الأثنين ٢٥ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: أيلول ١٩, ٢٠١٦
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
لبنان
من دير الزور إلى حلب الهدنة تترنَّح وواشنطن وموسكو تتبادلان الاتهامات بالمسؤولية
اهتزت أمس الهدنة السارية في سوريا بفعل الغارات الجوية الدامية للائتلاف الدولي على الجيش السوري في دير الزور بشرق البلاد السبت، وغارات أخرى هي الاولى منذ اسبوع على حلب، الأمر الذي يثير مخاوف من اشتعال هذه الجبهة الرئيسية في النزاع مجدداً. وسجل هذا التصعيد مع تصاعدت حدة اللهجة بين راعيتي الهدنة الولايات المتحدة وروسيا اللتين تتبادلان الاتهامات بعرقلة وقف النار.

ومعلوم ان واشنطن وموسكو توصلتا مطلع أيلول الجاري الى اتفاق ينص على وقف للنار بدأ سريانه مساء الاثنين الماضي ثم مدّد مرتين حتى مساء الجمعة الماضي، في ظل معارك محدودة على جبهات سورية عدة. كما ينص على ايصال مساعدات الى المناطق المحاصرة، الا ان القوافل المحملة بمواد الاغاثة لا تزال تنتظر الضوء الاخضر.
ولم يعلن راعيا الاتفاق تمديده فترة اضافية. وكان الجيش السوري أعرب عن التزامه الهدنة سبعة أيام.

وزاد التوتر السبت بعدما أعلنت موسكو ان طائرات للائتلاف الدولي شنت أربع غارات جوية على مواقع للجيش السوري قرب مطار دير الزور، مما اسفر عن "مقتل 62 جندياً سورياً واصابة مئة". أما "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له، تحدث عن مقتل "أكثر من 90 عنصراً من قوات النظام".

وأوضح الائتلاف الدولي ان قواته "اعتقدت أنها ضربت موقعاً قتالياً لتنظيم الدولة الإسلامية كانت تراقبه لبعض الوقت قبل القصف". وأكد انه "ما كان ليستهدف عمداً وحدة عسكرية سورية" وانه سيبحث في ملابسات الغارة.

دمشق
وصرحت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الاسد لـوكالة الصحافة الفرنسية" بان الغارات الاميركية كانت "مقصودة"، مشددة في الوقت عينه على التزام بلادها الهدنة السارية في البلاد. وقالت: "نعتقد ان الضربة مقصودة... كل المشاهد العينية والوقائع على الارض لا تظهر انه كان هناك خطأ أو مصادفة، انما كل شيء كان محسوباً وداعش كان على علم به، وحين دخل داعش، توقفت الغارات".

وأضافت: "نحن ملتزمون الهدنة، والهدنة سارية حتى انتهاء مدتها، ربما مددت ومن الممكن ان يجري التوافق على شيء ما، فالمشهد السياسي متحرك جداً... أعتقد ان بعض الجهات في الولايات المتحدة لا تريد الاتفاق، جهة تتفق مع الروس، وجهة أخرى ترفض الاتفاق... ما يبدو لنا، وهي ليست معلومات، ان البيت الابيض يريد الاتفاق في حين يرفضه البنتاغون".

وتلت الغارات الاميركية معارك عنيفة قرب مطار دير الزور حيث شن الجيش السوري هجوماً مكنه من استعادة مواقع خسرها أمام الجهاديين اثر غارات الائتلاف الدولي. وقال مصدر عسكري: "تحول الجيش السوري من الدفاع الى الهجوم" في منطقة جبل ثردة المطل على مطار دير الزور العسكري بعدما كان "تراجع نتيجة القصف الاميركي".

ويذكر ان التنظيم الجهادي يسيطر على كامل محافظة دير الزور باستثناء مطار دير الزور العسكري واجزاء من مدينة دير الزور، مركز المحافظة.
وخلال المعارك صباح الاحد، أسقط الجهاديون طائرة حربية للجيش السوري، كما أعلن "داعش" في بيان.
وأكد الاعلام السوري اسقاط طائرة حربية في دير الزور ومقتل قائدها.

