الخرطوم - النور أحمد النور كلّف الرئيس السوداني عمر البشير وزير خارجيته ابراهيم غندور المشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بعد رفض واشنطن منحه تأشيرة لدخول أراضيها، بينما نفت الخرطوم أن يكون غياب البشير عن قمة زعماء دول الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا «إيغاد» التي استضافتها العاصمة الصومالية مقديشو بسبب مخاوف في شأن قرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيفه. وسبق أن أعلن البشير أنه سيشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكن الولايات المتحدة تباطأت في منحه تأشيرة دخول لأراضيها. وسيترأس وزير الخارجية إبراهيم غندور الوفد السوداني المشارك في الدورة الـ71 لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك تحت عنوان: «قمة الأمم المتحدة المعنية باللاجئين والمهاجرين»، نيابةً عن البشير. وقال غندور إن الحوار مع الولايات المتحدة مستمر على كل المستويات، لافتاً إلى أنه سيزور واشنطن في هذا الإطار. وجدد سعي الخرطوم إلى بناء علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن الحوار مستمر مع واشنطن على كل المستويات، سواء عبر السفارة الأميركية في السودان أو وزارة الخارجية. وأوضح غندور أن البشير غاب عن قمة زعماء دول «إيغاد» في مقديشو التي عُقدت لمناقشة الأوضاع في جنوب السودان، معتذراً لأن الموعد غير مناسب إذ تصادف مع ثاني أيام عيد الأضحى، كما تلقت الحكومة السودانية رسالة رسمية من أمانة سر هيئة «إيغاد» تفيد بتأجيل القمة، وعندما تمسكت القيادة الصومالية بعقدها في موعدها كلّف السودان سفيره في مقديشو المشاركة نيابة عن البشير.
ولدى سؤاله عما اذا كان غياب البشير عن القمة له صلة بالوجود الغربي في الصومال، أكد غندور أن الرئيس سافر قبل شهرين إلى جيبوتي وفي مطارها قوتان أميركية وفرنسية. وكان وزير خارجية الصومال عبد السلام عمر قال إن سبب غياب البشير عن قمة «إيغاد» يعود إلى أن حضوره يشكّل انتهاكاً لأمر القبض الصادر من المحكمة الجنائية الدولية بحقه.
وكانت تقارير ذكرت منذ يومين إن نائب الرئيس السوداني بكري صالح ربما سيحضر القمة بدلاً عن البشير بسبب ضبابية الموقف الصومالي من المحكمة الجنائية الدولية، الأمر الذي أكده وزير الخارجية الصومالي بوصفه حضور البشير يُعدّ تحدياً للجنائية الدولية، ما دفع السودان إلى خفض مستوى المشاركة إلى درجة سفير.
على صعيد آخر، اعتبرت حكومة جنوب السودان، أن التقرير الذي يتهم الطبقة السياسية والعسكرية في البلاد باستغلال الحرب الأهلية للإثراء، لا يعدو كونه «حماقة مطلقة». ويتهم التقرير الذي نشرته مجموعة «ذي سنتري»، التي شارك الممثل الأميركي جورج كلوني في تأسيسها، النخبة السياسية والعسكرية وفي مقدمها الرئيس سلفاكير ونائبه السابق زعيم المعارضة المسلحة رياك مشار بالإثراء خلال النزاع الأهلي. وأورد أن عائلات النخب السودانية الجنوبية الحاكمة «تعيش غالباً في الخارج في قصور فارهة ثمنها ملايين الدولارات وتمضي إجازاتها في فنادق خمسة نجوم وتستفيد من نظام المحسوبية وصفقات الشركات المشبوهة.
لكن الناطق باسم الرئاسة، أتيني ويك أتيني اعتبر أن «التقرير خادع وله دوافع سياسية»، مضيفاً: «معظم المعلومات خاطئة. نعم، هناك فساد في جنوب السودان، لكن هذا التقرير لا يفصّل الأمر».
كذلك نفى مسؤول الإعلام في المعارضة المسلحة، فوك بوث تورط مشار في سرقة أموال وامتلاكه منازل في دول الجوار، موضحاً أن التقرير أشار إلى امتلاك مشار منزلين أحدهما في العاصمة الكينية نيروبي، والآخر في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا. وأضاف بوث أن المنزلين تم استئجارهما من جانب مشار، وأن زعيم المتمردين لا يملك أي منزل في الخارج، مبيناً أن استئجار منزل في أي مكان ليس جريمة.
