يقدم "مجلس سوريا الديموقراطية" الذي هو عبارة عن تحالف عربي كردي غير مسبوق، برز في تصديه لتنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش)، نفسه قوة معارضة جديدة لا يمكن تجاوزها على الساحة السورية وسيشارك في مفاوضات من المزمع اجراؤها في غضون اسابيع مع النظام السوري.

وتكمن اهمية المجلس، في رأي محللين، في "ذراعه العسكرية" المتمثلة بـ"قوات سوريا الديموقراطية" وعلى رأسها "وحدات حماية الشعب" الكردية الاكثر فاعلية في مواجهة الجهاديين وذات النفوذ على أراض سورية واسعة وخصوصاً في شمال البلاد وشمال شرقها.

وتحدثت مصادر عدة عن مساع يقودها المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا لضم "مجلس سوريا الديموقراطية" الى وفد المعارضة الموحد الذي شكّل في مؤتمر المعارضة الاخير في الرياض في 11 كانون الاول . ولم يشارك "مجلس سوريا الديموقراطية" بصورته الحالية في هذا المؤتمر.

وقال مصدر في المعارضة، إن اجتماع نيويورك "سيبحث مجدداً في مسألة تشكيل وفد موحد من أعضاء مؤتمر الرياض ومجلس سوريا الديموقراطية".

وأفاد عضو "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" سمير نشار ان "هناك معلومات غير مؤكدة أن الاميركيين وعدوا الروس بالاتفاق مع دو ميستورا على ضم صالح مسلم (رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي، الحزب الكردي الاهم في سوريا وضمن المجلس) وهيثم مناع (أحد رئيسي "مجلس سوريا الديموقراطية")، الى وفد المعارضة".

وأبدى مناع في مقابلة مع "وكالة الصحافة الفرنسية" "استعداد مجلس سوريا الديموقراطية للحوار مع هيئة الرياض كجزء من المعارضة سواء لتكوين وفد مشترك أو الاتفاق على ميثاق وطني وخريطة طريق لسوريا". وقال إن عقد المؤتمر التأسيسي الاول لـ"مجلس سوريا الديموقراطية تزامن "مصادفة" مع اجتماع الرياض.

وفي العاشر من كانون الاول تلاقت مكونات سياسية عدة في مدينة المالكية بشمال شرق سوريا لوضع حجر الاساس في تشكيل "مجلس سوريا الديموقراطية". وسيعقد اجتماع ثان في التاسع من الشهر المقبل خارج البلاد "ليؤطر مجموعة كبيرة من التنظيمات" التي لم تتمكن من المشاركة في مؤتمر المالكية.

وضم اجتماع الرياض الاسبوع الماضي للمرة الاولى منذ نشوب النزاع في سوريا مكونات مسلحة وأخرى سياسية أهمها "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" و"هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي". وشكلت هيئة من 33 عضواً للتفاوض مع النظام.

ورفض تيار "قمح" الذي يرأسه مناع المشاركة فيها لاسباب عدة أبرزها غياب مكونات أساسية من اكراد وارمن وضعف التمثيل المسيحي. ويضم "مجلس سوريا الديموقراطية" مكونات عدة بينها "حزب الاتحاد السرياني"، و"حزب الاتحاد الديموقراطي" الكردي، و"الحزب الاشوري الديموقراطي"، و"البيت الايزيدي"، وغيرها.

ويحمل مناع، البالغ من العمر 64 سنة، لواء العلمانية وحقوق الاقليات.