تصعيد أميركي - روسي
ودعت موسكو الولايات المتحدة الى "اجراء تحقيق شامل واتخاذ اجراءات لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل". واعتبرت ان "ما قام به الطيارون، اذا لم يكونوا كما نأمل ينفذون أوامر واشنطن، يراوح بين الاهمال الاجرامي والدعم المباشر لارهابيي تنظيم الدولة الاسلامية".
وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: "البيت الأبيض يدافع عن الدولة الإسلامية... الآن لا يمكن أن يكون ذلك محل شك".

بيد ان المندوبة الاميركية الدائمة لدى الامم المتحدة السفيرة سامنتا باور قالت في الأمم المتحدة إن زخاروفا ينبغي أن تخجل من ذلك الزعم. وقال المندوب الروسي الدائم السفير فيتالي تشوركين إن روسيا لا تملك "دليلاً محدداً" على تواطؤ الولايات المتحدة مع متشددي "داعش".

وتتراشق الولايات المتحدة وروسيا منذ أيام الاتهامات باعاقة تطبيق الاتفاق حول سوريا الذي يستثني "داعش" و"جبهة فتح الشام" ("جبهة النصرة" سابقاً قبل اعلان فك ارتباطها بتنظيم "القاعدة").

وترى روسيا ان الولايات المتحدة لم تف بالتزاماتها، وخصوصاً في ما يتعلق بالتمييز بين الفصائل المعارضة وعناصر "جبهة فتح الشام"، في حين هددت واشنطن بعدم التنسيق عسكرياً مع روسيا في حال عدم ادخال المساعدات الى المناطق المحاصرة.
وابدت روسيا استعدادها الجمعة لتمديد الهدنة 72 ساعة لكن الولايات المتحدة لم تتخذ موقفاً رسمياً من ذلك.
وفي نيويورك، اتهم وزير الخارجية الفرنسي جان - مارك ايرولت النظام السوري بانه المسؤول الرئيسي عن انتهاك الهدنة.

توتّر في حلب
وتضاف الى هذا التوتر، غارات جوية استهدفت الاحياء الشرقية في مدينة حلب السورية للمرة الاولى منذ بدء الهدنة في سوريا قبل نحو اسبوع.
وقال "المرصد السوري: "استهدفت طائرات حربية أحياء كرم الجبل وكرم البيك والصاخور وحي الشيخ خضر في مدينة حلب بأربعة صواريخ، مما أسفر عن سقوط جرحى". ولم يتمكن من تحديد ما اذا كانت الطائرات روسية او سورية.

وصرح الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال ايغور كوناشنيكوف بان "الوضع متوتر اليوم في حلب، وعدد عمليات القصف التي قامت بها مجموعات المعارضة للمواقع العسكرية الحكومية والاحياء السكنية يزداد". واشار الى أن المتشددين هناك يستعدون لعمليات عسكرية واسعة النطاق ضد الجيش السوري.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع أن روسيا سجلت 50 انتهاكاً لاتفاق الهدنة في سوريا خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.

جبهات أخرى
وعلى جبهات اخرى، وخصوصاً في الغوطة الشرقية لدمشق وريف حمص الشمالي وريف اللاذقية الشمالي، تجدّدت الغارات الجوية والاشتباكات بين قوات النظام والفصائل المقاتلة والاسلامية.
وأعلن فصيل "فيلق الرحمن" التابع لـ"الجيش السوري الحر" في ضواحي دمشق في بيان على الانترنت أن مقاتليه دمروا دبابة تابعة للحكومة السورية وقتلوا جنوداً بعدما حاولت القوات الحكومية اقتحام جوبر للمرة الثانية هذا الأسبوع.

وقال المرصد السوري إن ثمانية أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب كثيرون بجروح بالغة عندما ألقت طائرات هليكوبتر براميل متفجرة على بلدة في المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة من محافظة درعا الجنوبية.

حي الوعر
في غضون ذلك، حذر مقاتلون في المعارضة السورية من أن أي إجلاء لأشخاص من الضاحية الأخيرة التي تسيطر عليها المعارضة في مدينة حمص سيصل إلى حد إنهاء التزام الحكومة الهدنة بعدما أعلنت الدولة أن هذا الإجلاء سيبدأ اليوم.