السلطات في جنوب السودان تغلق صحيفة بارزة
جوبا، واشنطن - رويترز، أ ف ب قال رئيس تحرير صحيفة «نيشن ميرور» اليوم (الأربعاء) إن السلطات في جنوب السودان أغلقتها بعد أن نشرت تفاصيل تقرير أصدرته جماعة مقرها الولايات المتحدة يزعم أن زعماء البلاد أساءوا استخدام أموال الدولة.
وأبلغ رئيس التحرير اورليونز سايمون تشولي «رويترز» أن السلطات لم تقدم سبباً لإغلاق الصحيفة اليومية التي تطبع حوالى 2500 نسخة ولها موقع إلكتروني. لكنه قال إنه ربما يكون له صلة بنشر تقرير جماعة «يو إس سنتري» في شأن الفساد.
وستزيد هذ الخطوة مخاوف الجماعات الحقوقية في شأن حرية الإعلام في جنوب السودان. واحتجزت السلطات صحافيين وأغلقت بشكل موقت منافذ إعلامية مع تأجج حرب أهلية في البلد الأفريقي الذي تأسس قبل خمس سنوات. ولم يصدر تعقيب فوري من الحكومة ولم يتضح على الفور إلى متى سيستمر إغلاق الصحيفة.
وقال تشولي إن مسؤولين أمنيين استدعوا هيئة التحرير وأمروا بإغلاق الصحيفة قائلين إنها «تنغمس في أنشطة مخالفة لوضعها». وأضاف قائلاً «هذا ما لا يمكننا أن نفهمه... ما هو الوضع الذي يقصدونه وما هي الأنشطة... إننا في الواقع لا نعرف هل له صلة بتقرير سنتري أو مشكلتنا السابقة (مع السلطات)».
وأغلقت الصحيفة موقتاً في 2015 عندما كتبت مقالاً عن انسحاب قوات الحكومة من منطقة في شمال البلاد أثناء الحرب الأهلية التي تفجرت في نهاية 2013 . ووقع اتفاق سلام بين الرئيس سلفاكير ميارديت ونائبه السابق رياك مشار في آب (أغسطس) 2015. لكن الاتفاق واجه أشهراً من المشاحنات قبل أن يتفجر القتال بين الجانبين مجدداً في تموز (يوليو) هذا العام في العاصمة جوبا. وغادر مشار البلاد منذ ذلك الحين.
وصدرت الصحيفة أمس تحت عنوان رئيس يقول «كير.. مشار جنرالان متورطان في تقرير سنتري عن الفساد؟». واتهم تقرير «سنتري» زعماء في طرفي الحرب الأهلية وعائلاتهم بالتربح من الصراع وجمع ثروات من خلال صلات مع مصرفيين وتجار أسلحة وشركات نفطية. ونفى متحدثون باسم سلفاكير ومشار الاتهامات.
وأغلقت السلطات أيضاً صحيفة بارزة أخرى هي «جوبا مونيتور» بضع مرات. واحتجز أيضاً رئيس تحريرها ألفريد تابان في تموز الماضي وهو ما قال نشطاء إنه مرتبط بعمود كتبه عن القتال في ذلك الشهر. وقالت أنغيلا كوينتال من «لجنة حماية الصحافيين» في بيان في تموز «نحضّ الرئيس سلفاكير على اتخاذ كل الخطوات الضرورية لحماية الصحافيين في جنوب السودان وضمان ألا ينتهك حقهم في حرية التعبير».
من جهتها، اتهمت الولايات المتحدة المسؤولين في جنوب السودان اليوم بـ «نهب خزائن الدولة»، وذلك بعد يومين على صدور تقرير «سنتري». وأيدت وزارة الخارجية الأميركية التقرير وحذرت من أنها ستتخذ إجراءات.
وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية مارك تونر أن «وزارة الخارجية تدرس إجراءات يمكن أن تتخذها لكف مسؤولين في جنوب السودان عن الفساد». وتابع تونر «نحن نعمل بشكل وثيق مع مجموعة سنتري لضمان استخدام المعلومات التي جمعتها للغاية المنشودة لذلك».
والولايات المتحدة من أبرز الدول المانحة لجنوب السودان ولعبت دوراً أساسياً في دعم نضاله من أجل الاستقلال في العام 2011. إلا أنها عبرت عن خيبة أملها الشديدة إزاء الفوضى والحرب الأهلية التي تسبب بها الخلاف بين سلفاكير ونائبه السابق مشار.
وتابع تونر «في الوقت الذي كان المسؤولون ينهبون فيه خزائن الدولة، ظلت الدول المانحة من بينها الولايات المتحدة تؤمن دعماً متواصلاً لشعب جنوب السودان»، ومضى يقول «خاب أملنا جداً بأن زعمائهم فشلوا في أن يضعوا صراعاتهم الشخصية وسعيهم لكسب الثروات جانباً من أجل خير شعبهم».
جورج كلوني ودون تشيدل يدعوان إلى وقف نهب موارد جنوب السودان
آخر تحديث: الثلاثاء، ١٣ سبتمبر/ أيلول ٢٠١٦ (٠٩:٤٦ - بتوقيت غرينتش) واشنطن ـ رويترز
أفاد تقرير نشره أمس (الإثنين) الممثلان جورج كلوني ودون تشيدل بأن زعماء طرفي الحرب الأهلية في جنوب السودان وعائلاتهم تربحوا من النزاع.
ودعا الممثلان في مؤتمر صحافي للإعلان عن التقرير، المجتمع الدولي إلى وقف التدفقات المالية للزعماء من خلال عقوبات أشد.
ويأتي التقرير بعد تحقيق استمر عامين وأجرته مجموعة «سنتري» التي شارك في تأسيسها كلوني وزميله الناشط جون بريندرجاست للبحث في تمويل الحروب في أفريقيا، كما يأتي في وقت تهدد الأمم المتحدة بفرض حظر على مبيعات السلاح لحكومة جنوب السودان.
وقالت المجموعة أن شبكة من الوسطاء الدوليين تضم تجار سلاح في أوكرانيا وشركات مقاولات في تركيا وشركات تعدين في كينيا ومستثمرين صينيين منخرطة في مشروعات مشتركة في قطاعي المقامرة وشركات الأمن الخاصة في جنوب السودان.
وأفاد التقرير بأن كلاً من سلفاكير مَيارديت رئيس جنوب السودان ونائبه السابق ريك مشار والجنرالات العسكريين سرقوا المال العام واشتروا منازل وسيارات فاخرة وجنوا ثروات لأنفسهم ولأفراد عائلاتهم من خلال حصص في مشروعات نفطية وأخرى تجارية.
ونفى ناطقون باسم مَيارديت ومشار أن يكون للزعيمين ممتلكات في كينيا أو في أي دولة أفريقية أخرى كما زعم التقرير.
وقال التقرير كذلك أن «بول مالونغ قائد جيش جنوب السودان الذي يحصل سنوياً على نحو 45 ألف دولار يملك منزلين فاخرين على الأقل في أوغندا علاوة على قصر ثمنه مليونا دولار في منطقة سكنية بالعاصمة الكينية نيروبي.
وقال كلوني في المؤتمر الصحافي: «تورط زعماء جنوب السودان خلال السنوات الخمس الماضية في ارتكاب فظائع هائلة ضد مواطنيهم وتجويع واغتصاب بينما ينهبون موارد الدولة ويحققون ثراء لأنفسهم ولعائلاتهم».
وأضاف: «الحقيقة البسيطة هي أنهم يسرقون الأموال لتمويل أفراد ميليشياتهم الذين يهاجمون ويقتل بعضهم بعضاً. إن الأمر يشمل تجار سلاح ومحامين دوليين وبنوكاً دولية وعقارات دولية».
وقال ناطق باسم رئيس جنوب السودان السبت الماضي قبل إعلان التقرير الذي كان نشره محظوراً قبل أمس، أن كير ليس لديه أي ممتلكات في نيروبي، كذلك نفى الناطق باسم مشار أن يكون لمشار أي ممتلكات في نيروبي أو أديس أبابا.
وقال كلوني أن المجموعة تعتزم الضغط على الرئيس الأميركي باراك أوباما ومسؤولين آخرين في الإدارة الأميركية لفرض عقوبات تستهدف زعماء جنوب السودان وتجميد أصولهم في الخارج.
وضخت الولايات المتحدة 1.5 بليون دولار في جنوب السودان على رغم المخاوف الواسعة النطاق من وجود فساد.
وقال المدير السابق للشؤون الأفريقية في مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض بريندرجاست أن «الخطأ الفادح للمجتمع الدولي هو أنه لم يعط العفن في أساس الحكومة الجديدة في جنوب السودان اهتماماً كافياً».
|