن أعضاء المكتب السياسي ومجلس التحرير الوطني للحركة المعارضة، توجهوا من جوبا وكمبالا ونيروبي وأديس أبابا للمشاركة في اجتماع تشاوري في الخرطوم.
وسيكون الاجتماع الأول من نوعه منذ اندلاع القتال في عاصمة جنوب السودان، بين القوات الموالية للرئيس سلفاكير وأنصار مشار.
وهرب مشار من جوبا خلال القتال في تموز (يوليو) الماضي، وقيل أنه مشى لمدة 40 يوماً، لتنقله الأمم المتحدة من حدود جنوب السودان إلى الكونغو الديموقراطية، قبل أن تعلن الحكومة السودانية رسمياً أنها استقبلته لدواعٍ إنسانية، حيث أخضع للعلاج في إحدى المستشفيات الخاصة في الخرطوم. |