وجاء في بيان مشترك للفصائل الثورية المسلحة و"الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية": "في حال تم إخراج أي شخص من (حي) الوعر أو من أي منطقة محاصرة في سوريا أو إذا استمرت عمليات الضغط والإرهاب العسكري والنفسي لإخراج أهالي هذه المناطق يكون النظام قد أنهى بشكل صارخ التزامه أي هدنة مطروحة وستستمر جميع الفصائل الثورية في ممارسة حقها المشروع في قتالها له".

مقتل 90 جندياً سورياً في غارات للائتلاف على دير الزور واشنطن أبدت أسفها وموسكو رأت تهديداً لاتفاق وقف النار

زادت الغارة الجوية للائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة على مواقع الجيش السوري في دير الزور بشرق البلاد السبت، التوتّر بين واشنطن وموسكو، الأمر الذي من شأنه ان يهدّد اتفاق الهدنة في سوريا بعد حوالى اسبوع على بدء تنفيذه.

يخوض الجيش السوري معارك عنيفة قرب مطار دير الزور حيث شن هجوماً مكّنه من استعادة مواقع خسرها أمام الجهاديين اثر غارات جوية للائتلاف الدولي سقط فيها عشرات الجنود السوريين.

وقال مصدر عسكري لـ"وكالة الصحافة الفرنسية": "تحول الجيش السوري من الدفاع الى الهجوم" في منطقة جبل ثردة المطل على مطار دير الزور العسكري، بعدما كان "تراجع نتيجة القصف الاميركي".
وأفاد مصدر آخر في مطار دير الزور ان "الجيش استعاد معظم النقاط التي تسلل اليها داعش في جبل ثردة بغطاء جوي كثيف من الطائرات الروسية والسورية".

ويسيطر تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) على كامل محافظة دير الزور باستثناء مطار دير الزور العسكري واجزاء من مدينة دير الزور، مركز المحافظة.
وأورد "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له أن القصف الجوي الروسي أسفر عن مقتل "38 عنصراً من تنظيم الدولة الاسلامية".

وقالت وكالة "أعماق" التابعة لـ"داعش" إنه خلال المعارك صباح الاحد اسقط الجهاديون طائرة حربية للجيش السوري. وأكد المرصد السوري مقتل قائدها.
وكان "داعش" شن اثر غارات جوية للائتلاف، هجوماً على مواقع الجيش السوري مكنته من السيطرة على جبل ثردة.

وأعلنت موسكو السبت ان طائرات للائتلاف الدولي شنت أربع غارات جوية على مواقع للجيش السوري قرب مطار دير الزور، مما أسفر عن "مقتل 62 جندياً سورياً واصابة مئة". أما المرصد السوري فتحدث عن مقتل "أكثر من 90 عنصراً من قوات النظام".

وأوضح الائتلاف الدولي ان قواته "اعتقدت أنها ضربت موقعاً قتالياً لتنظيم الدولة الإسلامية كانت تراقبه لبعض الوقت قبل القصف".
وشدد على أنه "ما كان ليستهدف عمداً وحدة عسكرية سورية" وانه سيبحث في ملابسات الغارة. وأشار الى انه أنهى العملية فور تلقيه تحذيراً من موسكو من أن الموقع المستهدف ربما كان تابعاً للجيش السوري.

وأصدر الجيش الاوسترالي بياناً الاحد عن مشاركته في الغارات الجوية على دير الزور، قائلاً في الوقت عينه إن "أوستراليا ما كانت لتستهدف عمداً وحدة عسكرية سورية".

روسيا تطلب إيضاحات
وعقد مجلس الامن اثر تلك التطورات جلسة طارئة بطلب من روسيا.
وطلبت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا من واشنطن "تفسيرات وافية ومفصلة... أمام مجلس الأمن".

وأسفت المندوبة الاميركية الدائمة لدى الامم المتحدة السفيرة سامنتا باور بدورها للغارة. وقالت: "إذا تبين لنا أننا فعلاً قصفنا عناصر من الجيش السوري، فتلك لم تكن نيتنا. ونحن نأسف طبعاً للخسائر في الأرواح".

