تجدّدت الاشتباكات في منطقة الهلال النفطي بشرق ليبيا أمس بين قوات السلطة الموازية بقيادة المشير خليفة حفتر وجهاز حرس المنشآت النفطية الموالي لحكومة الوفاق الوطني بعدما هاجم أفراد هذا الجهاز المنطقة سعياً الى استعادتها.
وتهدد هذه الاشتباكات خطط المؤسسة الوطنية للنفط التي تدير هذا القطاع الحيوي منذ عقود لمعادوة التصدير من موانئ هذه المنطقة المهمة بعدما أعلنت المؤسسة الخميس رفع حال "القوة القاهرة" عنها الامر الذي يتيح قانوناً بدء التصدير منها.
وتواجه ليبيا أزمة كبيرة في السيولة، ومعاودة تصدير النفط أمر بالغ الاهمية لبلد يعاني فوضى سياسية وانقسامات ونزاعاً عسكرياً متعدد الطرف منذ اطاحة النظام السابق عام 2011.
وفي ليبيا سلطتان تحظى كل منهما بدعم قوات مسلحة، حكومة الوفاق الوطني التي يعترف بها المجتمع الدولي والتي تتخذ طرابلس مقراً لها، وحكومة موازية تحظى بدعم البرلمان المنتخب تتخذ مدينة البيضاء في الشرق مقراً لها. وصرح الملازم في قوات السلطة الموازية محمد ابسيط: "تقدمت قوات حرس المنشآت (الموالي لحكومة الوفاق) هذا الصباح ونحن نخوض اشتباكات معها في مدينة راس لانوف".
وفي وقت لاحق، قال آمر القوة المكلفة حماية المنشآت النفطية في القوات التي يقودها حفتر العقيد مفتاح المقريف: "قمنا بصد هجوم الميليشيات... التي تقدمت مدعومة بأطراف خارجين عن القانون من غرب ليبيا حتى وصلت الى منطقة راس لانوف". وأضاف: "نلاحقهم في المنطقة... وقد تمكنا من اسر بعض عناصرهم".
وكان الناطق باسم جهاز حرس المنشآت التابع لحكومة الوفاق علي الحاسي قال في وقت سابق: "هاجمنا السدرة وراس لانوف وقوات حفتر تحاول استهدافنا بالطائرات".
ويقع الهلال النفطي الذي يضم أربعة موانئ تصدير رئيسية في منتصف الطريق بين مدينة بنغازي (على مساف ألف كيلومتر شرق طرابلس)، معقل القوات التي يقودها حفتر، ومدينة سرت (على مسافة 450 كيلومتراً شرق طرابلس) التي توشك قوات حكومة الوفاق الوطني أن تستعيدها بعد أربعة أشهر من المواجهات مع تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش).
وشنّت القوات المناهضة لحكومة الوفاق الوطني بقيادة حفتر هجوماً على المرافئ النفطية الاسبوع الماضي، وتمكنت خلال ثلاثة أيام من السيطرة على كامل المنطقة بعد طرد جهاز حرس المنشآت التابع لحكومة الوفاق بقيادة ابرهيم الجضران منها. وانفجرت الجمعة سيارة مفخخة في مدينة بنغازي خلال تظاهرة دعم لحفتر. |