اتفق وفدا مفاوضات السلام في اليمن التي تنظم في سويسرا السبت على تشكيل لجنة "محايدة" لفرض احترام الهدنة النظرية القائمة، ومع ذلك تواصلت انتهاكات وقف إطلاق النار مع اقتراب القوات الحكومية من العاصمة صنعاء، وسط إعراب المبعوث الأممي اسماعيل ولد شيخ احمد عن قلقه البالغ في شأن هذا الخروقات، مؤكدا في الوقت نفسه استمرار محادثات السلام بين الاطراف المتحاربة في سويسرا.
وجاءت تعليقاته بعدما بدا ان وقف النار الهش قد انهار في أعقاب سيطرة القوات الموالية للحكومة على بلدتين كان يسيطر عليهما الحوثيون. لكن انتهاكات الهدنة لم تتوقف، إذ أعلنت مصادر عسكرية أن القوات الموالية للحكومة اليمنية أصبحت السبت على مسافة 40 كيلومترا من العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون.
وواصلت القوات الحكومية الضغط في مديرية نهم في محافظة صنعاء، بعد تحقيق تقدم كبير في محافظة مأرب شرق العاصمة. وفرضت القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي مدعومة من قبائل المنطقة حصارا على قاعدة فرضة العسكرية في نهم شمال شرق العاصمة. وعلى رغم قرب القوات من العاصمة، إلا أن الكيلومترات الأربعين التي تفصل بين نهم وصنعاء هي في الغالب منطقة جبلية وعرة. وعزز الموالون مكاسبهم في الجوف بالسيطرة على مديريتي الغيلة والمتون، وفقا لمصادر في "المقاومة الشعبية" الموالية لهادي.
وقال الزعيم القبلي في "المقاومة الشعبية" أمين العكيمي إن المديريتين سقطتا في يد القوات الموالية بعد اشتباكات مع المتمردين الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح. وقال العكيمي إن القوات الحكومية تتجه حاليا إلى الغرب، باتجاه معاقل المتمردين في محافظتي عمران وصعدة، اللتان تقعان إلى شمال العاصمة تماما.
وقالت مصادر عسكرية إن قوات هادي المدعومة من التحالف العربي الذي تقوده السعودية، أرسلت تعزيزات إلى حزم السبت، بما في ذلك دبابات وعربات مدرعة.
ودعا المبعوث الخاص "جميع الاطراف الى احترام الاتفاق والسماح بالدخول دون عوائق الى البلاد لتوزيع المساعدات الانسانية الى اكثر المناطق تضررا في اليمن". وجاءت تصريحاته بعد اليوم الرابع من محادثات السلام الصعبة التي اجرى خلالها شيخ احمد "العديد من اللقاءات مع المشاركين" فيها. وقال ان المناقشات "ركزت بشكل خاص على القضايا الامنية في اليمن في ظل التطورات الميدانية المقلقة" مؤكدا على ان الجانبين "جددا التزامهما بوقف النار". وقال عضو في الوفد الحكومي للمفاوضات "هناك توافق على انشاء لجنة عسكرية محايدة تكلف مراقبة وقف النار".
من جهته، دعا الرئيس الاميركي باراك أوباما اطراف النزاع في اليمن الى احترام الهدنة، مؤكدا على "الحاجة الملحة" لاحترامها. وقال البيت الابيض في بيان ان اوباما شدد خلال مكالمة هاتفية مع نائب رئيس مجلس الوزراء الاماراتي الشيخ منصور بن زايد آل نهيان على "الحاجة الملحة لأن تحترم كل الاطراف وقف اطلاق النار في اليمن" والتوصل الى حل دبلوماسي للنزاع.
وأعلنت الأمم المتحدة الخميس إنه تم التوصل إلى اتفاق حول الاستئناف "الفوري والكامل" لايصال المساعدات الانسانية إلى مدينة تعز في اليمن. لكن مجموعة إغاثة محلية أشارت إلى أن أي مساعدة من الأمم المتحدة لم تصل إلى المدينة، متهمة المتمردين بقطع طرق الإمداد. |