أما المندوب الروسي الدائم السفير فيتالي تشوركين، فاعتبر الغارات الجوية "نذير شؤم" للاتفاق الاميركي- الروسي في سوريا.

وتتراشق الولايات المتحدة وروسيا منذ أيام الاتهامات باعاقة تطبيق اتفاق وقف النار في سوريا الذي يستثني "داعش" و"جبهة فتح الشام" ("جبهة النصرة" سابقاً قبل اعلان فك ارتباطها بتنظيم "القاعدة").

وقالت الخارجية الروسية في بيان شديد اللهجة إن الغارات "تندرج بين الإهمال الجنائي والتآمر المباشر مع إرهابيي الدولة الإسلامية". ورأت أن الواقعة هي نتيجة للرفض الأميركي "المتعنت" للتعاون مع موسكو في محاربة "داعش" و"جبهة فتح الشام" و"جماعات إرهابية أخرى".

وصرح الناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" بيتر كوك عبر البريد الالكتروني: "على رغم أننا لا نزال نحاول تحديد كل الحقائق، فإذا كنا هاجمنا بطريق الخطأ موقعا للجيش السوري فإننا نأسف لذلك وخصوصاً لوقوع خسائر في الأرواح." ولاحظ أن المسؤولين الروس لم يبدوا قلقاً السبت عندما أبلغوا أن طائرات الائتلاف ستعمل في المنطقة التي حصل فيها الهجوم.

الموقف الاميركي
وجاء في بيان صادر عن قيادة القوات الأميركية في الشرق الأوسط أنه "في وقت سابق اليوم، شنت طائرة تابعة للتحالف غارة في جنوب دير الزور، في سوريا".
وأضاف أن "قوات التحالف اعتقدت أنها ضربت موقعاً قتالياً لتنظيم الدولة الإسلامية كانت تراقبه لبعض الوقت قبل القصف. لقد أوقفت الغارة فوراً حين تبلغ مسؤولو التحالف من مسؤولين روس إمكان أن يكون الأفراد والآليات المستهدفين تابعين للجيش السوري".

وأصدرت القيادة المركزية الاميركية بياناً جاء فيه أن الغارة حصلت في منطقة سبق للائتلاف أن استهدفها. وقد أعلم الروس قبل شنّها، وهي خطوة تدخل ضمن "الآداب المهنية" لتجنب خطر التصادم بين طائرات الائتلاف والطائرات الروسية فوق سوريا، لكن ذلك ليس إلزامياً.

ولفتت الى أن "سوريا هي مسرح عمليات معقد مع وجود قوات عسكرية وميليشيات مختلفة تعمل في محيط قريب، لكن الائتلاف لم يكن ليستهدف عمدا وحدة عسكرية سورية". وأضاف أن " الائتلاف سيبحث في ملابسات هذه الغارة لمعرفة ما إذا كان يمكن استخلاص دروس منها".

وصرح قائد "جبهة فتح الشام" أبو محمد الجولاني في مقابلة مع قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية بأنه "لن نسمح ولا الفصائل باستمرار حصار مدينة حلب"، ووجه الشكر الى الفصائل لرفضها استهداف مجموعته.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
ماكرون يتوقع الأسوأ... والحريري يدرس الاعتذار
الفاتيكان يدعو البطاركة إلى «لقاء تاريخي» لحماية لبنان
البنك الدولي: لبنان يشهد إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية العالمية منذ منتصف القرن 19
عون: الحريري عاجز عن تأليف حكومة
اشتباكات متنقلة في لبنان على خلفيّة رفع صور وشعارات مؤيدة للأسد
مقالات ذات صلة
حروب فلسطين في... لبنان - حازم صاغية
نوّاف سلام في «لبنان بين الأمس والغد»: عن سُبل الإصلاح وبعض قضاياه
حين يردّ الممانعون على البطريركيّة المارونيّة...- حازم صاغية
عن الحياد وتاريخه وأفقه لبنانياً
جمهوريّة مزارع شبعا! - حازم صاغية
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة